أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاضل خليل - جاسم العبودي(#) .. المربي الأكاديمي















المزيد.....



جاسم العبودي(#) .. المربي الأكاديمي


فاضل خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 10:58
المحور: سيرة ذاتية
    


مقدمة :
بالرغم من تواضعه ، لم يكن جاسم العبودي سهلا ، مسالما ، يتنازل عن آراءه بسهولة . كما ولم يكن ممن يكيلون المديح جزافا ، ويمنحون الألقاب والإعجاب لهذا وذاك بسبب أو من غير سبب ، حتى لمستحقيه، وأيا كانت الأسباب ومهما عظمت أو دنت مكانة المعني بالمديح . ولأنه لم يكن ير- وقد يبالغ أحيانا في ذلك - في ما يقدم من نتاجات بالمستوى المطلوب في سياقاته وأصوله فلم يتأخر عن البوح بما لا يعجبه ، وأحيانا من أجل الإغاضة فقط . كان يفتعل عدم الإعجاب بما يرى حتى من جيد الأعمال ، بل وكان يدافع عن رأيه بشدة . كان " معروفا بمواقفه الشجاعة والنادرة التي جعلت منه شخصية فذة لا يباريها أحد في القول الصريح والوقفة الموضوعية إزاء الكثير من الظواهر والوقائع في المحيط المسرحي "(1) وغير المسرحي . ولأنه كان هكذا ، كان يقابل بالتعامل بالمثل بل وأكثر من التعامل بالمثل . الأمر الذي لم يجد بسببه من يتناول أعماله بالترحيب ، أو بالنقد أو التوثيق . لم ينصفه غير القلة من عارفيه ، وغالبيتهم من طلابه من الذين شعروا به شمسا لا يحجبها غربال . وأنا واحد ممن كانوا من غير الراغبين بالكتابة عنه ، حتى قررت توثيق ودراسة المبدعين من رواد المسرح العراقي وهو حال لايمكن معه إغفال العبودي . ولا اخفي أنى وقفت طويلا أمام اسمه ، وأجلت البحث فيه كثيرا لأسباب موضوعية منها : ندرة المتوفر من المصادر والمراجع والكتابات في منجزه ، التي ربما لا تساعد على تقديم بحث قيم يليق بمكانة ما قدمه للمسرح العربي والعراقي . ولما لم يكن مجاملا أو ساعيا إلى تصحيح ولو الخاطئ من آراءه . كانتماءه المتطرف إلى العرب ، وإصراره في أنهم اقل الناس علما ومعرفة بفن المسرح . او المبالغة في كرهه لأمريكا ، وإصراره في أنها العدو الأكبر لقومه ولشعوب دول العالم الثالث . ومع هذا انتمى إليها فنا وثقافة وبلدا تلقى فيه وأولاده العلم ، بل وكان زواجه منها . امتلك سلوكا أرستقراطيا وهو ابن ريف جنوب العراق ، ربيب المنطقة الأفقر في محلات بغداد [الكسرة] . هذه التناقضات وأخرى غيرها لم تترك للآخرين فرصة فهمه والتعاطف معه . بل صاروا يتندرون من قمم أعماله التي يحسب أغلبها محطات غيرت شكل المسرح ونوعه في العراق ، مثل مسرحية [عطيل] ، أو [البخيل] ، أو [كلهم أولادي] وسواها(*) .
أقول إن ما تقدم من رأي ليس إلا عذرا في أسباب تأخري في الكتابة عنه ، أستاذا ومخرجا وفنانا كبيرا ، علما وقامة شامخة ومهمة من قامات المسرح العراقي والعربي . رغم شحة المصادر و الكتابات – التي نوهت عنها - والتي ستجبرني أن اعتمد على ما اخزنه له من تجربتي الشخصية معه ، طالبا له في مادتي التمثيل والإخراج ، وزميلا له في التدريس حين جمعنا قسم المسرح في أكاديمية الفنون الجميلة ، وممثلا معه عند إخراجه لمسرحية [الطريق] ، ومشاهدا مزمنا أمينا لأغلب عروضه السبعينية فما فوق . أتمنى لهذه الصحبة الميدانية أن تكون معينا لذاكرتي وشفيعا لما اعتقده مفيدا ونادرا ويستحق الذكر . ولي من سيرته الشخصية في كفاحه وعصاميته ومن فقره ومعاناته وشظف عيشه ، من شخصيته التي حوت الثمين والنادر والعكس ، في المقبول منها وغير المقبول معينا لاطلاع المعني بمسيرته . سأدخل عالمه محايدا ، أوازن بين ما اعتقده صدقا مما سألتقطه من تلك المسيرة الغنية . سأتناوله بكل أمانة وسأخضع لتقويم الآخرين ممن احبه وزامله وعاشره وعمل معه ، من عارفيه وجمهوره وممن قرأ له أو عنه .
* * * *
أفضل البدايات في استذكار جاسم العبودي ، هو الانطلاق من روحه العذبة ، المرحة ، النقدية حد التجريح ، حين يرصد أصعب لحظات الحياة وأدقها لتكون موضوعة له . أو عند اقتناصه اللحظة التي تجعله يمسرح ما يريد ، ولا يهمه نوع تلك اللحظة ، المهم هو أن يصنع منها فعلا نقديا دون الانتباه إلى من ستكون تلك الضحية موضع تندره حتى لو كان هو البطل الذي سيتلقى رماح نقده ، وهو هنا يذكرنا بارستوفانيس الذي يهتم أيضا باقتناص الفكرة [الضحية] ولايهمه من تكون الضحية : ملكا ، كاتبا ، تاجرا ، أو شخصه هو .
هذه الميزات جعلته يهوى الكوميديا ويختارها من منابعها من قمم من كتب فيها . ولنا في مسرحية [ البخيل ] لموليير الدليل الأكيد على اهتمامه ، لاسيما حين نعرف انه قد قدمها لمرتين : كانت الأولى في العام1963قدمها في معهد الفنون الجميلة . وكانت الثانية في العام 1969قدمتها فرقة المسرح الحر . لم تستهوه المسرحية المحلية الشعبية كثيرا لشعوره بضعفها من حيث موضوعاتها أو نوعها أو لتدني أشكالها التي لا تتفق وعظمة الشكل في المسرح . ولأن الكتابة للمسرح لم تستهوي المهمين من الكتاب . و" بصورة عامة إن الكثرة الكاثرة من كتابنا في المسرح هم كتاب مناسبات ، انهم إن عبروا عن شئ يبتعدون عنه بعد حدوثه "(2). كان كثير الكلام في المسرحية المحلية ، والانتماء إليها قولا . لكن تاريخه لم يسجل لها اكثر من تجربتين يتيمتين من الفصل الواحد وباللهجة الدارجة ، ومن تأليف : يوسف العاني ، قدمتهما فرقة المسرح الفني الحديث في العام 1954 ، أي بعد عام على عودته للعراق من دراسته في أمريكا وبداية عمله في المسرح العراقي وفي وثيقة أخرى تؤرخ لفرقة المسرح الفني الحديث تقول " لكن الفرقة نجحت في 22/1/1955 في تقديم مسرحيتي – تؤمر بك وماكو شغل ليوسف العاني واخراج جاسم العبودي "(3) . والمسرحيتان هما [ماكو شغل] و [تؤمر بك] .
أما حال المسرحية العربية عنده ، فلم يكن بأكثر أهمية ، فهي الأخرى لم تشهد من مسيرته الطويلة غير مسرحيتين هما : الأولى/ مسرحية [قطط وفئران] للكاتب علي احمد باكثير : قدمها النادي الثقافي المسيحي في العام 1964 . والثانية/ [حفلة سمر من اجل خمسة حزيران] لسعد الله ونوس قدمتها الفرقة القومية للتمثيل في العام 1972 ، أما ما تبقى من أرشيفه فكان كله من نصيب المسرحية الأجنبية . ولا ادري كيف وله فيها رأي في غير صالحها ؟ رأي لا أكاد أصدقه : حين يرى أنها تفقد الكثير من خصائصها حين تنتقل إلى لغة أخرى وأمة أخرى ، يقول فيها " إن رائد المسرح ليفضل أن يضحك لمشاهدة مسرحية منتزعة من صميم محيطه على أن يضحك لتفنن موليير في روايات لاشك إنها تفقد الكثير من قيمتها في الإضحاك إذ تنقل على لسان غير لسانها الأصيل وتعرض في محيط غير محيطها الأصيل "(4) . من المؤكد في الرأي تناقض حين ينصب اهتمامه فيها وتكون غالبية أعماله من نصوصها . والسؤال هنا ما الذي جعله يتوجه إليها وله فيها هذا الرأي ؟ وهل يكفي عدم إيمانه باكتمال النص العربي جعله يتوجه إليها ؟ وهو من القلة الذين يمكنهم صياغة نص إن لم يكن بمستوى النص الأجنبي الذي يختاره ، لايقل عنه أهمية إن لم يكن يفوقه ، لو أراد . وهو من يملك ثقافة تؤهله للكتابة ، فقد " كتب نصوص بشكل مبكر منذ العام 1943 مثل [حياة ضائعة] و [أمنا الأرض] و الفرسان الثلاثة] و [كاعي ردوها إلي] "(5). بلورتها صحبته الطويلة للشاعر الكبير محمد مهدي البصير[شاعر ثورة العشرين](*) ، سكرتيرا وقارئا ، وحافظا له . تلك الصحبة التي عودته على القراءة المتواصلة برغبته أو مجبرا حين يتطلب الحال أن يقرأ نصا للشاعر البصير- الذي فقد نعمة البصر- لمختلف الموضوعات ، الثقافية والخاصة أحيانا . كلها بلورت عنده محبة الشعر ، والاهتمام بالثقافة والأنواع الأدبية والفنون بأنواعها بضمنها الرسم والخط العربي والمسرح وفنونه . اتسع اهتمامه فشمل السياسة ونمو الحس الوطني لديه بفعل رفقته لشاعر ثورة العشرين الذي جعله يسلك طريق نصرة الشعوب المضطهدة والفقراء بدءا من [تؤمر بك] و[راس الشليلة] عراقيا للعاني ، مرورا بـ [ثمن الحرية] و [الحقيقة ماتت] لعمانوئيل روبلس و [حفلة سمر من اجل خمسة حزيران] لسعد الله ونوس وصولا إلى [البخيل] لموليير التي تسخر من تدني فكر الطبقة البرجوازية وسلوكها ، وختاما بـ [كلهم أبنائي] التي تدين تجار الحروب . وبناء على ما تقدم فـ " إن الأفكار التي شغلت ذهنه الإخراجي هي موضوعة الأرض والسياسة ، وكذلك اعتزازه بالنص المحلي والعربي ، رغم تبشيره بتعاليم المسرح الغربي وطريقة ستانسلافسكي "(7) . هذا الوضوح في عملية الاختيار لديه وضحت سلوكه وترجمت حقيقة انتماءه لواقعة الفقير والبؤس الذي عاشه ، والذي اعتبر الآخرون تعويضا له عن ذلك الواقع . فلا اختياره لبلد دراسته ولازواجه منه ، و لا في محاولته المكوث فيه بقية عمره مع زوجته وأولاده الذين سبقوه إليه ، بل ولا حتى عمله فيه مستشارا ثقافيا مساعدا للعراق في واشنطون ، التي تركها بعد قطع العلاقات العراقية مع أمريكا حين قامت حرب الخامس من حزيران عام 1967. لم تثنه عن نصرة القضية الفلسطينية ولا عن قول رأيه بالحرب العدوانية التي قدم لها مسرحية [حفلة سمر من أجل خمسة حزيران] .
هذا التنوع في القراءآت واتساعها لديه ، من تعدد اتجاهاتها وأساليبها ومذاهبها والتنوع فيها الذي شمل ، الشعر والنثر والأدب والثقافات بأنواعها : كالفلسفة وعلم النفس ، وما أتسعه وقته من قراءآت أخرى ، في القصة والرواية والمقالة والخبر الصحفي . أما المسرحية التي أخذت وقتا اكثر واهتماما اكبر ، الأمر الذي جعل البصير يقترح عليه أن يدرسه ويتخصص فيه . وفعلا كان له ذلك حين سافر ببعثة دراسية إلى أمريكا ، فتزوج منها وتمكن من لغتها التي ساعدته كذلك أن يطلع على ثقافات أخرى بلغتها الأم ، فصار يقرأ شعرها ويقرأ أدبها من منابعه . فتمكن نتيجتها أن يدرس اللغة الإنجليزية في كلية اللغات ، و الدراما في كلية التربية – قسم اللغة الإنجليزية .
كل ذلك وما رافقه من ضعف في البدايات المسرحية العربية والعراقية ، حولت ثقافته باتجاه الإفادة من المسرحية الأجنبية ومن أصولها ، وهذا يوضحه لنا جرد المسرحيات التي اشتغل عليها مع تنوع اتجاهاتها ومذاهبها بين المسرحيات العراقية والعربية والأجنبية و التي اشتغل عليها خلال سني حياته . على أن نعرف بأن كل هذا التنوع وغيره كان منحوتا في قالب عربي ، تطغى عليه الصفة الوطنية المبالغ فيها أحيانا - من وجهة نظر الآخرين من مناوئيه - والتي تحمل تبريرات هذا الاتجاه إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار رفقته الطويلة لشاعر ثورة العشرين محمد مهدي البصير – كما أسلفنا- ، يضاف إليها اعتزازه بعراقيته التي نلمسها من تأكيده على جذوره ابنا للقرية ، وانتماءا لقبيلة عربية جنوبية – إذا ما سئل عن ذلك – حين ينبري اسمه الكامل لسائليه ونسبه حتى الجد السابع . وله في ذلك مآرب اخري ، فهو بانتمائه إلى العراق ، ينطلق للانتقاص من مناوئيه أولئك ممن يمتهنون الفن حين يتهمهم بالتبعية والانتماء لدول متاخمة للعراق وليس العراق .
هو .. وستانسلافسكي :
الثابت تاريخيا إن العبودي هو أول من أدخل ستانسلافسكي إلى دروس التمثيل في المسرح وعرف الدارسين والعاملين في المسرح العراقي بنظامه [الطريقة كما يطلق عليه في العراق] . وذلك بعد عودته من البعثة الدراسية إلى أمريكا حاملا معه دروس المخرجة والمربية الأمريكية سونيا مور : إحدى الأمريكيات الدارسات لفن المسرح على يد ستانسلافسكي _حسب الادعاء_ الذي لم يؤكده الروس حين عرفوا بطلاب ستانسلافسكي المهمين في وثائقهم وكتبهم(**) . المهم إنه عرفنا بستانسلافسكي وهو ما لمسناه بوضوح من خلال أعماله الإخراجية وفي عمله مع طلابه وممثليه .
كان كثير الثقة بالتعامل الحياتي مع النص حين يحول معانيه إلى واقع اجتماعي محلي ولايهمه في ذلك أن يكون النص الذي يشتغل عليه محليا ، عربيا ، أو عالميا ، و لم يكن تقليديا يؤمن " بمعنى ثابت لمناطق المسرح ، كأن تكون الجهة اليمنى للأشرار ، واليسرى للأخيار ، والخلفية للدسيسة ، والوسط للأبطال ، انه حاول ان يحرر مسرحنا من هذا الوهم "(6) . اذكر جيدا يوم كنت طالبا لديه كانت المعاني وفق مناطق المسرح وفي الكثير من الذي تعارف عليه المسرحيون من قواعد ، كانت تأتي دون أن يتعمد إعطائها المعاني المتعمدة لها كما يفعل الآخرون . أتذكر جيدا ملاحظاته بهذا المعنى ، وكيف كان يطلب مني – ممثلا في مسرحية الطريق - أن أحول الحوار من لغته العربية الفصحى إلى مفهومه الشعبي المحلي المتداول في الحياة الاعتيادية لكي أبعده عن آليته التي تفرضها أحكام اللغة الفصحى التي تقربه من الخطابة مما يثقل نطقه على الممثل وسماعه عند الجمهور ، لتصبح غريبة على السمع ، بعيدة عن القبول ، قريبة إلى الرطانة كما في اللغات البعيدة عن فهم المتفرج ، فأصبحت اعمل قدر الإمكان في أن يكون إلقائي للجملة وكأنها ابنة الواقع العراقي ، أجاهد كي أكون قريبا منها لتكون بالتالي قريبة من المتلقي . كان يجزم أن التعامل مع الحوار بهذه الطريقة سيسهل من مهمة وصوله إلى الناس والى المجتمع . إن عنايته البالغة بالمعاني المستترة في جمل نصوصه مع تضمينها معاني أخرى تختلف عنها أو تحملها معاني أخرى غير معانيها ، إنما ينطلق بذلك من إيمانه بأن الكلمة لاتحمل معناها المجرد وحسب ، وانما تخفي خلفها إلى جانب ذلك مجموعة كبيرة من المعاني القريبة والبعيدة عن معنى الكلمة أو الجملة المجرد . ولا مانع أن تحمل المعاني الجديدة استتارا لتلميحات ، تتضمن الخبث أو التلميحات الجنسية أو السياسية . وهو ما يطلق عليه ستانسلافسكي اصطلاحا بـ [ما وراء الكلمة] .
جاسم العبودي و بحكم ميله الواضح للأدب والشعر جعله يهتم كثيرا بالتفسير والتحليل واعادة التركيب بما يلائم تأويله للمشهد المسرحي وفق قراءته الإبداعية للنص الذي يعمل على تجسيده ، ولم يكن ليستغني أبدا عن مناقشات [ الدائرة المستديرة ] التي يؤكد عليها كثيرا ستانسلافسكي ، التي بواستطها يتم اكتشاف الكثير من الخافي على المخرج وعلى فريق عمله ، فينكشف الكثير من الغموض الذي يضبب رؤية المخرجين .كان يدخل في ابسط التفاصيل الحياتية وأدقها في حياة المسرحية و الشخصيات وحياة الممثلين . وكان بواسطتها كمن يعمل [ مقاصة= موازنة ] بين ما يحمله النص وما يريده المخرج وبين ما تحمله الشخصية وما يحمله الممثل من صفات خاصة ومزايا في مختلف الجوانب ، الطبيعية ، والنفسية ، والاجتماعية . كان يبقي على ما يتمتع به الاثنان [الممثل والدور] من التماثل بينهما ، ويزيل منها ما لا يتفق مع الدور . وبواسطة التمرين والتمرين المستمر ، يتوصل الممثل إلى تقمص الصفات التي تمتلكها الشخصية [الدور] والتي ليست من صفاته الخاصة . هذه الدقة المبالغ فيها أحيانا أوقعته و بعض ممثليه حين ألبسهم لبوس شخصياته [تقمصوها] فلازمتهم وجعلت من أدوارهم التالية [كلائش] للدور الذي اشتغلوه معه ، فلم ترق جهودهم التي تلت إلى الإبداع الذي يطمحون إليه في المسرح .
إن الصفة التحليلية _ التركيبية التي يتمتع بها العبودي جعلته يبتكر السبل في اختيارات دروسه وتنوعها التي بواسطتها يمكن إيصال المعلومة بدقة إلى طلابه وممثليه . وحين طلب منا يوما وحسب منهجه ، أن نقرأ بإمعان [سورة نوح] ليتسنى له شرحها لنا وتفسيره لها لاحقا باعتبارها درسا هاما في كيفية العمل على كتابة سيناريو العرض المسرحي وحتى السينمائي . وفعلا قمنا بقراءتها واجبا عمليا و تمعنا بها جيدا وفق توجيهاته لنا ، فوجدنا فيها درسا غاية في السهولة من حيث تسلسل أحداثها وما يصاحبها من تطور وتأزم وصولا إلى الذروة التي طالما أكد في الحديث عنها حين أعطاها أهمية اكبر من بقية الأحداث الصغيرة المساعدة في الوصول الى النتائج ، وهي في مقاييس النظام الستانسلافسكي يطلق عليها بـ [الهدف الأعلى] وأدبيا بـ [الذروة] . وهو هنا يقدم شكلا متقدما من أشكال الإدراك المنطقي في تسلسل الأحداث وتتاليها كما يتطلبه المسرح أو السينما ، لما تحمله من الوضوح الذي يقرب الفهم للدارسين والمهتمين بالفنون ، وفي كيفية التعامل مع النصوص التي تحتاج إلى وضع السيناريو [التسلسل المنطقي] لها لأيمانه ، " بأن المجربين هم أكثر الناس وعيا بالموروث "(8) . وحين بدأ يفسر لنا السورة [بآياتها الكريمة] من بدايتها أو وسطها كان يؤكد لنا أنها فعلا – وحسب اجتهاده – كانت تقدم التسلسل المطلوب [المنطقي ، الذي يحمل التبرير ، والهدف] في كافة ما حملته من صور ومعان وتفسير . عبر تحليلها وتفكيكها ومن ثم في إعادة التركيب . ما هي إلا أنموذج عال المستوى لما نسعى إليه في التعريف بالـ[السكر بت] أو [السيناريو] في العمل المسرحي أو السينمائي . في البداية – وبحكم المشاكسة التي نحملها - لم نأخذ الأمر على محمل الجد ، حتى أواخر أيامنا حين فكرنا جيدا بعد نضوج مبكر عند بعضنا ورحنا نعيد التفكير بما قدمه لنا وجدنا انه على حق وان المثل الذي جاء به ، يحمل معان كبيرة وسامية وتؤدي أغراضها بدقة ووضوح تام . أنا على سبيل المثال حين فكرت جديا بالموضوع شعرت بالفائدة الكبيرة ، واليوم حين شرعت بالكتابة عن العبودي مخرجا وعلما من أعلام الفن والثقافة العراقية ، وجدت لزاما علي وأمانة علمية أن استذكر هذا الموضوع كإضافة تحسب له في ابتكار موضوعاته لدروسه أو في طرح أفكاره . ولذلك سأدخل للموضوع من خلال تحليل ما ظل في ذهني من أفكاره في تناول الموضوع ومما تبقى في الذاكرة من أقواله وجزء اكبر من تجربتي الخاصة في العمل طالبا وفنيا وممثلا في المسرح . بدأت من الوصف والتحليل مما تبقى في الذاكرة من كلامه : أولا بعودتي إليها ، باستخراج السورة من القرآن الكريم ، وبالقراءة الكاملة لـ [سورة نوح] ، أما ما سيتم شرحه لها من قبلي فيما بعد فهو محض افتراض واجتهاد شخصي فرضته على الصيغة التي وجهنا وفقها العبودي وبهداية من تعليماته لنا طلابا قبل ما يقرب من الأربعين عاما .
تبدأ المشكلة – ولابد من مشكلة في الدراما - : حين يقف النبي نوح(ص) خطيبا في قومه الذين أرسل إليهم مبشرا ونذيرا كحال اغلب المرسلين الى أقوامهم . كما في قوله تعالى :
" أنا أرسلنا نوحا إلى قومه , أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب اليم *" وهي اللقطة الأولى من السيناريو [الحركة الأولى في المسرحية]التي تخيلها العبودي ودعانا لتخيلها . أنه كان واقفا فوق مرتفع من الأرض خطيبا بقومه ، يدعوهم الى اتباع تعاليم الرب والابتعاد عما يغضبه . وقد أتاهم لينذرهم ويدعوهم الى عبادة الله تعالى وتقواه ، لتأتي اللقطة الثانية [الحركة الثانية في المسرحية] من دعوته لهم من قوله تعالى :
" قال يا قوم اني لكم نذير مبين * أن اعبدوا الله واتقوه واطيعون * " . وحين ابلغهم بما أرسل من اجله ، وانتظر طويلا أن يصيبوا في ما أمروا به ، لكنهم لم يكونوا قد استجابوا للأمر وانما زادوا إصرارا في غيهم . وأكثر هزيمة وعدم استجابة من دعواته في إصلاح أنفسهم باتجاه رضا الله [جل جلاله] وحين يأس من استجابتهم عاد إلى ربه :
" قال رب اني دعوت قومي ليلا ونهارا * فلم يزدهم دعاءي إلا فرارا * " وبين كيف انه دعاهم بمختلف الأشكال وبمختلف الدعوات ، لكنه كيفما توجه إليهم في الدعوة بمختلف أشكالها ، العلني و السري فلم يستجيبوا :
" ثم اني دعوتهم جهارا * ثم اني أعلنت لهم وأسررت لهم أسرارا * " وحتى حين ذكرهم بما حباهم الله به من نعم وأعاد على سمعهم سبل تقويمهم بمختلف أشكالها ، لكنهم أيضا لم يتعضوا وسلكوا الطريق الخطأ الذي اختاروه ، رغم علمهم انه لا يتفق ودعوة نوح و لا ترضي الله تعالى :
" والله جعل لكم الأرض بساطا * لتسلكوا منها سبلا فجاجا * "
وبعد أن يأس منهم ، عاد الى ربه يخبره انه أوصل لهم أوامره لكنهم بدل أن يتعضوا ، أوغلوا في عصيانهم واتبعوا هواهم الخاسر بل وزادوا في مكرهم :
" قال نوح رب انهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا * ومكروا مكرا كبارا * "[صدق الله العظيم]
اخترت أنموذجا لما كان يريده العبودي من مادته ودرسه لنا في منطقية التتابع للأحداث والأفعال وما يتبعها من سلسلة الأفعال المتصلة وصولا الى الهدف الأعلى . بل وزاد على ذلك فيما يتوجب سلوكه من قبل [المخرج والممثل والمصممين وبقية فريق العمل في المسرح] عندما يشرعون في تقديم أفكارهم واختبارها أمام الناس . وفي كل ما يمكن اكتشافه من اختيار ، ابتداء من النص وحتى آخر لحظة من حياة المسرحية .
* * * * * * * * * *
أكد العبودي بأن واحدة من مهام المخرج في عمله في المسرح هو قوله للنقد فيما لا يعجبه من الأوضاع التي يختلف معها في الحياة . وهو ما نلمسه بوضوح من اختياره لمسرحية [قطط وفئران] ، التي اعتقد جازما بأنها يمكن أن توصل ملاحظاته النقدية لحكومة رئيس الوزراء آنئذ [عبد الرحمن البزاز] التي لم تكن تؤدي أغراضها كما يجب – حسب اعتقاده - . فاعتقد انه سيصيب هدفه في عدم رضاه من خلال تعريق - تحويلها الى اللهجة العراقية - مسرحية [قطط وفئران] إلى [بزازين وجريدية] كون كلمة قطط ستتحول بحكم التعريق الى بزازين ، ومعنى [بزازين] في اللهجة العراقية الدارجة هي [قطط] مفردها قطة [بزونة] ومعنى [جريدية] في الدارجة [فئران] ومفردها فأر [جريدي] . وبما أن البزاز – والتي تعني باللهجة العراقية بائع الأقمشة - كانت تصريف ليس بالقريب من مبتغى العبودي رغم اقتناعه بها . ومن خلالها أراد أن يقول : بأن الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء البزاز هي حكومة قطط أليفة ، ضعيفة لايمكن أن تخدم الشعب . لكنه لم يوفق في مبتغاة . حتى انه وبنصيحة من زملاء له ، حذروه من أن يدرك المعنى – رغم غموضه - فيلقى ما لا يحمد عقباه ، الأمر الذي جعله يعيد النظر فيها ويعيدها إلى سابق اسمها [قطط وفئران] .
لكنه غير ذلك تماما في [ كلهم أولادي ] للكاتب الأمريكي آرثر ميلر(****) . وهي مسرحية عالج فيها ميلر قضية المنتفعين من الحروب . وكانت آخر أعمال العبودي إخراجيا . وكانت تدخل ضمن هاجسه الخاص في نبذه للعنف ورفض كل ما يقف ضد الوطن . كان ذلك واضحا في اختيار موضوعاته التي تنسجم ومعاناته التي يدخلها بدراية دائما أو بدون دراية أحيانا . لو نستعرض اختياراته لاعماله نجدها تصب في هموم ناسه الفقراء ، ومعاناتهم ، بدءا من أول مسرحية قدمها [ماكو شغل] مرورا بـ [الحقيقة ماتت] ، و[موتى بلا قبور] ، و[دنيا المصالح] ، و[العادلون] ، حتى آخرها [كلهم أولادي] التي حملها ميلر صرخته ضد الحروب كما في كل مسرحياته التي لا تبتعد عن هموم جاسم العبودي ، فكلاهما أرقه صدام الأجيال المهاجرة كما في مسرحية [منظر من على الجسر] ، وكيف عالج فيها مسائل التضحية والنجاح والفشل . كذلك في مسرحيته [موت بائع متجول] التي نال عنها جائزة [بوليترز] . كان آرثر ميللر يصف أعماله بقوله : " الكثير من أعمالي يعود إلى قلب الانتماء ، إذا ما كان هناك للحياة جذورا – فاليوم العائلة مفككة ، ولا يعيش الناس في الأمكنة ذاتها لفترات طويلة ... قد يكون عدم الاستقرار أحد أسباب توترنا ، فهو يزرع فينا الشعور بأن ما من شئ يدوم فعلا "(9) . إذن فهما يشتركان بذات الهموم من حيث الانتماء إلى الوطن والالتزام بقضايا الناس والرفض المطلق لكل ما يسئ الى فكرهم وقناعاتهم ، كما في رفض ميلر [جائزة شارون](10) ، وفي رفض العبودي المساومة للبقاء في أمريكا بعد حرب حزيران . يضاف إلى ما تقدم فأن كل المعاناة التي حددها ميلر من تشتت العائلة وعدم رغبته في الاستقرار بمكان وحبه لتنوع المكان ومغادرته ، هي أيضا من صفات العبودي . إذن فاختياره لميلر و[كلهم أولادي] لم يأت اعتباطا وانما جاء من الإحساس بالحاجة إلى الأهل الغائبين دائما ، حين سار به العمر وأرقه الشوق الى الأولاد والى زوجته [ماركريت] التي رافقت أولادها حيث مكان دراستهم [أمريكا] . إن الحنين إليهم جميعا دعاه لأن يختار الأهل ويترك العراق الذي احبه حد العشق ، بعد أن قدم له أغنيته الأخيرة في [كلهم أبنائي] ، المسرحية التي اختارها واختار لها ممثلون لم يكن راضيا تماما على بعضهم بعد عرضها .
معهد بغداد للمسرح التجريبي :
تجربة أشرتها حركة المسرح العراقي للقائمين عليها آنذاك ، رغم إفرازاتها الإيجابية أو السلبية ،الأمر الذي يدعونا ونحن نتصدى لتجربة العبودي أن نقف عندها ولو قليلا بما تيسر للذاكرة من حفظه لها . لابد من تقيمها ولأكثر من سبب أهمها : أولا/ لأنها أول تجربة تسجل لتأسيس معهد خاص غير حكومي ، لتدريس الفنون المسرحية في العراق . وثانيا/ لأن التجربة يقف على رأسها اثنان من كبار المسرحيين خبرة وتجربة في الإخراج والتمثيل والتدريس في العراق والوطن العربي ، هما جاسم العبودي وإبراهيم جلال . أما الدعم المادي فكان لـ [طارق الغزالي] الذي وفر المكان أيضا وهو [مسرح بغداد](***) مع القيام بكافة الاجراءآت القانونية الرسمية له بإقناع من إبراهيم جلال . وكان في تصورهم إن هذا المعهد سينافس المعاهد الحكومية بشدة ، لكثرة هواة الفن الراغبين بدراسته . انطلقوا في تأسيسه من غايتين نبيلتين : الأولى/ إن التزامهم الوظيفي بالتدريس لا يوفر لهم الانطلاق من حدود الالتزام بما يتفق وسياسة الدولة الرسمية التي تلتزم بالتوجيهات المركزية للتحرك المسموح به ، أي أنها كانت اقل من طموحاتهم التي يبغيانها . الثانية/ الحاجة المادية لكليهما والذي لا يسده راتب الوظيفة المقرر من الدولة لهما . فلكل منهما عائلته الكبيرة التي لا يكفيها الراتب البسيط المحدد ، وعليه فلابد لهما من مورد آخر مضاف يسنده . إبراهيم جلال ابتلي بزيجات لها أول وليس لها آخر . فسعيهما إذن لتأسيس معهد بغداد للمسرح التجريبي جاء من شعورهما بأن في العراق الكثير من الطاقات الموهوبة من الموظفين واصحاب المصالح الراغبين بدراسة المسرح ممن لا يسمح وقتهم بالدراسة الصباحية ذات الالتزام الرسمي المعقد من وجهة نظرهم ، والطامحين له عن طريق الدراسة الحرة . يضاف إلى ذلك انهم لم يحددوا نوع المتقدم لهذا المعهد ولم يحددوا مؤهلاته وبإمكان أي متقدم دراسة المسرح وحيازة شهادة خبرة بذلك ، شرط دفع الأجور . حتى هواة التمثيل بإمكانهم الانضمام إليه ، فهم أسسوا فرقة مسرحية إضافة إلى مهام المعهد العلمية . هذه الفرقة تقدم أعمالها على مسرح المعهد [مسرح بغداد] وبإمكانها أيضا أن تتجول في المحافظات والمدن الصغيرة لتقديم نتاجاتها المسرحية . إن تأسيس هذه الفرقة جاء تعويضا للمؤسسين اللذين تركا فرقهما الأصلية التي أسساها فيما مضا ، بعد أن افتعلا خلافات بعض أعضاءها ، كما حصل مع إبراهيم وفرقته المسرح الفني الحديث . أو بسبب انفراط أعضاء فرقة المسرح الحر لمؤسسها العبودي ، وبدلا من أن يعمل على جمعهم ثانية ، أغلق الفرقة . وهكذا اقنعا نفسيهما بالتفرغ للعمل في المعهد مدرسين ومخرجين وممثلين فيه . ورغم كل هذه التضحيات والتحضيرات فأن المشروع لم يستمر بل وأجهض بسبب احتياجاته واحتياجات القائمين عليه الكثيرة ، وبسبب النقص الكبير والواضح في عدد الطلاب المقبلين عليه . بل وحتى الفرقة التي تشكلت فيه لسد احتياجاته من إيراداتها ، لم تكن لها إيرادات لسد احتياجاتها هي . فلم تتمكن من تقديم أكثر من مسرحية يتيمة واحدة لم يقم على إخراجها أي من الاثنين [جاسم أو إبراهيم] بحجة تفرغهما التام لادارة المعهد والتدريس فيه وعدم اتساع وقتهما لغير ذلك . فأوكلا مهمة إخراج المسرحية [المسيح يصلب من جديد] إلى عوني كرومي الذي استعان بعرض كان قد قدمه بممثليه [طلبة أكاديمية الفنون الجميلة-قسم المسرح] في المركز الثقافي المسيحي [منتجه الأول] .والمسرحية أيضا لم يستمر عرضها طويلا رغم أنها جالت بعض محافظات العراق ومدنه ، لكن مردداتها المادية لم تكن بالكافية لسد احتياجاتها-كما أسلفنا- من التزامات مالية في سد نفقات الإنتاج ، وأجور الممثلين وأجور النقل للمحافظات والمدن التي زارتها المسرحية وأجور الطعام والتي كانت عبئا جديدا يضاف إلى خسارات القائم على المشروع ماديا [طارق الغزالي] . وهكذا وؤد الحلم المشترك لأهم وأكبر علمين من أعلام المسرح العراقي : جاسم العبودي وإبراهيم جلال .
الهوامش
#) اسمه الكامل : جاسم مزعل شلاكه العبودي ، [24/9/1925- /11/1989] ولد في مدينة الناصرية – جنوب العراق ، وتوفي في أمريكا – واشنطن .
*) جرد بالمسرحيات التي قدمها العبودي بعد عودته من الدراسة في أمريكا :
1] ماكو شغل و تؤمر بك ، تأليف: يوسف العاني ، لفرقة المسرح الفني الحديث ، عام 1954 .
2] الحقيقة ماتت ، تأليف: عما نوئيل روبلس ، معهد الفنون الجميلة ، عام 1955م .
3] الأسوار : تأليف:خالد الشواف ، دار المعلمات الابتدائية ، عام 1958
4] ثمن الحرية: تأليف عمانوئيل روبلس ، فرقة المسرح الحر ، عام 1959
5] موتى بلا قبور : تأليف : جان بول سارتر ، فرقة المسرح الحر عام 1960م .
6] عُطيل : تأليف : شكسبير ، معهد الفنون الجميلة ، عام 1962 .
7] دنيا المصالح : تأليف : خاستو بنفنتي ، معهد الفنون الجميلة عام 1963
8] قطط وفئران : تأليف: علي أحمد باكثير ، النادي الثقافي المسيحي ، عام 1964م .
9] الطريق : تأليف : نصر الدين فؤاد ، أكاديمية الفنون الجميلة ، عام 1967 [مثل فيها الباحث دورا رئيسيا] .
10] العادلون : تأليف : البير كامو ، الفرقة القومية للتمثيل ، عام 1969
11] البخيل : تأليف : موليير ، فرقة المسرح الحر ، عام 1969 .
12] حفلة سمر من اجل خمسة حزيران : تأليف : سعد الله ونوس ، الفرقة القومية للتمثيل ، عام 1972 .
13] كلهم أبنائي : تأليف : آرثر ميللر ، الفرقة القومية للتمثيل ، عام 1978
، علما إنها قدمت لأول مرة بعد كتابتها في أمريكا في العام 1947 .
**) ولابد من الإشارة إلى أن جاسم العبودي قد قام ببعض الأدوار في السينما وتحديدا في فلمين هما : [اللوحة] و [البندول] وكلاهما صورا في العام 1978 ومن إخراج : كارلو هارتيون – أحد أهم طلابه .
1) غياث عبد الحميد : المعطف الخالد .. الفنان الراحل جاسم العبودي ، جريدة الصباح الجديد الصفحة الثقافية ، بغداد 18 فبراير 2005 .
2) نفس المصدر السابق .
3) د.عقيل مهدي يوسف : الواقعية في المسرح العراقي ، من إصدارات دار الشؤون الثقافية ، بغداد – 1991 ، ص23 .
4) د.عقيل /25
5) د.عقيل /26-27
*) ثورة العشرين : هي ثورة شعبية وطنية كنت بالعشرين لأنها قامت في العام 1920 . وكان أبطالها اغلب العشائر العراقية . تمخضت عن مواجهات غير متكافئة ، حيث كان الثوار العراقيون يواجهون الاحتلال الإنجليزي بأسلحة بدائية مثل [المكوار أو المكيار] الذي هو عبارة عن عصا غليظة في رأسها كومة قاسية من القار . ولعل الأهزوجة الشعبية المتداولة إلى اليوم تدلل على ذلك : [الطوب أحسن لو مكواري] . والتي تصاعدت بمقتل القائد الإنجليزي [لجمن] من قبل أحد قادة الثورة وهو الشيخ ضاري وما أطلقوه من أهزوجة أرخت لهذه الموقعة : [هز لندن ضاري وبكاها] . وما إلى ذلك من أحداث .
6) د.عقيل /ص24
7) فاضل سوداني : 24 عاما لفرقة المسرح الفني الحديث[حقائق وأرقام عن زمن الشقاء والفرح] ، جريدة الفكر الجديد – أسبوعية ثقافية عامة ، العدد 187 ، بغداد 17/4/1976 ص 9
**) يوما سألت البروفيسور [ساشو ستويانوف ] أستاذي وأستاذ اكثر الطلبة العراقيين والأجانب عموما الدارسين للمسرح في بلغاريا ومنهم د.فاضل سوداني ، ود.أنوار البياتي ، ود.شاكر سلامه وآخرين عن سونيا مور كونها واحدة من طلاب ستانسلافسكي ، أستغرب كثيرا ونفى أن يكون أحد بهذا الاسم طالبا لديه . على أن نعرف بأن ستويانوف : هو تلميذ لـ[يوري زافادسكي] آخر طلاب ستانسلافسكي .
8) جاسم العبودي : المسرح الذي نريد ، مجلة السينما ، بغداد 1956 ، رئيس تحريرها : المخرج السينمائي كاميران حسني ، أعداد قديمة مخزونة بعدم اعتناء ضاعت فيها بقية المعلومات المطلوب تدوينها للتوثيق .
***) حين قررت الكتابة في هذا المبحث كان آرثر ميلر(17/10/1915-12/2/2005) قد أُعلن عن وفاته أمس 5/2/2005 عن عمر ناهز ألـ (89) عاما . بعد صراع مع مرض السرطان الذي أصيب به قبل بضعة اشهر من وفاته .
9) وفاة الكاتب آرثر ميلر أسطورة القرن العشرين ، من الانترنيت http://arabic.cnn.com/2005/entertainment/2/12/arthur.miller
10) نفس المصدر السابق .






#فاضل_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توفستونوكوف .. مخرجاً .. ومنظراً
- حين تجيء الشهادة متأخرة .. ذكريات... أحلام... تأملات
- فن المخرج : فن الفعل ... فن المتفرج
- الجمهور وتطور المسرح
- السينوغرافيا ... وإشكالات التعريف والمعنى
- في ذكرى المبدع الذي سعى لاختزال المسرح
- الدور التاريخي للمخرج
- إشكالية التأليف... في المسرح العربي
- المشاكل التي رافقت الظاهرة المسرحيةالعربية
- إشكالية التمثيل في المسرح العربي
- في التأليف ... الادب احتياطي المسرح
- إشكالية النقد في المسرح العربي
- أنا والمسرح والتجربة
- مائة عام من المحبة .. أنموذج لمسرحية الحرب
- صدمة مسرح .. الكارثة
- سامي عبد الحميد
- النشأة والتطور في المسرح العربي
- يوسف العاني - كا تبا ، وممثلا ، ودراما تورجيا
- سعد الله ونوس -الملك هو الملك - أنموذجا
- جعفر السعدي .. أب المسرح العراقي


المزيد.....




- بايدن لـCNN: لن نورد أسلحة لإسرائيل إذا دخلوا رفح.. ولم يتجا ...
- بصور أقمار صناعية.. كم تبعد المساعدات الإنسانية عن غزة؟
- سفير إسرائيل بـUN يرد على تصريحات بايدن لـCNN
- -حماس??بايدن -.. بن غفير يهاجم بايدن ولابيد يعلق: إذا لم يطر ...
- تعرف على التاريخ المثير للجدل لنقل الشعلة الأولمبية
- -كان قرارا كارثيا-ـ غضب في بايرن إزاء طاقم التحكيم أمام الري ...
- العرض العسكري.. روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على النازية (ف ...
- مواطنون روس ينظمون مسيرة -الفوج الخالد- في لبنان ومصر (فيديو ...
- أنقرة: تركيا الدولة الأولى في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة ...
- لابيد يدعو نتنياهو إلى إقالة بن غفير


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاضل خليل - جاسم العبودي(#) .. المربي الأكاديمي