أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدى بندق - إعلان إسرائيل دولة يهودية استدراج للمسلمين إلى الحرب















المزيد.....

إعلان إسرائيل دولة يهودية استدراج للمسلمين إلى الحرب


مهدى بندق

الحوار المتمدن-العدد: 2163 - 2008 / 1 / 17 - 02:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإسلام السياسي رقص على موسيقى العدو
استقلال حماس بغزة مطلب أمريكي
مهدي بندق
في عصور ما قبل الحداثة، كان تعريف الشر بأنه عمل من إنتاج إبليس. أما مضمون الشر في حد ذاته فلقد ظل كما هو منذ البداية، إنه الفعل الذي يسبب للمرء الأذى والضرر.
اليوم وفي سياق تطور العلوم الإنسانية، فلقد اصطلح على أن كل ما يؤدي الى "تشييئ" الإنسان (أى تحويله الى شئ) لا غرو أن يكون شراً لا غش فيه. وذلك بالضبط ما راحت تمارسه الرأسمالية كنظام يخلق الثروة من فائض قيمة العمل المأجور. وبتحول الرأسمالية الى نظام عالمي راسخ اعتباراً من القرن 18 ظهرت حركة الاستعمار التى نزحت ثروات الشعوب في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية. بيد أن النضال المضاد للدول الاستعمارية ما لبث حتى أنجز إستقلال جميع دول العالم عدا فلسطين. صحيح أن الشعب الفلسطيني لم يستطع أن يقيم دولته في غمرة نضاله ضد الاحتلال البريطاني، لكن "مشروع" هذه الدولة ُولد على يد الأمم المتحدة بقرار التقسيم الشهير رقم 181 عام 1947، على حين تمكن يهود أوربا النازحين الى هذه الأرض بفضل وعد بلفور المشئوم – من إقامة دولة لهم هى "إسرائيل" حيث خصص لهم قرار التقسيم 54% من الأرض ، ارتفعت بالعدوان المستمر الى 78% بعد حرب حزيران 1967، بيد أن إسرائيل لم تعلن قط ضم هذه الأراضي الى دولتها (لأسباب سياسية وبشرية) وإنما أبقتها رهينة تساوم العرب عليها.
فمن هى إسرائيل هذه؟ ولماذا مارست وتمارس كل هذا الشر على شعب بائس أعزل؟ للإجابة عن هذا السؤال ينبغي أولاً أن نستبعد تلك المغالطة الفظة القائلة إن اليهود أشرار بطبيعتهم. فاليهود أناس ينتمون الى جنسيات وأعراق مختلفة، مثلهم مثل المسيحيين والمسلمين والبوذيين فيهم الصالح وفيهم الطالح. ويهود العالم الحاليون (حوالي 16 مليوناً) ليسوا بالقطع أبناء سام ، كما يزعم قادة الصهاينة. ولم تكن اليهودية عبر التاريخ ديانة مغلقة على أصحابها، فلقد اعتنقها شعب بأكمله – هو شعب الخزر الذي انحدر منه يهود أوربا – وكان ذلك في القرن السابع الميلادي، كذلك دخلتها جماعات ضخمة من الأحباش واليمنيين والعراقيين والمغاربة. أضف الى ذلك أن عديداً من اليهود المعاصرين يعارضون أساساً دولة إسرائيل لأسباب سياسية وثقافية ودينية أيضاً.
دعنا إذن نركز على هؤلاء اليهود الذين جاءوا الى فلسطين تلبية لدعوة الحركة الصهيونية ليعيشوا في أرض الميعاد التوراتية، أو لينعموا بالسلام في وطن قومي يحميهم من اضطهاد الغير. هؤلاء الناس هو وقود آلة الشر (= الصهيونية) التى وضعت نفسها في خدمة القوى الإمبريالية العاتية : بريطانيا قبلاً، ثم أمريكا حالياً. ذلك أن تقسيم العمل الدولي لصالح القوى الرأسمالية الكبرى اقتضى وضع مناطق الثروات الطبيعية – كالعالم العربي – موضح الاستنزاف الدائم. فكان زرع دولة غريبة في هذه المنطقة إحدى ركائز هذا الاستنزاف، دولة تكون من وظائفها الأساسية إجهاض كل محاولة لتوحيد شعوب ذلك العالم العربي في دولة كبرى بإمكانها أن تفاوض من مركز قوة. والحق أن إسرائيل قد نجحت في ذلك وبامتياز عبر صراعها مع الدول العربية مجتمعة أو منفردة. ثم هى نجحت مؤخراً في تقسيم الفلسطينيين أنفسهم الى معسكرين متباغضين، بينهما وبين حربهما الأهلية خطوة أو أقل.

سقوط القناع الديمقراطي :
صارت إسرائيل إذن دولة معترفاً بها دولياً وإقليمياً، لا سيما بعد أن شاع عنها أنها الدولة الوحيدة بالمنطقة التى تمارس الديمقراطية بشكل كامل، فالانتخابات ثمة نزيهة ليس بها شبهة تزوير، والأحزاب تقام بمجرد الإخطار، والسلطة يتم تداولها دون تدخل من العسكر، وحرية التعبير مكفولة تماماً، ينطبق هذا على اليهود والمسلمين والمسيحيين داخل الدولة. ماذا يريد الناس غير ذلك ؟
من هنا تنبثق تحديداً المشكلة. فالآباء المؤسسون لهذه الدولة كانوا مدركين لطبيعة وظيفتها في خدمة أغراض الغرب الاستعماري، ومن ناحية أخرى فإنهم كانوا أيضاً واعين بضرورة كسب تعاطف شعوب هذا الغرب – والتى بفضل أنظمتها الديمقراطية تستطيع أن تسقط حكوماتها – ومن ثم كان على هؤلاء الآباء أن يستنسخوا لدولتهم الوليدة نظاماً للحكم شبيهاً بنظم الحكم في الغرب، دون أن يخطر ببالهم وقتها أنه من مكمنه يؤتى الحَذِرُ . فبفضل هذا المنحى الديمقراطي في إسرائيل ، ظهر جيل جديد سرعان ما أعطى ظهره للخرافة الدينية القائلة بأن الرب قد وعد شعبه المختار بكل الأرض الواقعة بين النيل وبين الفرات. وظهر جيل آخر (بعد حرب أكتوبر بالذات) مضى يتنكر للصهيونية باعتبارها أيديولوجية قومية شوفينية لا تحقق سلاماً يطلبونه من جيرانهم، فكان لظهور هذين الجيلين أن اهتزت الوظيفة الأساسية للدولة المزروعة إصطناعياً في المنطقة ، لا سيما بعد أن حاصرتها مصر والأردن بمعاهدتين للسلام والإعتراف، وتبعتهما مبادرة سلام سعودية أقرها مؤتمر القمة العربية عام 2002، فماذا إذن تفعل دولة إسرائيل الموظفة؟ إنها تلجأ الى صاحب العمل، تعيد معه ترتيب الأوراق بما يجعلها تستعيد زمام المبادرة سواء مع الجيران أو مع مواطنيها من أمثال "جماعة السلام الآن" والقوى اليسارية، والمؤرخين الجدد .... إلخ.
يقول بوش : لتكن دولتان، واحدة للفلسطينيين تكون منزوعة السلاح، والثانية دولة يهودية هى إسرائيل.
- تريد لنا دولة دينية يا سيدي الرئيس ؟!
- لا لا ، بل دولة مدنية علمانية ولكن ذات مرجعية يهودية، أليس هذا ما يطالب به المسلمون لدولهم ؟ فلماذا يكون ذلك حلالاً للمسلمين، حراماً عليكم ؟ كما أنكم بهذه الصيغة سوف تمنعون عودة اللاجئين غير اليهود بحكم الدستور والقانون.
- ولكن ماذا عن الديمقراطية Mr. President ؟
يقول بوش لمحاوريه من رجال الدولة العلمانيين : هل أفشى سراً لو قلت إنني كلما سمعت هذه الكلمة أتحسس وجهي ؟ إفهموني جيداً، دعوا حماس تبقى في غزة ، كمثال للتهديد الإسلامي واتركوا إيران تقترب من إنتاج القنبلة النووية، ومهدوا للإخوان أن يحكموا مصر. والباقي أنتم تعرفونه، ألم تقرأوا صمويل هنتنجتون أيها الأغبياء ؟ إفهموني جيداً، ليس لحديثي هذا علاقة بنظرية المؤامرة .. إنما المصالح تتكلم يا صحبة.
لماذا يتدهور سعر الدولار :
في عام 1950 كان الناتج الإجمالي المحلى لأمريكا يعادل ضعف ناتج أوربا كلها، ويعادل خمسة أضعاف الناتج الياباني. يومها كان برميل النفط يُشترى بثلاثة دولارات، الآن يقترب سعر البرميل من سعره الاقتصادي الواقعي 100 دولار كسلعة تداولية. وبغض النظر عما يكشفه ذلك من حقيقة فظاعة نهب ثروات الشعوب لحساب الرأسمالية المتوحشة طوال هذه الفترة؛ فإن من الواضح وضوح الشمس أن كل ارتفاع جرى تباعاً في أسعار النفط Life Blood كان يقابله انخفاض في قيمة الدولار. وفي إحدى محطات الرحلة عام 1972 أعلنت أمريكا أنها تنسحب من اتفاقية بريتون وودز (الموقعة عام 1946 بغرض ضبط إيقاع العملات على قاعدة غطاء الذهب) بحجة أن عملتها مرجعية في ذاتها، يضمن الإنتاجُ الأمريكي الهائل ثبات قيمتها. ومع ذلك اضطر نيكسون الى تخفيض سعر الدولار في مقابل الذهب بنسبة 8.57% ، بعدها لجأت أمريكا الى القروض من الداخل والخارج ، تجنباً لمزيد من التخفيض الدولاري الإسمى، في ذات الوقت الذي تدهور فيه الناتج الإجمالي المحلى ليصبح مماثلاً للإنتاج المحلى الأوربي. ومعادلاً لضعف الإنتاج الياباني. وبمقتضى هذا الواقع بلغ مجمل الدين الأمريكي قرابة 50 تريليون دولار وبلغ عجز الموازنة العامة 415 مليار، وتجاوز عجز الميزان التجاري مبلغ 600 مليار وهو ما يعادل 6% من مجمل الناتج المحلى الأمريكي. وهكذا انكشف مركز العملة الأمريكية في بورصات العالم. فمن الذي يقبل ببيع سلعه مقابل أوراق نقدية مفروضة لا يغطى الذهب قيمتها ولا الإنتاج ؟ بالطبع سوف تقبل هذه الأوراق النقدية ولكن بقيمتها الحقيقية التى تحددها الأسواق الحرة في العالم. وبذلك تكون أمريكا قد فقدت قدرتها على الهيمنة استناداً الى القوة الاقتصادية، ولم يبق لها إلا الاعتماد على القوة العسكرية Hard Power وتصدير الثقافة الأمريكية الشعبية Soft Power المتمثلة في ترويج النمط الاستهلاكي: كلوا البرجر ، وأشربوا الكوكاكولا ، وارتدوا الجينز، وأدمنوا أفلامنا وإلا فأنتم غير ديمقراطيين،
لكن الثقافة الشعبية الأمريكية هذه (عالم ماك) أمست تواجه بثقافة شعبية إسلامية (عالم الجهاد) متمثلة في الإصرار على الحجاب والنقاب والجلباب ... إلخ فهل يبقى أمام أمريكا إلا القوة الخشنة ؟
صعود الإسلام السياسي مطلب أمريكي :
باستتباب دولة إسرائيل، وعجز مشروع القومية العربية عن هزيمتها، كان طبيعياً أن ترتفع أصوات أصولية عربية تزعم أنها وحدها القادرة (فيما لو أقامت دولة الإسلام) على المجابهة. والحاصل أن هذا بعينه ما تتمناه أمريكا، وآية ذلك أن الغرب الأوربي هو من شجع النازية على الصعود في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي توطئة لإشعال حرب عالمية، مغارمها للشعوب، وغنائمها للرأسماليين الذين اعتصرتهم الأزمة الاقتصادية العالمية بداية من عام 1929..... الحرب هى الحل. ذلك كان اللحن الذي عزفته الرأسمالية المأزومة ورقص عليه الفاشيون والنازيون.
فما أشبه الليلة بالبارحة ! تعلن إسرائيل عن نفسها كدولة يهودية، فيرقص المتطرفون الإسلاميون على موسيقاها، انقلابات متتالية في غزة والعراق، وفي الأيام المقبلة في سوريا والسعودية والأردن ومصر، فإذا أضفنا إيران بمشروعها النووي الى هذا المعسكر صارت الحرب العالمية أمراً محتوماً. حينئذ تستطيع الرأسمالية العالمية : أمريكا وفي معيتها أوربا واليابان وروسيا، أن تمد في عمرها بقصفها أعمار الشعوب العربية والإسلامية.
فهل من سبيل لإجهاض هذا المخطط الجهنمي (والواقعي تماماً) إلا بأن تفيق شعوبنا الى حقيقة الفخ المنصوب ؟ هذا الشر المتجسد في تشييئ البشر، سواء كانوا مستغلِين (بفتح اللام) أو مستغلَين (بكسر اللام) حيث هؤلاء وأولئك جميعهم في قبضة نظام كوكبىّ يعامل الإنسان باعتباره مجرد شئ للإنتاج أو الاستهلاك؟



#مهدى_بندق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الإنسان مسير أم مخير؟!
- نظام الحكم الدينى يعذب حتى المتدينين
- الجديد في كتاب المصطلحات الدرامية لمحمد عنانى
- الفرصة التاريخية لأقباط مصر
- لبنان إمارة فارسية فهل تصبح دول الخليج ولايات أمريكية؟!
- قصيدة : مقام الفراق
- بيروت : طائر الفينيق الذى يحترق لينهض
- تعليق ثقافى على الحكم بسجن مواطنة قبطية
- الحوار المتمدن : استجابة رائدة لتحديات العصر
- الشاعر العربى يبحر نحو المستقبل - قراءة فى شعر خالد البرادعى ...
- المشروع الحداثى لجابر عصفور إلى أين
- وماذا بعد أن تسقط أمريكا ؟
- القصيدة في نشوء آخر .. قراءةفي شطح الغياب لمهدى بندق
- هل تقوم الحرب بين سوريا وإسرائيل ؟
- قصيدة : الخروج
- قصيدة : جاء دوري
- رشدى
- حوارات مهدى بندق 7 - مع د.وحيد عبد المجيد
- كرمة الإدانة
- قصيدة- ظل الملك


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدى بندق - إعلان إسرائيل دولة يهودية استدراج للمسلمين إلى الحرب