أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد موسى - قراءة سياسية لخيارات ومفردات وميادين الحرب المفتوحة















المزيد.....


قراءة سياسية لخيارات ومفردات وميادين الحرب المفتوحة


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 02:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



(( مابين السطور))

ضمن أبجديات إستراتيجية القوة عرفنا مفردات وثوابت , هي معطيات ومقومات للقوة الفاعلة, وحتى قبل استخدامها تبدأ من حيث بؤر التوتر في ميادين الصراع القائمة والمفترضة, بدء من الخطاب السياسي,. ومرورا بالترتيبات الأمنية , وصولا إلى الأدوات العسكرية, تلك المفردات التي تسمى بالتهديد وليس أي تهديد, إنما ذاك المقرون بالمصداقية, فدولة أو جماعة أو حركة تحرر تكثر تهديداتها , دون فعل يوازي بقاء الأسباب التي قام من اجلها التهديد, هي دول عرضة لفقدان هيبتها السياسية والأمنية, وكان حري بها ألا تطلق التهديدات كردة فعل على أي فعل, سواء عدواني أو فعل يهدد مصالحها, أو ينطلق من فرض معادلة هيمنة سياسية على محيطها, وهنا يكون الصمت واللغة الدبلوماسية المبطنة ابلغ وأقوى من التهديدات الصارخة دون أن يوازيها مصداقية.

فبعض اللاعبين يستخدم القوة مباشرة, وبشكل مباغت عندما تتعرض مصالحه للخطر, أو تتعرض بلاده للعدوان, أو حتى عندما يكتشف أن هناك بوادر تهديد لكيانه هذا بشكل عام بعيدا عن نظرية الحق والباطل, وبعيدا عن قانون دولي لايستطيع ترجمة ذاته أو حماية نفسه, بل أصبح لغة لمواساة الضعفاء,فهؤلاء نلمس لهم عمل كثير وكبير وحتى دون تصريح أو حديث, وهذا ما دأب عليه الكيان الصهيوني, ويعتبر إستراتيجية المباغتة, دون إعلان للحرب, كما تقتضيه شروط الحروب الواردة في ميثاق الأمم المتحدة, لان تلك الإستراتيجية أهم عامل لحسم المعركة , وتحديد نتائجها ونطاقها وزمانها مسبقا,لذا نجد أن الطابع الغالب للمجتمع الصهيوني عسكرا تري صرف, وبحالة استنفار على مدار الساعة, تجسيدا لمنهجية العدوان المستمر, كأحد أهم ثوابت بقاء واستمرار كيانهم المعادي وغير الشرعي, وكيان احتلالي لايملك أن يغمض عيونه وإلا وقع عليه المحظور,هذه إستراتيجية صهيونية موجهة لميادين المعركة المغلقة والمحيطة بالكيان, سواء في سيناء أو الجنوب اللبناني أو في الجولان وحتى على نطاق الضفة الشرقية وفلسطين,وقد أصبحت تلك الإستراتيجية المباغتة كشكل تقليدي لحرب مغلقة, تنطلق من نظرية تقليدية مضمونها الحرب المحددة المحدودة والخاطفة, والتي يجب إدارتها على ارض العدو, لأننا وكما نذكر دائما , فان الكيان الصهيوني والذي لايملك عمق جغرافي استراتيجي, نتيجة صغر مساحة فلسطين المحتلة,ففرضية ضرب ذلك الكيان في عمقه, هو أهم واخطر مقتل يؤدي إلى سرعة انهياره, أو يؤدي إلى استخدام كل مايملك من وسائل القوة الغير تقليدية, من اجل إعادة اللعب في الميادين الحربية التقليدية, وكذلك يعتمد الكيان الصهيوني في حروبه على إستراتيجية الضربات الخاطفة والمباغتة والقوية والمركزة , من اجل انتزاع الحسم لصالحه, لان ذلك الكيان لايقوى على حرب استنزاف طويلة, تنهار معها معنويات جنوده, ولا يقوى على فاتورة الخسائر البشرية الكبيرة, لذلك تعتبر حرب الاستنزاف مقتل خطير آخر على كينونة ذلك السرطان الصهيوني.

وفي اتجاه آخر وبنفس إستراتيجية القوة الصماء في ميادين الحرب المفتوحة. نجد أن جهاز"الموساد" الصهيوني يحدد أهدافه بدقة, ويخطط بصمت شديد للنيل من تلك الأهداف متى اقتضت الحاجة لفعل ما في المكان والزمان المناسبين,وقد نفذ هذا الجهاز الدموي" الموساد" وفي حقيقته مؤسسة أمنية متشعبة في العالم خلف سواتر عدة ودون ضجيج, نفذ مئات العمليات وعلى رأسها اغتيال العديد من قادة ورموز الثورة الفلسطينية, وساهم في سقوط أنظمة ومازال يتربص ويطارد كل مظاهر الثورة والمقاومة العربية والإسلامية, بل عمل في تلك الميادين المفتوحة بالقيام بمهام في نزاعات وصراعات خلف البحار, وذلك لمصلحة وحساب الكيان الصهيوني الصغير, ولسنا هنا في مجال التطرق إلى تلك الأفعال الدموية الشيطانية, فقط نشير إلى أن له لغة الشياطين الصامتة دون تهديد أو وعيد أو تصريحات , تحمله تبعية التنفيذ, فأفعاله معروفة ومنسوبة إليه دون إعلان منه عن تلك المسئولية, الأهم هو تنفيذ الهدف وطي صفحته بسرية شديدة,وبهذا فان قيادة الكيان الصهيوني, تعتمد داخليا وخارجيا , على جهازي" الشين بيت" و"الموساد" على اعتبار أن أهم عوامل النجاح في النيل من الأهداف الساخنة, هي توفر اكبر قدر من المعلومات حولها, ومحاولة إبقاء تلك الأهداف تحت السيطرة, وفي اغلب الأحيان الاقتراب منها بكل الوسائل واختراقها, لحين اتخاذ قرار من المستوى السياسي بانتقاء أهداف جاهزة دون غيرها, لخدمة السلوك والسياسة الصهيونية, تجاه قضية ما أو صراع ما.

وهذا مفاده أن الكيان الصهيوني دأب على تذليل عقبات التحرك واللعب على الساحتين, المغلقة والمفتوحة, واقصد هنا بالمغلقة هي أهداف داخل ميدان الحرب التقليدية, ومفتوحة بمفهومها الجغرافي للنيل من أهداف إستراتيجية يعتقد أنها ستغير موازين الصمود والانهيار لصالح الكيان الصهيوني, وملاعبها في شتى أنحاء العالم الذي يطرب إلى ذلك السلوك الاستراتيجي الصامت, والذي لايسبب لتلك الدول الإحراج جراء عدم الصراخ قبل وبعد تنفيذ العمليات,ويتم ذلك بواسطة اذرع"الموساد" ووكلاءه, وعند الطلب تنشيط الخلايا النائمة والتي تختفي عادة خلف مؤسسات اقتصادية وسياحية استثمارية, ناهيك عن الخلايا الأخطر وهي خلايا العمق, والتي تنشأ داخل مؤسسات الهدف بعد الاقتراب والاختراق والتجنيد, وتكليفها بتنفيذ أوامر تدميرية بقوة ودقة, دون ترك أي دليل يدفع بإمكانية الاتهام المباشر, بالأدلة التي تثبت تورط دولة الكيان الصهيوني, في انتهاك حرمة سيادة تلك الميادين الحربية المفتوحة, وترك نتائج الفعل التدميري كورقة اتهام مجهولة بين قوى صراع غبية أخرى, تجد فيها مادة رخيصة لاتهام الآخر من الخصوم السياسيين, وبذلك يتم اكتمال شمولية النجاح الأمني لأفعال الموساد الإجرامية.

وربما جاءت عملية اغتيال القائد العسكري في حزب الله الشهيد- عماد مغنية , وفي العمق السوري في توقيت يقصد منه تحريك المياه الساخنة والراكدة, وتحريك تياراتها صوب العمق اللبناني, من اجل إحداث الانفجار الدموي المأمول, وربطه بالخلافات السورية اللبنانية, وربما تجسيدا لإستراتيجية الصمت, والإعلان الأولي الصهيوني عن عدم مسئوليتهم عن عملية الاغتيال, لأحد أهم واخطر ركائز العمل الأمني والعسكري, ذلك الجندي المجهول, والذي تركزت خطورته في فعله الكثير بنفس إستراتيجية الصمت, كلغة الأقوياء, بل لا نبالغ وحسب تاريخ ومهام وفعاليات الشهيد- عماد مغنية, انه كان قائدا من قادة الحرب المفتوحة والمغلقة, سواء تلك المهام والفعاليات التي نسبت إليه على الساحات الدولية كأهداف إستراتيجية, أو تلك الفعاليات الأسطورية التي أوكلت إليه ونفذها بدقة وساهم في انتزاع النصر للمقاومة اللبنانية في حرب تموز 2006, والتي اعتبرها الصهاينة أول هزيمة لكيانهم منذ ستون عاما من الصراع العربي_ الصهيوني.

وبالاتجاه المقابل, فان أهم مفردات القوة الخطرة والتي تتطلب إلى دليل, وإلا انقلب السحر على الساحر, تلك التهديدات التي يطلقها القادة السياسيين والعسكريين, فالتهديد العلني, بحاجة إلى مصداقية, والمصداقية تحددها أكثر من الثقة بالنفس, الجاهزية والإمكانيات التي لايتوقعها العدو في كل حساباته, أي تحويل القول الصارخ إلى فعل مؤثر, وهي اخطر من إستراتيجية الصمت لان مطلق تلك التهديدات, عليه أن يكون جاهزا لتحمل تبعية فشلها وتنفيذها.

ولو تجاوزنا حدث اليوم, لنعيد العجلة في نفس السياق إلى الخلف قليلا, نجد أن السيد- حسن نصر الله, الأمين العام لحزب الله اللبناني, والذي يدير الحرب محدودة النطاق في الجنوب اللبناني, بهدف تطهير الجنوب من دنس الاحتلال, فقد أطلق مسبقا تصريحات عديدة , وكانت بمثابة تهديدات للكيان الإسرائيلي, بدء بخطف جنود صهاينة لتحرير الأسرى العرب واللبنانيين, وصولا إلى تهديد" الوعد الصادق" بتحقيق النصر في حرب عدوانية واقعة, لم يكن بالإمكان تفاديها في الجنوب اللبناني, وقد كان للتهديد المعلن مصداقية عجزت عن فعلها إستراتيجية الصمت, مصداقية أثارت حفيظة العديد من عواصم الهزيمة وحلفاء الشيطان, والذين ما أن لاحظوا أن سير المعركة الشرسة لايسير في الاتجاه المعتاد والتقليدي في الحروب السابقة, فسارعوا إلى تغيير لغاتهم وجلودهم بإستراتيجية" الحرباء" فمنهم من ادعى كسر الحصار وقد انطلق من مطار" بنجريون" ليحط في الجنوب اللبناني, وتنافسوا بسخاء في عروض اعمار لبنان, لان ماحدث من نتيجة استثنائية وطفرة, تسببت في دق مسمار ضخم في نعش نظرية النصر الصهيوني المطلق, والمنطلق من قوة الردع والتفوق النوعي للتسلح الصهيوني, وانهارت ركيزة نظرية الجيش الذي لايقهر, فكتبنا " خمسة هزائم ونصر واحد".

وعودة إلى الحرب المفتوحة بالمفهوم الحربي الجغرافي, أي تجاوز لعبة الصراع وموازين القوى داخل حدود الميادين التقليدية, وصولا إلى ميادين إقليمية أو عالمية مفتوحة, ردا على الحرية التي تتمتع بها أجهزة الكيان الصهيوني الأمنية الدموية, ويتفرد بها على الساحة الإقليمية والدولية, لتنفيذ عمليات تدمير واغتيال, بعيدا عن ساحات النزال في الجنوب اللبناني , حيث حديثنا عن الحرب المفتوحة واتخاذ الجنوب اللبناني نموذج للتقيد بالحرب المغلقة أو تجاوزها إلى مفتوحة غير تقليدية.

وهنا لابد من التوقف قليلا, لأنه الجديد لدى اذرع"الموساد الصهيوني" بمثل تلك الأعمال الإجرامية البربرية المفتوحة,وربما من المفيد التذكير على سبيل المثال لا الحصر , بإستراتيجية الفعل الإجرامي الصامت في الميادين المفتوحة,خارج ميدان المعركة التقليدي, عملية الإنزال الصهيونية على الشواطئ التونسية وبقيادة رئيس الأركان" يهود براك" نفسه الذي يتبوأ اليوم منصب وزير الحرب الصهيوني, وقامت تلك الوحدة النخبة دمويا باغتيال احد أهم شرايين الثورة الفلسطينية الشهيد - خليل الوزير" أبو جهاد, وتصفية العديد من القادة والرموز الوطنيين سواء على الساحات العربية أو الدولية, بل وضمن حرب دموية مفتوحة داخل الدول التي مازالت تتمرد على الانضواء تحت سقف التسويات, فقد شهدنا في الأمس القريب عدوانا بربريا في العمق السوري , وضرب أهداف محددة مع دخول وحدة برية لتفكيك بعض الإنشاءات العسكرية كما ذكرت بعض وسائل الإعلام, وكذلك تحليق الطيران الصهيوني فوق القصر الرئاسي أو استراحة الرئيس- بشار الأسد الذي كان متواجدا في المكان في حينه, كرسالة قوية إلى سوريا ضمن إستراتيجية المباغتة, واليد الإجرامية الصهيونية الطويلة في عالمنا العربي الهزيل, وماكان من القيادة السورية إلا أن ردت بتهديد دبلوماسي تقليدي" الاحتفاظ بحق الرد على العدوان".

ولعلي هنا اقطع حبل أفكاري وتسلسل مقالتي, لكني لن اخرج عن نص المضمون بعيدا, حيث أنني استمعت في خبر عاجل للتو, بان رئيس وزراء الكيان الصهيوني" يهود اولمرت" قرر على غير العادة وبشكل استثنائي له دلالاته لمن يعي مابين السطور, بان مدد سنة إضافية لولاية رئيس "الموساد" لسنة إضافية, وربما هذا يجيب بشكل قاطع, على من أراد خلط الأوراق واللعب في كرة النار التي قذفها الموساد الصهيوني وعملاءه في دمشق, كي يتقاذفها المختصمون لخدمة أجنداتهم, ومنهم كما سيرد للاحقا وجد بتلك الجريمة البشعة ضالته ,علما أنها لاتصلح إلا لخصم له مصلحة في مجابهة خصمه الآخر وليس حلفاء خصمه.
وعودة للسياق, وهنا لا أتحدث عن اغتيال العديد من قيادات حزب الله داخل الأراضي اللبنانية,لأنني أتحدث عن حرب مفتوحة على نطاق الساحات الخارجية, وتتم كل تلك العمليات الكبيرة دون إطلاق هدير التهديدات, أي وفق إستراتيجية الصمت المزلزلة بدمويتها ودقتها, وهذه الإستراتيجية الصهيونية تجعل العديد من دول العالم المعادي لكل حركات المقاومة والتحرر, تنحني إعجابا وتبارك ذلك السلوك العدواني ولكن بصمت دبلوماسي كذلك, وكأنها راضية عن الإجرام الصهيوني طالما لم يحدث جلبة مسبقة قبل التنفيذ.

والحقيقة أن الشهيد - عماد مغنية كما يصفه أعداءه كان احد قادة الحرب المفتوحة, والغير معلنة , لدرجة أن شخصية الشهيد ولحقبة طويلة من الزمن , باتت غير واضحة يصعب على أجهزة رادار الموساد رصدها, بدليل نجاحه في تنفيذ العديد من العمليات النوعية والمهام الإستراتيجية المؤثرة والموجعة على الساحات الخارجية, وهنا تكمن الخطورة, حيث أن هذا القائد الشهيد ومن خلفه حزب الله وإيران, يتحدث بلغة فعلهم وسلوكهم الصامت والمدوي لاحقا, وتلك الإستراتيجية يحتكرها الموساد الصهيوني, ولا يظهر أمام العالم وفي ميدان العمل المفتوح بأنه متورط ومدان بأدلة دامغة, لأنه جهاز دموي يخفي كل آثار الجريمة حتى لو اضطر إلى تصفية عملاءه الرخاص وقطع أي خيوط تحقق من الجهة الفاعلة, فلا يعلن عن النيل من أهدافه سابقا ولا لاحقا , ويترك الإعلان إلى الضحايا كجهة تقليدية للوقوف خلف أي فعل, وليس أدل عن إفرازات لغة وإستراتيجية الصمت, من امتلاك دولة الكيان الصهيوني لسلاح الدمار الشامل وفي مقدمته الرؤوس النووية(22 رأسا) بعدد الدول العربية, دون اعتراف أو إنكار لامتلاكه عملا بدبلوماسية وإستراتيجية التفرد بالدعم الدولي الغير تقليدي, والتفرد باستثناء ذلك الكيان من رقابة القوانين الدولية, وحتى عندما يعلنون عن فعل ما ربما تتناوله بعض وسائل الإعلام المتنفذة بعد ربع قرن من الزمان, وفي أعلى درجات التهور الإعلامي, حديث قليل وعمل كثير وكبير.

ولعل العملية الإجرامية البربرية, التي نفذتها أدوات الموساد الصهيوني في دمشق, وصيدهم السمين باغتيال الشهيد الحاج" رضوان, وقد كانت لعبتهم مفضوحة حين الإعلان عن التنصل من المسئولية, لان الهدف مزدوج وخبيث, وكما خطط الكيان الخبيث وأعلن عدم مسئوليته عن الجريمة, سارعت شخصيات وتيارات بغباء وسذاجة وتهور سياسي, لتجيير المسئولية عن العملية الإجرامية لخدمة تشويه طرف ثالث بواسطة إشاعة أن من يقف خلف الجريمة المخابرات السورية وتبرئة الكيان الصهيوني بسلاسة افجع من الجريمة ذاتها, ويأتي هذا في سياق الحرب الخطابية المفتوحة لطرف ثالث يتهم بإدارة الأزمة على الساحة اللبنانية, في حين أن السيد- حسن نصر الله سارع إلى نزع فتيل الغباء التدميري المتهور, ورد المكر الصهيوني إلى نحورهم, وكان هو الأقدر على توجيه الاتهام لخصومه وخصوم حلفاءه اللدودين,بتوجيه التهمة عن قائد من قواتهم بان من يقف خلفها هم من يعبثون بهزلية الاتهام الجزافي وقت وقوع الجريمة بدل الترحم على روح الشهيد, لكن الأمين العام لحزب الله أشار وبحنكة إلى جهة وحيدة هي صاحبة المصلحة في اغتيال ذلك القائد العسكري المظفر, وقطع الطريق واحتواء مهاترات الاتهامات الخطيرة.

وفي نفس السياق,وأثناء مراسم تشييع جثمان الشهيد- عماد مغنية ألقى السيد- حسن نصر الله خطابا أطلق به تهديدا ليس بجديد, فقد سبق وان أطلقه قبل اندلاع حرب تموز, مع فارق بسيط في القول كبير في المضمون, حيث قال في تهديد تموز بإستراتيجية الوعد الصادق والقول الصارخ (( أن أردتم حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة)) وربما قصد حينها شمولية المعركة ولكن في نطاق دائرة ميدان المعركة المحدود, وكان الجديد فيها أو رمز جعلها مفتوحة, هو القصف الصاروخي الخطير لحيفا وما بعد حيفا ومعظم مناطق الكيان الصهيوني, حتى كادت أن تصل إلى أعماق تل أبيب, لولا هرولة القيادة الصهيونية وحلفائهم من الغرب والمستعربين, لانتزاع قرار سياسي من مجلس الأمن لوقف زحف تلك الصواريخ, وإنقاذ ماتبقى من فلول جيشهم المتخبط في ميدان المعركة(1701) وجلب احتلال(اليونفيل),فكانت مفتوحة بالمفاجئات ضمن المفهوم الجغرافي التقليدي, أي نقل المعركة من ميدان الجنوب اللبناني والأراضي اللبنانية, إلى المقتل الصهيوني حيث ارض العدو, وقد صدق الوعد والتهديد, وهناك من يحترم عدوه أكثر ماهناك ممن يحقر نصر شقيقه وشريكه في الدم!!!!

الخلاصة:

ولكن بالمقارنة مع تهديد السيد- حسن نصر الله الجديد, حيث قال في تمييز واضح عن تهديد تموز(( أقول للصهاينة, أن كنتم اليوم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة, فليسمع العالم, لتكن حربا مفتوحة؟؟؟!!!)) وشتان مابين تهديد تموز وتهديد شباط, فالقاسم المشترك بين التهديد القديم الجديد, هو الثقة بالنفس والحرب المفتوحة, ولكن الجديد هو الإشارة إلى " النوع" والإشارة الثانية" إلى إسماع وإشهاد العالم", والتميز هنا ليس باغتيال القادة فقد اغتالوا اكبر وأشرس قادة حزب الله, ولكن التميز هو الإشارة إلى الرد بالنوع وفتح الميدان للتنفيذ,.

وشتان مابين فتح الحرب جغرافيا في التهديد الأول, وفتحها نوعيا في التهديد الثاني,وهنا لابد من توقف وعدم المرور مرور كرام التحليل التقليدي, على كلمات ذلك التهديد, فطالما اثبت مسبقا مصداقية التهديد فهنا يؤخذ التهديد من قبل العدو وحلفاءه على محمل الجد والمصداقية, وإمكانية التنفيذ, لكن ماهو الفعل ؟ وأين سيقع؟ وما نوعه؟ وماهي إمكانية فشله؟ وماهية أدواته؟.

السيد- حسن نصر الله والذي بات بعين الاستهداف الصهيوني بأي ثمن, واعتقد أن حضور وزير الخارجية الإيراني- متكي والوفد الإيراني المرافق, إضافة إلى المشاركة في تشييع جنازة الشهيد- عماد مغنية, إلا انه شكل رادعا في وجه إمكانية محاولة اغتيال للسيد- نصر الله وقيادة حزب الله, ولو حدثت مجزرة , إلا انه وحسب تقديري أن إمكانية المخاطرة بمثل تلك عملية هو تفكير صهيوني جنوني, كان سيكلف الكيان الصهيوني باهظا ويشعل حربا مدمرة في المنطقة, وربما قصد السيد- حسن نصر الله بعبارة" هذا النوع من الحرب المفتوحة" أي أن الأمر ليس قصفا لما بعد حيفا, وطالما اسمع وقصد أن يشهد العالم على أن الكيان الصهيوني هو البادئ والمستمر في استباحة حرمات وسيادة الدول الأخرى لتنفيذ جرائمه دون نقد بمستوى الجريمة أو العقاب, فالبادئ والمستمر اظلم, وإنها إشارة واضحة لدول العالم والتي تقدم كل الدعم والتأييد حتى بالصمت عن الجريمة, وربما تلك التي لم تستنكر عملية الاغتيال, أن ساحاتها لن تكون مستثناة عن تنفيذ التهديد النوعي في تلك الحرب المفتوحة" المستمرة"

ورغم أن الكيان الصهيوني, وقيادته السياسية بدأت تستثمر في التهديد وتعزز امن سفاراتها ورعاياها في الخارج, وفي إشارة بلغة الغرب أنهم سيتعرضون لعمليات" إرهابية", لكني أكاد اعتقد على غير ماذهب إليه كثيرا من المثقفين والزملاء المحللين السياسيين التقليديين, والذين تستقطبهم الحركات البهلوانية الصهيونية حيث ضجيج الاستعدادات على الساحة الخارجية لتفادي الضربة الحتمية المفترضة, وهنا لا اعتقد أن مؤسسة حزب الله الأمنية والعسكرية, وقيادته السياسية من السذاجة وبعد الإعلان بالتهديد المسبق بالحرب النوعية المفتوحة, بان تستهدف أهدافا صهيونية داخل دول أوروبية مثل ألمانيا, وبريطانيا وايطاليا وأمريكيا اللاتينية.....الخ على سبيل المثال لا الحصر وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية رأس الأفعى, ويتورط الحزب مع سبق الإصرار والترصد , والإثبات بالإعلان المسبق, كي يقع حزب الله والذي يحاط بالمؤامرة والتربص من كل حدب وصوب,ليقع فريسة سهلة لإجراءات دولية ظالمة قد تكون اكبر هدية للكيان الصهيوني وأعوانهم.

واعتقد انه وفي نفس السياق للتهديد الأول, طالما ذكرت الاستمرارية بمفهوم الحرب المفتوحة, مع اختلاف الأدوات نوعيا , فان كنت غير مخطئ التقدير فسيكون ميدان التهديد والوعد الصادق نوعيا د-اخل عمق الكيان الصهيوني, وربما تكون الأذرع المنفذة كذلك هي من نخبة حزب الله مهما اتخذ الكيان الصهيوني من تدابير, لان العملية المتوقعة هي نوعية وبحجم فداحة الاغتيال أي عملية إستراتيجية مؤلمة, وان تجاوز تنفيذ الوعد توقعاتي فستكون الأهداف بعد تحديدها وضمان نجاحها, ربما على ساحات عربية لضمان تأييد الشعوب الرافضة للوجود الصهيوني على أراضيها, وليس بالضرورة تلك الدول التي تربطها اتفاقيات صلح مع الكيان الصهيوني, أو ربما يتجاوز الوعد توقعاتي على خلاف المحللين زحفا صوب الساحات الإفريقية الإفريقية.

وفي المحصلة لا اشك لحظة بان عملية نوعية وبحجم الجريمة واقعة لامحالة, ولا تحتمل الفشل, حينها سنرى الدنيا قامت ولم تقعد لاستنكارها, انطلاقا من أيدلوجية الحقد الأيدلوجية العرجاء, والدماء السامية الغالية مقابل الدماء الإرهابية الرخيصة, هذا للأسف هو قانون المرحلة في عالم الغاب ودساتيره الجائرة, والى حين ترجمة الوعد تبقى الكرة في الملعب السوري, لكشف اذرع الموساد الصهيوني, المتواجدة في كل مكان سواء تحت سواتر وطنية, أو اقتصادية, أو حتى مؤسسات تدعي الوطنية مخترقة.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة الخليل ومهزلة المبادرات
- ردا على وزيرة خارجية الكيان الإسرائيلي (( ليفني))
- مصر عمق استراتيجي فلسطيني
- حماة عرين القدس
- حمى الله مصر و فلسطين
- وداعا يارفيق الدرب .. وداعا ياحكيم الثورة
- الفصائل الفلسطينية المتحدة
- مجسات الثقافة البريطانية لاختبار المصداقية الأمريكية
- عين على بوش وعيون على هيلاري
- السلطة مقبرة الرموز التنظيمية
- صوت الشعب للرئيس أبو مازن (( استقالتك مرفوضة ))
- راية العاصفة في مَهَب الرياح
- ((إلى رأس هرم التعبئة والتنظيم ** أنقذوا فتح ))
- سرايا القدس في زمن الأغلال السياسية
- أفتوني يا كل علماء النفس والسياسة ؟؟!!
- قراءة أولية لقوات الفصل الدولية ؟؟!!
- الخطر الصهيوني مابين ديختر وريختر
- تداعيات الأمننة والأقصدة على القضية الفلسطينية
- مهرجانات الاستفتاء والمقارعة بالجماهير
- قيادات حماس وخيارات الحوار


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد موسى - قراءة سياسية لخيارات ومفردات وميادين الحرب المفتوحة