أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - مهمة رسالة رايس الحالية في اطار استراتيجية العدوان الامريكية















المزيد.....

مهمة رسالة رايس الحالية في اطار استراتيجية العدوان الامريكية


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2264 - 2008 / 4 / 27 - 05:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ادارة بوش – تشيني – رايس، تسابق الزمن، تعمل كل جهدها ونشاط مكثف حتى لا تترك "البيت الابيض" والادارة الامريكية دون تحقيق هدف استراتيجي سياسي ملموس في الشرق الاوسط ينسجم مع اهداف استراتيجية الهيمنة التي يختطها ويمارسها المحافظون الجدد، فما تبقى من الوقت حتى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الولايات المتحدة الامريكية التي ستجري في شهر تشرين الثاني الفين وثمانية ليس اكثر من حوالي ستة اشهر. ويعول المحافظون الجدد في قيادة الحزب الجمهوري وادارة بوش ان احراز أي هدف او مكسب استراتيجي سياسي، سيساهم ويساعد في رفع اسهم الحزب الجمهوري المنهارة في بورصة المنافسة الانتخابية مع الحزب الدمقراطي. و"الخزنة" التي تتجه اليها انظار اللصوص للانقضاض عليها ونهبها تتواجد في العراق المحتل وفي فلسطين المحتلة (في الضفة والقدس والقطاع)، وفي اسوأ الاحوال عدم تجاهل "الخزنة اللبنانية"، وبذل المساعي لتمرير واملاء حل امريكي – فرنسي مدعوم من دواجن انظمة العرب لحل الازمة اللبنانية، وخاصة ازمة الفراغ الرئاسي.
وبرأيي انه بين الخيارات المطروحة امام لصوص الامبريالية الامريكية تطرح ادارة بوش في رأس سلم اولويات قطف ثمرة مكسب استراتيجي سياسي في العراق المحتل اولا، دون التنازل عن تحقيق مكاسب استراتيجية – كما سنرى – في الخانة الفلسطينية او اللبنانية. فاعطاء العراق حق الاولوية في مخطط استراتيجية الهيمنة الامريكية في المنطقة ليس صدفة، خاصة وان العراق يعاني تحت وطأة الاحتلال الامريكي العسكري والاداري والاقتصادي، وان العراق الذي يحتوي في باطن اراضيه ثاني اكبر احتياطي للنفط بعد العربية السعودية في متناول ايدي احتكارات النهب الامبريالية. ورغم هذا وذاك، رغم الاحتلال العسكري الوحشي والجرائم ضد الانسانية والشعب العراقي التي يرتكبها همج المحتلين وخدامهم من الخونة العملاء العراقيين وقوات التحالف، ورغم نهب ثروات وخيرات العراق بأيدي اللصوص الاجانب الا ان المحتل واذنابه وخدامه لا يعرفون طعم الراحة او الاستقرار، فالمقاومة العراقية لقض مضاجع المحتلين وعملائهم، وشعب العراق المجيد غير آمن ولا يعرف للراحة والاستقرار طعما، ويضع المحتل الغاشم وخلال خمس سنوات من احتلاله امام شعب العراق الخيار بين الموت تحت وابل قصف المحتلين للاحياء السكنية والاماكن الشعبية، وبين الرحيل والتهجير الى اماكن اللجوء القسري بعيدا عن مسقط رأسهم داخل وخارج العراق!!
امام الوضع القائم اليوم في العراق وفي ظل تصاعد واتساع نطاق المقاومة المسلحة والسلمية ضد المحتل ومن اجل جلائه عن ارض الرافدين، في ظل غياب الامن والاستقرار في العراق فكيف يمكن للمجرمين، في "البيت الابيض"، لادارة بوش، انجاز هدف استراتيجي سياسي نوعي يرفع من اسهم حزب بوش المنهارة في بورصة الانتخابات الامريكية؟؟
لقد اكدنا في معالجات سابقة انه يجب عدم المبالغة في التقييم ويجب عدم الاستهتار بقوة العدو الامبريالي وقدرته الثعلبية على المناورة خدمة لمصالحه الاستراتيجية الانانية، اكدنا ونؤكد اليوم اكثر ان الاحتلال الامريكي في العراق في وضع مأزوم يعكسه فشله في اخماد لهيب المقاومة العراقية وفي توفير الامن والاستقرار في العراق المحتل، ولكننا اكدنا ايضا انه رغم فشل وازمة المحتل الا انه لم يصل بعد درجة الهزيمة، مأزوم ولكنه ليس مهزوما بعد، ويلجأ الى المناورة لترسيخ مكسب استراتيجي في العراق المحتل.
وعمليا تحمل وزيرة الخارجية الامريكية، كوندوليزا رايس، في جعبتها، في زيارتها الحالية الى منطقة الخليج العربي – الفارسي، رسائل المناورة التآمرية الجديدة لانجاز مكسب استراتيجي سياسي جديد لصالح ادارة بوش واحتلاله للعراق. فالوزيرة رايس تأتي الى المنطقة للمرة الثالثة خلال حوالي الشهر، وتندرج جولتها الحالية من حيث اهمية مدلولها السياسي انها ترتبط بانجاز مهمة سياسية عينية وهي التمهيد والتحضير لزيارة وجولة الرئيس جورج دبليو بوش في شهر ايار القادم. مهمة رايس تتمحور حول تحضير وتجهيز الطبخة حتى لا يبقى لبوش الا الاعلان عن جودة طعمها بين انياب المصالح الامبريالية الامريكية.
وتتجسد المناورة التآمرية الامريكية وبالتنسيق مع عملائها داخل وخارج العراق بالتركيز على وسيلتين اساسيتين مترابطتين عضويا، الوسيلة الاولى، محاولة خلق وهم بان العراق يسير في طريق الامن والاستقرار من خلال عودة "الوحدة الوطنية" الى حكومة الدمى برئاسة المالكي وعلى قاعدة التصفية العسكرية للمليشيات الشيعية وقوى المقاومة "السنّية" تحت يافطة مواجهة "القاعدة" الارهابية. فالمحتل الامريكي يروّج دعائيا ان ايران مسؤولة عن انعدام الامن والاستقرار في العراق وانها تدعم ماديا وبالسلاح تيارات شيعية خاصة قوات المهدي التابعة للتيار الصدري الشيعي المطالبة بزوال الاحتلال الامريكي. فالمحتل الامريكي وراء تأجيج الفتن والصراع المسلح داخل الطوائف وبين الطوائف. فالحكم الطائفي الشيعي في العراق من تيار عبد العزيز الحكيم ونور المالكي من الخدام المركزيين للوجود الاحتلالي الامريكي يساندهم عملاء الامريكان من قادة الاكراد والسنّة. ومنذ اكثر من ثلاثة اسابيع تقوم القوات الامريكية وعملائها من القوات الفئوية الطائفية العراقية بما يشبه حرب ابادة في مدينة البصرة ومدينة الصدر في بغداد لحسم الصراع مع التيار الصدري وازالته من طريق المنافسة السياسية. وترتكب القوات الامريكية بقصفها للاحياء السكنية جرائم حرب ضد المدنيين في مدينتي البصرة والصدر. ومقابل هذه الجرائم والبلطجة العسكرية العدوانية تمارس سلطة الاحتلال الامريكي ضغوطا شرسة على مختلف القوى الداجنة امريكيا من جماعات "القائمة العراقية" و"قائمة التوافق العراقية" ومشايخ "الصحوة" عملاء الاحتلال الامريكي وذلك بهدف عودتهم الى كراسي حكومة الدمى برئاسة نور المالكي والتمويه على شعب العراق والرأي العام العالمي وكأنه تم انجاح مشروع "الوحدة الوطنية" والمصالحة الوطنية وكأنه اصبح امرا شرعيا اعتبار الخيانة الوطنية السلعة الاحتكارية الرائجة والمقبولة لدى الشعب العراقي!! ولكن احداث الصراع في الاسابيع والايام الاخيرة تعكس حقيقة فشل المحتل واعوانه في اخماد انفاس المقاومة في بغداد والصدر وديالى والموصل والبصرة وغيرها. وتطال صواريخ وقذائف المقاومة وتدك حصن المحتلين في المنطقة الخضراء، في وكر وجود قادتهم.
والوسيلة الثانية هي ما لجأت الى امتشاقها وزيرة الخارجية الامريكية رايس في جولتها الحالية الى منطقة الخليج، ففي لقاء لها في "المنامة" مع اعضاء مجلس التعاون الخليجي الذي يضم المملكة العربية السعودية والبحرين وعمان وقطر ودولة الامارات العربية والكويت، ومع ممثلين عن مصر والاردن، دعت رايس هذه الانظمة الى ارسال سفرائها الى بغداد، وان الجواب كان من السعودية ومن غيرها ومن وزير الخارجية العراقي، زيباري، الجواب كان "امر السيادة في البيت الابيض مطاع" وانه سيجري البت في الموعد لاحقا، كما سيجري البت في موضوع شطب الديون العراقية البالغة اربعين مليار دولار، منها سبعة عشر مليار دولار لدولة الكويت تعويضا عن الاضرار التي نجمت ابان الاجتياح العراقي للكويت ايام حكم نظام صدام حسين.
ان استجابة انظمة الدول المذكورة للاملاء الامريكي الذي نقلته رايس لهم يعكس مرة اخرى مدى سجود هذه الانظمة في محراب استراتيجية العدوان والهيمنة الامريكية، يعكس انها انظمة مخصية الارادة ومتواطئة مع اعداء الشعب العراقي وشعوبها. موقف يعيد الى الاذهان الاملاء الامريكي الذي نقلته رايس الى اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بعدم المشاركة في اجتماع القمة العربية الذي سيعقد في العاصمة السورية دمشق في التاسع والعشرين والثلاثين من آذار الماضي. وسجدت الدواجن في القن الامريكي ولم تشارك لا السعودية ولا مصر ولا المغرب ولا الاردن بارسال رؤسائها واكتفت بإرسال وفود شكلية منخفضة المستوى التمثيلي.
اننا نرى في الموافقة على طلب واملاء رايس بارسال سفراء الى العراق وليس مجرد وجود تمثيلي دبلوماسي، نرى في ذلك اكثر من مجرد تواطؤ مع المحتل الامريكي في العراق المحتل، بل يصل الى درجة الخيانة الوطنية. فإرسال السفراء العرب بحجة عدم بقاء الباب العراقي والساحة العراقية مفتوحين امام النفوذ الايراني والتغلغل الايراني هي حجة واهية لجأت اليها رايس وبعض المخاصي العرب لتبرير التواطؤ مع الاستراتيجية الامريكية، فادارة بوش تدعو النظام الايراني الى اللقاء والتفاوض حول العراق والامن في العراق وتقاسم الادوار فيما بينهما في العراق. ارسال السفراء العرب الى بغداد يعني الاعتراف بالوجود الاحتلالي الامريكي في العراق وشرعنته، كما تعني الاعتراف بحكومة عميلة فئوية وطائفية لا تمثل الشعب العراقي بمختلف اطيافه وهويات انتمائه، وهي حكومة دمى وجودها ومصيرها مرتبط بوجود المحتل الامريكي. كيف يمكن ارسال السفراء العرب الى حكم ذليل في العراق يجري محادثات ويوقع اتفاقات مع سيدة المحتل الامريكي، اتفاقات بين حكومة المالكي وادارة بوش تجعل العراق رهينة بايدي الامريكان. اتفاقات تحول ارض العراق الى مزرعة للقواعد العسكرية الامريكية وثرواته الطبيعية من نفط وغيره الى سلع مستباحة بأيدي لصوص الاحتكارات الاجنبية، الامريكية وغيرها، اتفاقات اشبه ما تكون ببراميل متفجرات موقوتة تنفجر في أي وقت مهددة الوحدة الاقليمية والوطنية لأرض العراق وشعب العراق، مهددة بتجسيد البرنامج الامبريالي بتقسيم العراق الى دويلات اثنية وطائفية هشة كردية وشيعية وسنيّة.
اننا من اجل عودة السفراء الى بغداد، ولكن عندما يعود العراق ليشغل ويحتل مكانه الطبيعي كبلد سيادي مستقل نظف ارض بلاده من دنس المحتلين وعملائهم وبدأ في بناء عراق الوطن الموحد الذي ينعم فيه جميع ابنائه وبناته من مختلف هويات الانتماء القومي والاثني والطائفي والعقائدي والسياسي، عراق التعددية والهوية الوطنية الواحدة. ففي عراق كهذا يصبح من الضرورة الحتمية بمكان تطبيع العلاقات العربية - العراقية يا رايس، يا رسولة الشر الامريكي.





#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدلول التاريخي السياسي لانتفاضة الشيوعيين في ايار 1958!
- ندوة الدوحة في خدمة استراتيجية العولمة الرأسمالية والتطبيع ا ...
- التمّسك بالثوابت المبدئية الاساسية سر القوة المتميزة للحزب و ...
- هل اصبح الحلف الاطلسي آلة امريكية لفرض الهيمنة الامبريالية ك ...
- المدلول السياسي لتزامن جولة رايس مع افتتاح مؤتمر القمة العرب ...
- المدلولات الحقيقية لأزمة الدولار والسياسة المالية للعولمة ال ...
- في الذكرى الخامسة للاحتلال الغزو الامريكي للعراق خلق اكبر كا ...
- لوقف الحرب الاجرامية الاستراتيجية الاسرائيلية ضد الشعب الفلس ...
- ألخلفية الحقيقية لانتخاب الشيوعي كريستوفياس رئيسا لقبرص!
- المدلولات السياسية الحقيقية لاستقلال كوسوفو!!
- رد على تساؤلات ومواقف حول القضية الوطنية الفلسطينية
- أيُّ حراك وأية تفاعلات أحدثهما تقرير فينوغراد على الساحة الس ...
- تقرير فينوغراد وطابع السياسة العدوانية للنظام في اسرائيل
- في يوم الكارثة العالمي:لمواجهة الفاشية العنصرية الكارثية الد ...
- رسالتنا في مواجهة النوائب والأنياب!
- مع اطلالة العام الجديد: هل من جديد في استراتيجية العدوان وال ...
- ألمدلولات الحقيقية لمؤتمر الدول المانحة الاقتصادي – السياسي ...
- الإمبريالية عدوة الشعوب. نقطة!
- لمواجهة الخطر العنصري الفاشي المتزايد في الآونة الاخيرة
- هل السلام هدف استراتيجي لمن يمارس الجرائم بحق الشعب الآخر؟


المزيد.....




- القضاء التونسي يصدر حكمه في جريمة قتل بشعة هزت البلاد عام 20 ...
- -بمنتهى الحزم-.. فرنسا تدين الهجوم على قافلة للصليب الأحمر ف ...
- خلافات بسبب تعيين قادة بالجيش الإسرائيلي
- تواصل الحراك الطلابي بعدة جامعات أمريكية
- هنغاريا: حضور عسكريي الناتو في أوكرانيا سيكون تخطيا للخطوط ا ...
- تركيا تعلق معاملاتها التجارية مع إسرائيل
- أويغور فرنسا يعتبرون زيارة الرئيس الصيني لباريس -صفعة- لهم
- البنتاغون يخصص 23.5 مليون دولار لشراء أسلحة لكييف ضد أجهزة ا ...
- وزارة العدل الأمريكية تتهم سيناتورا من حزب بايدن بتلقي رشوة ...
- صحيفة ألمانية تتحدث عن سلاح روسي جديد -فريد ومرعب-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - مهمة رسالة رايس الحالية في اطار استراتيجية العدوان الامريكية