أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمان حلاّوي - مسرحية ( آمال )















المزيد.....



مسرحية ( آمال )


جمان حلاّوي

الحوار المتمدن-العدد: 2333 - 2008 / 7 / 5 - 09:56
المحور: الادب والفن
    



شخصيات المسرحية :
جميـل
آمـال
مدير المدرسة
سيدة البيت
الطالب احمـد
الطالب عصام
الطالب الثالث والرابـع
الشاب المنتحر والقهوجي
فتيات الباليــه : ثلاث فتيات بحدود الثامنة من العمر

ملاحظــة : الجو العام للمسرحية مأخوذ عن القصة القصيرة ( جسر الغربان ) القاص العراقي جنان جاسم حلاّوي ضمن مجموعته القصصية (عرائس البحر )، من منشورات وزارة الثقافة والإعلام 1981

( مدخـــــل )
(قبل رفع الستارة نسمع مارش وطني يذكرنا بثورة 14 تموز 1958)
(ترفع الستارة)
(صوت 1 + صوت 2 كل منهما يقرأ ما لديه في نفس الوقت بحيث يسمع المتلقي الصوتين في آن واحد وبوضوح مع قليل من التداخل ) .

صوت 1 : أيها الشعب العراقي الكريم ، بعد الاتكال على الله ومؤازرة المخلصين من أبناء الشعب والقوات الوطنية المسلحة أقدمنا على تحرير الوطن العزيز من سيطرة الطغمة الفاسدة التي نصبها الاستعمار لحكم الشعب والتلاعب بمقدراته لمصلحتهم في سبيل المنافع الشخصية .
أيها الشعب .. لقد اقسمنا أن نبذل دماءنا وكل عزيز علينا في سبيلكم فكونوا على ثقة واطمئنان أننا سنواصل العمل من أجلكم وأن الحكم يجب أن يعهد إلى حكومة تنبثق من الشعب وتعمل بوحي منه وهذا لا يتم إلا بتأليف جمهورية شعبية تتمسك بالوحدة العراقية الكاملة وعليه فأن الحكومة الوطنية تسمى منذ الآن ألجمهورية العراقية ...
صوت 2 (يتداخل مع صوت 1 ) : أعزاءنا المستمعين , والآن ننقل لكم آخر الأخبار حيث وردت أنباء مشوشة من المملكة العراقية تذكر أن حركة انقلابية قام بها نفر من ضباط الجيش المتمردين أطاحوا خلالها بالحكم الملكي هناك ...
وتتضارب الأخبار حول مصير جلالة الملك فيصل الثاني والعائلة المالكة , ولكن هناك تصريحات غير رسمية تذكر أن مجزرة قام بها المتمردون حدثت داخل قصر الرحاب ببغداد ..
سنقوم بتزويد المستمع الكريم بالتفاصيل حال ورود أية معلومات رسمية مؤكدة ..
هنا لندن ، دار الإذاعة البريطانية ...
( داخل بيت / مقعد وثير أمامه منضدة أنيقة ، وبجانبه منضدة اصغر و أكثر ارتفاعا" فوقها مذياع)
(تدخل سيدة البيت تلطم وتضرب على رأسها وخدودها ) سيدة البيت : ولج لحكي لي " أمال "!
ولج " آمال " وينج ، بعد ما أكدر أوكف على رجليّ ... (تدخل آمال المسرح مسرعة وهي ترتجف )
آمــال : شبيج عمّه .. شنو صاير ، أسم ألله ...
سيدة البيت: ولج كتلوا الملك .. صخام الصخّمنه !
آمــال : يا ملك عمّه ، ألله يخلّيج ، فهميني ؟!
سيدة البيت: ولج الملك فيصل وكل عائلته .. أنهجم بيتنه !
آمــال : عمّه ؟ مامعقوله ! يجوز أخبار جذب ..
سيدة البيت: لا موجذب .. موجذب ، هسّه أنطتهه لندن .. خو لندن ماتجذّب !!

(تركض آمال وتفتح الراديو )
صوت 1 : ... سنعيد عليكم بعد قليل ألبيان رقم 1 ألصادر من مجلس رئاسة الجمهورية الفتيّة وبصوت الناطق بأسم قادة الثورة الأحرار (عبد السلام محمّد عارف) ..كونوا معنا .
أيها الشعب العراقي العظيم ، ولم يزل العميل خائن الشعب والوطن( نوري السعيد ) أحد رموز الطغمة الفاسدة هاربا" ، و نهبب بالشعب العراقي العظيم بالقبض عليه حيّا"
أو ميّتا" وقد خصّصت مكافأة مجزية على رأسه .. هنا إذاعة بغداد .
(تطفئ آمال الراديو )
سيدة البيت: شفتي ! انقلاب ببغداد ، مو كتلج .. وين انروح ، سوّوهه المايخافون من
الله .
آمــال : لكن عمّه يكول الراديو الباشا نوري السعيد بعده ما ملزوم !
سيدة البيت: بلكت ربّي وبجاه أمير المومنين بعده عايش ويقضي على ذوله الظلاّم !
ولج أملاكنه تروح ، وبيتنه ينهجم ، وجماله أخوي الباشا ببغداد ما أعرف
مصيره شنو ، جان كلبي كارصني وكتله وكتهه لا تروح .. لا تروح ..
آمال شنسوّي هسّه ؟!
آمــال : نصبر وننتظر عمّه ، الله كريم ..

( صوت ضجيج خارج المسرح ومظاهرة تهتف بكلمات غير واضحة ، يضمحل الصوت)
( ظــلام )

سيدة البيت (بصعوبة وسط الظلام) : آمال لحكي لي بعد ما أكدر أحرّك رجلي !
( إنارة / يدخل " جميل " المسرح بدور ألراوي ويتم خلال ذلك إدخال ديكور ألصف الدراسي ).

( ألفصل الأوّل )

جميل : (بدور الراوي / فتيات الباليه يرقصن حوله )
يا سادة يا كرام ...
بعد هاي الاحداث الّلي سمعتوهه ..والّلي مرّت علينه كلنه ، تشاهدون الآن قصّة
هيّ محور مسرحيتنه والأحداث قبل شويّه لها علاقة أكيدة بالقصة
هاي القصة حقيقة عايشة ويّانه و مو أوهام ..
قصّة الشاب " جميل " ..
استاذ جميل .......

( يتردد في سرد القصّة )
أكول لا بأس لو نشاهد أحداث القصة سويّه
واحنه بهاي اللّمـّه الحلوه ، وجو الأحلام
لأن ما يحمله بعض الناس يهم كل الناس ...
راح نمثّل قصة أستاذ جميل ،
لأن المسرح هوّ واجهة الحياة
وما تصمد خشبة المسرح
اذا ما يوكف عليها الناس
لأنها تنّخر وياكلها الرّيماز .. صدكوني ، تنّخر و ياكلهه الرّيماز .!
ما أطيل عليكم أخواتي و إخواني .. عند مدخل محلّة الباشا بالبصرة القديمة ، أمام جسر الغربان ، هناك بيت شناشيل تحوّل إلى مدرسة يتكوّم عند بابهه و يم عرباين الباعه الطلاّب الزغار .. يشترون لفّات الفلافل بالعمبه ، الله شأطيبهه!! وبعدين يتراكضون داخلين المدرسة من يسمعون الجرص ، فتبتلعهم ظلمة بيت الشناشيل المدرسي ...
( صوت جرس المدرسة ، ولغط أطفال )
( داخل الصف / سبّورة معلّقة ، شبّاك معلّق ، رحلتين مزدوجة يجلس عليها كل من أحمد ،عصام ، الطالب الثالث والرابع وهم يتكلمون مع بعض بصوت عال )

جميل : انتباه .. انتباه يا أولاد ...
صباح الخير ، درسنه لهذا اليوم هوّ مزج الألوان ..
عصام: ستاد ، بلكت تعلّمنه موسيقى ، أشوفك أوكات تعزف بغرفة المعلمين
على العود ، وعزفك كلّش حلو !
جميل: الموسيقى يا أولاد عمل شاق ويحتاج لموهبه واذن موسيقية ، ثانيا" احنه
ما عدنه حصّة موسيقى الطلاّب: لا، ستاد الله يخلّيك فد شويّه !
جميل : ما يخالف ، كل شي أعلّمكم بس انخلّص حصّة الدرس ...
عصام ( واقفا") : ستاد فد شويّه !
الطلاّب( تضج) : فد شويّه .. فد شويّه !
جميل ( يضحك بأعتزاز ) : هدوء يا أولاد ، كلت لكم بعدين ..
الطلاّب : لا، ستاد ألله يخلّيك ، عفيه !
جميـل : بس شويّه ، وبعدين نرجع لدرسنه ، انزين ؟!

( يجلس الطلاّب بأدب واضح )
جميـل : انزين ، ردّدوا وراي : " دوووو"
الطلاّب : " دوووو"
جميـل : " ري ي ي "
الطلاّب : "ر ي ي ي "

( صوت مضخّم للطلاّب ضمن ترنيمة على العود تدخل فيها الأحرف الموسيقيّة )
جميل : كلّش زين ، وأكّد لكم كل صوت من هاي الأصوات ماله قيمه إذا
ما يدخل بيه الزّمن .. " الزّمن " !!

( ضربة موسيقيّة مفاجئة ومتصاعدة )
( مع نفسه ) ألزّمن .. كلمة ثكلى ، مجروحة ، محمّلة بالهموم .....
من يجي الأطفال للمدرسة راح يكبرون ويفقدون جزء من براءتهم ، راح
يعيشون وضع جديد ،ة وضع يظلّون تحت رحمة تقلّباته ، ومن يدري من
يكبرون ويواجهون الحياة وين راح تقودهم الأقدار ؟
( ينظر إلى الطلاّب ) براءة الأطفال بعيونهم ، باجر شراح يصيرون ؟
كل واحد راح يروح بصفحه شايل كومة هموم على جتافه ، اييه ...

( يفتح شبّاك الصف وينظر من خلاله )
راح تجي اجازتي ، ما أدري شلون راح أتحمّل الفراك ،
خمسميت كيلومتر راح تبعدني ، خمسميّه وأربعطعش يوم !!

( يضجّ الطلاّب وهم يرددون نغمة الأحرف الموسيقيّة )
جميل : سكوت يا أولاد ، ليش هالضجّه !!

( يدخل مدير المدرسة )
جميل : قيـام
م المدرسة : جلوس ، شنو هالضوضاء ، واصل الدرس رجاء" !
جميل ( للطلاّب ) : عرفنه شلون نمزج الألوان الأساسيّة .. وهسّه ...
م المدرسة( على انفراد مع جميل ) : ركّز على دروسك وتلاميذك استاذ جميل !
( وبإشارة مقصـودة ) وأشوف جاي يجي هوه بارد من الشبّاك
واحنه أبشته !!
جميل : حاضر ( يغلق الشبّاك )
( يهم مدير المدرسة بالخروج )
جميل : قيـام
( ظــلام / ثمّ إنارة )
( داخل بيت / مقعد وثير أمامه منضدة فوقها صينيّة فطور وقدح شاي )
( سيّدة البيت تلبس السواد جالسة على المقعد ، تدخل آمال )

آمال : شلونج هسّه ، عمّه ؟
س البيت: دوخه براسي ، ووجع بمفاصلي ..
آمال : أفركهم الج ؟
س البيت: لا آمال ، كملي شغلك ..
آمال : غسلت الهدوم وحضّرت الغده .. راح أطبخ اليوم مركة متأكدة تعجبك
عمّه ..
س البيت: بس لاتكثرين الدهن بالأكل .. الدهن موزين علي !

( إثناء حركة يدها تقلب سيّدة البيت كوب الشاي )
س البيت: شوفي ، جفيت الجاي عالكاع .. ايدي ترجف !
آمال : حاضر عمّه ، هسّه أنظّف المكان ..
س البيت: بنيّه طيبة آمال .. لو ما انت جان اسّويت !
آمال : أساعدك حتّى تستراحين بالفراش ؟
س البيت: لا ، آنه مرتاحه هالشّكل ، سوّي لي جاي غيره ..
آمال ( وهي تنظّف الأرض تحت قدمي سيّدة البيت ) : حاضر عمّه
( تخــرج )
س البيت ( منادية ) : وبعدين روحي للسوك ، الطبيب وصّاني آكل برتقال ،
حاولي تستنكين برتقال زين ، تره ذوله اتعلموا الغش ..
راحت أيّام الخير !

( تدخل آمال بيدها كوب شاي جديد )
آمال : على أمرج عمّه ، هسّه أروح ..
س البيت: تندلّين مكان الفلوس ؟ جوّه المخدّه ..
آمال : صار عمّة ..
س البيت ( مستاءة ) : آمـال ، كعدي يمّي شويّه !
( تجلس آمال على الأرض قربها محاولة فرك قدميها ، تمنعها الأخيرة بلطف )
س البيت: ماعندك كلام غير " حاضر عمّه .. صار عمّه.. على أمرج عمّة " !
ليش تبعدين وجهك عنّي دوم "آمـال" ؟
آمال : لا عمّه ، بس آنه ماريد أزعجك و اتعبك ،
أكول أعتني بيج أحسن من الحجي الواجد ..
عمّه انتي اللّي ربّيتيني حتّى كبرت ، وآنه عايشه ويّاج شلون ازعجك..
س البيت: يجوز قسيت عليك ، أكول ؟
آمال : لاعمّه ، انت طيبه وآنه ماأنسه فضلك ..
أكول ليش ما تذبّين السّواد ، مرّت عليج سنين وانت على هالحال ؟
س البيت: شلون أذبّه وصورة أخوي الباشا ، الف رحمة على روحه ، كبال
عيوني .. لا ما أذبّه لمـّن ما ألله ياخذ أمانته
( تتحسّر ثمّ تتمعّن بآمـال، وتتحسّس وجهها )
كبرت آمـال وكمت تعتنين بوجهك وشعرك !
آمـال : بعد ما أسوّيها عمـّه ، صدك وألمـن ؟!
س البيت: مو قصدي ، بس اتذكّرك وانت زغيره ، اييه .. وهسّه ماشاء الله
جبيره وكامله .. سنين طويله مرّت عبالك البارحه ..
آمال ( مطأطئه ) : أي عمّه ..
س البيت: يلاحكوك ولد الطرف مو ؟ أقصد يضايقوك .. كولي آمـال !
آمال ( بتلكؤ ) : لا عمّه !!
س البيت: سمعت بالولد اللّي انتحر ، وجان يلاحكج كبلهه ؟

( تحاول آمال ابعاد وجهها )
س البيت: كلّي المختار ! آمـال .. يمّه ، احجي لي ..
آمال ( بعد تردد ) : وشنو ذنبي آنه ، عمّه ؟!
س البيت: يعني تدرين ؟!
آمـال : أدري عمـّه .. بس شنو ذنبي آنه ؟!
س البيت( تمسّد شعر آمال ) : لا ، شنو ذنبك انت ، آنه هم كلت هالشكل ..
آنه أعرفك زين ، وفهّمت المختار والشرطة وماخلّيتهم
يشوفوك أصلا"، حتّى انت مادريتي من اجو .. لكن
أكول انتبهي لنفسك آمـال ، فاذا انتحر واحد هسّه
يجوز يعتدي عليك واحد غيره باجر !
اذا ضايقك احد كولي لي وموتسكتين ..
آمال ( مع نفسها ) : آنه شنو ذنبي يعذّبوني هالشّكل ...
ليش آنه اسّوّيت ؟
حتّى من تموت الناس أبتلي على عمري !
( مع س البيت) حاضر عمّه ، من رخصتك أروح للسوك ..
لا تسوّين شي ايتعبك على ماأجي ، ما أتأخر إن شاء الله.

( تخــــرج آمــــال )
س البيت ( مع نفسها ): انتبهي لنفسك آمال بعد ما أتحمّل مصايب أكثر .. أييه، راحت ناس
واجت ناس وآنه بّحدي بهالبيت محّد يسأل ويكول بنت الباشوات
اللي جان الكل ينحني لها ويتمنّه مرضاتها هسّه شلون عايشه ..
هيّ هم العيشه بعد هالعمر ماتسوه .. بس هم زين آمال يمّي وتخفف
عنّي وحشتي وتداريني ، والله لو جنت أكدر أمشي ماخلّيتها
تروح للسوك وحدها كدّام العيون وولد الحرام .!
( ظـــلام )
( Spot / جميل يقابل آمال وهي بعباءتها وعلاّقة السوق )
جميل : العفو .. أكدر ..آخذ .. فد ثانية من وقتك ؟

( تحاول آمال الابتعاد خائفة )
جميل : فد ثانية من وقتك ألله يخلّيك !!
آمال ( باستغراب ) : شنو؟!!
جميل ( بتلجلج ) : آنه .. ! !
آمال ( بخوف ) : شتريد ؟ !
جميل : لا ، العفو ما أريد شي ، أو بالحقيقة ردت ...
آمال( مخنوقة الأنفاس ) : انت شتريد .. عمّه لحكي لي آنه بّحدي ..
جميل ( مع نفســه) : جميل اضبط أعصابك وركّز تفكيرك وحدّد شتريد تكول،
تره مسافة الألف ميل تبدي بهاي الخطوة ..
حاول تهدئتها ولا تخلّيها تشعر بالخوف منّك ..
( مع آمــال) أرجوك هدأي ، ما أكدر أحجي وانت متوتّرة هالشّكل
أريد لك كل الخير صدكيني !
آمال : منو انت؟ روح وخّر عن دربي ، تره هسّه ألـمّ الناس عليك !!
جميل : ألعفو ، أرجو ألمعذرة ، آنه معلّم بهاي المدرسة ، و ...

( تجتــازه آمـال بارتباك )
جميل : لحظة من فضلك ، أرجوك سمعيني !
آمال ( ملتفتة نحوه ) : شتريدني أسمع ، ماتستحي؟
جميل : ماقصدت مضايقتك ، العفو ردت آكول ...
آمال ( مرتبكة وبصوت عالي) : كول ، احجي !!
جميل : احنه جيران وآنه صرت ابن طرفكم ولو اسكن بعيد ، ولهذا السبب يهمني
وضعك ....
آمال : يهمّك وضعي ؟! شبيه وضعي، وبعدين منو انت حتّى تحاجيني هالشّكل موعيب ؟!
جميل : احنه أهل طرف تره ، ليش ماخذه الأمور بحسّاسيّة .!
ردت أعرف وضعكم لا أكثر خصوصا" وأطفالكم عدنه بالمدرسة ....

( تبتعد آمال متذمّــرة )
جميل ( يمطّ بكلماته) : احنه أهل طرف وولدكم عدنه ..
( مع نفسـه ) : آنه اسّويت !
آمال ليش.. ليش تهجرني نظراتك ، ليش آمـال ؟!
آمال ( مع نفسـها) : ليش يلاحكني هذا الرجّال ، شيريد ؟
هاي أكثر من مرّه أشوفه يباوع لي من شبّاك المدرسة ...
شلون جرأة ويحاجيني بنص الطرف .. هم زين عافني !
بس هوّه مامبيّن عليه من ذوله اللي لازمين الدرب ..

( فتيات الباليـه يرقصن حول آمـال )

جميل ( مع نفسه) : جان تصرّفك غلط من حاجيتهه بهاي الصورة والكل يباوعلك .
لعد شلون ، شسوّي ؟
هاي شبيك تخبّلت وما تدري شجاي اتسوّي ؟!
شلون ؟ فهّموني شلون أتصرّف .. آمال أعتذر ، ماجان قصدي
أضايقك كدّام الناس ..

( فتيات الباليـه يرقصن حول جميل )

آمال ( مع نفسها ) : مبيّن عليه ابن عائلة ، لكن ولد العوائل مايتصرّفون هالشّكل
لازم أحاجي عمتي عنّه ...
لا ليش هالعجلة ، يجوز راد شي ثاني ومانطيته مجال ، وجماله
صيّحت عليه وكتله " ماتستحي " شكد عيب !!
بس ليش ما يجي للبيت ويحاجيني كدّام عمتي ، صدك ليش ؟!
لازم عنده شي !
أي عنده شي ، خل ارجع للبيت مالازم البرتقال لأن أخاف
هذا الرجّال يظل يلاحكني ...
بس شلون ، شكلهه لعمتي ؟ لا، خل أروح للسوك بسرعة
أشتري البرتقال وأفضها...

( فتيات الباليـه يرقصن حول آمـال )
( إنارة / داخل البيت ، تدخل آمال )

س البيت ( بعصبيّة ) : وين جنت آمال ، تأخّرت وردت أطيح !
آمال : ليش كمتي عمّه ؟
س البيت ( بنفس النبرة ) : ردت أروح للحمّام . اخذيني آمال آنه ما أكدر حتى
أوكف ..

( تضع آمال علاّقة البرتقال وتنزع عباءتها وتهم بمساعدة س البيت )

س البيت : منو هذا اللي حاجاج بالدرب ؟
آمال ( متفاجئة ): هوّ .. هوّ ، ما أدري عمّه ؟!!
س البيت ( وهي تضغط على ذراع آمال ) : آمال شيريد منّج ؟
آمال : جان يريد يساعدني ، ايدك تأذّيني عمّه !
س البيت : طلعت روحي لمـّن وصلت للباب ، ردت أتنفّس شويّة هوه ..
شلون توكفين وتحجين ويّه واحد ماتعرفينه ، يساعدك بشنو ؟
ولج شافج حلوه وراد يقشمرك ، شلون وياج مو حذّرتك !
آمـال : أي شسوّيله اذا عرض لي بالدرب ، بس مبيّن عليه خوش رجّال ..
أفندي وابن عائلة !
س البيت : كلهم أفنديّه ومهندمين ، لا تغرّك المظاهر ....
كلهم كلاب مسعورة تريد تنهش ...
يمته تنتبهين لنفسك .. يمته كلّيلي ، حافظي على نفسك آمال !
آمـال : عمّه الله يخلّيج لا تأذّين نفسك ..
س البيت : ولج الشرطة والمختار يراقبوك ، طلعت روحي لمـّن دفعتهم !
آمال ( تبكي ) : عمّه بعد ماعيدهه ، كافي ألله يخلّيك ، آنه كدّام وجهك واللي
تأمرين بيه يصير ..
س البيت : اخذيني هسّه للحمّام ، وغسلي وجهك . ما أريد أشوفك تبجين ..
كافي، كلبي كام يوجعني ..
( تقود آمال سيدة البيت وهي تبكي )
جميل ( بدور الراوي / فتيات الباليـه يرقصن حوله ) :
اكتفه استاذ جميل بصمته بعد هاي الحادثة..ظل يوكف قرب شبّاك الصف
ينظر للبيت وهو يتلذذ بالدخان ؛يرتشف الجكاير بشراهة ، وكان الدخان
يطوّقه بدوائر مضببة كأنه يدافع عن وقوفه الجامد ؛ عن صمته وصمت
المكان لحظة ماينتهي الدرس ويخرج الطلاّب ...
كان يطير بأحلامه ويصعد فوك ؛ الى قصره العاجي وهوّ يحتضن آمال بثوبها
الهفهاف يطّاير شعرها ويّه الريح بجسدها الرشيق ووجهها الطفولي وضحكاتها
الرقراقة .. رؤى أحلام جميلة ظل يحملها وهوّ ينفث الدخان الكثيف .....
........
( الفصل الثـاني )
( ليل / فتيات الباليـه يرقصن في أحد أركان المسرح )
(جميل راكع في الشارع قرب شباك البيت الذي تسكنه آمال )
( آمال داخل البيت تتحرك قرب الشباك )
( لايعرف كل من جميل وآمال بوجود الآخر قرب الشباك )

جميل ( محدّثا" نفسه ) : آمـال ...
ماجاي أكدر أنام !.
بس مرّة وحدة اريد اشوفك ، أرجوك آمـال .!
( يضرب رأسه بالشباك )

آمال : يعني صدك اللي قريته بعيونه ؟
أول مرّة أشوف الطيبة والأمان ..
حسّيت بيه مايريد يأذّيني ؛ يريد يحميني ...
حسّيت بيه .... ياربّي معقولة لو آنه متوهمة ؟
شلون أكدر اعرف وعمتي حارمتني من الطلعة !
جميل : ليش تعذبيني ، طلعي آمال حتى نتكلّم ؛ عن أي شي
آنه متأكّد " مرة أبوج " نايمه هسّه...
تعاي أسولف لج عن هذا الجسر ؛ جسر الغربان اللي مر عليه الباشوات والاعيان..
هاي آثار موكبهم وسنابك الخيل على الجسر تختلط بالظلال ..
سمعي دبيب خطواتهم الخاملة وحفيف ثياب الخدم والعبيد بموكبهم الفخم
تجري جوّاه مياه النهر المتوّجة بأوراق الصفصاف والدفلي ..
"آمال" تعاي أحجي وياج عن أي شي .. أي شي بس مو عن نفسنه
ما أريد أسولف لك عن نفسي وأضوجك ، ولا أريد أسمع عن حياتج أي شي أمال : جسمي اللي بده يدبي المرض بيه ..
روحي المخنوكة بحيطان البيت ؛
هاي الحيطان اللي ترجّتها بنات الباشا وهنّ سجينات ..
وهذا السكف اللي نام جوّاه الباشا ونسوانه بالعشرات حتى امتله الطابوك
بأنفاسهم ..
( تتفحّص الجدران )
ذكريات حجتهه لي عمتي أكثر من مرّة أيام ماجان آباءها يلحّون عليها
بالظهور حتى يذكروها ببطولاتهم النادرة ..
لكن شنو ذنبي آنه ؟ ليش آنه محبوسة بهذا المكان الكريه اللي يشهد على
نذالة ولد الباشا وهمّه يجبرون بنات الفلاّحين !!
ليش هالغصّة بصدري .. ليش ، آنه اسّويت .. ؟

جميل ( بالفصحى ) :
آمال ، لماذا تندرسين في الغرف المعتمة وتمسين طيفا" تطويه الأسرار ....
طيفك الذي بدأ يذوي خلل الأروقة والممرات المظلمة ..
حيث يتسلل مرتابا" خائف !
اخرجي ليشّم الهواء الليلي عطر شعرك ...
( تفتح آمال شعرها لتمشّطه )
حاولي الخروج وتنفّسي الهواء معي ؛ هواء ليل البصرة الذي يحمل ريح شواطيء
الخليج وذكريات البحر والمغامرين حيث السفن والأبوام الراسية بعد تعب أسفار
في سواحل الهند ومضائق عمان وصخور هرمز ...
( تهم آمال بفتح الشباك )
أسمع انفاسك تقترب .. تعالي أرجوك لأحدّثك وأرتشف حلاوة الليل من عبق
أنفاسك ونعمة جمالك ..
( تفتح آمال الشباك وتتفاجأ بوجود جميل ، ترتد مذهولة )
آمال : منو انت ، وشتريد بهالليل ؟!
جميل ( بأرتباك ) : العفو ، جنت مار من هنا وفاجأتيني .. أرجو المعذرة ..

( يحاول الأنصراف )

آمال : أوكف ! أنت المعلّم بهاي المدرسة ؟
جميل : نعم ، آنه المعلّم جميل ..
آمال : شتريد ألله يخلّيك ..ليش جاي تلاحكني ، شتريد مني حاجيني ؟
جميل : ماأريد .. ماأريد شي!!
آمال : شلون ماتريد شي وانت تباوع على شبابيك الناس بالليل ؟!
جميل : العفو ، تسمح لي أروح ؟
آمال : أجيت على مودي ؟
جميل : لا ، جنت مار من هنا ،
آمال : بلي ، جنت واكف وره الشبّاك على مودي .. أنتظر !

( تغلق الشبّاك وتخرج اليه )

آمال : أجيت على مودي ، وآنه ها أهه يمّك !
جميل : ماأدري .. يجوز .
أمال : يجوز ؟؟ أنت اللي تعلّم الطلاّب الصح من الغلط ماتعرف جاي لويش
وجماله بالليل ؟!
جميل ( متشجّعا" ) : جيت على مودك !!
( بالفصحى ) جاء بي هاجس يؤرقني ..
آمال : ليش ماتحجي اللي بكلبك بوجود عمتي ؟
جميل : ماأدري ، ماأكدر !
آمال : ماتكدر ! منو اللي يكدر ، آنه ؟ أحجي وياك وببحدنه بالليل ؟!
جميل : ليش تسيئين فهمي ؟
آمال : راح أرجع للبيت ، وانت روح لبيتكم وانتهى الأمر ، أرجوك ..
جميل : لا ماترجعين ، والله لو تنكلب الدنيه ماترجعين كبل ما تسمعيني ..
آنه وحيد وانت همّين ، الوحدة تجمعنه ..
منو اللي يهتم لأثنين تجمعهم الوحده ، وليش ننتظر من الأخرين يمشّونّه
حسب أهواءهم مادمنه صادقين ويّه نفسنه ..
شنو راح يسوي لنا الناس ؟ يجردونّه من وحدتنا ؟ انت انسانة ومن حقّج
تعيشين بكرامة .. من حقّك تعيشين ، من حقّك ..!
أمال : وشنو تعرف عنّي ، وشنو أعرف عنّك ؟ وبعدين منو كلّك آنه وحيدة ؟
آنه عندي ابن عم كتبت له حتى يجيني ويخلّصني !
جميل : ابن عمّك كلتي آمال ؟!
آمال : شلون عرفت أسمي ؟
جميل ( يبدو عليه الدوار ) : من شفتك أول مرّه بهذا البيت

( يترنّح جميل وكأنه سيسقط )

آمال : شبيك ستاد جميل ، أسم الله .. تعال اكعد هنا على المسنّايه ...
(تجلسه على المسنّايه )
أذّيتك استاد جميل بحجيي ، أي أعرف بس آنه بنيّه ولازم أحافظ على
نفسي . انت مبيّن عليك خوش انسان وابن عائلة ، وتدري احنه عايشين
بهذا الطرف اللي تعرفه ، ولازم تحافظ عليّ مثل ماأحافظ على نفسي ..
أكوم أجيب لك كلاص ماي ..
جميل : لا ماكو داعي آمال ..
أيّباه شكد رقيقه وحنونة ، أتمنّى أبقه كاعد يمّج طول الليل أسمع كلامج
الدافي وآنه أحس بكرصات برد الليل .. الله شكد جميله الدنيه هالشكل ؛
الليل والنهر والنجوم.. هاي الطبيعة الرائعة محّد يكدر
يعيش روعة جمالها الاّ اذا كان يحمل بداخله حب يجمعه ويّه إنسان
ما يحمل بداخله غير الحب .. ألحب رغم كل شي ، آمـال ...
آمال : الله ، حجيك حلو إستاد جميل ..
جميل : أتمنّى أبقى وياج طول الليل ؛ أنسه كل اللي مضى ، وماأريد أعرف
شيصير باجر ..
أريد اعيش ويّاج الطبيعة بكل هدوءها .. لكن اخاف تكعد" مرة أبوك "
وتكتشف انت مو يمهه ..
( تنهض آمال مرتبكة )
آمال : " مرة أبوي ؟!" منو كلّك استاد جميل ؟
جميل : هيجي عرفت ، ليش كلت شي غلط ؟
آمال : هيّ مو مرة أبوي .. مو مرة أبوي ، ماتعود لي بشي ..
آنه خدّامه عدهه .. خدّامه ، عرفت هسّه ؟! هم بعد تلاحكني ..
آنه خدّامه عدهه من الزّغر ، لكن ماأنسى فضلها .. دارتني وكبرتني ..
بس ...
بس يجوز أتركهه ، بيهه وسواس المرض وبديت أمرض وياهه ، آنه انسانه
وكبرت ، أريد أعيش مثل الأوادم ..
جنت ماأعرف الدنيه ، وهسّه عرفت ..
جنت ماأعرف آنه أنسانه ، وهسّه عرفت ..
جنت ماأعرف آنه بنيّه وأستحق أعيش مثل البنات ، وهسّه عرفت ..
أنت اللي كلت لي ، واللي أنتحر بسببي هم كلّي هالشكل !!
جميل : انتحر بسببك ؟!
آمال : جان يلاحكني ، وصلت بيه درجة وكع على رجلي كدّام الناس بالطرف

( ظلام / Spot على الشاب المنتحر وآمال )
المنتحر : آمـال .. رحميني ! !
آمال : عوفني الله يخلّيك ، ليش كاضلي الدرب ؟ الناس جاي تباوع !
المنتحر ( راكعا" ) : انت انسانه جميله ومؤدبة تستحقّين تعيشين مثل البنات .
آمال : احنه بنص الطرف ، عوفني ..
وين أروح ياربّي !
المنتحر : أحبّك واريدك .. راح أحاجي أهلي ونجيكم ..
أمال انتظريني حتى لو صارت حياتي مقابل قبول أهلي
( يقبّل قدميها ، تتراجع آمـال مذعورة )
آمـال : هاي شبيك تخبّلت ، عوفني أروح ، شتكول الناس الواكفه تباوع لنا ؟!
المنتحر : أحبّك آمال .. أحبّك بأحترام وأعتزاز بشرفي !
من شفتج أول مرّه هالة من السحر الخفي حوّطتنا ببعض ، واستمر هذا
الشعور يشدني أكثر وأكثر ..
شعور هفهاف بهي من السمو والأرتقاء تحولت خلاله الى انسان ثاني
يعشق الدنيا ويحب كل الناس ..
آمال انت قدّيسة تمنحين الأخرين الحياة .. هذا شعوري ألحقيقي، آمال .!

( رجوعا" للمنظر السابق حيث جميل وآمال جالسين فوق المسنّاية )
آمال ( مستمرّة مع جميل ) : وحاجه أهله ، ماقبلوا .. استمر يلاحكني ،
آنه مابيدي شي . أتقدّم لعمتي يخطبني بدون أهله ، عمتي رفضنت
رادت يجون أهله ، لكن رفضوا ...
راحت لهم تحاجيهم لأنّه لح عليها كلّش واجد ؛ شالهه وصعّدهه بسيارة
اجرة .
عمتي جانت ماقابله على هاي الحالة بس أخذهه كوّه وهوّ يبوّس بيهه..
رفضوا أهله وكتلوا كدّامهه وهانوه ..
شرد من البيت .. وكبل فتره لكوه بالع شيشة حبوب ومنتهي ....
(تمسح آمال دموعها )
جان خوش انسان ؛ مؤدب ، والطرف كلّه يعرفه ، لكن ماتصرّف
بعقل وتسرّع ..
آنه ماأستحق واحد يقدّم حياته هالشكل على مودي ،لكن علّمني درس؛
خلاّني أباوع للدنيه غير شكل .. خلاّني أكبر واعرف الدنيه زين ..
( تبكــي )

جميل : كافي ، لاتأذّين نفسك . انت شنو ذّنبك ..

( صفّــرة ناطور ألليــل )
أخاف يكتشف الناطور وجودنه ، كومي دخلي آمال !
آمال ( تكفكف دموعها بعصبية) : ليش انت خايف ومتردد دوم ؟!
جميل : الخوف والزمن تأرّقني دائما"
آمال : آنه رايحه ن بس آنه هسّه اكثر شجاعة من أوّل .. أكثر شجاعة !

( تحاول دخول البيت )

جميل : آمـال ، يمته يجيج ابن عمّك ؟
آمال : ماأدري !!
جميل : يمته راسلك آخر مرّه ؟
آمال : مامراسلني !
جميل : رجعي للبيت آمال احتمال تكعد عمتك وما تشوفك يمها..
آمال : آنه راجعة للبيت ...
آنه انتظره حتى ياخذني وأخلص !
( جميل مطأطأ الرأس )
ونتزوّج ويكون لي بيت ...
(جميل ساكن مطأطأ الرأس )
وأجيبن أولاد ، ومايكونون أيتام ..

( تبكي وتدخل البيت / يلمس جميل الباب بقدسيّة )
جميل ( مع نفسه ) : ليش تبجين ؟ راح يجي ابن عمّك وياخذك ...
وتتزوّجون ويجيكم أولاد ، ومايكونون أيتام ...
آمـال ، انت .....ما أتصوّر أبن عمّك يستاهلك ، ولا حتى
آنه أستاهلك !

جميل ( بدور الراوي / فتيات الباليـه يرقصن حوله ) :
ياسادة ياكرام ..
أستمر أستاذ جميل يقتنص وقفات طويلة قرب شبّاك الصف مع
مرور الأيام ....
حتى ينفرد ويّه طيفها الجميل
ويشعر بدفق حنان يبوس روحه كحبّ امومي أفتقده بكل لمسة
من حياته من زمان ...
كان ينفصل مع نفسه نحو" آمال" بأشراق أخّاذ ؛
بأنسدال شعرهه على كتفين ناحلين ، وصدر كاعب وقوام رشيق،
وقلب مفعم بالطيبة والدفء والأخلاص ...
جانت تتراءى له مثل حوريّة الجّنان ...
ثمّ بلحظة مثل رمشة عين تنسحب " آمال " الى كهفها المظلم ،
وتسد أيادي آثمة شبّاك الأحلام ......

( الفصل الثالث )

( مقهى شعبي / أغنية صادرة من المقهى بعد بحث في جهاز المذياع من قبل القهوجي /
مدير المدرسة جالس على طاولة / يدخل جميل المسرح )
م المدرسة : استاذ جميل تعال استريح ، هاي شنو بعدك هنا ؟!
جميل : السلام عليكم ،
م المدرسة : وعليكم السلام ..
( مناديا") جاي .. جاي بالله ، وكلاص ماي ،
جميل : أي والله بعدني ،

( يدخل القهوجي / يضع شايا" وقدح ماء على الطاولة )

م المدرسة : أي شلونك أستاذ جميل ؟
جميل : الحمد لله أستاذ ،
القهوجي : تحتاجون شي لاخ ؟
م المدرسة : أشكرك أبني ، لامامحتاجين شي ،
( مع جميل ) تره هيّه كلهه اسبوعين .. روح ارتاح بيهه ويّه أهلك !!
جميل : ماعاجبني أسافر ، يجوز أسافر بعدين !
م المدرس’ : وليش بعدين ؛ أهلك هسّه قلقين عليك !
جميل : والله أهلي كل من بصفحه ؛ بعدتهم المصايب ، والباقين الله يرحمهم ..
م المدرسة : ليش هالتشاؤم جميل ، تسمح لي أحجي وياك كأخ ؟
جميل : الدنيه بعدها موخوش دنيه ، استاذ !
م المدرس’ : ليش جميل ؛ شبيهه الدنيه ؟!
تره الدنيا تحتاج الى فهم ، وحنه متعلمين والحمد لله ، ونكدر نفهمها..
جميل : لا والله استاذ ؛ بعدهه الجذور العتيكه المعفنه بنفوس الناس ، ومايكدرون
يتخلصون منها !
م المدرسة : ماجاي أفتهم وين تريد توصلنه ؟!
جميل : بعض الناس بعدها مامتخلّصه من هذا الأرتباط ؛ السيّد والعبد ،
أيام الملوكيه أقصد !!
م المدرسة : جميل تره أحنه ماجنـّه عبيد لأحّد !
جميل : لا ، انت متوهّم وتعرف قصة " آمـال" !
م المدرسة : هسّه عرفت وين تريد توصّلنه .. عوف هاي السالفه !!
جميل : ليش أعوفها ، لا ماأعوفها !
ليش أعوف "آمـال" ؛ لأنها خدّامة والكل يرفضها ؟
شلون صارت خدّامة ، وين أهلها ؟ مو جان المفروض تعيش مثل البقيّة
تتعلّم بالمدارس وتتزوّج ؟ !
م المدرسة : أحتضنها أبن الباشا ألله يرحمه ، وسوّت مشاكل .. حقّك ماتعرفها !
جميل : ألله يعلم شنو سوّه بأمها وأبوها ، وبعدين نغزه ضميره شويّه عليها ،
وصارت خدّامة بالنتيجة ..
م المدرسة : لاتلهّيك " آمـال" .. جميل !!
جميل : ليش تلهّيني ؛ الفقرة كلهم "آمـال" !
م المدرسة : البنات واجد ، لاتتعلّق بآمـال كلت لك !
انت عاقل ومثقّف وتفتهم ، وأريد أصارحك بشي ..
اسمك وسمعتك بدت تلوكها الألسن ! تعرف شنو أقصد .. حتّى أجاني
أحد أولياء الطلبة يطلب مني أنقل ابنه من صفّك !!
جميل : آنه ماضايقت احد ، وما اعتديت على احد ، وأقوم بواجبي على اكمل
وجه ، أمّا " آمال " فآنه أحبها ، وأرجوك لاتحاول خلق مشكلة من لاشيء !
م المدرسة: تريد تاخذ بكلامي ، لو تسمع الحقيقة من غيري ؟

( موسيقى مفاجئة ومتصاعدة / ظــلام )
( Spot على جميل / فتيات الباليـه يرقصن حول جميل ، ثم آمـال )
جميل : آمــال !!
آمال : ها جميل ؟!
جميل : انت جسد بدون أرادة ،
جردوك من أنسانيتك ؛ حكموا عليك بالموت !!
آمال : عوفني الله يخلّيك ، ذوله أنذال ، يدوسوك وتخسر شغلك ومستقبلك ..
آنه شما أسوّي أبقه خدّامه بنظرهم !
جميل : لا، ماأعوفج .. أنت آمال الأنسانة القويّة الطيبة الذكيّة اللي تستحق أن
تعيش وبكرامة ..
آمال صيري شجاعة، ومستقبلنه كدّامنه ..
آمال : بس هذا مايكفي " جميل " ، مايكفي صدّكني . !
( تختفي Spot عن آمال )
جميل : آمـال لاتروحين ، مستقبلنه كدّامنه ..آمـال !

( أنارة / عودة للمشهد السابق في المقهى )

جميل ( الى م المدرسة ) : أعرف الحقيقة !
م المدرسة : الحمدلله مادام تعرف الحقيقة ..
جميـل : لا ، الحقيقة مثل ماأشوفها آنه ، أستاذ !
م المدرسة : ياحقيقة تقصد ؟!

( تمر آمال أمام المقهى )
جميـل : من رخصتك أستاذ !
( يترك جميل م المدرسة وسط حيرته ويتوجه إلى آمـال )
جميـل : آمـال ..
آمـال : جميـل ؟!
جميـل : راح أروح ..
آمـال : وين تروح ؟!
جميـل: إجازة أسبوعين وارجع .. وجودي هنا وآنه بأجازة يثير تساؤلات كثيرة .!
آمـال : وين أهلك ، جميل ؟
جميـل : بعيدين .. آنه أسكن ويّه أخوي الجبير ، أبوي وأمّي نطوك عمرهم ..
واخواني كل واحد ملتهي بهمّه !
أمـال : روح لهم ، همّه مهما يكونون أهلك ..
( مع نفسها )
كول ماروح .. ألله يخلّيك
كول آنه ألج ، وأنت ألي ..
كلّي أحبّج خل أطير فوك .. !!
جميـل ( مع نفسه ) :
آمال أبد ماكو رحمة بهالدنيه حتى منّج ..
كولي لي أبقه ، والله أبقى وأنتشلك من الطرف ،
واشيلك فوك .. فوك !!
آمـال : ألله وياك ، جميل ( تبتعد )

( ليـل / جميل ممدد على سريره في أحد أركان المسرح / آمال جاثية داخل البيت )

آمـال ( مع نفسها ) : يمته ترجع ، جميل ؟
تعلّمت أنام بوجودك ؛ جنت أدري انت وره الشباك
تهدهدني يوميّه حتى أنام ...
جميـل : آمال أحبّك !

آمـال : ليش ماكلتهه ؛ كلمة وحده تخليني أذوب وأنخلق من جديد ..
" أحبّك " ألله شكبرهه ، والله يرجع البيت يلجّ ؛ ينترس زهور ..
" أحبّك " .. أنوّره بالكامل واترسه سنادين ورد ، واجيب قفص
طيور الحب تملي البيت بصياحها ...
" أحبّك " .. بس هالكلمه ردت أسمعهه منك ....
جميـل : آمال أحبّك وما أكدر على فراكج !
آمـال : تروح وماتكولها...
ماعدت أحتمل الظلمه وريحة البيت ..
ماعدت أحتمل هذا المكان ،
جميل ماعدت أحتمل .. ليش تروح وتتركني !

جميـل : آمـال آنه أتألّم ؛ الح عليك تكونين شجاعه وآنه نفسي ما أكدر عليها!

آمـال : آنه أتألّم جميل .. انطيني ايدك أنام عليها ...
( تتكوّر واضعة رأسها فوق يديها )
أيدك اشعر بيها تمسّد شعري وتهدهد على جتفي حتى أغفه وأنام !
جميـل : بس لازم أسوّي شي .. من أرجع من الأجازة لازم أسوّي شي
راح أكون أكثر شجاعة واشوف ابن عمها اللي عايفها ومايسأل
عنها ، وأتقدّم لهـا ...
آنه ما أكدر أعيش بدونك آمـال .. ما أكدر !

( نهار / داخل البيت / تفتح آمال الشباك ناظرة صوب المدرسة )

س البيت : آمال ، ناديت عليك بالليل وما جاوبتي ؟!
آمـال : جنت نايمه عمّه وما انتبهت ..
س البيت : ردت أروح للحمّام وماكدرت !
آمـال : هسّه أنظّف فراشج عمّه واشرّه بالشمس ،
س البيت : وسوّي لي جاي ، الجاي اللي تسوّينه كلّش طيّب !
آمال ( تبدو مهمومة ) : حاضر عمّه ..
س البيت : شبيج آمـال ، أشوفك تعبانه .. أكو شي متعبك ؟!
آمـال : لا عمّه كل شي ماكو !
س البيت : أشوف عيونج حمر , يمكن مانايمه زين ؟!
ليش ماجيتي يمّي من صحت لج حتى نسولف شويّه وننام ..
ليش آمال بديت تضوجين منّي ؟!
آمـال : لا عمّه متوهمه .. رايح أسوّي لك جاي ، وأطّلع الفراش برّه .

( تترنّح آمال ، ثم تنهار على الأرض )

س البيت ( مرعوبة ) : آمـال جاوبيني شبيج ..آمـال ؟!

(تحاول س البيت النهوض من كرسيها / تنهار قربها / تصفعها / تغسل وجهها
بالماء )

س البيت : آمـال .. احجي ؛ شتحسّين ، لاتبهذليني وآنه ما أكدر أمشي ..
( تحتضن س البيت رأس آمال وتبكي )
يمّه آمـال .. حبيبتي آمـال !

( تحاول آمال النهوض ، تساعدها س البيت )

آمـال : حسّيت بالدنيه تدور بيّه ..
هاي أوّل مرّه تكلّي " يمـّه " ، الله شكبرهه عندي !!
س البيت : يمـّه آمال انت مثل بتّي .. تعالي للفراش ترتاحين ، وهسّه أصيح
واحد من الولد يجيب لج طبيب ..
آمـال : ماكو داعي ، شويّة وأرجع زينه وأكوم أسوّي لك جاي ..
وأشرّ الفراش بالشمس ...

( تنهار آمـال مرّة أخرى )
( ظــلام )

( إنارة / في الشارع / الأولاد يلعبون / أحمد جالس )

عصام : أحمد ماتكوم تلعب ويانه ، يللّه
أحمـد : مالي واهس !!
الطالب 3: يللّه كوم هاي شبيك ؟
أحمـد : لا ، عوفني !
عصام : هاي فرصتنه ؛ هيّ عطلة
أحمـد : عصام ، آنه ضايج
عصام : ضايج من شنو ، أشو احنه خلّصنه امتحانات وانت أجوبتك أحسنّه ،
انت الأول مصوكر ، بعد شنو !
أحمـد : مو قضيّة ناجح أو مو ناجح ..
عصام : لعد شبيك ماتكلّي ؟
أحمـد : عوفني ألله يخلّيك !
عصام : شنو صاير ؟!!
( يؤشر أحمـد بأصبعه تجاه بيت آمال )
عصام : وحنه ياهو مالتنه !
أحمد : أتمنّه أساعده ، عصام .. سمعت المدير يحجي عليه كدّام المعلّمين مو خوش
حجي .. مالازم يحجي عليه هالشّكل ، ردت أكلّ لأستاد جميل بس كلت
مايصير همّه كبار وبّيناتهم ، لكن استاد جميل خطيّه ، خوش ستاد ويحبنه ..
عصام : ليش اندخّل نفسنه بهاي السوالف .. دكوم يلله، مايصير ننقل حجي ؛
وهمّه كلهم معلمينّه !!
أحمد : تتذكّر ، عصام ، من أنطكّيت بالحجارة وانفشخ راسي وشلون ركض بيّه
ستاد جميل للمستشفى ، حسيّت بيه ضامني بكلبه ، وقميصه انترس دم !
تتذكّر من وكف بوجه معلّم الانكليزي جيف ضربك بالعوده ، وكلّه
موهيجي التعليم ، وشمر العودة بالنهر ..
أريد أكون ويّاه وما أدري شلون ؟!
أحاجي خاله آمـال لو أحاجي أبوي ؛ ابوي يحبّه واجد جيف ركض
بيّه للمستشفى .. ماأدري شسوّي !!
عصام : كل شي ما نكدر نسوّي أحمد ، وماألنه علاقة بهاي الأشياء !!

( تفتح سيدة البيت الشباك وتنادي )

س البيت : ياولد .. لحكولي !!
احمد ( قافزا") : ها بيبي.. شكو ؟!
( يتبعه عصام والبقيّة )

س البيت : يمّه لحكولي ،آمـال ماأدري شبيهه طاحت ولاحس ولا نفس !!
أحمـد : شنسوّي .. شنسوّي ، كلّي لنا بيبي شنسوّي ؟!
س البيت: اركض يمّه للدكتور براس الطرف وكلّه يجي بسرعة ، يمّه بسرعة،
( لعصام والأولاد)وأنتو عيوني تعالوا ويّاي نشيلها، آنه مابيّه حيل بّحدي ، يمّه !!
( يركض أحمد خارج المسرح / يدخل عصام والأولاد بيت آمـال )

جميل ( بدور الراوي / فتيات الباليـه يرقصن حوله ) :
وأجه الليل ،وطلع الكمر ..
وما حدث شي يثير الأنتباه ..
كل شي بأزليته ساكن مباح ؛
جسر الغربان متوحّد بصمته الليلي ،
تترقرق جوّاه المياه ،
وهيّ تحمل ما يتساقط من أوراق الصفصاف .
والطريق المهجور لسكّة القطار ومعمل البسامير
متوحّش ويّه غروب الشمس ؛ قاتم .
ومحلّة كوت الحجّاج ..
والبيوت المحيطة بمقام الخضر
تندرس بظلال اليوكالبتوس الشائخة
مغلقة يلف ما بداخلها ظلام جاثم ..
(صفّــارة ناطــور الليــل )

( الفصل الرابع )

( نهار / يتوجّه جميل الى بيت آمال / يطرق الباب )
( الأولاد يطرقون على اماكن متعددة من المسرح عدا أحمد )
الأولاد : بيبي ..بيبي ، هذا ستاد جميل !

( تفتح س البيت الباب وتطلّ )
جميـل : صباح الخير
س البيت: صباح النور يمّه ..
جميـل : آنه المعلّم جميل ؛ معلّم بهاي المدرسة ،
س البيت: أهلا" وسهلا"
جميـل : العفو أكدر اكلّم " آمـال "
الأولاد : بيبي، ستاد جميل يريد يحاجي خالة آمـال ، وين خالة آمـال ؟
س البيت: آمـال ؟ ماموجودة ..
جميـل : بودّي أشوفها .. وين راحت للسوك ؟
س البيت: تشوفها ؟ شتريد منها ؟!
جميـل : أحمل لها خبر زين !
الأولاد : يحمل لها خبر زين، بيبي !
س البيت: بس هيّه راحت .. عافتني وراحت !!
جميـل : وين راحت ؟!
س البيت : ماأدري والله يمّه ، جانت مريضة كلّش ، وساعدتها واجد ..
جميـل : أرجوك ، وين راحت ؟
الأولاد ( مع بعض ) : راحت خالة آمـال ، وماتدري بيبي وين راحت !
س البيت : ما أدري بالضبط ، يمكن هناك ناس راحت لهم، همّه مو أهلها لأنها بدون
أهل ، بس هيّ خدمت عدهم بتكليف من أخوي الباشا" رحمة ألله على
روحه" .. يجوز راحت هناك ، أكول يجوز وما متأكّدة !!
جميـل : ممكن راحت لبيت عمها ؟ لأبن عمها !
س البيت: آنه ماسامعه عدهه عم وابن عم ! هيّ أصلا" بدون أب !!
لكيناهه مشمورة بكماطها بمقام الخضر ..!! وماسأل عنها أحد لا بالميتم
ولا هيّ تخدم عدنه ، حتى امها اللي شمرتهه "الله يسامحها " ماسألت عنها.
يكولون اجت أمها بعد سنين لأخوي الباشا " رحمة الله على روحه"
تترجّاه يطلّع آمال من الميتم لأنها كبرت ، لكن آنه ماشايفتها وما أعرفها
وجان الباشا " رحمة الله على روحه " يداريها مثل بنته !!
جميـل : أشكرك ، أرجو ما أزعجتك !!

( تدخل س البيت وتغلق الباب / يطل الأولاد من النوافذ )

جميـل ( مع نفسه ) : لا أب ولا أم ، لكوها بكماطها بمقام ألخضر .. الميتم ..الباشا وأمها!!
وينج آمال ؛ وين رحت ؟ أجيت آخذج نتزوّج ونسوّي أولاد ومايكونون أيتام ..

( رنين جرس المدرسة / يتوجه جميل للمدرسة / يسبقه الأولاد )
( ظــلام )
( إنارة / داخل الصف / يبدو أحمد جالسا" معهم )

جميـل : أنتباه .. أنتباه ...
راح نترك الرسم اليوم ونسوّي كل شي تريدونه ، وبنفسكم تسوّونه..
راح أعلّمكم الموسيقى .. نعم ، أجمل شي بهذا الوجود " الموسيقى " ..
الموسيقى تحوي كل ما يحمله الإنسان من مشاعر وأحاسيس ...

( ترنيمة على العود يشترك فيها الأولاد تتضمّن الأحرف الموسيقيّة )

جميـل : ماتدرون وين راحت آمـال ..!!
( يطلّ الأولاد من شباك الصف " عدا أحمد" وهم يترنّمون بالأحرف الموسيقيّة )
جميـل (شبه مصدوم ) : أرجوكم مايدلّيني أحد على آمـال ؟!!
( يدخل م المدرسة الصف )
م المدرسة : هاي شنو استاذ جميل ! شكاعد تسوّي ويّه الطلاّب ؟!
جميـل : ندوّر على آمـال !
م المدرسة: رجعوا لمقاعدكم يا أولاد ، هسّه أدز لكم معلّم ثاني ، أمّا انت فاتبعني لغرفتي !
جميـل : كلّي وين راحت آمـال ؟ ليش جبرتوها تترك الطرف ؟!!
م المدرسة: نتكلّم بغرفتي ، مو كدّام الأولاد !
جميلأ ( صارخا ) : وين ودّيتوا آمـال ؟!!
م المدرسة : أنصراف يا أولاد ...
( يخرج الأولاد من المسرح راكضين )
اسمع استاذ جميل ، من رحت بأجازتك والى الأن انت موطبيعي وتعاني
من أرهاق ماله داعي .. شنو صاير ؟
جميـل : أتكلّم عن آمـال ..وين هيّ ؟
م المدرسة: ما أدري عن شنو جاي تحجي ؟!
جميل : كلّي وين أخذتوا آمـال أللي تخدم بهذا البيت ؟
م المدرسة: هذا البيت مهجور صار له سنين وماتسكنه غير الخفافيش ومره عجوز
مخرفّه ماتقبل مساعدة الدولة بعد ما سقطت الملكيّة وانكتل اخوها الباشا
وضاعت أملاكهم وأطيانهم بقرار الأصلاح الزراعي !!

( ظــلام / Spot تجمع" م المدرسة" و " س البيت" )
م المدرسة : حجيّه ، البنيّه لازم تطلع من الطرف ..
س البيت : وين تروح ؟ بنيّه وحيدة وماعدهه أحد ؟

( Spot على أحمد وهو يتنصّت على مايجري )
م المدرسة : ما أدري تطلع من الطرف، وعندي موافقة من المختار ..
البنيّه جاي تسبب مشاكل لولد الطرف !!
س البيت : يمّه صدك جذب ؟ وهيّ شنو ذنبها ؟!!
م المدرسة: كل الذنب منها .. واحد انتحر واللاّخ معلم عندي بالمدرسة راح يتخبّل
وما جاي يكدر يعلّم الأولاد .. وكبلها .. وكبلها من مشاكل ببيوت الطرف
ما أريد احجي بيها، وكلها بسببها !!
س البيت : وهيّ شنو ذنبها بكل اللي صار ..
آنه موجودة وما مغمضة وأعرف زين ، هي ما ألها علاقة يمّه ..
وبعدين وين تروح كلّي ؟!!
م المدرسة : الطرف لازم يبقه نظيف ، ومانريد هاي السمعة الموزينة ..
هيّ خدّامة غير ؟ خلاص أنطيها أجرتها وخل تروح .. وين ما تروح تروح
طبها ألم ، هيّ جابتها من ايدها !!
س البيت : يمّه تره" آمـال " بنيّه شريفة ومؤدّبة .. آنه عايشة وياها وأعرفها كلّش زين
وبعدين آنه جبيرة ووحدانيّة وماعندي غيرها يساعدني !!
م المدرسة : عدنه سمعة الطرف فوك كل شي ...
( يخرج لها ورقة )
وهاي موافقة المختار ، مانريد نشوفها هنا باجر . تظل عندك العافية ! !
( ظـــلام )

( أنارة / يتوجّه جميل نحو باب البيت / يطرق الباب عدّة مرّات ، لآ أحد يفتح /
الأولاد يطرقون في أماكن عدّة من المسرح عدا أحمد )
( يدور جميل وسط المسرح شبه مجنون / فتيات الباليـه يرقصن معه )

جميـل : آمـال ، أنت موجودة ..أنت حقيقة مو خيال ..
وين رحت آمـال ، شنو سوّوا بيج ؟
بس لازم الكاج .. آمـال لازم ألكاج ..
صوت آمال : لاتدوّر علي جميل ! آنه بعيده بعيده ..
جميـل : راح أدوّر عليك حتّى لو خذوج لآخر الدنية ..
صوت آمال : جميل ، لاتدوّر علي .. لاتدوّر على يتيمة خدّامة لكوها بالكماط
مشمورة .. لا تدوّر على وحده جذبت عليك وكلّت لك عدها ابن عم !!
جميـل : لا تحجين هالشكل .. انسي الماضي ؛ أنسيه كلّه وكلّي لي وين أنت ؟
صوت آمـال( تبكي ) : بعيدة .. بعيدة
جميـل : آمـال !!

( يركع / الأولاد بعيدون عنه واجمون / يتقدّم احمد اليه )

أحمـد : ستاد ..
جميـل : أحمد ، لاتباوع لي هالشكل ، آنه معلّمك ومازلت ، بس آنه تعبان
شويّة !
أحمـد : ستاد .. آنه أندل وين خالة " آمـال " !!

( يركض نحو السبّورة ويكتب " آمـال موجودة " )
( ويكتب عصام " آمـال موجودة )
( ويكتب الطالب 3 " يعيش ستاد جميل" )
( ويكتب الطالب 4 " تعيش خالة آمـال" )

جميـل ( مخاطبا" الجمهور ) : الكل ماتوا ..انتهوا ، لكن " آمـال " تظل موجودة
نعم موجودة ..!!

( ستـارة )
جمـان حلاّوي
Email/ [email protected]




#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية ( سلاّبة )
- مسرحية ( رحلة الصالح )
- مسرحية ( المجنون )


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمان حلاّوي - مسرحية ( آمال )