أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صاحب الربيعي - مثقفو النظام المباد وحضانات الأحزاب الشمولية















المزيد.....

مثقفو النظام المباد وحضانات الأحزاب الشمولية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 706 - 2004 / 1 / 7 - 04:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


جند النظام المباد العديد من المثقفين لإدارة ماكنته الإعلامية، بغية تبرير حملات القمع والاضطهاد ضد المعارضين إضافة إلى تبرير حروبه القذرة. وساهمت تلك (الجوقة) من مثقفي السلطة في حملات التبجيل بالطاغية المهزوم وإضفاء صفات التبجيل عليه، تلك الحثالات من المثقفين التي جانبت قوى الشر حباً للمال والشهرة، لم تكن بنظر النظام سوى أدوات قذرة يستخدمها لمرات ومن ثم يرميها في إحدى حاويات الأوساخ أو إلقاءها في المجاري العامة إمعاناً في الإذلال.
العديد من هؤلاء، حين شعر بأن دوره قد انتهى وسيلقى في حاويات الأوساخ سارع للخروج إلى المنفى وأعلن من نفسه معارضاً!!.
لكنه في ذات الوقت لم يتخلَ عن ولائه للنظام، وفي كل مناسبة يتفاخر بجوائزه التي نالها من النظام المباد وكذلك لم يعتريه الخجل من عرض دواوينه التي تبجل الطاغية. وبهذا فأنه يرسل بين أوانة وأخرى رسائل (مشفرة) إلى أعوان النظام في المنفى يجدد من خلالها ولائه للطاغية.
وقد استثمر النظام المباد العديد من هؤلاء الأوغاد وجندهم لصالحه في صفوف المعارضة العراقية، ولم يجدوا هؤلاء على موضع قدم لهم في صفوف المثقفين المعارضين بل جوبهوا بالاحتقار والازدراء والمقاطعة. 
لذا طرقوا أبواب الأحزاب الشمولية التي وجدت فيهم عنصراً للكسب الحزبي بعد أن تخلى المثقفون المعارضون عنهم، ولم تكتفِ الأحزاب الشمولية بتزكية هؤلاء الأوغاد بل تحايلت عليهم ليحتلوا مواقعاً في منظماتها (المهنية) والحزبية وواجهاتها (الثقافية).
ومن تلك المواقع الضالة، بدأ الأوغاد في محاربة المثقفين المعارضين مستخدمين كل آليات الأحزاب الشمولية لاضطهاد المثقف المعارض وتمرير مشاريع السلطة المبادة في الوسط الثقافي.
ولم تنفع النصائح التي تقدم بها المعارضين لتلك الأحزاب الشمولية بضرورة التخلي عن دعم ومنح شهادات (الوطنية) لأعوان النظام، بل العكس أصبحت قيادات الأحزاب الشمولية تدافع عنهم باعتبارهم رفاقاً للدرب!!.
وكشفت الوثائق التي ضبطت في أوكار الأجهزة الأمنية في بغداد بعد سقوط النظام المباد صدق مزاعم المثقفين المعارضين، عن تورط العديد من قيادي الأحزاب الشمولية مع الأجهزة الأمنية للنظام المباد!!.
ويجد ((كريم الأسدي)) أنه من ركام التشويه هذا، تخرج مجموعة من الجند السابقين الذين خدموا النظام المباد بكل ما يمكن وزيتوا ماكنته التدميرية والإعلامية فتتسلل إلى قلب المعارضة العراقية وإلى مراكز القرار والفعل فيها بطرق شتى لتعود مرة أخرى إلى الحكم بأكثر الأساليب بشاعة وقذارة.
فالسياسي الذي يوكل مهمة محاربة المثقفين لمعاونين فاشلين وجهلاء، على أكبر الاستعداد أن يتعامل في نفس الوقت مع أدباء وأدبيات امضوا شبابهم في خدمة أعلام السلطة ومسح مكنة الموت والدم بالزيت لاستمرار حركتها. وما يهمه في كل هذا ليس الثقافة الوطنية مثلما يدعي حين يحاول تبرير تدخله في الشأن الثقافي، بل التعامل مع من لا يسبب له الحرج ومن لا يُفسد عليه نفعيته وحساباته المؤقتة.
لم يكتفِ هؤلاء الأوغاد من مثقفي السلطة المبادة بالإساءة للمثقف المعارض من جديد، بل عمدوا إلى استخدام آليات النظام المباد وآليات الأحزاب الشمولية في تخوين المثقفين المعارضين اللذين أعلنوا عن رفضهم لخطة قيادة الأحزاب الشمولية لتسويق أعوان النظام في الوسط الثقافي.
وهكذا ساهمت الأحزاب الشمولية المعارضة في احتضان أعوان النظام وتمكينهم من إلحاق الأذى بالمثقفين المعارضين بسبب حقدها المتأصل للمثقفين الرافضين لسياساتها في الهيمنة والتسلط.
ويجد ((صادق الصائغ)) لعل أشد أنواع التخوين فتكاً بروح الأمة هو ذلك الذي يتصاعد من أكوام الأوهام (الوطنية) التي تترك ليقينها الوهمي كل الخطوط وتجعل من كل خلاف مهما صغر أو كبر، مادة للتخوين، رافضة ما هو كائن من أجل ما سيكون وحارقة الأخضر بسعر اليابس.
والمعركة بين مثقفي النظام المباد ومثقفي المعارضة ( أو ما يسمى ثقافة الداخل والخارج) ليست معركة ثقافية وفكرية كما يحلوا للبعض تسميتها!! بل هي معركة مواقف من القضايا الإنسانية، وبالتالي فهي معركة ضمير مع هؤلاء الأوغاد.
ويجد ((سلام عبود)) أن معركة ثقافة الداخل والخارج للمثقفين العراقيين ليست معركة ثقافية أنما معركة ضمير، فقد صمت كثيرون عن خطورة الأيديولوجيات الشوفنية والطائفية وعن سياسات التطهير العرقي ودافع بعضهم بشراسة عن الأساليب الستالينية قبل الحربين وبعدهما.
ويجيد مثقف السلطة المبادة كل أنواع المكر والخداع والانبطاح من أجل مصالحه الشخصية، لذا لم يجد صعوبة كبيرة في اختراق صفوف المعارضة خاصة منها الأحزاب الشمولية التي خلت صفوفها من المثقفين الشرفاء ووجدت ظالتها في هؤلاء الأوغاد.
وكذلك فأن مثقف السلطة يجيد الطرق والوسائل للاتصال بمخابرات الجهات الأجنبية لعرض خدماته وعلى حساب الوطن. فبين عشية وضحاها تجد منهم من تزعم حزباً سياسياً أو احتل رئاسة تحرير صحيفة معارضة أو نُصب رئيساً على جمعية وهمية أو نادي اجتماعي يختفي وراءه حزب شمولي.
وبقدرة المخابرات الأجنبية وبركات الأحزاب الشمولية (المعارضة) أصبحوا مثقفي النظام المباد يحتلون مراكز متقدمة في المعارضة العراقية آنذاك، وكان نصيبهم من اجتماع لندن للمعارضة مميزاً في حين كان المعارضين الحقيقيين في مؤخرة الركب!!.  
ويجد ((كريم عبد)) أن (ثقافة المهادنة) ما تزال قابعة في أعماق الكثيرين من خدم وأتباع سلطة البلطجية، وهؤلاء بقدر ما ينطوون عليه من شراهة وطموحات مشوهة فهم قد تعلموا كل أنواع المكر والخديعة للوصول إلى ما يريدون ومازالوا مستعدين لتقديم أية خدمات لأي جهة توصلهم إلى ما يريدون حتى لو كان ذلك على حساب مصالح العراق وسيادته.
لذا فأن أغلب الشرفاء من المعارضين الحقيقيين للنظام المباد، ينتابهم الشك والريبة من نداءات الأحزاب الشمولية بالعودة للوطن، لأن تلك الأحزاب مازالت تضم في صفوفها مثقفي النظام المباد.
فهل منَّ نجى من طاحونة الموت للنظام المباد، سيكون كبشاً للفداء في طاحونة الأحزاب الشمولية التي احتضنت في صفوفها أوغاد النظام المباد؟!.
ستوكهولم بتاريخ 5/1/2004.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منِّ يتحمل مسؤولية خراب الوطن والمجتمع؟!.
- رؤية المثقف للسياسي العراقي!!.
- الصراع بين المثقف العراقي والكائنات الحزبية
- سياسيون ومواقف!!
- رؤية في السلطات وأحزاب المعارضة في الوطن العربي!!
- المثقفون العلمانيون بين الحزبية والاستقلالية!!.
- موقف الأدباء من الناقد والنقد الأدبي
- دور المرأة في حياة الأديب ( غابريل ماركيز نموذجاً)!!؛
- اختلاف مفردات اللغة وآليات الحوار بين السياسي والمثقف!!.
- مساهمة موقع الحوار المتمدن من وإلى أين خلال عام من التجربة!!
- رؤية في الأدب الملتزم وغير الملتزم
- مقتطفات من مسيرة المثقف العراقي في الساحة السياسية!!
- الحكام العرب وديناصورات الأحزاب السياسية بين الحقيقة والواقع ...
- المثقف والسلطة
- الناقد والنقد الأدبي
- المنظومات الشمولية وصراعها مع المثقفين
- المرجعيات السياسية والثقافية في الوطن العربي بين الحقيقة وال ...
- إشكالية المثقف والسياسي
- الأدب الإنساني وموقف الأديب
- حرية الإبداع في النظامين الشمولي والديمقراطي


المزيد.....




- استمعوا الى تسجيل سري بين ترامب ومايكل كوهين عرض في المحكمة ...
- ضجة تصريح اتحاد القبائل -فصيل بالقوات المسلحة-.. مصطفى بكري ...
- من اليوم.. دخول المقيمين في السعودية إلى -العاصمة المقدسة- ب ...
- مصر.. مصير هاتك عرض الرضيعة السودانية قبل أن يقتلها وما عقوب ...
- قصف إسرائيلي على دير البلح يودي بحياة 5 أشخاص
- مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين
- ذكرى التوسع شرقا ـ وزن الاتحاد الأوروبي في جيوسياسية العالم ...
- كييف تكشف تعداد القوات الأوكرانية المتبقية على الجبهة
- تقرير إسرائيلي: قطر تتوقع طلبا أمريكيا بطرد قادة -حماس- وهي ...
- مصدر عسكري: القوات الروسية قصفت مستودعا للطائرات الأوكرانية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صاحب الربيعي - مثقفو النظام المباد وحضانات الأحزاب الشمولية