أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمان حلاّوي - مسرحية ( في أنتظار النتيجة ) مسرحية من شخص واحد















المزيد.....

مسرحية ( في أنتظار النتيجة ) مسرحية من شخص واحد


جمان حلاّوي

الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 09:38
المحور: الادب والفن
    


( يدخل الممثل المسرح حافي القدمين متلفتا" فيما الإضاءة تامة ،
ناظرا" باستمرار من حيث دخل )
( هناك جمهور وهمي على كتف المسرح الايسر يحدد المخرج وضعهم )

( مخاطبا" الجمهورالوهمي ) : يكولون هنا مهرجان المونودراما وأنتو جايين تشاهدون مسرحيات المهرجان . مو صحيح ؟ آنة أيضا" أحب المسرح ..
آنه واحد منكم وما أختلف عنكم بشي : راسي , رجلي , عيوني .. لكن اختلف عنكم بشي واحد وراح تعرفونه بعدين. هو مو اختلاف جوهري , لا..لا . هي مسألة حسابية فكرت بيهه وي نفسي ردت لها حل .. احنه نسوي شي .. نخلقه وبعدين نبدي نعبده , نخليه يسيطر علينه ونترجاه يحل مشاكلنه..

( مخاطبا" شخصا" ما خلف الكواليس ) : دقيقتين مو كلت لك , دقيقتين وأطلع . أي مايخالف , دقيقتين مو أكثر

( مخاطبا" الجمهور مؤشرا" تجاه الكواليس ) : انطيته جم فلس حتى خلاني أدخل عليكم .
كلت له : عندي حجاية أحجيها وأطلع
كلـّـــــي : بس أستعجل لاتطوّلهه تره ممنوع !!
حطيت بيده جم فلس فوكهن ....
كلــّـــــي : ممنو....ن

المهم انتو جايين هنا حتى تشوفون مسرح , جيد . المسرح يخلّي الواحد يشوف نفسه ,
هنا اللي تشوفونه مايختلف عن برّة أبدا" : برّه واحد زائد واحد يساوي اثنين
وهنا واحد زائد واحد يساوي اثنين !!
لا تتوقعون هنا الواحد زائد واحد يساوي تلاثة أبدا"..!!
أو مثل ما يكول البرت آينشتاين : واحد زائد واحد يساوي واحد على أساس سرعة الضوء
نهائية , احنه مو يم هذا الموضوع ..
الواحد زائد الواحد يساوي اثنين وين ما نروح , هي قاعدة حطيناها وابتلينه بيهه..
وانتو تدرون ماراح تشوفون غير( واحد زائد واحد يساوي اثنين ) لكن متعلمين تنطون
فلوس , وقسم منكم استغل صلة القرابة والصداقة يمكن ويه مدير المسرح أوأحد الممثلين
وذوله سوّوا براسه فضل حتى يشوف هنا ( واحد زائد واحد يساوي اثنين ) !
أي مو هي موجودة بكل مكان : بالشارع , بالبيت , وين ما نروح , بس المهم حتى يكولون هذا مثقف والله , من النخبة , يشوف مسرح !!

أو بعض الناس عاجبهه تشوف ( واحد زائد واحد يساوي اثنين ) ممثّلة و مرمّزة واحتمال
التلاعب بالقاعدة وارد , لذلك ماتريد تقوم بالدور.. تريد ممثل يقوم بالدور وهي تنزوي
وتشاهد مثل التلصص ويسمونه بلغة ما أدري منوهمّ ( فيتيش Fetish ) وهو مرتاح
و يكرّز حب لو شاميّة !!
ومن يتجاوز الممثل على القاعدة ويسوّيها ( تلاثة ) مو ( اثنين ) تكول ويّه نفسها :
هم زين أحنه خارج قوس وكبالنه واحد ضحى بنفسه . واحنه ما علينه .. احنه بس نباوع
احنه شعلينه , هذا مسرح رسمي و ماخذ إجازة عرض وكل شي حسب الأصول ..
إخوان تره ( واحد زائد واحد تساوي اثنين ) وما تصير تلاثة و محد يكدر يسويها ثلاثة
بس خسرتوا فلوس بلاش . ومنو راح يرجّعها لكم . همّه ما صدكوا أخذوا فلوس .

الكل تاخذ فلوس والكل يريد فلوس حتى يراووكم ( واحد زائد واحد يساوي اثنين ) نوبة
بالاحمر ونوبة بالاخضرعلى أساس هناك صراع خفي وراح نحلها بالكلام والاشارات
والتلميحات .

آنه أخذت من وقتكم وصاحبنه ( مؤشرا" تجاه الكواليس ) يأشر لي , يكلّي خلصت فلوسك
لكن كبل ما أطلع اكل لكم انتو ما راح تشوفون الا الدور اللي تحاولون تتخلصون منّه ..
تتهربون منّه , بس يظل هوّ عايش وياكم ..

( مخاطبا" الشخص الوهمي خلف الكواليس ) : ها نبدي استاد ؟!!
( مخاطبا" الجمهورالوهمي ) : تره آنه الممثل بالمسرحية اللي تنتظروها !!
( مخاطبا" الشخص الوهمي خلف الكواليس ) : أي شلون أبدي التمثيل ؟ غير تطفون
الإنارة وتسلطون spot عليّ ؟!
أي صار , صار آنه جاهز
( يقوم بحركات سويدية للإحماء )
( مخاطبا" الجمهورالوهمي ) : راح نبدي التمثيل , لا تتململون , بس أنتظر مهندس الإنارة يطفي
الاضوية ويسلّط spot عليّ .. هشّكل يبدي المشهد اللي ينص ان هناك واحد يريد ينهي حياته وحسب مزاجه , يريد يحطم القاعدة اللي تكول ( واحد زائد واحد يساوي اثنين ), وآنه اللي راح أقوم بهذا الدور .

(أطفاء تام للأنوار , spot على الممثل وقد وضع حبل المشنقة في رقبته يحمل طرفها بإحدى يديه , وقد أخرج لسانه مطلقا" أصوات اختناق .)
(يحاول شنق نفسه لكنه لا يستطيع فطرف الحبل بيده ولم يعلّقه ! )
(يركض في أنحاء المسرح وحلقة الحبل في رقبته وطرفه بيده يجرّ به , لكنه لايوفّق بشنق نفسه.)
(يسقط على الأرض لاهثا" )
( إنارة )
الممثل : ما يصير هالشكل أشنق نفسي , لازم اعلّك الحبل بالسكف ..
أف والله مهزلة يعني حتى أحطم ( واحد زائد واحد يساوي اثنين ) لازم أطبّق ( واحد زائد واحد يساوي اثنين ) حسب الاصول , لكن مايخالف وأمري لله بس بمزاجي وبإرادتي . نعم بإرادتي ..
( ينظر الى السقف ) : المشكلة الحبل قصير .. ورطة .. كلت لبو الحبال : أريد حبل قوي
يتحمّل ثقل جسمي !
فتح عيونة متعجب حسباله آنه من هواة تسلّق الجبال ومنطقتنه مابيها جبال !!
جاوبته : يابه آنه اريد أشنق نفسي ليش هالصفنه ؟ تره الدنيه ما تسوه صفنه
باوع لي زين , باوع لرقبتي , أستوعب المسألة وكلّي( مقلدا" صوته ) : كل شي بسعره , أكو حبل نايلون مثل هذا , وأكو حبل ليف . حبل الليف يموّت بسرعة بس سعره غالي .. تعرف هذا شغل أيد مو شغل مكاين مثل النايلون .. تريد تموت زين أدفع أكثر !!
جاوبته : لكن آنه ما عندي فلوس تكفي وأريد أموت شلون ؟!
كلّي ( مقلدا" صوته ) : مايصير , تدفع فلوس أكثر تموت أسرع .. النايلون يتزحلك على رقبتك , يعني يخنكك بس وما تموت بسرعة , تتلوّع بموتتك !!بس سعره أرخص ..
جاوبته : يمعوّد ساعدني حتى أموت بسرعة !!
كلّي ( مقلدا" صوته ) : أستغفر الله اساعدك حتى تموت بسرعة , يعني انطيك حبل الليف بسعر النايلون ؟ من أكابل ربّي باجر شكلّه ؟ بس على الاقل من تدفع فلوس حبل الليف بالكامل صارت عملية تجارية بيع وشراء , والدين والقانون محللها , يعني ما ساعدتك على الموت . موهذا حرام . أدفع أخويه أدفع !!

رحت أبيع ساعتي حتى أشتري الحبل. كلت ويّ نفسي : بعد آنه شسوّي بالوقت مادام راح أموت والسلام !
أبو الساعات ما نطاني سعر بساعتي . ضحك علي وكلّي( مقلدا" صوته ) : هاي ساعتك ماتسوه فلس !!
جاوبته : أي هاي الساعة اللي عارضها مو مثل ساعتي , أشو السعر عليها خيالي !
كلـّـــّي ( مقلدا" صوته ) : شوف , اللي يريد الوقت يدفع بيه فلوس , واللي ما عاجبه الوقت ما يحصّل من وراه فلوس !!
( ويّه نفسي ) : خوش حجي والله !

رجعت لبو الحبال : الله يخليك ساعدني أريد أموت نفسي وما دبّرت فلوس !
جاوبني( مقلدا" صوته ) : انّا لله وانّا اليه راجعون , انطيني عمّي حذاءك يسد فلوس الحبل . انت شلّك بالحذاء خو مو راح تتنزه بي بالآخرة !
نطيته الحذاء ونطاني حبل بس كصير بكد فلوسي والحذاء , وكلّي : هذا بكد ما نطيتني عن الحلال والحرام . علكه بسكف ناصي !!
منين أجيب السكف الناصي . نسيت أكلّه راح أشنق نفسي بالمسرح وماكو مسرح سكفه ناصي !!

( يحاول شنق نفسه مرة أخرى بسحب الحبل بيده , لكنه لايستطيع . يخلع الحبل من رقبته
ويرميه ..)
الممثل : ما كو فايدة آنه فشلت , ومدير المسرح يسب ويلعن , يريدني أقوم بدوري وأشنق نفسي على الوجه الاكمل حتى لا تشعرون انتو دفعتوا فلوس بلاش مقابل واحد ما يعرف بشنق نفسه ..
بأمكانكم تساعدوني حتى أشنق نفسي..
ما تكدرون , انتو جايين تباوعون بس, هاي مشكلة ...
انزين , نعقد أتفاق تكولون بيه: احنه شنو راح نستفاد اذا هذا شنق نفسه ؟!
لكن هي هم عملية تجارية : دفعتوا فلوس حتى تكعدون تباوعون موضوع يعادل ما دفعتوا من أجله .
آنه اللي لازم امثّل . أنه اللي لازم أشنق نفسي وبأرادتي حتى احقق مضمون المسرحية اللي تنسف قاعدة ( واحد زائد واحد يساوي اثنين )

صوت خارجي : بابا ليش تريد تموّت نفسك ؟
بابا أرجوك احنه ننتظر جيتك ؟!
الممثـــــــــــــل : ابني لعد شلون أعيشكم , هذا العمل اللي وراه أكدر أعيشكم
صوت خارجي : بس انت راح تموت بابا ؟
الممثــــــــــــل : هذا الدور الوحيد اللي حصلت عليه , وأذا ما أقبلة تموتون جوع !
( مؤشرا" الى الجمهور ) هم السبب , يريدون يشاهدون مسرح يرمز
لتغيير الواقع اللي عايشينه واللي مايكدرون يغيرونه
صوت خارجي : لكن بابا احنه شنو ذنبنه ؟
الممثــــــــــــل : حاولت الاتفاق وياهم , ماحرّكوا ساكن .. يريدون مسرح يصير بيه شي
مغاير للواقع حتى يتهامسون وقت الاستراحة : هذا الرمز يعني فلان
شي وذيج الحركة تعني فلان شي .
ويكعدون يحجون بالبراكماتية والسينوغرافيا الطليعية والحداثوية الزمكانية
لكن شنو الفايدة من يرجعون لحياتهم اليومية يمارسون وبكل دقّة وحسب
الاصول وضمن التراكمات القبلية والاسرية القاعدة ( واحد زائد واحد
يساوي اثنين)

(الى الجمهور بنفاذ صبر ) : الاتفاق وياكم مايفيد صار لي ساعة اتكلم ومحّد منكم تعّب نفسه وأنطه رأيه..
هذا آنه اللي واكف عليه مو خشبة مسرح أخوان .
وهاي اللي أمامي مو صالة مسرح .
هاي هيّ الدنية , وإذا شنقت نفسي كلكم راح تشاركوني بنسف القاعدة ( واحد زائد واحد يساوي اثنين )
" من يشاهد نسف القاعدة فهو ضمن أصولها وضوابطها ويعتبر مشاركا" بنسفها . والمشترك كالفاعل بل أكثر فهو المحرّض والعقل المدبّر .
ومن يقوم بالفعل ضمن أصول القاعدة يعتبر مجرد منفّذ لا أكثر !! "

( صوت صفارة الشرطة )

الممثــــل : واحد منكم اتخذ دور ( يهوذا الاسخريوطي ) .. خبّر الشرطة !
راح توصل الشرطة حتى ياخذوني وياخذوكم لأن القانون لايسمح لأحد ان
ينسف القاعدة , وأذا تخربطت القاعدة لازم تتخربط حسب ما هم يريدون
ويخططون ضمن أصول القاعدة نفسها

( صياح ديك ثلاث مرات )

الممثــــــــل : أنكرتموني ثلاثا" حين وصلت الشرطة وأنا لم أكمل كلامي بعد ..
لكني مازلت أؤمن بكم وسأخرج لكم بعد ثلاث ليالي بدمي ولحمي لأسمع
النتيجة المرجوة منكم .. ربما

( ستــــــــــــارة )

جمان حلاّوي
Email / [email protected]



#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية ( أبو الزمّير )/ مسرحية من شخص واحد
- مسرحية ( آمال )
- مسرحية ( سلاّبة )
- مسرحية ( رحلة الصالح )
- مسرحية ( المجنون )


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمان حلاّوي - مسرحية ( في أنتظار النتيجة ) مسرحية من شخص واحد