أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - الصراع الأميركي-الإيراني:إلى أين؟.........-















المزيد.....

الصراع الأميركي-الإيراني:إلى أين؟.........-


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2164 - 2008 / 1 / 18 - 01:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد سيطرته على كابول،التي تمثل منتصف المسافة الآسيوية بين بيونغ يانغ وبغداد،أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش،بخطاب ألقاه في يوم 29كانون ثاني2002،عن أن هناك"محوراً للشر"يضم العراق وكوريا الشمالية وايران.
كان ذلك الخطاب مؤشراً واضحاً على نية واشنطن- بعد النزهة الأفغانية- للرد على(حدث 11أيلول2001)عبر"سياسة كانت تريد جعل العراق الهدف الرئيسي للجولة الأولى من الحرب على الإرهاب"وفق ماأورده بوب وودورد،في كتابه"بوش في الحرب"،عن ماحصل من اقتراح لوزير الدفاع الأميركي رامسفيلد ونائبه وولفوفيتز في الاجتماع الذي جرى لمجلس الأمن القومي الأميركي باليوم التالي لضرب البرجين.ومن المرجح أن تلك البداية العراقية كانت ناتجة عن كون بلاد الرافدين هي الخاصرة الرخوة في ذلك الثالوث.
من الملاحظ ،في هذا الصدد،أن كوريا الشمالية،بخلاف ليبيا التي تخلت عن برنامجها النووي في الشهر الأخير من عام2003 تحت تأثير"الصدمة العراقية"،قد صعدَت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة مع واشنطن عبر استئناف برنامجها النووي حتى وصلت إلى اجراء تجربتها النووية الأولى في يوم 9 تشرين أول2006،ولكن على مايبدو من أجل الدخول في مقايضة ذلك بالجانب السياسي،أي الإعتراف الأميركي بنظام بيونغ يانغ لكي لايكون مصيره مثل ألمانيا الشرقية واليمن الجنوبي بعد انتهاء الحرب الباردة،وبمساعدات وبإعادة تأهيل اقتصادية لبلد هو في طور التأخر والمجاعة،وهو ماوصلت إليه الأمور في13شباط الماضي عندما وقعت كوريا الشمالية،وبفضل حاضنة اقليمية ضمت طوكيو وسول،اتفاقية وقف نشاطات منشآتها النووية الرئيسية،حتى انتهى ذلك باتفاقها مع واشنطن في يوم2أيلول2007على تفكيك منشآتها النووية بالكامل ،وهو ماتمت المصادقة عليه في إطار المجموعة السداسية(+ بكين- موسكو- طوكيو- سول)أواخر أيلول الماضي،حيث أتت زيارة الرئيس الكوري الجنوبي للشمال على أثرها.
كان من الواضح منذ البداية أن طهران هي الجوزة الصلبة في ذلك بالنسبة لواشنطن،فيما أدت مآلات الحركة الأميركية في العراق إلى مكاسب ايرانية كبرى من خلال سيطرة الحلفاء المحليين لطهران على بغداد،في وقت تحول العراق إلى مطب للأميركان خلال السنوات الأربع الماضية.
بدون هذه المكاسب،لايمكن تفسير مبادرة طهران إلى تلك الهجومية المبادرة ضد الأميركان في شهر آب 2005،بعد قليل من انتخاب أحمدي نجاد رئيساً،عبر استئناف برنامج التخصيب النووي الايراني،وهو ماأدى إلى انتهاء التلاقيات الايرانية-الأميركية التي كانت مواضيعها كابول2001وبغداد2003، لتستطيع ايران من خلال هذه الهجومية أن تضع الأميركان في وضعية دفاعية أثناء تلك المجابهة،التي كان من محطاتها حرب 12تموز 2006 وحركة 14حزيران 2007الذي نفذتها حركة حماس في غزة،الشيء الذي لايمكن عزله عن تخبطات واشنطن في المستنقع العراقي،إن لم يكن هذا قد أدى لذاك.
من الواضح،الآن،أن هناك ميلاناً قوياً لصالح(الإقليمي)،ممثلاً في طهران،ضد(الدولي)،أي واشنطن،في الصراع المحتدم بينهما منذ عامين على كامل منطقة الشرق الأوسط ،وهو مالايمكن تفسيرالتصعيد الأميركي ضد الايرانيين بدونه خلال الأشهر القليلة الماضية،حيث من الواضح أن هناك تلمساً عند واشنطن بوجود امكانية لفشل كل الاستراتيجية الأميركية بالمنطقة،البادئة عبر(البوابة العراقية)،من خلال تلك الهجومية الايرانية الممتدة على كامل الحيز الجغرافي الواقع بين كابول وشرق المتوسط.
حيث تهدف هذه الاستراتيجية ل"إعادة صياغة"كامل المنطقة،وفق تعبير الوزير باول قبيل أسابيع من غزو العراق،للسيطرة،ولكن ليس على منطقة"الشرق الأدنى"،وإنما على"الأوسط"،أي الممتد بين نقطة الحدود الثلاثية الصينية-الأفغانية-الباكستانية ومنطقة شرق البحر المتوسط ،لذلك كانت كابول نقطة انطلاق كانت السيطرة بعدها على بغداد مؤدية إلى نشوء فراغ جغرافي،تمثله بلاد فارس،التي لايمكن بدونها تشكيل "الجدار الجنوبي" المطوِق لروسيا بعد أن تمَ تشكيل"الحدار الغربي" الممتد بين البلطيق والشواطىء الغربية للبحر الأسود إثر انهيار الكتلة السوفياتية،ولتشكيل"الجدار الغربي" ضد الصين وامتداداتها المستقبلية نحو غرب آسيا،فيما تتكفل الهند،المتحالفة مع واشنطن،بآسيا الجنوبية ضد الصين.
لايمكن عزل عملية السيطرة على- واخضاع- كوريا الشمالية عن ذلك،ولوتم هذا عبرسيناريوهات،من الممكن أن لاتختلف كثيراً عن تلك التي تمت مع ليبيا القذافي منذ نهاية العام2003،وربما تكون عبر ذوبان الشمال الكوري في كيان موحد يقوده الجنوب تحت الرعاية الأميركية،لتشكيل جدار ياباني-كوري ضد الصينيين والروس في الشرق الأقصى.
استهزأ الكثيرون في عام2002 بمصطلح"محور الشر"،الذي أطلقه الرئيس الأميركي في خطابه المذكور،وربطوا الموضوع باعتقادات لاهوتية يؤمن بها،فيما تدل مجريات الأعوام ،التي تفصلنا عن ذلك الخطاب،على أن هناك استراتيجية أميركية متكاملة،من خلال ذلك،تصوب على أهداف محددة من أجل تطويق موسكو وبكين عبر السيطرة على الثغرة الاستراتيجية المتمثلة في كوريا الشمالية.
من يراقب تناولات الرئيس بوش للموضوع الايراني،منذ تقرير بيكر- هاملتون ،أواخر عام2006،وصولاً لتقرير الاستخبارات الأميركية الأخير حول الملف النووي الايراني – يلاحظ اصرار الرئيس الأميركي على تجاوز كل الكوابح المحلية أمام سياسته الصدامية مع طهران،مصراً ،كما صرح في بداية تشرين الأول ،على أن"التعامل مع بيونغ يانغ قد يشكل نموذجاً للتعامل مع طهران"،واضعاً النموذج الليبي - الكوري الشمالي طريقاً أمام طهران لتفادي الحرب،وهو مايعود على الأرجح إلى ادراك صانعي القرار في واشنطن بأن حسم الصراع مع ايران سيؤدي إلى حسم الصراع على الشرق الأوسط ،في ادراك لقول الجنرال ديغول بأن "من يسيطر على هذه المنطقة يسيطر على العالم"،مايفسر تركيز (القطب الواحد للعالم) عليها دون بقية مناطق العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وأفول الثنائية القطبية؟.......
هل يقبل الإيرانيون بذلك،أم أنهم أعطوا رداً متشدداً- لايعرف إن كان نهائياً أم لا- عبر استقالة لاريجاني في يوم 20 تشرين أول2007 من إدارة الملف النووي الايراني،وهو القريب من رفسنجاني، مايعني انتصاراً لنجاد على جناح رفسنجاني في السلطة الايرانية وابتعاداً عن الحلول السلمية،التي كان الخلاف العلني – بين لاريجاني ونجاد-على أحدها ( بعد أن قدم الرئيس الروسي مقترحاً جديداً في اجتماع مع السيد خامنئي ) سبباً مباشراً لتلك الإستقالة؟..
السؤال الرئيسي الآن: هل ستقود انتخابات البرلمان الايراني القادمة،في آذار، إلى تغيير مسار الصراع الأميركي- الايراني، إن فاز تحالف رفسنجاني- خاتمي فيها ،باتجاه تسوية"ما" تتجاوز الحرب والسيناريو الليبي - الكوري الشمالي،أم لا؟.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنازير بوتو:اختفاء يقلب الوقائع القادمة المفترضة
- مابعد مجلس -إعلان دمشق-
- اللاانتخاب اللبناني
- ثلاثون عاماً على زيارة السادات لإسرائيل
- اقتراب المعارضة السورية من الإنشقاق
- عوامل القوة السورية
- تداخل البؤر الثلاث
- باكستان:الجنرال والعزلة
- مفارقات تركية
- المحاولات الأميركية لإضعاف دول الجوار العراقي
- هل كان لدى واشنطن نموذج-ياباني-ألماني-للعراق؟
- هل تريد اسرائيل تسوية الصراع العربي الاسرائيلي؟
- روسيا في عالم مابعد الحرب الباردة
- الصراع الإيراني - الأميركي
- التناولات العربية الراهنة للعلمانية
- انزياحات أميركية جديدة
- النزعة الإستبدالية
- بداية التفكك في التيار الليبرالي السوري
- إرث الديكتاتور أم إرث البنية الإجتماعية؟
- الا ضطراب الباكستاني


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - الصراع الأميركي-الإيراني:إلى أين؟.........-