أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - جنة الشيطان














المزيد.....

جنة الشيطان


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 05:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


قديما قالوا " إن الدينار وسيلة للعيش والكلمة وسيلة للتعبير، ولكنهما يمكن أن يكونا وسيلة للقتل " .. فما يدور في رحاب أرضنا الذي وصفها الخالق ب" المباركة " من استغلال للوضع الاقتصادي المتردي جعل من الدينار فقط وسيلة للقتل دون العيش ، كما جعل من الكلمة أيضا وسيلة لتغييب الوعي دون التعبير ، في تلاق واضح وصريح لصالح ترسيخ صراع ايديولوجي معمد بالدم لا يخدم إلا المحتل، ما يجعلنا لا نفرق ما بين جنون البقر وجنون البشر في مشهد تراجيدي مضحك مرده الاساس هو أننا شعب يرزخ تحت نير الاحتلال ولا يتحكم فيه إلا عصابات المافيات من جهة والعصابات الحزبية من الجهة الاخرى .
والمفارقة أننا اندفعنا نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية تم التوافق عليها بتوقيع اتفاق " مكة " لرص الصفوف وتوحيد الرايات والاهداف واعلاء صالح الوطن والمواطن فوق أي اعتبارات أخرى في وجه التصلب الاسرائيلي ، إلا أن الفشل الذريع الذي منيت به هذه الحكومة وضعنا في حالة شبيه بالمعدة المحرومة الجائعة التى فتحت شهيتها التوافقية أوسع من قدرتها الوطنية، فانتفخت ليصيبها المرض العضال المتمثل في عسر هضم الحروب الحزبية.
فليس ببعيد عن الذاكرة المراق على جانبيها الدم ، تدور الدوائر لنعود الى المربع الاول من كابوس الاقتتال الداخلي الذي تصورنا أننا في طريق التخلص منه بوحدتنا المنشودة ، ليتضح لنا أن وحدتنا باتت أشبه ما تكون بالحلم الهائج الذي يتخطى قدراتنا على الفعل ، والقدرة المبتورة التى لا تتخطى جرأتنا على البوح بما يعترينا من أمراض على المستوى الفكري والسياسي والاقتصادي ، ما يؤكد أن المسافة الفاصلة بين أوهام التفاؤل وتواضع التنفيذ هي ذاتها مسافة التناقض بين الحلم والكابوس.
وهاكم الحجة...حلمنا برص صفوف الوحدة فمنحونا حكومة محاصصة ماضية من فشل الى فشل وصولا الى مقايضة بدأت على المراكز العليا ولم تنته عند الوظائف الدنيا..وحلمنا برفع الحصار فجعلوا منا شعبا متسولا لا يحلم الا بالدولار..وناشدنا الديمقراطية فمارسوا علينا شيئا اقرب ما يكون الى الديكتاتورية المطبقة لثقافة القطيع في شريعة الغاب.
وتلك شواهد مرئية..هنا قتل وقصف وخطف واغتصاب، وهناك شعارات زائفة غارقة بالمتناقضات..والشماعة الدائمة اما الاحتلال واما ضيفنا القديم الجديد الفلتان، وكثير ما يوصف هذا الاخير بالمجهول وما هو بمجهول، ما يقطع الشك باليقين بانهم لا يريدون لنا الخير وربما لا يستطيعون وضع الحلول.
فإن سجال المشاريع التصفوية الدائر في غزة التي أصبحت بؤرة الخلاف الفصائلي المستمر إنما يرسخ شهوة الإنتقام والثأر في حرب ضروس في بلد مطحون في سياق صراع قذر على مناصب هلامية لقادة يتلاهون بمصائر البلاد والعباد بأياد مرتزقة لا تصوب السلاح إلا نحو صدور الاخوة والاشقاء.
ففي ظل إنتظار قرار ممنوع من الصرف ستستمر مفرمة اللحم البشري في الطحن، ما يؤكد أن الوضع مرشحا للعبور نحو التقوقع حول مجانية الموت، ما دمنا لم نزل نعتبر أمراء الحرب مكونا اساسيا من مكونات النظام السياسي الفلسطيني.
أيا أيها المجرمون الحالمون بالجنة .. اكتبوا أسفاركم بحروف الدم واحملوا تعاليمكم العصبوية لمن لا يفهم إلا مفاهيم الدمار عوضا عن مضامين الوطن ، ولا تقتربوا من قرأة الكتب السماوية، فقط تمسكوا وفسروا ورددوا كما شئتم ما جاء بسفر التكوين " بدون سفك دم لا تحصل المغفرة " فنحن لا نختلق الاكاذيب ولا نبشر
بالخراب ولكن فعل اياديكم لا يعدو إلا كونه فتنة عمياء في جنة الشيطان



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمراء الكلام في المشهد الفوضوي
- الحرب الالكترونية
- -أم الهياكل- بين المعيار المهني والأكاديمي
- بين حضانة الموت والفلتان بعض أخبار معروفة
- شركة الكهرباء بين بيارق الأمل والأعباء
- الساكن والمتحرك بين التباعية العربية والقضايا المصيريه
- بسام زكارنه بين جهده النقابي وطواحين الهواء
- العرب وحماس وحتمية التوافق
- الديمقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة 2-2
- الديقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة ح1
- ثقافة الاستقطاب والتساؤل أنت فتح أم حماس؟
- الطابور الثالث وقانون الغاب
- وطن في مزاد علني
- في إنتظار مجزرة جديدة من المسؤول؟
- إحتراف الصمت
- على هامش فضيحة نعلين: ظاهرة كلامية بين الشعار والممارسة
- تخصيب اليورانيوم الفلسطيني بين الهرولة والمراوحة
- إذا هبت رياحك فاغتنمها
- على بعد خطوات راقصة
- حصاد الفراغ


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - جنة الشيطان