أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - الخيار الآخر















المزيد.....



الخيار الآخر


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 712 - 2004 / 1 / 13 - 05:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أولا - مقاربات في الثقافة والمآزق العربية
ما أشبه اليوم بالبارحة:
منذ أن حول الأمويون الدين إلى مؤسسة، بدأت محاولات شل قوى العقل الفاعلة التي تتحول إلى فعل من خلال إنتاج الإرادة، فلم يكن العقل المعتزلي متحررا بالمعنى الكافي ولكن كان الإطلالة الجديدة للعقل نحو خلق الإرادة، وذلك على سلبيته. التيار الذي وقف بمواجهة أيديولوجية السلطة كان بكل جدارة هم أصحاب الكلام، منذ أن وقف الحسن البصري وأصحاب الكلام في حيرة أمام موقفين أحلاهما مر، فإما معصية الخالق أو قبول الطغيان، كان ذلك خيارا أصعب ما يكون عليهم، فاعتزلوا لينتجوا الفكر ولكن مع تحييد مطلق للإرادة. بالرغم من ذلك، قدموا لنا الأسس النظرية الأولى لسيادة العقل والإرادة في آن واحد، لينتج عن ذلك أشكال من الرفض كانت جديدة على الإنسان العربي المسلم آن ذاك، فتحولت إلى أهم أدوات الثورة والعمل الإيجابي بلغتنا المعاصرة، والتي نتج عنها كل أشكال العصيان والفعل الإيجابي بمقارعة الطغيان ونتج عنها الثورات تلو الثورات، قوبلت بالتأكيد بكل أنواع القمع والتنكيل والقتل وحتى الإبادة الجماعية.
الدولة الأموية منذ قامت قد اعتبرت نفسها ممثلة للإسلام ( يقابلها في الدولة العربية المعاصرة، الدولة ممثلة للأيديلوجيا التحررية التي أنتجها المفكر العربي)، على ضوء تلك المصادرة صارت الدولة هي الممثل للشريعة وهي المستند النظري لنظام الحكم المطلق  ( الشمولي)، أي السلطة هي الممثل للسلطة الإلهية، أي الخليفة على الأرض يقابل الله في سماواته وهو الذي يحكم باسمه (السلطة الشمولية المعاصرة هي الوطن) وهذه الصفة هي التي تحدد العلاقة بين خليفة لله في أرضه وبين الناس جميعا، فمن عصى الخليفة على أرضه قد عصى الله في سماواته. هذه العلاقة الغريبة تجعل من الدين مقابل الإنسان، هي الحاكم وهي الحكم في آن واحد، وليس الدين حكما على عدالة الحاكم. فالحاكم، كما يقول حسين مروة في النزعات المادية (ج2 ص 201 ) ، يحكم الناس بحتمية (جبرية) مستمدة من قضاء الله وقدره المحتوم، وذلك يعني، بصورة مباشرة، إلغاء إرادة إولائك الناس إلغاءا كليا في علاقتهم بالدولة، فليس لهم أي اختيار في تنصيب الخليفة، ولا في عزله، ولا  في شأن آخر من شؤون سلطته، سواء كانت تشريعية أم تنفيذية أم قضائية، لأن هذه السلطات كلها محددة في الشريعة ذات المصدر الإلهي الأوحد، والتي يمثلها الخليفة (يقابله الرئيس الأوحدالوطنالقانونالتشريعالقضاء في السلطة الشمولية للدولة المعاصرة). لم يقف الأمر عند هذا الحد، فالسلطة القديمة والحديثة هي صاحب الكلمة الفصل والسلطة العليا على أفكار الناس، وعلى طرق تحصيلهم للمعرفة وعلى المصادر التي يعتمدوها في تحصيل المعرفة، بل لها السلطة حتى على اختيار نوع المعرفة. وعليه فإن الدولة التي تمثل الوحي الإلهى، كمصدر للشريعة، عليها أن تحمي مكانتها التمثيلية هذه بأن تحصر المعرفة بما جاء به الوحي. والشريعة أو النظام الاجتماعى الذي حددته الشريعة، هي من معطيات الوحي، وعلى الدولة تبعا لذلك، أن تحصر مصدر المعرفة أيضا في المصدر الإلهى هذا نفسه، أي الوحي، ونتيجة ذلك بالضرورة، إن كل من يتجاوز حدود تلك المعرفة، أو حدود ذلك المصدر، محكوم عليه بأنه تجاوز حدود السلطة القيمة عليها بإرادة الله، أي إنه يعد خارجا على إرادة الله ذاتها.
لا شك إن المقاربة واضحة جدا بين هذين الزمنين من أزمنة العربي والمسلم والدولتين، دولة الخلافة ودولة السلطة الشمولية العربية أو الإسلامية المعاصرة.
ما أشبه اليوم بالبارحة، ولكن مع الفارق بالنسبة للمثقف العربي المعاصر الذي لم يستطع أن يطلق طاقات العقل بما يتناسب وقدراته على الانطلاق اللانهائي بآفاق واسعة تتشبه بتلك التي أنتجتها الفلسفة المعتزلية على سلبيتها وافتقارها للتراكم العقلاني الذي أنتجته البشرية، كونها كانت هي من بدأ بوضع الأسس الفلسفية المادية لحركة استطاعت أن تنقل الثقافة العربية نقلة حضارية باهرة رغم ما كان هناك من حرب شعواء على العقل وإنتاج الفكر. فحين وقف العربي اليوم أمام خيارين أحلاهما مر: فإما قبول الطغيان أو خسارة الأوطان، بعد أن تم اختزال الوطن في أحسن الأحوال بالنظام، وفي الواقع بالدكتاتور، الى الحد الذي يغدو فيه سقوط أي نظام، يعني بالضرورة سقوطا للوطن. فالمثقف العربي المعاصر لم يستطع أن يأخذ موقف أصحاب الكلام من إطلاق خلاق لقدرات العقل الإنساني بل غلف نفسه بثوابت (صارت أيديولوجيا السلطة، بالرغم من أنه هو الذي أنتجها يوما ما) لم يستطع أن يتجاوز حدودها لينطلق العقل لآفاق لانهائية، فبقي حبيسا كما هو الحال بالنسبة للمفكر ذات نفسه، أي أصبح الاثنين رهينتي المحبسين، كأي سجين عربي وقد تم لهم تكميم عقله بأغلال أشد من تلك التي تغل اليدين، بل أكثر من ذلك، فصار المفكر العربي ينتج أغلاله بيديه بدلا من أن ينتج الأدوات التي تفك القيد.
أدونيس نموذج للمثقف العربي:
لم أجد مثقفا عربيا غاص في أعماق الحرية بحثا ودرسا وتأملا، سواء كان ذلك شعرا أو نثرا، أكثر من أدونيس الشاعر والمثقف، ولكن بقي منه الإنسان الذي كان أمره مختلفا تماما عنه كشاعر ومثقف، لذا كان لزاما علينا أن نعتبره من المثقفين الذي خلقوا للزمن القادم، فنجده كشاعر يستشرف بابل فيقول
شحاذون على الطرقات وشحاذون على الشرفات
يفترشون الغسق الطالع في الأهداب وفي اللهوات
عرشا يتأرجح في لبلاب
ونخيل دماء
ونجدة كشاعر يوصي قيسا
قم يا قيس ترصد ليلى
عيٍد عيد اللهب الوحشي، اللغة الوحشية
وأقطع كلماتك من خيلاء الزان وأبهة المران
استنفر أضرحة العشاق،
وقدم للموت حياتك وابدأ – لا تنتظر العنقاء
تكون خطاك لقاحا

أتعرفون لماذا اختار أدونيس الشاعر قيسا بالذات؟ أنا أقول لكم، فقيس قد بقي عاشقا وحسب، وبقي يبكي أطلال ليلى بدلا من أن يثور ويختطف حبيبته على حصانه الأبيض، كما فعل كل أبطال العشق العربي الأسطوريين الذين فازوا بالحبيبة. فهو كشاعر، يريد لبابل أن تخلق من تحت الركام حين يمتطي كل العشاق صهوات الخيل ليختطفوا ليلاهم ويفوزوا كما أسعدتنا الجدات بفوز البطل العاشق، كان ذلك قبل أن نغفوا على حلم جميل يكون زادا وزوادا للغد الذي سيحمل بطلا آخر يسعدنا، لا أن يخزينا، لذا ترصد أدونيس قيسا دون سواه.
اخلق بابل في الأجناس وفي الأنواع
واخلق بابل في الصلوات وفي الشهوات
واخلق بابل في الأرحام وفي الأكفان
اخلق بابل بين الخالق والمخلوق
واخلق بابل في الأصوات وفي الأسماء وفي الأشياء
وفي ذات الوقت يقف أدونيس المثقف موقفا آخر مغاير لما يجري في العراق وينسى يوما ما إنه أوصى كل العشاقالثوار أن يثروا لا أن يغلفوا العقل، كما فعل مع عقله هو، بدلا من أن يطلقه من عقاله ثورة، وكلنا يعرف موقفه الأخرق مما يجري. فهذا هو التناقض الذي أتحدث عنه، أي بين ما يجب أن يكون وما نحن عليه. يتساءل أدونيس بسذاجة أياما قبل سقوط النظام في مقال له في صحيفة الحياة:
""كيف سيترجم نظام صدّام حسين، تلك الرسالة الإنسانية العالية في رفض الحرب، وفي الوقوف إلى جانب الشعب العراقي؟ هل سيقدر أن يقرأ صوتها العميق الصارخ: لا للحرب، فيرى أنه يؤكّد في الوقت نفسه على: لا، للطغيان؟ ومن سينقل هذه الرسالة، وكيف؟ وهل سيتم الإصغاء، حقاً، إلى صوت الشعب العراقي؟""
أدونيس ضمنا يريد للشيطان أن يكمن ملاكا، رغم شكوكه، وبالرغم من الطابع الإنساني الذي نقرأه في المقال، إلا إنه يعني بذات الوقت إن أدونيس كان واقعا تحت تأثير المحرمات والثوابت الثقافية العربية التي لم يستطع أن يتجاوزها، فلا يدعو لثورة ويتخذ لنفسه مكانا بعيد قصيا عن الدكتاتور، راح يستجدي منه أن يكون إنسانا وهو ذلك الكائن البهيمي الذي لا تعرف له فصيلة ينتمي لها. 
إن اختيارى لأدونيس بالذات ليس اعتباطا، فهو الشاعر الذي أطلق العقل من قمقم سليمان في زمن مصادرة العقل والإرادة، وهو بذات الوقت، المثقف الذي كبل عقله ذاتيا، إذ لا أحد يستطيع أن يكبل عقل هذا المبدع الأكثر من مشاكس، إلا هو بذات نفسه، فهو المثال الأبلغ لزمن المصادرة المطلقة للعقل ومن ثم الإرادة من قبل الفرعون الذي خلق وسائله الدفاعية بداخلنا، فكانت قمعا ذاتيا لنا. توارى أدونيس وراء مقالين هزيلين منذ أن سقط دكتاتور العراق ولحد الآن، في حين كان الأجدر بمفكر الحرية وإطلاق العقل أن يجد مفردات جديده له وللمثقف العربي بعد أن تمت مصادرة مفرداته من قبل ثقافة الطاغوت في البلدان العربية، تلك الثقافة التي استعارت كل مفردات المثقف العربي وتركته بلا مفردات ترتقي لشرح الواقع الموضوعي الجديد العصي على الفهم في كثير من الأحيان.
حين يقف بالأمس البعيد الرعيل الثاني من المعتزلة ليطلق أول إشارة لتحرير الإرادة بعد أن قطع تحرير العقل شوطا لا بأس به، وبعد أن ساهم فكرهم على سلبيته أن يصدع جدران الثقافة السلطوية عبر القرنين الثاني والثالث الهجري، بل ويهدم معظم جدرانها، ربما كانوا يعلمون إن ما فعلوه هو أحد أهم مفارق الطرق لتطور الفكر العربي والعالمي بإنتاج أدوات الثورة وتكسير الأغلال وتحرير الإنسان، بالرغم مما كان يرافقها في العادة، بالضد من ذلك، تبديل الحاكم الطاغية لأدواته جملة وتفصيلا، فيكون لهم أدواتهم بالمقابل لتستمر الحياة والثورة بلا هوادة على الطغيان. كأني بذلك الرعيل يشعل الشرارة الأولى للثورة والتحرير التام للعقل وإطلاق طاقاته وذلك بإطلاق الإرادة المقرونة بتحرير العقل. فكان يجب أن تنتج الثقافة العربية المعاصرة أكثر من جنيد (مثقف) معاصر لكي يكسروا قيود العقل العربي المكبل بأغلال الثوابت والمسلمات المحكمة الإغلاق على العقل وإرادة الإنسان، ويتهم من تحرر ليستعيد إرادته بالخيانة مرة أو الخنوع مرة أخرى والعمالة ثالثا وهكذا. أن المثقف العربي المعاصر غير الجنيد الفيلسوف، ولذلك ظروفه الموضوعية، رغم إن القيود تدمي يديه ورجليه قبل أن يخيطوا منه الفم ويشلوا العقل، وهو من أنتج تلك الأغلال الأقوى التي استعملت ضده وذلك لكثرة المنافقين الذين ولجوا لهذا التيار وأخذوا مكانتهم. فحين سمعنا أدونيس الشاعر قلنا "سلمان منا آل البيت" وحين سمعناه مثقفا ما كان إلا صوت صديقه اللدود (نعم اللدود) ذلك القيم على ثقافة الحاكم الذي راح يعيد صياغته بلغة أدونيسية تبدو وكأنها من صنع أدونيس، في حين هي أبعد ما تكون عن الأخير. هذه هي الثنائية في موقف المثقف العربي والتي نجدها لدى معظم شعرائنا، فلا يختلف عنه سعدي يوسف ولا درويش، فالكل كان كأدونيس، حرا كشاعر ومكبلا كمثقف، وإن كان موقف سعدي يوسف أكثر تطرفا بجانب الطغاة، وكأني به سيطالب قريبا جدا بالحرية لصدام وعودته رئيسا للعراق.
انتصار ثقافة الفرعون:
أنا لا أتوقع من عربي من عامة الناس أن يقوم بتلك المعجزة، ولكن كان يجب على المثقف أن يقوم بها دون سواه، فكتبة السلطان لم ولن يكونوا في يوم من الأيام، محررين لإرادة الجمهور، فهذه الفئة هي التي تخلق القيود لتكبيل البشر، فالقيم على ثقافة الحاكم، والذي يتخذ من فرعون منزلة كمنزلة كبيرهم الذي علمهم السحر، كان موقفه طبيعيا ويتماشى مع وظيفته التي ينال من ورائها لقمة العيش ورضى الفرعون، فحين يطلق الأفاعي بوجه موسى عليه السلام، أمرا كان النبي يتوقعه وإن أخذته خيفة من أمر السحر والسحرة، فأنا أتوقع من أنبياء هذا الزمان أن يطلقوا عصيهم بوجه السحرة وسحرهم العجيب، وهم الهدف الرئيسي من كل أنواع التنكيل والقهر والتعسف والإذلال والإهانة والاحتقار وكل أنواع الضيم التي عرفتها الإنسانية، قبل أن ينل منها الإنسان العادي، كنت أوقع من هذه الفئة أن تغتنم الفرصة التي لا يمكن ان تتكرر في التاريخ مرتين، يغتنموها وإن كانت تكاليفها باهظة، ففي النهاية سيكون هناك شعبا يمتلك إرادته بيده وهو الذي آن ذاك سيصنع ادوات انتصاره بنفسه، وسينتصر حتما، مادام يمتلك إرادته التي كانت بالأمس مكبلة بأغلال الحاكم والأغلال التي صنعها المثقف ذات نفسه كما أسلفنا. نعم صنعها المثقف العربي بنفسه، ولكن في نهاية المطاف هي مجرد أدوات وليست مقدسات، والأدوات تستعمل لتسهيل العمل، وليس لشل العمل، فحين يصنع الإنسان المنجل، كان يبغي من ذلك ان يساعده على الزراعة لا أن يوقف إنتاجه الزراعي، ولا أن يقيم له معبدا يصلي له ليل نهار، وحين يجد الغريق طوافته تنجيه من الغرق لا ينبغي أن تكون الطوافة هي السبب بغرقه، فحين يصل للشاطئ أو أن يجد له مركبا في البحر، فأنه سيترك تلك الأداة إذ لم تعد لها فائدة تذكر وإن كانت قد ساهمت، بل هي التي أنقذته من موت محقق. هكذا الأدوات دائما بيد الإنسان، حين تحقق الغرض منها، وتوفر بديل أفضل لها، فإن الحاجة لها ستنتفي ويجب أن تترك وحسب.
إما معصية الخالق أو قبول الطغيان والحاكم الظالم، كان ذلك بالأمس البعيد واليوم يقف الإنسان العربي أمام خيارين يعتقدون أن لا ثالث لهما، فإما قبول الطغيان للحاكم الطاغية أو ضياع الأوطان، كلا الحالتين تبدوا وكأنها نهاية العالم، ولا ثالث لأي منهما، وهذا ليس بصحيح، بل هو السلبية بكل معانيها، لذا كان المعتزلة بالرغم من نبوغهم ورفضهم، سلبيين حين إعتزلوا، ولكن لم يتوقف عندهم إنتاج المعرفة تلك التي تمحورت نظرياتهم حولها وأنتجت الثورات، ومن هنا هم في منتهى الإيجابية، في حين وقف مثقفنا في حيرة من أمره ولم يستطع أن يفعل شيئا، فهو سلبيا في كلا الحالتين بما يخص الحالة المعقدة في العراق.

***************
الخيار الآخر
ثانيا - بيدي لا بيد عمرو، ذلك أكرم

الموقف من سقوط الدكتاتور والاحتلال:
لننسى العراق ولو للحظة واحدة لكي يتسنى لنا الحديث دون الخوض في المحرمات المزعومة، ذلك أن العراق قد تم لهم الانتهاء منه والعرب والعراقيين في حالة من الذهول الإحباط، ولكن منذ اليوم الأول بدأ المثقفون العرب والعراقيين يبلورون أول الادوات الفكرية لصناعة الحرية، فحين اكتشف أحد المثقفين العرب متأخرا عن آخر العامة العراقيين، ومنذ اليوم الأول لسقوط بغداد علي أيدي التحالف، إن ذلك السقوط ما كان لبغداد وإنما كان للنظام، لأن بغداد لم تقاتل، وهذا ما كان ينبغي له أن يكون الشرارة الأولى لإطلاق العقل من جديد، إذ كان لزاما عليه أن يستمر بإطلاق العقل أبعد من ذلك، والسبب هنا هو إن أول رموزه أو ثوابته الفكرية المزعومة قد سقطت، وقد سبقت العفوية الجماهيرية المثقفين والتنظيمات بتحديد الموقف وإتخاذها بعفوية مطلقة الموقف المناسب الذي أدى بالدكتاتورية أن تسقط ذلك السقوط المريع، فلم إذا توقف المثقف عند هذا الحد؟ أما كان عليه أن يستمر لما هو أبعد من ذلك ويسقط كل أدوات الماضي ويبدلها بأدوات جديدة تناسب المرحلة الجديدة بعد أن تعفن هو وثوابته التي راح يجترها دونما جديد يدخل الجوف، وتحول هو وثوابته وجمهوره خارج العراق إلى ماء آسن بدأت رائحته تزكم الأنوف؟
مادام الدكتاتور العربي الطاغوت قد افتضح سره وراح يسير بملابس الإمبراطور الجديدة، ومادام هو من وجدنا فيه القرصان والطاغية والحرامي والسفاح والسجان ومغتصب النساء ومستبيح المحرمات له ولجلاوزته، ومادام هو كل الرذائل، كيف يقف المثقف عند هذا الحد ولا يذهب لما هو أبعد بقليل من ذلك؟ ربما يتساءل المرء بمرارة لم فعل ذلك؟ المثقف العربي، ذات نفسه، يجيب بقوله لو رحت لما هو أبعد من ذلك، لأصبح الحديث يصب بمصلحة الاحتلال الأمريكي ( الطوطم والتابو ) ويمنحه الشرعية، وكأن الطاغية كان شرعيا! لذا عاد من أدراجه ليقف مع السحرة الذين أطلقوا حياتهم تسعى نحو موسى عليه السلام ولم يطلق عصاه كما أطلقها النبي ليرد كيد الفرعون، فهو وقف وقفة غير مشرفة مع الفرعون ضد موسى عليه السلام، أليس كذلك؟ وهكذا أيضا يعود أدراجه ليقف وراء أيديولوجيا الحاكم الدكتاتور وشموليته التي بيناها بمقاربة بسيطة في الجزء الأول من هذا المقال، أما كان الأجدر به أن يؤجج الخلق من حوله ويبدل الطغيان بالعدل قبل أن يأتيه الطوفان؟ أو ينتظر العنقاء على حد تعبير أدونيس الشاعر؟ أليست هي فرصة للنجاة في سفينة نوح بدلا من الغي والوقوف بجانب الفرعون؟ لم لا يكون الأمر بيدي لا بيد عمر؟ أليس ذلك أكرم لنا من الوقوف مع الرنتيسيب وشبيلات وإرسال القتلة إلى العراق عبر الحدود السورية ليقتلوا العراقيين؟ لم لا يتخذ المثقف العربي ذلك الموقف الكريم بدلا من إثخان الشعب العراقي بمزيد من الجراح؟
المثقف العربي قد أتخذ له أشكال مختلفة من احتلال العراق نلخصها بالآتي:
• الغالبية العظمى وقف مع الفرعون العربي مبررا ذلك بما أسلفتا.
• قليل جدا من اتخذ له موقفا إنصافا للعراقي الذي أخذ مرتين.
• وقليل جدا أيضا قد اتخذ له موقف المتفرج كمن لا ناقة ولا جمل له بالموضوع برمته.
الغالبية العظمى من المثقفين العرب وقفت مع الدكتاتور، فما هو السبب وراء هذا الموقف المشين؟ إنه بلا شك تلك الثوابت التي أثقلت العربي وعقله بالأغلال والتي لكثرة تناقضاتها أدت لتمزقه هو، وتمزق الغلاف الفكري الذي تحجم به عقله، ولم يعد قادرا على إنتاج البديل الموضوعي للحالة المستحيلة التي لا يرى لها مخرجا حسب رأيه. ربما هي صدمة التغيير المفاجئة والتي لم تسمح بما يكفي من الوقت لاستيعاب الحدث، لذا اكتفى العقل العربي باستنتاجات وتحليلات ساذجة لا تمت للواقع بصلة وتوقفت عند هذا الحد، الحد الذي يمنع الاستمرار بالتحليل والمس بتلك الثوابت المتمثلة بالطوطمالتابوالغلاف الفكري القامعالمصالحالأمراض الاجتماعية التي ضربت جذورها بالأرض بعيداأيديولوجية السلطة الشمولية وموقفه منهاالعقل المكبل، في حين كان يجب على المثقف أن ينفض عنه كل أغلفة الفكر التي صارت ملكا شخصيا للدكتاتور والسلطة ذات الطابع الشمولي والتي هي بحقيقتها سلطة قمعية ذات نظام متخلف يعود للأزمنة الغابرة من حيث مستوى التطور.
ليس مهما أن يكون التحليل مرتبطا بالحالة العراقية بالذات، فالأمر بالنسبة لأي من دول المنطقة يستحق التحليل من جديد على ضوء المستجدات الدولية والإقليمية التي تعصف بهذه الدول والتي نجدها محتارة بكيفية التعامل مع مجمل الملفات التي باتت مفتوحة كلها دفعة واحدة، وأي منها يكفي لإسقاط اعتى سلطة. ملفات حقوق الإنسان، وملفات التعليم والثقافة، وملفات الحريات، وملفات الجوع والتجويع المتعمد، وملفات التسليح المسموح والغير مسموح به عالميا، وملفات سياسية ذات طابع معقد يستعصي على أي فكر إنساني بحله، وملفات البيئة، وملفات كثيرة أخرى كلها فتحت دفعة واحدة من دون سابق إنذار على حكومات أمية لا تمتلك الأهلية اللازمة لفك رموز أي ملف من الملفات ذات الطبيعة المعقدة التي طرحت مرة واحدة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، للتعامل مع الملف الفلسطيني ذو الطبيعة المعقدة يقترح أحد دول المنطقة (الدكتاتور) حلا سحريا بإقامة دولة أسراطين؟! وكأن الدكتاتور المفكر العبقري قد حل المشكلة وبعدها لم يعد هناك مشكلة للشرق الأوسط، بهذه الطريقة الكوميدية، وربما الميلودرامية لما فيها من بعد يشير للبلية المضحكة. لم تستطع هذه الأنظمة الهزيلة مع أي ملف من الملفات التي فتحت جميعها مرة واحدة وكأن أبواب جهنم قد فتحت عليهم مرة واحدة، وهم العاجزون عن صنع أي قرار.
العفوية الجماهيرية:
أعود للأيام الأولى التي اجتاحت خلالها قوات التحالف العراق، كانت سيدة بصراوية خمسينية قد نجحت بالهرب من جحيم النظام وقسوة الحرب إلى بر الآمان، لا تدري إلى أين تذهب بالتحديد بعد أن اجتازت الجسر. يسألها مراسل الفضائية عن الوضع في داخل البصرة، وهل هناك قتلى كثيرون؟
توكلت السيدة على الله وأطلقتها قنبلة تفجرت بوجهه، لا يا بني، إنه التحرير ولابد له من ثمن. لقد استعملت السيدة مفردة تحرير بالتحديد لأنها ربما كانت ترغب أن ترضي السيد الجديد إذ إن هذه المفردة ستنزل على قلبه بردا وسلاما، ربما أيضا تكون قد شعرت بالحرية فعلا بعد أن تيقنت إنها تحت سماء أخرى غير تلك التي كانت ترزح تحتها. هكذا كان الوضع وقتها في داخل العراق، وكان من الصعب جدا المراهنة على أي دعم من العراقي في الداخل بالانتفاض أو التمرد على النظام فالنظام الذي خبرناه عبر ثلاثة عقود ونصف، شرسا كل الشراسة مع من يتمرد عليه، فما بالك في تلك الأيام، هذا من جانب ومن جانب آخر فإنه، أي العراقي، قد فقد الثقة بالأمريكان والبريطانيين بعد تجربة الانتفاضة القاسية في العام 1991 . لذا فإن من يراهن على ذلك لا يعرف قسوة النظام وحقيقته الهمجية والبهيمية ولا رذائله، وكذا لا يعرف مدى الخيبة التي أحس بها العراقي يوم أثبت للعالم إنه كبير وإن هذه الفرصة هي التي يجب أن يستغلها، وقد فعلها، ولكن خذلوه بعد أن كانوا هم من يدعوه للتمرد وفك القيد.
بالتأكيد إن السيدة البصريةا لم تسمع بأدونيس ولا المعتزلة ولا بكمفوشيوس الفيلسوف الهندي العظيم الذي قال "" لا يهمني ما هو دينك، المهم هو أن لك دين""، لابد إنها عرفت بالحس الإنساني أيضا إن من له مبدأ يمكن التعامل معه على كل المستويات، بيعا وشراء ورفقة وصراعا وحتى حربا، ألم يقولوا بوجوب معرفة العدو قبل الحرب؟ لو إن الأمريكان قد غيروا رأيهم فإننا إذا نستطيع أن نتعامل معهم صراعا أو حتى حربا ولا بد سيكتب لنا النصر، لأنهم ليسوا صدام، ذلك الكافر، فأي دين لهذا التكوين البهيمي الشرس "صدام"؟ إي مبدأ له؟ ما الذي لم يستبيحه من قيمنا لحد الآن؟ من الذي استطاع أن يحدد له مبدأ لكي يتعامل معه؟ ألم يغدر بكل رفاقه وحتى أهل بيته؟ رغم إنها لم تصل إلى تعريف دقيق له، إلا إن السيدة الخمسينية استطاعت أن تحدد الأولويات، أيهما أولا، صدام أم أمريكا؟ وقد حسمت أمرها أن يكون صدام هو من يذهب أولا، في حين لم يستطع المثقف العربي لحد الآن أن يخرج من القمقم الذي حبس يه عقله على مدى عقود من الزمان.
كان موقف السيدة البصراوية هو ذات الموقف الذي اتخذه بعفوية كل عراقي من إم قصر وحتى بغداد، وإلا لما استطاع المحتلين السير بأرض العراق شبرا واحدا. فيوم دخل المحتل، لم يكن هناك أية مرجعية للعراقي حيث أن الفرعون كان قد اختزل الوطن بشخصه، ومع ذلك كان الموقف موحدا بعفوية مطلقة، كان ينبغي لها أن تدرس بعناية من قبل المثقفين العرب قبل غيرهم ليستنتجوا منها العبر. إنه بلا شك كان أحد أبلغ الأمثلة على سرعة الاستجابة الشعبية، تلك التي بنت عليها يوما ما روزا لزكسمبرغ نظريتها الشهيرة، نظرية الانتفاضة، وإن لم تكن انتفاضة، أو انتفاضة من نوع جديد، وقوفا محايدا من احتلال البلد، لم يحث مثله في تاريخ البشرية، ولكن المحرك له هو ذات المحرك الموضوعي لأشكال لانتفاضة التي نعرفها، وكذا كان ذلك الحياد السبب بسقوط الدكتاتورية في العراق ذلك السقوط المذهل والمروع، لذا كانت انتفاضة الحياد بحق. إن هذا الموقف كان شعبيا ولم يكن لنخبة، أي كان عفويا بكل ما للعفوية من معنى، وتلك هي التي نسميها بالعفوية الجماهيرية، والتي تسبق المثقف والتنظيم في العادة. سأترك الأمر لهم ليفكروا به ويستنتجوا منه ما الذي ينبغي أن يكون قبل فوات الأوان، إذ إني أعد القارئ أن أعود للموضوع من جديد بحثا ودرسا.
أبعد المواقف العربية جنوحا نحو الحرية:
جميل أن نسمع إن هناك من له موقف، ونجد المثقف يطالب بإطلاق الحريات الديمقراطية في بلده، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإطلاق حرية الفكر والعمل السياسي وإقامة منظمات المجتمع المدني، كل هذا جميل ولكن ماذا بعد، هل سيتحول الشيطان إلى قديس بنصيحة ساذجة مثل هذه؟ ولو حدث ذلك فإنه ولا شك يقع تحت ضغوط، سرعان ما يعود لطبيعته البهيمية وقت زوال المؤثر، وهل كان ذلك ممكنا لصدام أو غيره من فراعنة العرب أن يتحول إلى حمل وديع من مجرد نصيحة؟ ويقيم دولة المجتمع المدني؟ قد يفعل ذلك وقت يشاء، ولكن شرط أن يبقى الجيش والقوات المسلحة بيده، بحيث يستطيع أن يعيد الأمور إلى نصابها وقت أن يجد إن العنقاء قد ولت. كان هذا أفضل المواقف التي سمعتها للمثقف العربي ومنهم أدونيس.
لقد احتل العراق والمثقفون العرب صامتون،  ولم يمدوا يد العون للعراقي كي ينال حريته التي دفع لها قوافل الشهداء، حتى امتلأت أرض العراق برفاتهم، مقابر جماعية وأكياس تلقى على عتبات المنازل تحمل الإبن أو الأب، ويطلب الطارق ثمن الرصاصات التي قتل بها الضحية، وأحواض التيزاب الذي أذابت الكثير. ولا أدري إلى متى سيبقى المثقف العربي صامتا؟ مغيبا للعقل، كابحا لجماح الإرادة والثورة تحت مسميات فقدت صلاحيتها مادام الفرعون قد صادرها منذ زمن بعيد، وأوكل لها جلاوزته وسحرته ليكونوا سدنة لها.
إن المناخ السياسي الآن هو الأمثل الذي يجب أن يتحرك به العربي من أجل أن يدرأ عن بلده الاحتلال أولا، وينال حريته ثانيا. دعوني أكون أكثر صراحة، هل يستطيع اليوم أي حاكم عربي أن يقمع انتفاضة كما كان صدام يقمع الانتفاضات في العراق بالأمس؟ فلو فعل ذلك لفتح على نفسه أبواب جهنم كلها، أليس ذلك أكرم لنا من أن نموت من أجل الفرعون الذي اختزل الوطن بشخصه؟ أليس أكرم لنا أن نموت على يدي الفرعون بدلا من الدفاع عنه؟
المناخ السياسي اليوم في العالم أجمع يختلف عنه قبل عدة أشهر مضت، فهل هو الوقت المناسب لابتكار أفكار ومفاهيم ومفردات جديدة لنيل الحرية دون تحييد العقل واجترار أفكارا كان قد صادرها الفراعنة منذ زمن بعيد؟ أليست هي فرصة تاريخية لن تعود ثانية أبدا؟ 
ملفات كثيرة وكبيرة جدا تستطيع المعارضة في البلدان العربية أن تفتحها وإن تخلق نظريتها الثورية الخاصة بها من أجل العدالة الاجتماعية وإقامة أنظمتها الديمقراطية، ولسنا إلا مذكرين لهذه القوى فهي من يعرف أكثر مما نعرف بكثير.
دعوها تكون ""بيدي لا بيد عمرو""، فذلك أكرم بكثير من الموت دفاعا عمن أمعن في قتل الشعب.        
 

 



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكنوقراط العرقي بالواسطة يبيع الفجل وليس المهنية العالية
- لا أدري كيف يمكن لقضية أن تنتصر وأحد زعمائها خالد بيوض؟
- تسمية الإرهاب في العراق مقاومة، عنزة ولو طارت
- موقف الكتبة العرب المشين من الوفد العراقي، ومواقع الإنترنت ا ...
- موقف اتحاد الكتبة العربوييون والمستعربون والذين للتو يتعربون
- إقتراح عملي جدا بشأن محاكمة صدام
- للعراقيين كل الحق بطلب التعويضات وليس إيران
- العراقيون يحتفلون والعرب يموتون كمدا
- أنقذوا العراقيين، في المثلث السني، من براثن البعث
- ألف مبروك للحوار المتمدن في عيدها الثاني
- الانتخابات تمنح الشرعية وتقطع الألسن القذرة
- إبناء المثلث السني رهائن لفلول البعث المهزوم
- مقترح لحماية البيئة من الملوثات الصناعية والمياه الشديدة الم ...
- استئصال الطائفية والعنصرية ضرورة موضوعية 1 &2
- دوفلبان، أهو شاعر أم عديم المشاعر؟
- عندما يتحول الشعراء إلى قتلة، دو فلبان يدعو إلى ضم البعثيين ...
- البرنامج السياسي البائس – العودة للحكم الطائفي العنصري
- المشروع العربي المرعب لإعادة البعث للعراق
- ردا على علاء اللامي والخبير النفطي مجهول الهوية
- النفط العراقي بين الهواجس المشروعة والتطير – خامسا أسلوب لتح ...


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - الخيار الآخر