أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمان حلاّوي - حوار الاديان أم الغاء الاديان















المزيد.....

حوار الاديان أم الغاء الاديان


جمان حلاّوي

الحوار المتمدن-العدد: 2349 - 2008 / 7 / 21 - 10:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن ظهور الدين هو حاجة اقتصادية خلقها الرجل/ الأب ( الذكر ) للهيمنة على الأفراد والقبائل الضعيفة المهزومة واستغلالها في الاقطاعات الزراعية باسم الرب العلوي الغائب صاحب معجزات الكون وتقلبات الطبيعة التي هي فوق طاقة فهم الإنسان البدائي . لذا ظهر الدين وتطور متمركزا" كطبقة متسلطة تتكلم باسم الغائب المتوعد بالنار والجحيم إن لم يقم طبقة أولياء الرب المقربون/ الأبناء باستعباد طبقة الفقراء الخائفين غير المتعلمين القانطين القانعين بمصيرهم وتبلورت الأديان تحت فكرة الغائية أنهم خلقوا ليعبدوا الخالق الغائب ويقبلوا يد ممثله في الأرض وان يعمل مقابل ابخس الأجور و أرذل أوضاع المعيشة أو أن يثور فيصبح تحت جبروت السياط والحرق والصلب والإذلال كما حصل لغاليلو وغيره ممن حاولوا رفع النقاب عن دوغمائية الكنيسة في تخريب فكر الإنسان وقهر وجوده و إذلاله أو في السلطة الشمولية للخليفة حامل السلطتين الدينية والدنيوية في إعدام (الحلاّج ) أو تقويض ثورات المستضعفين ضد السلطة المغلفة باسم الدين لاستعبادهم وسرقة ما يملكوه وهو جهدهم مقابل العيش في الزرائب مع الحيوانات كما حصل مع ثورة الزنج جنوب العراق والقرامطة أو ثورة عبيد سبارتاكوس .

إن ظهور الدين هو فعل استغلالي استعبادي بشع لجهد الإنسان والسيطرة عليه مستغلا"بذلك أرهف أحاسيسه البسيطة في خوفه من المجهول وما وراء النجوم التي تملا السماء وكيف جاء ، وما هو الموت .. أسئلة لا أجوبة لها فالعلم لم يتطور بعد ولم يسبر أغوار الكون أو أجزاء الطبيعة المجهرية حتى برزت الثورة الصناعية لتظهر الحقيقة فتصدت لها الكنيسة بأبشع الممارسات إلا وهي محاكم التفتيش سيئة الصيت التي اتهمت قائلي الحقيقة بالهرطقة والسحر ليكون مصيرهم الحرق والخازوق والرمي من فوق أسطح القلاع ..الخ .

واستمر التمرد والتقاطع بين الدين والتقدم العلمي المنهجي الذي فسر الظواهر والوجود بمفهومه التجريبي الشفاف المبني على أسس واضحة متوازنة لا تسمح بمفهوم (كن فيكون ) ، وخرج منهج الديالكتيك على إن الكون هو عبارة عن عناصر متحدة بفعل تناقض السلب والإيجاب متحولة إلى جزيئات متحركة داخل الوجود المتحرك دوما" وبفعل عوامل ضغطية وحرارات ظهر نوع من رد الفعل الذاتي وهو بداية ما يسمى بالحياة ثم ظهور العقد العصبية لهذه الحيوات البدائية ليظهر نوع من التمثيل البدائي والتصدي للفعل الواقع ليكون رد الفعل انتقائيا" للحفاظ على النوع ..وتكونت تراكمات نوعية ظهر فيها تخصص لردود الأفعال وللتكاثر واستغلال المحيط كمستعمرة غذائية واستمرت سلسلة التطورات كما توضح المتحجرات المكتشفة على مدى ملايين السنين من عمر الأرض( والغريب في الأمر أن هذه المعلومات موجودة في الكتب المدرسية درسناها ويدرسها أبناءنا ألان في المدارس , وبالمقابل يقف رجل الدين ويقول إننا مخلوقون من آدم !!وان حواء المسكينة التي لا حول لها أمام سطوة الرجل فمن ضلعه ، بل ضلعه المعوج !! ) لذا فأن الوعي والإدراك والفكر المتطور هو نتاج الطبيعة وليس العكس .. إذ ليس هناك فكرغائي علوي غائب خلق الطبيعة، بل العكس هو الصحيح فالفكر هو نتاج تداخلات عناصر الطبيعة .. الفكر هو نتاج الطبيعة !

إن ظهور المنهج العلمي التجريبي الذي جاء به غاليلو و كوبرنيكوس و نيوتن وداروين ومن ثم كارل ماركس وآينشتين كشف المفهوم الديني الزائف الذي حاول إضعاف الفكر الإنساني وعدم السماح له بالتفكير الصحيح ليبقى حبيس الدوغمائية الدينية في القناعة والقنوط وقبول الغيبيات الساذجة والرضا بالمقسوم من أيدي أولياء الله السارقين لجهده والمتنعمين بالعيش الرغيد ، ولم لا فهم أولياء الله المنزهين المعصومين من الخطأ الذين يبيعون أراضي الجنة بصكوك ويأكلون الخمس وبقبول السلطة الكتاتورية المتهادنة مع الدين أو المندمجة معها كما في سلطة الخليفة إذ بهمها جدا" أن يكون الرعية نائمين قانعين بتقسيم الرب للثروات فالفقير يبقى فقيرا" والغني يزداد غنا" من أن يوقظهم الفكر الحر ليروا بشاعة حكامهم ونذالتهم .

هذا التقاطع العنيف بين الدين الجامد الغائي والعقل المتحرر المنهجي العلماني أدى إلى صراعات ومطاحنات شنتها الحكومات الرجعية التي استفادت من وجود الدين في تمريغ الناس في الأرض وهم قانعون مما أدى إلى قتل وتشريد ونفي الكثير من العقول لكن النتيجة هو انتصار العقل العلمي على الجمود الديني الذي لا يستطيع أن يرتقي إلى مصاف العلم كونه غيبي غائي أو أن يقف أمام عجلة المنهج التجريبي المرتكز إلى أسس معلومة واضحة ملموسة ذات نتائج شفافة حقيقية مطابقة للواقع .

لذا بدأت الأديان بالتشبث بالعلم عن طريق استخراج عبارات من كتبها لا علاقة لها بالمنهج العلمي وبالتالي القيام بتأويلها لمقاربتها مع العلم كمثال ( مثقال ذرة ) والتي ذكرت في القرآن على إنها الذرة المعروفة في المنهج العلمي المتمثل في ذلك الجسيم الذي يتألف من النواة الموجبة مع ما يحيطها من الكترونات سالبة ليتم التناقض السلبي الايجابي على شكل حركة مستديمة .. هذا ضحك على الذقون ، هذا هو قمة الانحطاط الفكري ..

وحينما لم يستطع الفكر الديني إلى الارتقاء بمستوى العلم ولو 0.000001 % من الدرجة
بدأ بأستعمال أساليب الالتفاف والمداهنة والمداراة على أساس أن الدين ضمنيا" متفاهم مع العلم لكن المشكلة كامنة في الصراعات بين الأديان التي تزعزع ثقة الفكر الحر بالدين !! هذه الأساليب اللصوصية الرخيصة التي يتبعها الدين هذه الأيام ، هو أشبه بالمحتضر الذي يرفس رفسته الهزيلة الأخيرة ..
لذا بدأ ت اجتماعات تقارب الأديان لإظهار أن كل شيء يسير على ما يرام مع العالم الحضاري المتمدن ، وان الكل كما السمن على العسل ( كما يقول المثل الشعبي ) ولم يبق شيء سوى بعض الخلافات البسيطة التي سيحلها هذا الاجتماع (إن شاء الله!!) من تقارب الأديان ويعيش العلم مع الحثالة الدينية في وئام وسلام ويتحول المنهج العلمي إلى شعوذة متقبلا" أن(فرعون) شق البحر الأحمر، وان ( محمدا" ) قسم القمر نصفين ، وان (المسيح) قد سار على الماء دون أن يغرق، و أن البشرية جاءت من آدم الملعون من الرب والمقذوف من الجنة بسبب غواية إبليس عن طريق المرأة (الذنب يقع دائما" على رأس المرأة المستضعفة في المجتمعات الغيبية ذات سلطة الفرد / الذكر / الأب / ابن الأب، الأخ!!) ..

ليعلم حاملي لواء هذه الأديان وليسمعوا وليعرفوا أنهم في مزبلة التاريخ إن لم يبحثوا عن لقمة عيش أكثر سترا" .. لقمة شريفة بدل اللصوصية التي كلفت شعوب العالم الكثير و أطعمتهم السم مئات السنين ، وليعلموا أن قافلة العالم المتحرر الرافض لكل العبوديات والروزخونيات والشطحات التكفيرية الرزيلة تسير ولو عوت خلفها الذئاب الجرباء

لابد من إلغاء الأديان (وليس حوار الأديان)

يا أيتها السعودية الثيوقراطية راعية حوار الأديان التي استعبدت أبنائها ومازالت تقمعهم وتزجرهم قسرا" للصلاة من خلال ضربهم بالعصي ليغلقوا محالهم ،وان تبني شوارع ومتاجر وجامعات يمنع فيها اختلاط الجنسين وكأن المرأة نشاز في عرفهم( ولم لا مادامت المرأة هي التي أغوت آدم المسكين ورمته إلى قعر الرذيلة !!) .. وتلك بيوت فقراء السعودية المعدمين المقهورين المبنية من الصفيح وجريد النخيل والتي تفتقر إلى ابسط حقوق الإنسان.. هؤلاء السعوديين المنبوذين من قبل السلطة البوليسية السعودية التي لا تعير لهم اهتماما" وسط بهرجة قصور وجواري آل سعود الذين بنوا مجدهم على العمالة و اللصوصية والتذلل أمام الانكليز لقتل أبناء بلدهم والسيطرة على البلاد.
آل سعود الذين تاجروا بالرقيق الأبيض ، تلك هي التقارير في الجرائد الحرة ..آل سعود الذين غسلوا عورات الأجنبي بالتالي يغسلون الكعبة ، يا له من دين رخيص ، يا لها من دولة حامية للدين حين تسترخص الإنسان السعودي الشريف و تسترخص المرأة بأبشع الصور !!!

ويا أسبانيا الملكية التي تحتضن حوار الأديان : اسبانيا (فرانكو) الذي ذبح ( فدريكو غارسيا لوركا - شاعر اسبانيا ) و ذبح أحرار العالم في جيشهم الاممي ضد الدكتاتورية والتسلط ، هاهو قزم فرانكو اليوم يقوم بتقريب الأديان وتحاورها على جثث أحرار العالم من الجيش الاممي ومن أبناء مدينة (جيرنيكا) التي خلدها بيكاسو بلوحته و مازالت معروضة في ساحة مقر الأمم المتحدة تتلامع أمامها عدسات المصورين في اللقاءات الصحفية ، ألا يستحي ملك اسبانيا أن تعرض جرائم عائلته يوميا متمثلة بتلك اللوحة وبالتالي يجمع أولياء الأديان ذوي اللحى النافرة المليئة تبغا" وفتات ولائم حواراتهم ليعلمنا المحبة والتسامح ؟ أية مهزلة هذه..

أقولها بأعلى صوتي وأطالب مثقفي العالم وأحراره( من خلال منبر الحوار المتمدن/ منبر الكلمة الحرة الصادقة) بضم صوتهم معي أن لا حوار مع الأديان بل لتعرية الأديان وإظهار مسوخها المتخفية بجلابيبها لاجتثاثها من مجتمعاتنا الحرة ..



#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء الخامس
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء الرابع
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء الثالث
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء الثاني
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء الاول
- مسرحية (أحرار )
- مسرحية ( في أنتظار النتيجة ) مسرحية من شخص واحد
- مسرحية ( أبو الزمّير )/ مسرحية من شخص واحد
- مسرحية ( آمال )
- مسرحية ( سلاّبة )
- مسرحية ( رحلة الصالح )
- مسرحية ( المجنون )


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمان حلاّوي - حوار الاديان أم الغاء الاديان