أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صبري يوسف - التَّوهان عن الهدف 1 ... 2














المزيد.....

التَّوهان عن الهدف 1 ... 2


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 11:37
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الاغراق في الانغلاق في ذاتٍ أحادية الجانب، أصبح ديدن أغلب معالم مؤسَّساتنا وأنديتنا بكل تفرُّعاتها ومسمَّياتها، لا همَّ لها سوى الانغلاق والمزيد من التقوقع الفكري، ذاتٌ يجاورها ذوات أخرى، بعيدون كلَّ البعيد عن منطق الحوار وحيوية التحديث والتطوير، جلَّ تخطيطهم وتفكيرهم هو أن يروا أنفسهم متربِّعين على منصّة المسرح، أو على الشَّاشة الصغيرة، هذه الشاشة الأخّاذة التي تبهر عيون المشاهدين والمتابعين، عندما يتم تقديم موادها بشكل انسيابي بديع، لكنها تصبح شاشة مريرة فاقعة باهتة جوفاء عندما ينبعث منها فقاعات هشّة، ويرتطم القائمون على قيادتها ببعضهم بعضاً ولا يرون بضعة أمتار بعيداً عن أنوفهم!

إنني أشفق فعلاً عليهم وعلى الحال الذي نحن فيه، ويحزنني جدّاً واقعهم المرير ووضعهم القاسي ولكن حزني عليهم شيء وما أراه من استخفاف بالمشاهد شيء آخر، بالنتيجة المشاهد هو بصدد مشاهدة أفضل ما يمكن مشاهدته وليس إزاء تبريرات لأسباب هَلْهَلة ما يتم تقديمه عبر الشاشة المحشوّة بالتقهقر يوماً بعد يوم!
عندما أمسك الريموند كونترول وأتجوَّل في فضائيات القرن الحادي والعشرين، يذهلني حضور المذيع/المذيعة، الديكور، كيفية الحوار، الماكياج، الاكسسوار، كيفية التصوير وإعداد وتصميم وإخراخ الحلقة أو أي برنامج من البرامج الفنّية والثقافية والفنّية والتاريخية والعلمية والاخبارية، والقائمة طويلة في البرامج المتهاطلة بشكل راقٍ في فضائيات هذا اليوم!

يراودني وأنا أشاهد فضائياتنا، تساؤلات تجرح روحي تارةً وتعكّر صفوَ يومي تارةً أخرى، تخلخل أحلام الجيل القادم، تساؤلات عديدة لها علاقة وثيقة في حضارتنا وتاريخنا وتراثنا الحافل بالثقافة والعطاء والحضارة التي ما بعدها حضارة من حيث قدمها وانتشارها أيام زمان، والآن وبعد أن توفّر كل شيء لعالم اليوم من تقنيات وتكنولوجيا واقتصاد وعلوم وإبداع في كيفية تقديم أبهى أنواع الفن والأدب والثقافة، أجدني أمام فضائياتنا المهلهلة والتي لا تنمُّ على أنَّ العاملين في هكذا فضائيات هم أحفاد حضارة كتبَتْ أوَّل ملمحة أدبية على وجه الدُّنيا، والطريف بالأمر أن أغلب المؤسسات والتيارات لم يعد لديها ما تقدِّمه سوى التحدّث عن حضارتنا وعن أمجادنا الموغلة في الماضي وعن تاريخنا وتراثنا وتجترُّ الماضي وكأنّها ستغزو الكون بهذا الاجترار، وحبذا لو تعلم كيف تقدِّم هذا التاريخ وهذه الحضارة وهذا الماضي بما يليق به وبنا، ولكن غالباً ما يكون ما تقدِّمه مجرد كلام في الهشيم.

الآن! التساؤل القائم هو، لماذا أرانا غائصين في سباتٍ عميق ولا نضع حدَّاً لهذا الخلل وهذه الخلخلات الغريبة والعجيبة التي تحيق بنا من كلِّ جانب. توجّهات مهلهلة، تيّارات وتجمعات مهلهلة، أندية مثل قلّتها، كنائس ترتفع قببها نحو وجنة السماء، أندية واتحادات، يُقال أنها على مستوى أوروبا لكنّها مع إحدى مجالس ملّاتها لا تستطيع أن تقدمَ باقة ورد لكاتب أو شاعر على خشبة المسرح بعد أن ترفع صوتها عالياً وتدعوه لاستلام باقة ورد على خشبة المسرح، يصعدُ عالياً بثقة، ثم يُصعقُ مبهوتاً على جمودِ وتردُّدِ المؤسَّسات، يمسك أحد معدِّي الحفل باقة الورد مشدِّداً على عنقها، فيخيَّل للشاعر أنها بعد لحظات ستلامس أنامله المخضّبة بالشعر، وإذ بهم يرتعدون من تقديمها للشاعر، يغضب من وجوده في الاحتفال ومن مشاركته في هكذا معرض، كأنه إزاء نكتة سمجة! ثم يعود أدارجه من فوق خشبة المهازل أمام فضائيتين، مذهولاً مما تراه عيناه، متمتماً لمن حوله، لقد هَزُلَتْ فعلاً.

أين نحن من حضارة هذا الزمان، ألا يوجد في طول عوالم شعبنا وعِرضه من يستطيع أن يقود فضائية، حفلاً، برنامجاً، منبراً ثقافياً أدبياً فنّياً موسيقياً، لا مدرسة ولا أكاديمية ولا أي منبر إبداعي يبيّض الوجه، لماذا أغلب فعالياتنا تسير بدون تخطيط أو يتم التخطيط لها بشكل اعتباطي، هل نحن أمّة تضم شعباً اعتباطياً، أم أنَّ هناك آلاف المؤلفة من ذوي الخبرة والفن والإبداع والثقافة والأدب لكنهم في الظلّ وفي الصفوف الخلفية، ولماذا أصلاً هم في الظلّ ولماذا يسمحون لأنفسهم أن يبقوا في الظلّ ولا يتقدموا إلى الميدان لإعادة خيوط مسيرة النجاح إلى مسارها الصحيح، كما كانت أيام زمان، في أوج عصورنا الذهبية، أم أن المسألة أعمق مما نتصوّر بكثير، ولا مفرَّ من الخروج من دائرة التوهان عن مدارات هبوبِ الغبار؟!

من هذا المنظور أقترح أن ينهض كلّ من لديه قدرة على العطاء على أي صعيد من أصعدة الثقافة والآداب والفنون الإبداعية، أن يتعاون ويتضامن مع ذوي الشأن، هذا إذا كان لذوي الشأن شأناً من حيث النبوغ والعطاء! لأنني أشك بشأنهم لأن برنامج شأنهم وشؤونهم غالباً ما يصبُّ في خطِّ من ليس معنا فهو ضدّنا، وهنا تكمن الكارثة الحقيقية لما نحن فيه وعليه! .. وهنا بالذات بيت القصيد، لأن عليهم وعلى غيرهم وعلينا جميعاً أن نعلم ونعي ونفهم أن الحياة ليست رؤية أحادية الجانب فهناك آلاف الرؤى السليمة والصحيحة والناجحة والحياة ليست منظوراً واحداً فقط، يراه فلان أو علان من قيادات هذه التجمعات أو تلك من الأندية والتيارات الخاصّة بشعبنا بكل تلاوينه وأطيافه وتطلعاته، وكلّما كانت الرؤى غزيرة وكثيرة ومنوَّعة، كانت أكثر نضجاً وعمقاً وانفتاحاً وتصبُّ بالتالي في واحات النَّجاح والتطوُّر والتغير نحو الأفضل، لكن وبكل أسف أرى أغلب هذه الأطياف والتيارات والأندية والفضائيات تصبُّ في رؤية أحادية غارقة في التقوقع والانغلاق!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع صبري يوسف، أجراه السينمائي حميد عقبي: 3...3
- حوار مع صبري يوسف، أجراه السينمائي حميد عقبي: 2 ....3
- الشاعر والفنان التشكيلي السوري صبري يوسف 1...3
- دور العلمانية في قيادة الدولة والمجتمع 3 ...3
- دور العلمانية في قيادة الدولة والمجتمع 2...3
- دور العلمانية في قيادة الدولة والمجتمع 1 3
- أمٌّ معفّرة بباقاتِ السَّنابل
- وردةٌ في مرافئِ القصيدةِ تنمو
- أنشودة الحياة ج8 ص 755
- أنشودة الحياة ج8 ص 754
- أنشودة الحياة ج 8 ص 753
- أنشودة الحياة ج 8 ص 752
- أنشودة الحياة ج 8 ص 751
- أنشودة الحياة ج 8 ص 750
- أنشودة الحياة ج 8 ص 749
- عبور في عوالم واهِم قصّة قصيرة
- أنشودة الحياة ج8 ص 748
- ربيع الشرق الأوسط على كفِّ عفريت
- قلق الإبداع وكيفية ولادة القصيدة
- رسالة مفتوحة إلى الأديب المبدع عادل قرشولي


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صبري يوسف - التَّوهان عن الهدف 1 ... 2