أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - أحمد الخميسي - النقاش والطفلة














المزيد.....

النقاش والطفلة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 10:41
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


نشرت جريدة الأخبار في 20 يونيو الحالي أن شابا في السادسة عشرة من عمره يعمل نقاشا استدرج الطفلة " سمر عبد الحميد " التي لم تتجاوز السادسة إلي بيت معزول تحت الإنشاء في منطقة العزبة البيضاء بالمرج وقيدها واغتصبها وحين هددته بفضح أمره ظل يضرب رأسها بحجر ثقيل حتى هشمه تماما ثم غادر المكان إلي أن تم ضبطه.
والنقاش الشاب حسب تعريف القانون هو بحكم سنه " طفل " ، فنحن إذن أمام طفل يقتل طفلة وينهي حياتها ومستقبله في لحظة واحدة قد يراجع تفاصيلها عشر سنوات على الأقل وراء القضبان. وهكذا هشم الجوع الجنسي رأس طفلة ودمر حياة طفل آخر، وترك أربعة آباء محطمين. والقضية هنا لا تتعلق بغضب سياسي أو ظرف اقتصادي ولكن بالجوع الجنسي فحسب. ومن حق المجتمعات المتحضرة بل ومن واجبها أن تعلن رفضها إباحة البغاء ، لأن تلك إشارة أخلاقية هامة وضرورية ، لكن لماذا ينبغي لطفلة في السادسة أن تدفع ثمن ذلك الإعلان؟
عام 1927 قدمت لجنة مكافحة البغاء في مصر تقريرا جاء فيه : " لو ظنّ أحد أن مجرد إلغاء مناطق البغاء المرخص بها إلغاء تاما كفيل بحل المشكلة .. لما كان لظنه سند إلا شدة الثقة والأمل بالمستقبل ". وكانت الدولة قد وضعت قوانين تحكم تلك المهنة منذ تولي محمد علي الذي عاد إلي حظرها جزئيا عام 1834 ، لكن عباس الأول رفع هذا الحظر، وسنة 1885 صدرت لائحة مكتب التفتيش على العاملات في ذلك المجال المنبوذ، وفي عام 1905 أصدر مصطفى فهمي رئيس مجلس النظار لائحة باسم " لائحة بشأن بيوت العاهرات " التي عينت أماكن الممهنة وألزمت النساء بفحص طبي أسبوعي ، ثم أصدر الخديو عباس حلمي " لائحة البيوت العمومية " عام 1916 ، ومع انتشار الوعي بأن البغاء عار على الأمة طرح عبد الحميد عبد الحق وزير الشئون الاجتماعية في حكومة الوفد ضرورة إلغاء البغاء في مصر، فقامت الدنيا ولم تقعد ضده ، كأنه يدعو لإدخال البغاء وليس إلغائه ! وطالب بعض الكتاب الكبار في تلك السنوات بتجربة الإلغاء في القاهرة والسماح في الإسكندرية لمراقبة الأضرار أو المنافع المترتبة على ذلك، وفي عام 1949 صدر القرار بإلغاء بيوت العاهرات وبعدها بعامين خرج القانون 68 لعام 1951 الخاص بمكافحة الدعارة والمعمول به إلي الآن مع بعض التعديلات الطفيفة التي أدخلت عليه عام 1961 عند الوحدة مع سوريا . وهكذا تخلصت مصر رسميا من عار البغاء، أما عمليا فإن تقريرا أمريكيا صدر العام الماضي أدرج 16 دولة – نصفها دول عربية – بصفتها الأسوأ فيما يتعلق بمكافحة أسواق الدعارة ! وعمليا فإن الجميع يعلم حجم وحركة ومواقع الدعارة وأسعار وفئات في كل مكان، بعد أن أصبح تحويل البدن الإنساني إلي سلعة إحدى خصائص العولمة حتى أن المنظمة الدولية للعمل قدرت سنة 1998 أن الدعارة تمثل ما بين 2% إلي 14 % من الناتج المحلي لماليزيا والفيلبين وأندونيسيا ، وأن تلك التجارة تشكل 5% من الاقتصاد الهولندي، و 60% من ميزانية الحكومة في تايلاند ! ولكن المسألة لدي الأوربيين لا تتعلق بالجانب الاقتصادي فقط ، بل بمحاولتهم العثور على حل لخيار صعب : إباحة البغاء ؟ أم موت الأبرياء بالاغتصاب والقتل بسبب الجوع الجنسي ؟ . ولهذا يغض القانون الإيطالي الطرف عن تلك المهنة كما هي الحال في فرنسا، أما في الدانمارك فإن القانون يسمح بذلك كما يسمح به في ألمانيا وهولندا، بينما فضلت دول كثيرة مثل أسبانيا أن تترك الوضع في حالة رمادية. إلا أن العلاقات و الاختلاط بين الجنسين في أوروبا يهون من تفاقم الوضع ، أما عندنا فإن المأزق أعمق ، لأننا – أخلاقيا – لا نستطيع السماح بذلك ، بينما ينتشر " ذلك " عمليا على نواصي الشوارع ويتخذ " ذلك " أشكالا أخرى كالزواج العرفي ، واقتران المسنين الأثرياء بالصغيرات كما حدث مؤخرا عندما تقدم عجوز عربي بطلب لتوثيق زواجه من فتاة مصرية تصغره ب 75 عاما ، فرفضت وزارة العدل المصرية طلبه !
نحن لا نستطيع من كافة النواحي السماح بوصمة البغاء التي كان مسموحا بها من قبل، ولكن لا ينبغي أيضا أن نسمح بقتل طفلة في السادسة لم تعرف من الدنيا شيئا سوى أن جائعا جنسيا قيدها واغتصبها وهشم رأسها ومضي إلي حال سبيله .



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا أيتماتوف !
- دمياط تواجه حملة - أجريوم - الكندية
- رواية العمامة والقبعة لصنع الله إبراهيم .. زمن الغزو
- الآخرون .. ترف أم ضرورة ؟
- مصر .. أكواخ وقصور
- فلسطين في القاهرة اليوم
- كيف صارت أمريكا شيوعية ؟
- البدين والنحيف
- كرم العنب تحفة عبد الوهاب الأسواني
- الفن والحياة الاجتماعية
- الأدب في خطر !
- حصان فلسطيني أحمر
- حدثونا الان عن السيادة المصرية !
- فيلم - حين ميسرة - عندما يولد الفن ولا يعيش
- مقالات د. محمد مندور
- أبوتريكة يسجل هدف التعاطف مع غزة
- الدب الروسي يثير القلق
- الشاعر أحمد حجازي و - استحالة حوار -
- بنات علم وكرامة
- البكاء على الأشرطة الأمريكية


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - أحمد الخميسي - النقاش والطفلة