أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - رجل مهزوم














المزيد.....

رجل مهزوم


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 11:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أستقليت سيارة أجرة " تاكسي " من ميدان التحرير إلى المهندسين الأسبوع الماضي في تمام الساعة الثالثة ظهراً، وهذا ميعاد صعب في كل شيء فحرارة الشمس تكون في أعلى درجاتها كما أن الزحام يكون شديداً حيث إنتهاء يوم عمل لكثير من المؤسسات التي تكتظ بالموظفين من كل حدب وصوب.
المهم داخل " التاكسي "أتخذت من الوجوم شكل أساسي لمعالم وجهي وهذا الوجوم هو سبيلي الجيد برأيي للتعامل مع السائقين حتى لا يفتح أحدهم أي حديث معي كما أن الوجوم يُضفى شكل الجدية علىّ كأنثى فلا يجعل السائق يظن إنه بإمكانه أن" يستفرد" بي كما يقولوا لكن فشل الوجوم تلك المرة في أن يجعل السائق يغلق فمه بل على العكس بدأ حديثه معي بالسؤال عن هذا الوجوم حيث قال لي" إيه يا أستاذة أنسه بقى ولا مدام مالك قرفانه كده ليه في حد مزعلك قو ليلى ... شكله اللي مزعلك راجل بس أنتوا الستات بصراحة متزعليش تزعلوا بلد إسألينى أنا متجوز تلات ستات وعارفكوا " حقيقة كنت لن أرد على حديثه سوى بإبتسامة باهتة لكن ما إن ذكر أنه متزوج بثلاثة نساء أثار عقلي للحديث معه بل تمنيت أن تطول المسافة لمكان الوصول حتى أتحدث له وأعرف تفاصيل زيجاته الثلاث وبالفعل حدث ما تمنيت حيث وقفنا مدة كبيرة في إحدى الإشارات كنتيجة طبيعية للزحام وبدأ حديثنا......
هذا الرجل تعدى منتصف الخمسينات من العمر ويتميز بقوة عضلية ليست بالبسيطة كما يتميز بوسامة عالية على الرغم من عمره، تزوج لأول مرة وهو في بداية العشرينات من أبنه خالته وكانت جميلة ورقيقة وأول حب بريء وبسيط بحياته كما يصفه هو،عاش سعيداً مع أبنة خالته مده عشر سنوات وأنجب منها خلال تلك الفترة خمسة من الأبناء ويبدو أن الأبناء الخمسة أرهقوا صحتها وبدلوا معالم جاذبيتها لقبح مما دفعه لأن ينبهها لكنها لم تفهم ولم تعود كسابق عهدها قبل إنجاب الخمس أبناء فتزوج عليها سيدة مطلقة ولا تنجب وطلقت لهذا السبب من زوجها الأول وفرح بعدم قدرتها على الإنجاب حتى تكون له وحده وعاش معها شهور وسنوات من العسل والرعاية خاصة وأن أبنة خالته " زوجته الأولى " تقبلت الأمر بل وجدت فيه فرصة لرعاية أبناءها بشكل أفضل بعيداً عن متطلبات زوجها التي لاتنتهى، لكن هذا الرجل وكأي رجل يُعلى من غرائزه فوق أي إعتبار أخر شعر بالملل من زوجته الثانية وعلت رغبته في البحث عن زوجة ثالثة تكون صغيرة وعذراء وبالفعل ذهب للصعيد وتزوج بفتاة عمرها ثمانية عشر عام وعذراء وهو أبن الرابعة والأربعين وأصبحت في حياته كما وصف لي " الفاكهة العزيزة " فهي التي تُشعره بأنه مازال رجلاً قادراً على العطاء والحب بمعناه البيولوجى كما أنها لا تثير المشاكل مع باقي زوجاته حيث تعتبر أن زوجته الأولى كوالدتها وتستقى منها النصائح التي تجعل زوجها يشعر بالرضا عنها، أما زوجته الثانية فتعتبرها كأخت كبيرة لها خاصة وأنها ببيت أسرتها كانت فتاة وحيدة على أربعه أخوة من الذكور. هذا الرجل لا يقيم بشكل دائم مع أي واحدة منهن فهو يمتلك عن والده منزلا، وتقيم كل سيدة بشقة مستقلة وهو له حجرة بسيطة ينام فيها بالدور الأرضي وعندما يشتاق لأي واحدة من نسائه يصعد لشقتها ويبيت ليلته عندها وإن كان مكثراً كما يقول من الذهاب لعروسته الأخيرة أما زوجته الأولى فلا يذهب لها إلا ليتحدث لأبنائه .
بعد أن حكى لي هذا الرجل قصته مع الحياة والنساء وصلنا لمكاننا المنشود فشكرته على أنه جعلني أتسلى بحديثه وغادرت " التاكسي " لكن كلماته ظلت تدور برأسي بل وتتمثل أمام عيني كمشاهد حياتية واضعة أنا السيناريو الخاص بكل مشهد، والسؤال الذي ألح علىّ باحثاً عن إجابة هل هذا الرجل منتصر بالحياة أم مهزوم ؟؟ بعد تفكير وجدت الإجابة هذا الرجل مهزوم وليس منتصر لأنه لم يفهم من الحياة سوى الرغبات الحسية فسعى لإشباعها دون تمييز وفى سبيل ذلك ضحى بمعاني كبيرة جداً، لم يفهم هذا الرجل من الزواج سوى الجنس، لم يتعامل مع المرأة إلا من خلال الجسد ،لم يفهم الأبوة فأبناءه هم إمتداد لأسمه فقط وليسوا أحباء وثمرة الحب بالحياة ،لم يكتسب هذا الرجل من الدين سوى حق التعدد فحول مؤسسة الزواج النواة الأولى للمجتمع لمكان يمارس فيه التعدد الجنسي تحت إطار إجتماعي وديني ومقبول وهو على إستعداد ليضحى بأي من نسائه متى يمل منها ليأتي بأخرى دون أي إعتبار لأية معايير سوى معايير رغباته الحسية . برر هذا الرجل حقه في التعدد لأن زوجته لم تعد بحيوية بداية الزواج وربما يشاركه المجتمع في صحة هذا المبرر، لكن هذا الرجل لم يسأل ذاته لماذا لم أتحمل مع زوجتي مسؤولية الخمس أبناء لماذا تركتها وحيدة مع الأبناء فذبلت تحت الضغوط ؟؟
ختام القول إن كنا نتهم الرجل بإساءة النظر للمرأة فعلينا أيضا أن نلوم النساء عندما يسمحن لأنفسهن أن يكن جواري لرجل يجمع بينهن كما يجمع مجموعة من البهائم .



#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى ماذا يهدف منهج المواد الفلسفية بالثانوية العامة المصرية؟ ...
- بين الحب والكراهية
- قراءة في كتاب الرجل والجنس للدكتورة نوال السعداوي
- الحياة بلا أطفال كيف تسير؟؟ 3-3
- الحياة بلا أطفال كيف تسير؟؟ 2-3
- الحياة بلا أطفال كيف تسير؟؟ 1-3
- لا ليس حب
- الحب بين الحاجة والحقيقة
- كاتبات في محنة
- يسعدني البقاء وحيدة
- قراءة في كتاب - هؤلاء علموني - للراحل سلامة موسى
- الأغتصاب جريمة خرق الكيان الإنساني
- قراءة في كتاب الشخصية الناجعة للراحل سلامة موسى
- جسد المرأة رمز للعار وإثارة الغرائز 2-2
- جسد المرأة رمز للعار وإثارة الغرائز 1-2
- الشخصية المصرية بين الدين والتطرف
- الشباب ودوائر البحث عن الأمان
- سلامة موسى وجانب أخر من حياته
- حوار مع الكاتب المهاجر د/شريف مليكة
- حوار مع الكاتب المسرحي على سالم


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة عندما شاهدت دمى تطفو في مسب ...
- شاهد: خامنئي يدلي بصوته في الجولة الثانية من انتخابات مجلس ا ...
- علاج جيني ينجح في إعادة السمع لطفلة مصابة بـ-صمم وراثي عميق- ...
- رحيل الكاتب العراقي باسم عبد الحميد حمودي
- حجب الأسلحة الذي فرضه بايدن على إسرائيل -قرار لا يمكن تفسيره ...
- أكسيوس: تقرير بلينكن إلى الكونغرس لن يتهم إسرائيل بانتهاك شر ...
- احتجاجات جامعات ألمانيا ضد حرب غزة.. نقد الاعتصامات وتحذير م ...
- ما حقيقة انتشار عصابات لتجارة الأعضاء تضم أطباء في مصر؟
- فوائد ومضار التعرض للشمس
- -نتائج ساحرة-.. -كوكب مدفون- في أعماق الأرض يكشف أسرار القمر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - رجل مهزوم