أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمان حلاّوي - أزمة المثقف العربي مع النص المقدس














المزيد.....

أزمة المثقف العربي مع النص المقدس


جمان حلاّوي

الحوار المتمدن-العدد: 2358 - 2008 / 7 / 30 - 07:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كنت أتحاور مع أحد المثقفين حول موقع المرأة في النص القرآني وتوضيح هذه النصوص (المقدسة!!) التي تهينها وتحط من مكانتها في المجتمع ، وكنت احمل قرآنا" أقرأ منه لزميلي هذه النصوص ، وفجأة وقع القرآن من يدي على الأرض .. جفل صديقي فجأة وبهت مذهولا اثر سقوط ( المقدس!!) سألته : مابك؟!، أجابني مغمغما" : لاشيء ، لاشيء...

أين يقع النص المقدس من فكر المثقف العربي ؟!

عندما تقرأ في المواقع الأكثر تقدمية وعلمانية ترى أن مثقفينا عندما يأتون على سيرة المقدس يقفون عنده وهم يقرأون البسملة والتعوذ من الشيطان الرجيم قبل أن يجتازوه!! كما في مقالة أستاذنا الموسومة ( الحوار مع القردة والخنازير : فاقد الشيء لا يعطيه) كمثال لا الحصر ، حيث كانت المقالة مفعمة بانتقاد حوار الأديان الأخير وعن ماذا يتحاورون مادام كل ينصب للآخر فخاخه ..الخ، لكنه أستهل مقالته : نازعتني النفس الشريرة في أن أكتب أو لا أكتب عن حوار الأديان ...الخ .. فالأستاذ يعتبر مناقشة الموضوع المتعلق بالأديان هو بسبب روحه الشريرة التي تخرب الأمور وتغوي القارئ الغافل !!!!
يا أخي متى نتحرر ؟ متى نتجرد من تراكماتنا الدينية من أجدادنا البسطاء وأسلافهم الذين عاشوا وماتوا جياعا" بسبب الإقطاع يسحقهم بالعمل مقابل حفنة شعير وعدة تمرات والذي بالمقابل ينصب كل عاشوراء مضيفا" طوله مائة متر يحكي قصة باكية لمقتل أولياء الله ،ويبكي قبل الباكين والسوط مخبأ تحت فراشه !!
يجب أن نكون قد المسؤولية في نقل رسالتنا العلمانية حاضنة المنهج العلمي المتحرر من كل الأيديولوجيات المربكة للحقيقة المنطقية ..ونحمل رأيا حقيقيا" صادقا " راسخا" في تقويض تفاهات من اجتمع للتحاور حول الأديان وتقويض أسس النص المقدس وزبانيته الجهلاء وإذلالهم بالمنهج العلمي الذي يعلمنا أن الأرض لم تخلق بجملة ( كن فيكون ) وكما في النص التوراتي (في البدء خلق الله السماوات والأرض ( وهنا الأرض والسماوات على كفتي ميزان متكافئة ، بل وأكثر من ذلك حين اعتبرتها الكنيسة مركز الكون )..و في اليوم الأول أمر الله : ليكن نور فصار نور ، ورأى الله النور فأستحسنه وفصل بينه وبين الظلام ( وكأن كل له كيان بذاته وليس الظلام وهو ظاهرة عدم وجود إنارة !!) ثم في اليوم الثاني خلق الله الجلد وفصله عن الأرض وسمى الجلد سماء ... الخ من النص التوراتي )

هكذا تعلمنا النصوص المقدسة حول نشوء الكون بهذه الفانتازيا الهزلية ولم تنقل لنا حقيقة ما حصل لأن واضع النصوص لا يعرف حقيقة ماحصل .. لايعرف أي شيء عن نشوء الكون أصلا" من أنّ هناك سدم وحرارات مكبوتة ولدت ضغوط هائلة انفجرت قبل ملايين السنين بما يسمى ( السوبرنوفا ) وما زال الانفجار مستمرأ كما صورها تلسكوب (هابل) العائم في الفضاء وأثبتها موضحة في الإزاحات الموجية الحمراء للمجرات ( والإزاحة الحمراء تطبيقيا" هو انفلات الجسم نحو الخارج ضد اتجاه المركز/ للمتشككين بحصول السوبرنوفا ) بعد ملايين السنين من حصول الانفجار بسبب اتساع الكون، وأرسلها إلى مركز المراقبة الأرضي وعرضت على تلفزيونات العالم ،
إن حصول السوبرنوفا جاء ضرورة حتمية لاتساع الضغوط الداخلية للسدم الغازية ذلك لملء الفراغ الكوني لإتمام الاختلال التوازني لتتمازج الجسيمات متناقضة الشحنة المتهيجة متأصّرة وتتكون الكتل المتضاربة بجزيئاتها المهدرجة ( نسبة إلى عنصر الهيدروجين ) لتنفلق انفجارات نووية (كما في الشمس الحالية)فتتفسخ أجزاء منها وتنفلت متسارعة تبرد في هروبها فتقتنصها جاذبية تلك الشموس المتحركة بدورانها الذي لا يتوقف فبرزت الكواكب .. ألخ، هذه عجالة . أما قصة ظهور الحياة والوعي فقد تطرقت لها في مقالاتي السابقة ولا يحتمل التكرار ، هكذا يفهمنا العلم المنطقي ( يمكن الرجوع إلى ديالكتيك الطبيعة / فردريك أنجلز الذي كتب هذا الحدث الهائل في القرن التاسع عشر !.)

وخلاصة القول : أما أن نفهم الحياة بتجرد وعلمية أو نعترف بأننا لانستطيع على ذلك وكما قال شكسبير ( أكون أو لا أكون ) لا أن نبرز أفكارنا مهزوزة أمام الناس بسبب معتقد الأجداد ونقدم اعتذارنا للنص المقدس حين نناقش أمره .. والأفضل في هذه الحال أن نصمت ولا ندعي ما ندعيه مجرد كلمات تملأ المواقع .. مجرد أن نكتب ونلصق صورنا لنقول ( شوفونا نحن نفتهم . نحن النخبة !!!! ) إن أردنا أن نعلن الحرب الحقـّة على المقدس وزبانيته يجب أن نتحلى بالذكاء والتجرد من المعتقد المتراكم ونحمل الملكة الثقافية من دراسة للعلوم التطبيقية ، واستخدام المنطق في كل خطوة نخطوها ، وموازنة أية ظاهرة ،وقراءة ماكتبه المفكرون الأحرار الذين دلـّونا على هذا الطريق أمثال ماركس و أنجلس (دون تأليههم هم أيضا") وقبلهم سبينوزا الذي اسس للأتجاه المادي في الازمنة الحديثة و لابلاس صاحب نظرية الكرة الضبابية التي انفجرت وصدرت منها الأجرام السماوية وكوبرنيكوس الذي برهن أن ليس الأرض مركز الكون بل جرم يدور حول الشمس, والحلاج وأخوان الصفا تلك الحركة السرية العقلانية التي ظهرت واختفت ولم يعرف أصحابها سوى كتابات متناثرة توضح نهجهم المثير للجدل خوفا" من إرهاب سلطة العباسيين الثيوقراطية آنذاك ، بل وحتى المعتزلة الذين شككوا بعقلانية النص القرآني وحاولوا تأويله ليكون أكثر انسجاما" مع الواقع (راجع مؤلفات د. محمد عمارة / المعتزلة ومشكلة الحرية الإنسانية / ثلاثية الفلسفة ومشكلة الحكم )

فالمقدس هو: معادلة غير متوازنة ولا يمكن تفسيرها منطقيا" ولا يمكن إدخال الحركة في صيرورتها ، وهي في مكان خرافي لا وجود له كونه خارج مواصفات المادة بأشكالها... وأن توازنت وأصبحت حقيقة موجودة ستسقط داخل الكون المادي وفي حضن الطبيعة وستفقد قدسيتها لأنها ستفقد خوارقها غير المتوازنة, لتمسي مدنـّسة ، و تشمل بالفناء !!

Email/ [email protected]



#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة- عاصمة الزنج ) / الجزء الثامن
- أوجه الفكر الديني الحقيقية
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء السابع
- المرأة في النص الألهي ( اغتصاب مريم العذراء أنموذجا- )
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء السادس
- حوار الاديان أم الغاء الاديان
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء الخامس
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء الرابع
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء الثالث
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء الثاني
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء الاول
- مسرحية (أحرار )
- مسرحية ( في أنتظار النتيجة ) مسرحية من شخص واحد
- مسرحية ( أبو الزمّير )/ مسرحية من شخص واحد
- مسرحية ( آمال )
- مسرحية ( سلاّبة )
- مسرحية ( رحلة الصالح )
- مسرحية ( المجنون )


المزيد.....




- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمان حلاّوي - أزمة المثقف العربي مع النص المقدس