أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سهيل أحمد بهجت - لبنان و أزمة الشخصية القانونية














المزيد.....

لبنان و أزمة الشخصية القانونية


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 11:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الانحدار الخطير للأوضاع في لبنان على المستوى السياسي و الأمني ليس بمستغرب، فبحكم الثقافة و "العقلية" السائدة في لبنان ـ و هو جزء من منظومة التفكير الشرق أوسطي ـ فإن من الطبيعي و المتوقع أن ينحدر لبنان باتجاه الصراع الداخلي ما دامت الشخصية اللبنانية متشضية و مفككة، فهيمنة الفكر القومي + الديني على الساحة اللبنانية المصابة أصلا بداء الطائفية السياسية.
هذه الثقافة المركبة من عقل قانوني غير مكتمل، ففي الوقت الذي نجد فيه الدول الشرق أوسطية ذات الشخصية المفككة قابلة لأن يظهر فيها ما يسمى "بظاهرة "phenomenon المقاومة و الدفاع المتعدد الأوجه و الانتماءات عن الدولة و الشعب و تعدد الأوجه القانونية لهذه "المقاومات"، نجد أن دولة إسرائيل على صغرها و كثرة الدول المعادية المحيطة بها لا تنقسم من حيث الشخصية القانونية لأن صفة "الدولة" هي الغالبة على كل المكونات و الكتل و الأحزاب دينية كانت أم قومية، لكن في لبنان و العراق و الأراضي الفلسطينية نجد هذه الظاهرة التي تستحق أن نبحث عن جذورها اللاهوتية و المنطقية الفلسفية ذات الأبعاد الاجتماعية و السياسية.
و هنا لسنا بصدد تحميل حزب الله و حركة أمل المسئولية الكاملة عن الأزمة الحالية التي يعيشها لبنان ـ للأمانة العلمية ـ بل إن الأطراف الأخرى الحكومية التابعة للحريري و جنبلاط و المسيحيين الموارنة تحمل في أحشائها ثقافة لا تختلف كثيرا عن ثقافة و عقلية "حزب الله"، فكلا الطرفين يرى الوطنية محصورة في عقله و منطقه و بالآيديولوجيا التي هو مؤمن بها، و متابعة بسيطة لإعلام الأحزاب اللبنانية "future TV" التابع لتيار الحريري و "NBN TV" التابع لحركة أمل و برّي و تلفزيون المنار التابع لحزب الله، سنجد أن كل طرف يجند الفتاوى الدينية و الشعارات القومية و مفاخر الماضي في سبيل إظهار وفائه "للوطن" و أن الخصم هو خــائن و عميل و لا صلة له بمصلحة لـــبنان.
هذه الظاهرة وجدت بقوة في العراق خلال السنوات التي تلت الإطاحة ببعث صدام، لكنها ـ هذا ما يبدو على الأقل ـ في طريقها إلى الزوال بعد أن أظهرت حكومة نوري المالكي أنها بصدد إيجاد "شخصية قانونية واحدة" للدولة العراقية، و المواجهة الدائرة حاليا على أرض العراق هي مواجهة بين فكرتين و منطقين قبل أن تكون مواجهة بين سلاحين، فتحت شعار "المقاومة" يحاول طرف من الأطراف تفتيت الشخصية القانونية و جعلها "مطاطة" بحيث تؤسس لمقاومة "الفوضى" ضد "التنظيم"، لكن في لبنان الموضوع مختلف، فلبنان الطائفي ـ الذي تأسس في الطائف السعودي ـ لا يملك ذاته كشخصية قانونية، فهناك لبنان الشيعة و لبنان أهل السنة و لبنان الماروني و لبنان الدرزي و لبنان العربي و إلى آخره.. فحزب الله يجر لبنان إلى المحور الإيراني و الحكومة تجر لبنان إلى المحور العروبي و السعودي.
و المشكلة أن كل هذه الأطراف تؤمن بنظرية المؤامرة، فحزب الله يردد "المؤامرة الصهيونية الأمريكية الإمبريالية" و بالمقابل يردد الحريري "المؤامرة الفارسية الشيعية الصفوية" ضد ما يسميه "أهل السنة"!!. لهذا يسهل على كل طرف أن يقوم بتحشيد إعلامي و تحريض و شحن نفسي ضد الخصم ـ الكافر ـ الخائن ـ العميل ـ الصنيعة ـ التابع. و مقابل هذين المحورين الدكتاتورين لا نجد محورا لبنانيا يضع لبنان كوطن قائم بذاته دون الحديث عن أي هوية عربية أو قومية أو طائفية، فلبنان الحالي هو مجموعة هويات متناقضة المصالح و الانتماءات و تنعكس تناقضاتها على الأرض اللبنانية و على الشعب، و من يرفض إبعاد لبنان عن الصراعات يعتبره كل طرف "خائنا" يستحق التصفية.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا -عراق- مع فقر..
- العراقيون و تداعيات الكوارث الفكرية
- أيها الائتلافيون.. ألا تستحون؟
- نحو -أُمم ديمقراطية متحدة-!!
- الثقافة العراقية و الطريق إلى الحداثة
- حربنا المصيرية ضد الإرهاب
- فليأكل الجياع -الكعك-!!
- الأحزاب -الشعاراتية- العابرة للحدود
- العراق و النقلة الحضارية
- العراق .. نحو -الهوية الإنسانية-!!
- المواطن العراقي .. و حكم الأقلية الفاسدة
- سؤال حيَّر العراقيين!!
- حياة ثقافية.. للرجال فقط!!
- لبننة العراق و عرقنة لبنان!!
- المشهداني: -وا معتصماه.. وا صدّاماه-!!
- لن ننسى جرائم البعث.. و لن يخدعنا المسئولون الجدد
- تحيّة إلى أهل الجنوب..
- لا عيون و لا آذان..
- حول الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة
- لا لقوانين الصحافة..


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سهيل أحمد بهجت - لبنان و أزمة الشخصية القانونية