أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فتحى سيد فرج - 2 - المؤتمر الخامس للإصلاح العربي















المزيد.....

2 - المؤتمر الخامس للإصلاح العربي


فتحى سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 2218 - 2008 / 3 / 12 - 11:06
المحور: المجتمع المدني
    


في اليوم الثاني الاثنين 3 مارس 2008 تم عقد جلسات متوازية حول خمسة محاور، في المحور الأول والذي كان عن "الإعلام بين الحرية والمسئولية" تحدث بهاء الدين الطود من المغرب عن "العلاقة بين الديمقراطية وحرية الصحافة – المغرب نموذجا" فقال : ظلت الديمقراطية في العالم العربي، إشكالية نظرية وبرنامجا محيرا منذ ما يزيد عن نصف قرن، دون أن يقوى بلد عربي واحد على تحقيق نظام ديمقراطي سليم بالمفهوم المتعارف عليه في الغرب، وهو المفهوم الذي جعل مبدأ الديمقراطية من المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، وما يقال عن الديمقراطية يقال عن حرية الصحافة، فقد عجزت الدول العربية عن توفير حرية التعبير، كما عجزت عن تحقيق الديمقراطية، فكما أن تطبيق الديمقراطية يحمي حرية الصحافة ، فإن حرية الصحافة هي المحك الذي يقام به النظام الديمقراطي، ثم عرض تطور الوضع القانوني والدستوري في المغرب منذ استقلاله عام 1956عن فرنسا وأسبانيا، فأوضح أن الشريعة الإسلامية خاصة المذهب المالكي ظلت مصدر الشرع المطبق في الأحوال الشخصية على المغاربة المسلمين، كما بقي التشريع الموساوي مطبقا على المغاربة اليهود، أما الدساتير، فقد عرف المغرب أول دستور سنة 1908، وبعد استقلاله عرف أربعة دساتير، ثلاثة منها حملت إصلاحات خجولة، لكن على مستوى التطبيق ظلت السلطة التنفيذية هي المهيمن على باقي السلطات، وجاء الإصلاح الأهم في دستور 1996 الذي وسع من صلاحيات الوزير الأول وأعاد نظام الفريقين للبرلمان، مجلس النواب ومجلس المستشارين، ومنحهما الرقابة بما يؤدي إلى حل الحكومة بتوفر ثلثي الأعضاء، وبالرغم من ذلك فإن مشاريع الإصلاح ما تزال تسير ببطء شديد .
وفي نفس المحور تحدث حسن حامد عن " حرية التعبير في الإعلام المرئي والمسموع" فأوضح أن الحرية تعني الكثير بالنسبة للإعلام، ويمكننا القول إنها بمثابة القلب النابض للعملية الإعلامية وعمدها الفقري، فالحرية تعني القدرة على الوصول إلى الحقيقة من مصادرها، كما تعني القدرة على إيصال الحقيقة إلى من ينشدها، والحرية هي المرتكز الأساسي للإعلامي في سعيه من أجل الوصول إلى المحتوى الذي يسعى إلى صياغته وبثه دون خوف من عقاب .
وحرية الإعلام قرينة أيضا بغيرها من الحريات، وأي انتقاص من الحريات يعتبر انتقصا من حرية التعبير، وهناك مثلث يجمع بين الإعلام والسلطة والحرية، فالحرية تمارس بشرط احترام القانون واحترام حرية الآخرين، والحرية تمارس في ظل المسئولية بما يعنى احترام الحقيقة والاستخدام الشرعي للسلطة التي يحوزها الإعلام، ويخلص حسن حامد في النهاية إلى أن التقدم التكنولوجي أحدث انفجار إعلامي ساهم في تعزيز حرية التعبير وإن كان قد أثار بعض المخاوف، ولقد أثارت الوثيقة التي صدرت مؤخرا عن وزراء الإعلام العرب المخاوف من النكوص عما تحقق من حرية الإعلام في المنطقة العربية خاصة وأنها تحفل بالعديد من العبارات الفضفاضة التي تحمل الكثير من التأويلات، وأي نكوص عن مكتسبات الثورة التكنولوجية سيؤدي إلى تخلف العالم العربي بما يؤدي إلى اتساع الفجوة بيننا وبين من يملكون التكنولوجيا والمعلومات والمعرفة .
وقد عرضت حنان يوسف دراسة في ضوء مداخل نظرية المسئولية الاجتماعية لوسائل الإعلام عن "حدود حرية الكلمة بين أخلاقيات المهنة ومواثيق الشرف الإعلامي" أوضحت فيها أن مفهوم المسئولية الاجتماعية للإعلام يفترض وجود إطار متكامل يتضمن شقين : الأول خاص بمسئولية وسائل الإعلام تجاه المجتمع، والثاني خاص بمسئولية الإعلامي تجاه جماعته المهنية، فإلى أي مدى يتوافر هذا الوعي لدى الإعلاميين؟ وهل يوجد تعارض بينهما؟ وهل هناك مؤثرات أخرى تقف حائلا دون إحداث هذا التوافق؟ وكيف نتعامل مع قضايا حيوية يثيرها هذا المفهوم كالواجبات المهنية والشفافية وتقييم الأداء الإعلامي والمحاسبة الاجتماعية في حالة التجاوزات وغيرها من القضايا؟ .
وفي نهاية هذه الدراسة المطولة أوردت مجموعة من المبادئ والتوصيات من اجل ميثاق شرف إعلامي عربي أوضحت فيها ما يجب أن يتحقق للحريات الصحفية، والمسئولية الصحفية وأخلاق المهنة، ودور النقابات في صياغة مواثيق شرف المهنة، وما يجب من اجل حماية الصحفيين في أوقات الحرب .
في الجلسة الثانية تحدث ثائر ديب من سوريا حول "حرية الكلام وحدودها في الفكر الليبرالي" فذكر إن حرية الكلام في الفكر الليبرالي تتحرك بين حدين متناقضين: فالإنسان حر في أن يتكلم ما لم ينتزع حنجرته أو لسانه، غير أن الدولة قد تعاقب الإنسان بعد أن يكون قال ما قاله، الأمر الذي يجعله أقل حرية، أو يجعل ممارسته الحرية أكثر صعوبة وأشد كلفة، ويتمثل الحل الليبرالي لهذا التناقض في البحث عن حماية لحرية الكلام، لأن من المستحيل إسكات إنسان قرر أن يقدم نفسه فداء لما يريد قوله .
واستعرض المتحدث مجموعة من المبادئ التي حاول الفكر الليبرالي تنظيم الحريات من خلالها، مثل مبدأ الضرر harm prnciple ومبدأ الإساءة offense principle ومبدأ المساواة الذي ينتهكه الكلام عن تصنيف البشر على أساس العرق أو الجنس، هذا في المجتمعات الليبرالية، أما في معظم دول العالم الثالث التي يطابق فيها بين الوطن وأشد المصالح ضيقا وأكثرها فسادا، فعلى الرغم من وجود "الدساتير" و"القوانين" و"الهياكل الديمقراطية" فإن الرعب المعمم الذي يلجم الألسنة هو السائد .
وكان المحور الثاني عن "الإعلام العربي بين الاحتراف والتوجهات السياسية" وقد تحدث فيه عبد السلام المسدي من تونس عن "حدود حرية الكلمة" فذكر إن الحديث عن حرية الكلمة في المجتمع الديمقراطي حق مكفول بالدساتير وأصبحت من الحقوق الطبيعية، أما الحديث عن حرية الكلمة في المجتمع المغلق فه حديث إشكالي يستعصي على التناول، ذلك أن حرية الكلمة تفترض وجود حياة ديمقراطية فإذا انعدم المناخ الملائم انطفأت جذوة الكلمة الحرة، وفي المقابل لا تتأسس الحياة الديمقراطية الكاملة إلا إذا انزرعت بذور الحريات الأولية، وخلص إلى إن حرية الكلمة في المجتمع العربي واقعة تحت حصارين : حصار التآمر مع القوى الأجنبية التي تخطط لدوام تبعيتنا لها، وحصار التحالف الخفي مع قوى التطرف الداخلية التي لا ترى منفذا للإصلاح إلا عبر نسف القلاع نسفا ذاتيا، حرية الكلمة يصورها فقه القضاء الجديد في عديد من الأنظمة العربية بما يجعلها تزعزع من استقرار الدولة وتنال من سمعة الوطن، وتحشر ضمن مصفوفات الخيانة الوطنية العليا .
كما تم نشر ورقة لحسن عصفور ضمن هذا المحور عن "الديمقراطية وحرية الصحافة" نرى أهمية عرضها لما تمثله من توضيح العلاقة بين الديمقراطية وحرية الصحافة، فالديمقراطية هي نتاج معارك تاريخية عاشتها كثير من المجتمعات قبل أن تصبح حقيقة سياسية، إلا أن الحال يؤكد عدم ترسخ الديمقراطية في واقعنا العربي، قد نجد أن هناك بعض الأنظمة سمحت بإقرار"تعديلات سياسية" قد لا تصل إلى إمكانية تغيير طبيعة النظام، وقد نجد بلدان سمحت بوجود تعددية حزبية دون أن تؤدي إلى تداول السلطة، وهناك أنظمة تتحدث عن وجود حركة سياسية ولكنها مقيدة بأكثر درجات التقييد، في حين أن هناك بلدان لا تسمح بوجود أي نشاط سياسي حزبي، فالديمقراطية يتم تفصيلها وفقا لمصلحة أنظمة الحكم وليس وفقا لمصلحة الوطن، ومع ارتباط مفهوم "حرية الصحافة" بمفهوم "الديمقراطية" بشكل جدلي وعضوي، فالعلاقة بينهما في تأثير وتأثر، وإن كان لا زال الإشكال قائم بين أيهما أكثر ضرورة لضمان وجود واستمرار الآخر، وفي ختام مقاله يطرح سؤال حول أساس المشكلة : هل يمكن أن يكون هناك حرية صحافة في ظل غياب "الديمقراطية السياسية" ؟ وهل انتشار وسائل الإعلام دليل أو تعبير عن حرية الصحافة ؟ أن الإجابة عن السؤالين هو المعضلة التي نعيشها الآن، فالحرية التي يجب أن تكون لوسائل الإعلام ما تزال مفقودة، لأن الديمقراطية نفسها مفقودة .



#فتحى_سيد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1 - المؤتمر الخامس للإصلاح العربي
- الجزء الأخير من العقل السياسي العربي
- العقل السياسي العربي2
- العقل السياسي العربي 1
- بنية العقل العربي
- فانتازيا الواقع المرير
- اشكالية الديمقراطية في الواقع المصري 1
- نقد العقل العربي
- تعليق على مقالة اللغة والثقافة الشعبية المظلومة لمهدى بندق
- تمكين الفقراء من التنمية الاقتصادية
- كان ياما كان
- نسخة معدلة / الصراع الاجتماعي في العالم العربي بين الجموج وا ...
- ازدواجية اللغة وازدواجية الانتماء
- الصراع الاجتماعي في العالم العربي بين الجمود والتطور
- صحاري مصر.....أمل المستقبل
- صحارى مصر .....امل المستقبل
- الفجوة الغذائية في مصر
- الفقراء يملكون الحل
- للرأسمالية نعما ونقما
- سر رأس المال 3


المزيد.....




- أمين الأمم المتحدة: أي هجوم بري إسرائيلي برفح سيؤدي لكارثة إ ...
- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فتحى سيد فرج - 2 - المؤتمر الخامس للإصلاح العربي