أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - معركة سامراء!















المزيد.....

معركة سامراء!


نوري المرادي

الحوار المتمدن-العدد: 670 - 2003 / 12 / 2 - 02:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 (( عملية المهدي المباركة،، وما قاله مدير دعاية ماكدونالد عنها! ))

أطفالنا وحين يسمعون باسم ماكدونالد، يتوارد إلى أذهانهم حتما ذلك الحرف الأصفر الكبير الذي يعلو مطاعم الوجبات السريعة التي ترفق (( الوجبة السعيدة )) المخصصة للأطفال بدمية جميلة غالبا ما تكون من بنات الخيال. وللحقيقة فقد تمكن دعائيو المكدونالد حقا من الإستحواذ على مخيلات الأطفال، فصار من الصعب إقناعهم بالعدول عن الدخول إلى هذه المطاعم حالما يرون حرف M الأصفر الكبير.
وليلة أمس وبحيوية طافحة على جلدة وجهه ومن مقره السري في مكان ما في بغداد أعلن الناطق العسكري الأمريكي وليام ماكدونالد، أنه: (( تم قتل 46 وجرح 18 واعتقال 8 من المخربين! وجرح 5 أمريكيين ومدني واحد. وحدث ذلك في أكبر اشتباك تتعرض له قوات التحالف منذ أبريل نيسان الماضي. فإثر سلسلة كمائن تعرضت لهما قافلتين أمريكيتين واحدة دخلت سامراء من الشرق والأخرى من الغرب، استخدم المهاجمون فيها المورتر والهاون القابل اليدوية واربيجي. وفي أحد الكمائن هاجم القافلة ألأمريكية 4 مسلحين عند حاجز متنقل عملوه فأصيبوا وأسروا، وأغلب المهاجمين والذين قتلوا منهم كانوا يرتدون بدلات فدائيي صدام. وقد ردت القوات الأمريكية على المهاجمين بنيران الدبابات ومدافع سيارات برادلي مما أسفر عن هدم ثلاث بنايات في المدينة. وهذه رسالة واضحة نعطيها ومفادها أن كل من يحاول مهاجمة قواتنا سيدفع الثمن )) *
وهكذا!
ومنطق الخبر الذي أعلنه ماكدونالد سيناقض مضمونه، ما لم يكن مصمما على مقاسات دعاية مطاعم الماكدونالد ذاتها.
فهو يقول أن هجوم سامراء ليلة الأمس كان أكبر هجوم تتعرض له القوات الأمريكية منذ أبريل، وأن قافلتين أمريكيتين تعرضتا إلى سلسلة كمائن من الشرق والغرب استعمل فيها المهاجمون مختلف الأسلحة ذات الفعالية الميدانية، ومع ذلك لم يصب غير 5 مدنيين عراقيين وأمريكي واحد، لاشك وأن جراحه من النوع السطحي البسيط!! بينما قتل من المهاجمين 46 وجرح 18 واعتقل 8 منهم. الأمر الذي لا يفهم منه سوى أن المهاجمين، وحين مرت القوافل الأمريكية إلى جانبهم، وقعوا تحت تأثير سحر الرب! الانجلوأمريكي! فبدأوا يقتلون بعضهم البعض! لا يلوون على شيء!،، تماما كما يحدث في أفلام ماك جايفر.
أما لماذا فضل 8 من المقاتلين أن يعتقل نفسه عند القوات الأمريكية، ولماذا ارتدى الجميع بدلات فدائيي صدام، فهذا يبقى دون تفسير!
وما قاله ماكدونالد من (( أن هذا أول هجوم كبير تشنه المقاومة ))، غير صحيح بدوره، إلا من حيث كونه يشير إلى أن المقاومة بدأت تفرض واقعا جديدا وهو المعارك الجبهوية المباشرة. وقد سبق هجوم ليلة أمس في سامراء هجوم كبير في الشهر الماضي ببغداد بدأ أيضا بكمين أعد على أساس تسريب متعمد إلى عناصر من جماعة عبدالعزيز حكيم، بوجود صدام حسين مختفيا في سرداب. كما سبق في آب الماضي أيضا هجوم بالصواريخ على معسكر الفارس، قتل جراؤه 150 أمريكيا.
وحقيقة فقد طرأ تطور ملحوظ على أساليب رصد المقاومة الوطنية وسرعة ردود فعلها. فالقافلة الأمريكية التي تعرضت للهجوم ليلة أمس في سامراء، قدمت من الجنوب (ربما من بغداد) وقبيل سامراء بثلاثة أو أربعة كيلومترات فقط انقسمت إلى شقين، لتدخل المدينة من جانبيها الشرقي والغربي، تقليلا لاحتمالات الهجوم، ناهيك بأن الدخول على شكل فكي كماشة لأي حاضرة، سيصيب من يفكر بمهاجمتها بالتردد، على الأقل خوف التطويق.
ويبدو أن المقاومة وحالما رصدت انشطار القافلة الأمريكية اتخذت هي الأخرى احتياطها على عجالة ووزعت مقاتليها على كمينين أساسيين على طريق شقي القافلة، ومع كل ما يلحق بالكمين الواحد من قوات تغطية ومشاغلة عند الانسحاب وما إلى ذلك مما يعرفه قادة الميدان.
وهذه السرعة غير المسبوقة في رصد وردة فعل المقاومة تحسب لها خصوصا إذا ما انتبهنا أنها تتحرك ضمن أرض محشوة بالمخابرات المعادية (ومنها عراقية) ومكشوفة لأقمار التجسس وأحدث تقنيات الكشف عن بعد.
وفي اللحظة المناسبة هوجم كل شق من القافلة الغافلة بمختلف الأسلحة وفي وقت واحد، فحرقت 12 سيارة نقل عسكرية بمن فيها مثلما أصيبت إصابات مباشرة 9 سيارات هامفي و6 جيب و3 دبابات محمولة على قاطرات. ومن استطاع من المحتلين الإفلات هائما، تعاملت معه ملحقات الكمينين فكانت حصيلة العملية كلها ما لا يقل عن 100 قتيل وجريح. والعدد، معلوم، تقديريا ومن حمولة سيارات النقل التي عادة ما تقل 16 – 20 جنديا، لأن لا أحد يكلف نفسه بحساب الخسائر مثلما طوقت القوات الأمريكية المنطقة لاحقا. وانتهت المعركة من جانب المقاومين وانسحبوا إلى قواعدهم ولم يتركوا أي أثر بعدهم ومن هنا فلا يعرف عدد جرحاهم أو قتلاهم، إن حدث وأصيب أحد منهم.
ورأس الحربة في هذا الهجوم، كما فهمت حتى اللحظة، يتكون حقا من كتائب فدائيي صدام والحرس الجمهوري مع مجموعات مساندة، أفترضها من بقية فصائل المقاومة. لكن الجميع بملابس مدنية - الدشداشة، وليس ببدلات من نوع ما. وهو أمر تفرضه الحيطة وحسب.
وأستميح المقاومة الوطنية العذر حين أطلقت على عمليتهم المباركة ليلة أمس في سامراء،  اسم المهدي!
ومن جانبهم وحين أفاق من تبقى من القوات الأمريكية من الصدمة، طلبوا نجدة، فوصلتهم بعد نصف ساعة تقريبا. وما أن شاهدت هذه النجدة حجم الخسائر والدمار المريع وسمعت صراخ من تبقى من الجرحى على الأرض، حتى طوقت المنطقة وفتحت النار على أحياء المدينة ومساجدها فهدمت ثلاث بنايات سكنية وثم قصفت مصنعا صغيرا تصادف أن عماله خارجون من نهاية دوامهم. وجراء ذلك قتل العديد من المواطنين وجرحوا. واستطاعت مستشفى مدينة سامراء حتى صباح 031201 تأكيد 8 قتلى و60 جريحا وأغلبهم من زوار مرقد المهدي (ع) وبعضهم إيرانيون. وعلى أية حال، فقد قال موقع bbc أن: (( دبابة أمريكية فتحت النار على عمال كانوا يغادرون مصنعا مما أسفر عن مقتل 2 وإصابة كثيرين ))**
من هنا، فالمقاومة ضربت قافلة عسكرية بينما القوات الأمريكية ومن (( حرقة قلبها )) ضربت مدنيين. وهي حقا رسالة جديدة، كما أكد وليام ماكدونالد، وصريحة، ومفادها، أن أي هجوم من جانب المقاومة على الجنود الأمريكان سترد عليه أمريكا بضرب المدنيين. وهي الطريقة الشارونية ذاتها في فلسطين. ومن المصادفة أن الجيش الإسرائيلي بدأ هو الآخر عملية هدم واقتحام في عدة مدن فلسطينية فجر اليوم.
المهم إن رسالة ماكدونالد على سذاجتها مفهومة ومتوقعة. وكل جبان رعديد وحين يرى هول المأزق الذي وقع به، يفقد توازنه فلا يعود يعي ما يفعل،، أو على الأقل لا يعود يتذكر قوله أنه (( جاء إلى العراق ليحقق الديمقراطية )).
بقي أن يعي ماكدونالد ومن خلفه الدرس الذي أعطته ضربة سامراء المباركة هذه!
هذا الدرس، هو، وبكل بساطة، أن لا زيارة الحلوة هيلاري، ولا زيارة المخروع بوش، إلى العراق وقت جلود قوات الاحتلال المحرقة!
بدليل 14 جندي وضابط مخابرات من المحتلين قتلوا خلال اليومين الذين أعقبا الزيارتين. ناهيك عن عملية المهدي السامرائية هذه!
والأيام بيننا، وهي تحبل بالمزيد!

*
http://www.reuters.com/locales/newsArticle.jsp?type=topNews&locale=ar_ME&storyID=3912838
**
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_3252000/3252062.stm



#نوري_المرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة بوش!
- إنه ذِكرٌ للذين آمنوا بمجلس الإمعات!
- مع الأحداث 16
- كان يا ماكان يا فتيان شنعار الشجعان!
- موت يا حمار لما يجيك الصيف!
- مع الأحداث 15
- مؤتمر دمشق والحالة العراقية!
- بلغوا الحضيض!!
- يا سادة الحوزتين، تعالوا نتباهل!!
- مع الأحداث 14
- بيانهم الذي كان!!
- نفط! لا فليسات! لا وجعة هلي ولا شربت! لا نفط! كالوا قواعدكم ...
- مع الأحداث 13!
- عمّ يتباحثــون؟!
- أربعينة فاجعة الصحن، أين الجناة؟!
- أسلحتهم البيولوجية لإبادة الشعب العراقي!
- مع الأحداث - 12
- مع الأحداث (11) العراق بالمزاد
- الفريق سلطان هاشم، ورقة (8 ماجه) أم (8 دِنر)؟!
- تصريح كوندوليزا


المزيد.....




- روسيا تدرج الرئيس الأوكراني في -قائمة المطلوبين-
- -واشنطن بوست- توجز دلالات رسالة روسيا لداعمي كييف بإقامة معر ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- -حتى لو أطبقت السماء على الأرض-.. قيادي حوثي يعرض استضافة صن ...
- مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على يحي ...
- مقترح لهدنة بغزة.. حماس تفاوض وإسرائيل تستعد لاجتياح رفح
- نائب أوكراني يعترف بإمكانية مطالبة كييف بإرسال قوات غربية دع ...
- -أمر سخيف-.. مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعلق على اليوم ا ...
- جمود بمفاوضات انسحاب القوات الأمريكية
- إدانات أوروبية لهجمات استهدفت سياسيين في ألمانيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - معركة سامراء!