أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - تراث شعبي : أغاني الأطفال















المزيد.....

تراث شعبي : أغاني الأطفال


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2257 - 2008 / 4 / 20 - 06:05
المحور: الادب والفن
    



تقسم أغاني الأطفال إلى قسمين ، قسم يغنيه الاطفال اثناء اللهو واللعب ، ويرددون الأغاني بأنفسهم ، وقسم ثان تغنيه أمهاتهم لهم وهو المسمى هدهدة، وسوف نلاحظ بأن القسم الثاني يقتصر على الأطفال الذكور دون الإناث ، ذلك ، ان الأسرة العربية بشكل عام ، والأسرة الريفية على وجه الخصوص ، ما فتئت أسرة ذكورية لكونها ترتبط بجذور قبلية فالعائلة تقاس اهميتها وقوة نفوذها ، بقدر ما فيها من رجال ، الذين يقومون بحمايتها وردع الأذى والشرور عن حماها ، وفي البادية والريف نرى ان الأب بحاجة إلى الأبناء الذكور ، كي يساعدوه في أعماله ، وفي بعض الأوساط المتخلفة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ، أكان ذلك في مجتمعنا ، أو في غيره ، لا تزال البنت لا تعتبر خلفا ، اذ قد يترامى الى مسامعك دعاء بالخلف لإمرأة أو رجل ، وفي بيته عدد أصابع اليد من البنات ، والمرأة غير المثقفة أو المتعلمة ، تقر بهذا الواقع المرير ، وهذا القانون الموجه ضد الطبيعة للتطور البشري ، وتجدها كذلك ، تميز بين أبنائها ذكورا واناثا ، وهي ان كانت متعلمة ، او تفتحت عيونها على الثقافة ، بعد مثل هذا الوضع ، ملزمة بإقرار ذلك ، لتتمسك بزوجها ، فتبعد بذلك شبح الطلاق عنها ، وتستمر في الحياة الزوجية ، ورغم كل هذا ، تبقى مسألة استمرار حياتها الزوجية مرهونة بولادتها لابن ذكر ، وكم من امرأة راحت ضحية هي واطفالها لأنها انجبتهم بناتا او لكونها عاقرا ،وسأورد هنا عددا من اغاني الاطفال كما سمعت اطفال عرب السواحرة يرددونها ،وعرب السواحرة ينحدرون من اصول بدوية ويسكنون جبل المكبر – خمسة كيلومترات جنوبي القدس الشريف- وتمتد اراضيهم حتى البحر الميت،والقاريء لهذه الاغاني عليه الانتباه انها باللغة المحكية العاميةوهي اقرب الى اللهجة البدوية.

ومن الاغاني التي يغنيها الاطفال في موسم الحصاد ، هذه الأغنيات :

حيّه حوّت

في البير دوّت

وش دوّاها

شيخ جاها

سحب الدبّوس

ومن هالكربوس

وتولاها

ويجب أن نلفت الانتباه ، الى ان هذه الاغنية ، يغنيها الحصادون أيضا في الموسم ذاته ، ومن أغاني الأطفال في موسم الشتاء :

شمست شميسه على عروق عيشه

عيشه في المغاره حلبت قطه وفاره

اجا البس كبهن نقرته صراره

راحت تعوص لمها سوتلها فطيره

قد باب الصيره والصيره ما وسعتها

بزّ الكلبه عصابتها

ويزيد الاطفال في مرحهم ، وابتهاجهم وصخب ضحكاتهم اللطيفة البريئة فيغيرون الحنس في البيت الاخير ، عاكسين الكلمة الاولى فيه . وهذه اغنية شتوية من الاغاني التي يرددها الاطفال :

يا ربي تشتي واروح عند ستي

تعمل لي فطيره وأوكلها وأنام

* * *

وامطري وزيدي وبيتنا حديدي

وبيتنا شعر الغنم وعمنا عبد الله

ورزقنا على الله

* * *

وامطري وزيدي وبيتنا حديدي

وعمنا عبد الله ورزقنا على الله

* * *

وامطري يا مطره ع عروق الشجره

وكان حين يأتي قائد فلسطيني لزيارة مضاربهم ، يغني له حتى الاطفال مرحبين بقدومه .

يا حمامات المدن طلن عليه وارعدن

وان اجانا ابو وليد شوشحن له بالردن

والاطفال اشقياء لا يتركون العجائز في حالهن ، فيما وصلن اليه من العمر ، فيروحون يستهزؤون بهن ، فحين كانوا يرون عجوزا ، تضع الحناء على شعرها الأشيب ، ينتقدون هذا العمل في اغانيهم ، فيصرخون فيما يشبه المظاهرة :

دبّوا العجايز في البير ودبّوا وراهن خنزير

والخنزير ما بكفاهن لطع البقر حنّاهن

كما انهم يستغفلون كبار السن ، ويسرقون حاجياتهم :

طحت طحت نازل وعمرت المنازل

لقيت الشايب نايم حملته ودبيته

واشربت من زيته زيته طعم حنا

شواشي ابن عمي حلف يوخذ امي

وامي مغربيه دقت محلبيه

ويا محلى دقاتها ع الشجر خبتها

واجا عمي وسرقها ولبسني من حلقها

وحلقها شقلي بقلي ومن حسنه طير عقلي

وعندما يقلع الطفل اسنان الحليب ، يرميها للقمر في الليل ، ويطلب منه ، ان يعطيه اسنانا ناصعة البياض ، لامعة كالنجوم ، مستقيمة سوية لا اعوجاج فيها .

يا قمرنا يا جدع يللي مخرخش في الودع

بناتك خمسه سته يلعبن على الدكه

فيهن وحده جاريه تطبخ في الصناريه

واطعمتني وما رضيت قلعت سني وجيت

شيل الله يا احمد حسن يا حواكير البصل

ويا اللي معنقر طاقيته خللي البيت وراعيته

ولاطفالنا ايضا ، اغان واقوال ، تحمل التعقيد اللفظي واللغوي ، ويتراهنون على من يستطيع ترديدها .

طحت أدب وطلعت أدب

القيت الدب بوكل في اللب

طردت الدب وأكلت اللب

ونطيت عن السبع زروب

وجيت ع الزرب الفوقاني

ومن ذلك أيضا مراهنتهم على ترديد ، مثل هذه الجمل ذات الحروف المتكررة والشديدة الشبه ، فهم يضحكون حين يكون من الصعب على الواحد منهم ترديد هذه الجمل بسرعة شديدة ولعدة مرات دون توقف ، ويقهقهون اكثر ، حين يقع احدهم في خطأ لغوي ، من ذلك :

خيط حرير على حيط خليل

خشبات الحبس خمس خشبات وخشبه

شجرة نتش ، جيت انتشها ، وما انتتشتش

مسمار احرد ابرد في طيني غزّ

وهنا تستحضرنا حكاية رويت لنا ، عن شخصين صديقين ، كانا في بيتهما ، وفي الصباح الباكر ، خرج احدهما ليضع التبن لأتانه ، فرأى لصا يدق الحائط ، في حين كانت الكلاب في الحي تنبح على المزبلة ، ولشدة خوف هذا الرجل ، دخل البيت ليخبر صديقه بما حصل ، فعكس كل ما جاء في حديثه نتيجة للرعب ، في حين نلاحظ من خلال النصوص التي سنوردها ان صديقه الذي كان داخل البيت ، كان هو الآخر اشد ذعرا منه ، فعكس هو ايضا كل ما اراد قوله ، جوابا على حديث صاحبه فقد اراد ان يقول له ، ان كل حديثك معكوس مقلوب ، ولا ينقصك على ذلك سوى لطمة على كفك ، ولو ان في المدينة حاكم لأصدر حكمه بان امر بضربك مائة عصا على قفاك ، ونحن نورد هذين النصين لوجه الشبه بينهما وبين من نحن في صدده من أغاني الاطفال :

الأول : اطلعت الصبحيات دغشه

احط للتبنات جحشه

لقيت الحيط بنقرع الحرامي

والمزبلة بتعوي على الكلاب

* * *

الثاني : كل مشقلبك حديث

بدك ع اللطة حنك

لو ان في القاضي مدينة

ضربك ع عصاتك مية طيز

وللاطفال اغانيهم التي تحمل في ثناياها روح الدعابة :

بلى برم بلى برم

الحجة طاحت في الكرم

اجا البس رفع ذنبته

والصرارة طقرته

لبشارة يا حج سعيد

والديك طلق مرته

* * *

خرفتك خريرفه في ذانك شريريفه

فيها وعواع الوادي فيها مية ( 100) صيادي

فيها نعجتنا الغرا جابت توم طلياني

قلت مالك يا طلي قال السيف ذابحني

قلت ما لك يا سيف قال النار تصليني

قلت مالك لا يا نار قالت السيل طافيني

قلت مالك لا يا سيل قال العشب نابتني

قلت مالك لا يا عشب قال الخيل ترعاني

قلت مالك لا يا خيل قالت الشب راكبني

قلت مالك لا يا شب قال الموت غالبني

قلت مالك لا يا موت قال الرب مرسلني

قلت مالك لا يا رب قال الموت ما عنه فوت

* * *

أوبى يا ام احمد اوبى وقولي لحمد

أو بي خالي عصر راح راح ع مصر

واشترى لي مشط مشطت راسي

طال لي قمله نيني نيني يا قمله

يم احمد قولي لاحمد جحش احمد روح ع الدار

* * *

بين حربتنا وحصاني حربتنا ها لمجليه

قطعت راس زيديه

* * *

برجم برجم حمامات على الزرقا ملتمات

يلعن ابوكم ي هتيمات ما عرفتوا تربوا البنات

رباهن حسن قعدان فيده حربه وفيده زان

فيده مطرق الرمان قطع راس زيديه

زيديه بنت السلطان صفّتها لولو ومرجان

طاحوا الفقرا ع الجامع لقوا بنية مدحوله

قالوا فيش نغطيها قالوا بورقة الليفه

والليفه مع الراعي والراعي بيدة بيضه

والبيضه مع الجاجه والجاجة بدها علفه

والعلفه في الصندوق والصندوق بده مفتاح

والمفتاح مع ابو صلاح راح جيب لنا مفتاح

يا قلايد يا ملاح

قصبه متقصبه ع البحر متننصبه

حاديها يا باديها ذنيب القط فاسيها

* * *

يا عمي يا احمد واعطيني شبريه

تلحق خيل السلطان تا ألحق خيل السلطان

أول قتلت الواحد الثاني قتلت الميه ( 100)

ولدى الأطفال اغنياتهم التي تسخر من الناس الذين يبالغون في كلامهم وينسجون القصص الخيالية من الأمور البسيطة ، بكلمات اخرى ، مثل هذه الاغنيات تستهزئ من اولئك الذين يصنعون ، كما يقول المثل الشعبي من البحر مقاثي

ارنبنا اسم الله عليه نايم ومسبل ذينيه

جابر يلله يحرق والديه واحرمنا من الشيخ ارنب

ارنبنا في الحاكوره مقرمع كل البندوره

جابر ضربه فاشوره قضت على الشيخ ارنب

قل يومن روح سعيد ولاقى الارنب شهيد

قال لموا البواريد تا نوخذ ثار الأرنب

وأجت الدوله والدرك مقسمين اربع فرق

جابر ملعون الطرق وأجرم في حق الأرنب

ونزل الضابط والشاويش وعملوا ع الأرنب تفتيش

وانت ي جابر لا تحكيش وادفع ... حق الارنب

يا ابن عمي يا سعيد وانت قرابه مش بعيد

واصبر عليّ لبعد العيد تنحوش حق الارنب

ومن الجورة ودير ياسين جين النسوان اعزين

حسبنه ها الحج امين واثريته الشيخ ارنب

اجت صفيه وانيسه عملن للأرنب ونيسه

وعملن للأرنب ونيسه عملوا له رز وجريشه



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية بلاد البحر والهزائم التي تلد النصر
- مجموعة انسان الشعرية والابداع اللافت للانتباه
- حمار الشيخ: تعلموا من الحمير
- عشّ الدبابير رواية للفتيات والغتيان
- عشّ الدبابير رواية للفتيات والفتيان
- أستريد ليندجرين في ندوة اليوم السابع في القدس
- دولة للفلسطينيين أم للمستوطنين
- كلب البراري- قصة
- كلب البراري
- علة هامش القمة العربية العتيدة
- النهر......بقمصان الشتاء في ندوة اليوم السابع
- نبضات سمير الجندي في ندوة اليوم السابع
- جدار التوسع الاسرائيلي ودلالة المصطلح
- الزهرة العجيبة والاضرار الصحية
- السياسة التمييزية لبلدية القدس
- الصبي الذي اراد امتلاك الثلج في ندوة بالقدس
- الصبي الذي أراد امتلاك الثلج في ندوة اليوم السابع
- اذا عرف السبب
- قتل القدس كمركز جذب
- كوسوفو تثير المخاوف


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - تراث شعبي : أغاني الأطفال