أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كوهر يوحنان عوديش - الوطن المباع ليس بحاجة الى المزيد من الاتفاقيات!














المزيد.....

الوطن المباع ليس بحاجة الى المزيد من الاتفاقيات!


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 2353 - 2008 / 7 / 25 - 06:07
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


المتتبع للشؤون العراقية والمهتم بقضايا امنه وسلامة ابنائه ليس بحاجة الى المزيد من البراهين والاثباتات ليكتشف حقيقة حكومته المنتخبة! ومعها يكتشف ايضاً النوايا الحقيقية للدولة المحتلة/ المحررة، فالاتفاقية التي يجري النقاش حولها والمزمع توقيعها بين العراق والولايات المتحدة ليست سوى مكياجاً اخر لتجميل الوجه القبيح لحكومة وجيش الاحتلال وشركائه في النهب والسرقة.
الديمقراطية التي اصدرتها لنا امريكا وارغمتنا على اكلها وشربها كانت علبة افكار فاسدة ادت الى تدمير ما بقى سليماً في العراق، فبعد مرور خمسة اعوام على احتلال العراق لم يستطع منقذ العراق ومحرره!!! ( نقصد هنا الولايات المتحدة وحلفائها ) التقدم بالعراق خطوة الى الامام من الناحيتين الامنية والاقتصادية والادراية، بل ان احتلالهم الذي يفتخرون به افرز مآسي ومعاناة جديدة لم يشهدها البلد من قبل، فالسيادة مباحة والحكومة محصصة وطائفية ورائحة الفساد الادراي تزكم الانوف وتتلف الرئات، والامان مفقود والوضع المعاشي متدهور، ويسير من سيء الى اسوأ وعدد الارامل في ازدياد واليتامى تائهين في الشوارع او معذبين/ مغتصبين في الملاجيء والسجون، والانفجارات كانها العاب نارية لا تعد ولا تحصى لتضيف الى القتلى والمعوقين ارقاماً اخرى خيالية.
العراق ليس بحاجة، او بالاحرى مؤهلاً، لعقد اتفاقيات تدميرية اخرى لاسباب عديدة اهمها كونه بلداً محتلاً ناقص السيادة، فاغلبية القرارات والاتفاقيات تعقد بضغوط امريكية دون الرجوع الى الشعب او الاخذ بمشورته، وما اتفاقية العراق مع صندوق النقد الدولي الا خير مثال لذلك، اما ثانياً كون العراق يحكم وتدار اموره من قبل حكومة طائفية تعبر عن مصلحة فئة معينة او طائفة محددة وليس عامة الشعب، فيمكن لهذا ان يوافق ولذاك ان يعارض حسب ما تقتضيه مصلحته الشخصية او مصالح الفئة الملتفة حوله وليس بالضرورة اخذ مصلحة الشعب بنظر الاعتبار، لذلك أي اتفاقية تجري مع حكومة الاحتلال تكون ناقصة وغير شرعية اضافة الى كونها اداة ووسيلة لتمرير سياسة الحكومة الامريكية ومصالحها.
لو تجاهلنا الاوضاع الاستثنائية التي يمر بها بلدنا،فأن العراق ليس بحاجة الى عقد اتفاقية احادية مع امريكا فقط بل بحاجة الى مئات الاتفاقيات مع كل دول العالم دون استثناء، لتعمير وترميم ما خرب ودمر خلال كل السنين السابقة، فالحروب الخارجية في زمن النظام السابق والداخلية بعد الازاحة به ادت الى تدمير العراق اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً، لذلك وللنهوض بهذا الوطن ثانية عليه عقد اتفاقيات امنية واقتصادية تراعي مصلحة العراق ارضاً وشعبا، وليس تثبيت الاحتلال وبيع الوطن مقابل كرسي وزراي او حفنة من الدولارات المستقطعة من جوع الاطفال ومعاناة اليتامى ولعنات الثكالى.
المجهول في الاتفاقية ليس الاطراف او الشخصيات بل المضمون وحجم القيود ومدتها، والاسوأ من هذا كله من يمثل العراق في المفاوضات ومن سيوقع على هذه الاتفاقية، لان مثل هذه الاتفاقيات تحتاج الى حكومة وطنية موحدة او منتخبة ديمقراطياً تمثل الشعب ومصلحته، وليس حكومة عواطف ومباديء وتعاليم متوراثة تستلم زمام الامور عن طريق المشاعر وفتاوى المرجعيات.
لا اعتقد ( ومعي الكثيرين ) بأن السجان محتاج الى عقد اتفاقية مع السجين او الاخذ بمشورته وارائه والاتفاق معه في ما يريد فعله، بل بالعكس فالسجين مجبر على فعل ما يطلبه منه السجان دون مناقشة او جدال، الامر الوحيد الذي يستطيع السجين المفاوضة والاتفاق عليه مع سجانه هو حجم الرشوة التي سيدفعها مقابل خدمات بسيطة يقدمها له خلال فترة محكومتيه .
هذا الامر ينطبق فعلياً على العراق، فأمريكا ليست بحاجة الى عقد اتفاقية مع الحكومة العراقية، خصوصاً في المرحلة الحالية، ما دامت تشرع وتنفذ وتتصرف بثروات الوطن وارواح ابنائه دون اعتراض، لكن كخطوة لتجميل وتبييض صفحاتها السوداء وتبرير ما اقترفه اصحاب السلطة من جرائم بحق الشعب العراقي، ولتكبيل كل الحكومات المتعاقبة بقيود ثقيلة ليس منها تحرر او هروب، على امريكا عقد هذه الاتفاقية ( او بالاحرى تقديم ورقة بيضاء للمسؤولين العراقين ليوقعوها للعم سام مشكورين ) مع العراق قبل نهاية فترة الاحتلال العلنية والمرخصة من قبل الامم المتحدة.





#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصائب قوم عند قوم فوائد
- ثمن الوطن
- في الذكرى الخامسة للاحتلال ماذا بقى من العراق؟!
- وطن كله سراب
- اخر اخبار شعبنا :- قتل واختطاف وتفجير وسرداب مظلم
- واخيراً عرفت من اكون !!!
- جمهورية ان شاء الله الفدرالية الاتحادية الديمقراطية !!!
- الحكومة العراقية وعناد جحا مع زوجته !!!
- رسالة مفتوحة من متسول عراقي الى الرئيس الفرنسي السابق
- مقايضة
- متى يتم القاء القبض على مغتصبي العراق ؟؟
- بين حانة ومانة ..... ضاعت لحانه ( رد على السيد ملا بختيار وا ...
- الحكم الذاتي وانتظار الفتات لحين انتهاء وليمة الغرباء !!
- العراق هذا الوطن الجريح هل من نهوض؟؟
- بين سياط الاقرباء وسيوف الغرباء ضاع مسيحييو العراق
- ليت السيد نوري المالكي يفعلها ويستقيل قبل ان يقيل !!
- لنحزم حقائبنا ونرحل من وطن ضاق بنا .......... رسالة مفتوحة ا ...
- كلها تهون الا الضحك على الذقون!!!
- ملعون هذا الوطن
- البلد الضائع


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كوهر يوحنان عوديش - الوطن المباع ليس بحاجة الى المزيد من الاتفاقيات!