أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي رشيد - هامش الصورة














المزيد.....

هامش الصورة


علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 717 - 2004 / 1 / 18 - 05:20
المحور: الادب والفن
    


تنزلق راحتاه برحيل موحش عن وجه قاتليه
لكنه لم يزل يقرأ هذا الحطام المتعثر ،
الحطام الذي ترسّب في أعينهم
 وهم يختمونه بالظلام .

لم يزل يسمع همهمة أفواههم الناشزة بتكتم صديء ،
وهم ينكبون كسوط الغنائم على جسده
 المثقل بالتساؤل :
كيف هوى جذع الله فيه
 ... ليتوارى بذاته خلف سكينة الموت ؟
كيف توحدّ طينه بمراثي التلال
 التي نكشت عريها صلافة البارود ؟ .

جسد يتسع بالكاد لطفولة علقت منه ( ذات مساء غامض ) بالفراغ
طفولة تسلّق هفهفتها باتساع مرن ،
حين تلمّسته وشاية ،
أتاحت لليقين أن يتهامس بتفاصيل غيابه
هاهم يغرزون نفيه بأسلاك تتلمّس عزلته ،
 كأفعى تجرجر دهشتها في تفتحه الغض .
يتلاقفون دهشته بأنياب تهتك ستار مواسمه ،
 تغرز خذلانها في صباه .
لكنه منتش في غيبته ... فاقئا هزيمة النار وهي تقطر من مزاميرهم سخونة الموت ... وهذيان الزنازين ... سواد التواريخ المنحوت بغايات تسرد وسائلها ، ووحل التفوه بالشعار المخاتل .

ها هو يرسم  رأس وطن بسبعة أقمار منسوجة من كيمياء توطّن للريح رمادها ، كي توغل أملاحها في نشيج المقابر وضيافة الأرض .
 وطن يندسّ بمتسع يغمر عتمته
 وطن يبوح بقيامته ...
 أسراب نساء من قش الحزن يشجرن عواء الجوع ويهدهدن قمصان الموتى ، وملاءات  تنسج فصاحة الكتمان .
رؤى تضج بأشلائها ،
ودوائر كغياب تتلذّذ ، تمتشق جسدا خلاف النصوص و تسرد مفتتحا يختزل العري. وطن يتطوح في سكرة البيع ، فيما يتابع محوه وهو يتفتت كسماء تعجن مقابرها .
وطن يتبعثر

 يتناسل الموت كالرياحين ، وتزهر فجائعه كالطحالب وهي تخصب نعومة البكاء .

وحده  يمطّ مراياه لتكمّم هامش الصورة ،
كي تتلقف الوقت بتمعن
فيما يحيل المكان إلى شجر يستعصي على شراهة هتافاتهم
بالكاد كان يركز عصيانه على حدود اليقين ،
 يتبين سرب عذاب
 يقفل من عودته نحو أفلاك تدلهمّ بفزع
أجساد تندس بكامل أزليتها في مواسم موت لايتسع لتمائمها
أحياء تتناهشهم المقابر ، لتردم صراخ من لم يلجمه إحكام فصيل الإعدام لبلاغة الرصاص ،
 وهو يندسّ بمكيدة في معجزة الله وسورته الأولى .

كان يمسك كفّ الله ، حين تسارعت سكينة قلبه المحكوم إلى أسلاك ترتكب معاصيها في شواهده المبعثرة ، حيث تطيح بسلالات من كتمان مضرّجة بالقرابين .
أيّ أنين سينشب في ركام أفلاكه وهي تتلاشى في لهاث الفجيعة
أيّ أبوة ستمسحها يد الله على رأسه الذي سيفضي إلى دم لا يفصح عن نحيب .
2003



#علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن الوأد وجاهلية المرأة العورة
- تركي عبد الامير قراءة لقيم جمالية تتلمسها الرؤيا
- محمد مهر الدين دلالة الأغتراب وفاعليته
- محمد صبري أجندة لذهالة الوجوه
- حسني أبو المعالي ترنم يكسر حدة الأشكال
- جان دمو والصائغ حياة باسلة ... أم بسالة التزويق وتبييض السوا ...
- الحوار المتمدن ... قدسية المفردة ونصاعة البوح
- الى جان دمو في زمن الفجيعة
- أي زمن رديء هذا ...
- العهر الأخلاقي والثقافي 6
- العهر الأخلاقي والثقافي 5
- سلاما لسعدي يوسف وهو يستعير صوت العراق
- العراق الذي نريد
- العهر الأخلاقي والثقافي 4
- الليل بلاغة عمياء
- العهر الأخلاقي والثقافي 3
- هل هو طهر حقا ؟
- العهر الأخلاقي والثقافي 2
- الذي نام على عشبه - إلى الصديق حمزة الحسن وهو يترقّب حرائق أ ...
- خرق


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي رشيد - هامش الصورة