أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابتسام يوسف الطاهر - البرلمان العراقي وحصان(ة) طروادة














المزيد.....

البرلمان العراقي وحصان(ة) طروادة


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2153 - 2008 / 1 / 7 - 11:29
المحور: كتابات ساخرة
    


يكثر الحديث في بعض وسائل الإعلام العراقية والعربية عن (الحصانة) التي يتمتع بها أعضاء البرلمان العراقي، ومطالبة (بعضهم) بمنحها لزوجاتهم وعوائلهم وما ملكت أيمانهم!.
ورأينا كيف استطاع بعض الوزراء سرقة أموال الشعب والهروب بها، وهروب من ثبت ضلوعهم بجريمة قتل أبرياء، بفضل تلك الحصانة. وغيرهم ممن ثبت تحالفهم وتعاونهم مع الارهابيين من جماعة القاعدة بالتحديد، العدو الأول لأمريكا، كما يشاع. كل ذلك تم ويتم بحماية من قوات الاحتلال (الأمريكية) التي يكثر رئيسها الحديث عن الديمقراطية وعن ضرورة التزام الحكومة العراقية بشروط المصالحة، بالوقت الذي يتحالف مع من يعمل لإفشال الحكومة!
ومن هذا التحالف تدخلهم لحماية المجرمين الذين حكم عليهم القضاء العراقي (المستقل) من شخوص (الكوتشينة) هل تذكرونها؟ الذين جعلهم بوش في قائمة المطلوبين قضائيا. ليأتي اليوم ويحميهم ضاربا بعرض الحائط الديمقراطية وضرورة استقلال القضاء وعدم التدخل بهذا الشأن! لان جماعة التوافق (المحصنون) عقدوا اتفاق معهم لهذا الغرض.
و يتحدثون عن حصانة الدليمي وهل ترفع عنه ليحاكم بجرم التخطيط لقتل المزيد من الأبرياء؟ أم ينتظر لحين تهريبه مع زملائه الذين اتخذوا من عمان مقرا لهم؟
لا ادري لماذا ذكرتني تلك الحصانة والذين يطالبون بها، لتشمل حتى عوائلهم، ليتسنى لهم بناء دور مشيدة على احدث طراز في بعض عواصم العالم، وامتلاك مؤسسات ومصانع في البلدان الاخرى، وتهريب الأموال التي خصصت لأعمار العراق بالحقائب الدبلوماسية المحصنة للخارج، المفتوح لهم دون غيرهم من المتعبين الذين لا يقدروا على الرحيل حتى لغرض العلاج!.
ذكرتني بحصان طروادة المشهور بالتراث الأدبي اليوناني في ملحمة( الإلياذة ). الحصان الذي أصبح رمزا وتعبيرا عن فن الخداع والتآمر من الداخل لهزيمة الخصم. وطروادة مدينة غرب تركيا كانت المنافس لليونان التجاري. حاصر اليونانيون طروادة أكثر من عشر سنوات (1193-1184 ق. م ) دون أن يدخلوها لمتانة الحصون والقلاع لذا باشروا بالحيلة أمام الفشل العسكري وبعد دراسة العادات والتقاليد وجدوا ان الحصان عند الطرواديين مقدس فصنعوا حصاناً خشبياً يتسع لعشرة من أشداء الجنود اليونانيين جر الحصان الى أبواب مدينة طروادة والجنود بداخله وطلبوا من الجيش اليوناني بالانسحاب .
فوجئ الطرواديون بانسحاب الجيش اليوناني فانطلت الحيلة واعتبروا أنفسهم منتصرين فادخلوا الحصان الخشبي الى داخل المدينة للاحتفال بالنصر المبين تجمعوا حول الحصان يرقصون ويشربون فرحين بالنصر المزعوم حتى أصبحوا سكارى وحل الليل فخرج الجنود اليونانيين من الحصان وفتحوا أبواب المدينة من الداخل ودخلها الجيش اليوناني وحرقها بعد سلبها وسبي سكانها بفضل هذه الخديعة.
لا شك في أن الأمريكان درسوا وضعنا النفسي خاصة المتمسكين بعروة السلطة والتسلط من بقايا النظام السابق كذلك أحسنوا الإنتفاع بأوهامنا وأساطيرنا الدينية خاصة. فأبدعوا في فن الفوضى السياسية والاقتصادية وحتى الدينية.
فبدأوا بفتح الأبواب مشرعة أمام القتلة والمجرمين ، ثم تحالفوا مع البعض ممن لا يهمهم البلد ولا حصانته، ليعمل كل على انفراد لتمزيق العراق وشعبه بحجة حماية ذلك الإقليم أو هذا، أو حماية حلمهم بالتفرد بالسلطة.
واليوم يعملوا على تحصين من لازال يحلم بعودة عصابات البعث للتحكم بالبلد ومصير شعبه من جديد، ويتحالفوا مع أسوأ عدو للعراق والاسلام والقيم الإنسانية (القاعدة) الذي خلقته أمريكا بالأمس.
الأمريكان يعرفون حجم اللعنة التي تعشش في الجسد العربي والإسلامي. لعنة الانشقاق التاريخي طائفيا او قوميا ، فكل الفرق بالنار وحسب الأهواء ، (الشيعة) قبل المحتلين لدى الوهابية وفي مملكة الصمت، وغيرها من الدول الورقية والشعوب المتخلفة، الذين اكتشفوا ان الشيعة انصار آل البيت، كفرة! مع اليهود والمسيحيين والبوذيين واللا أدريين والشيوعيين. اضافة الى كل من لم تلبس حجاب و كل من ينطق حقا وصدقا او من يختلف مع من نصبوا نفسهم أولي الأمر! وبعض القيادات الشيعية شوهت الفكر الوطني العراقي في محاولات لتمزيق العراق ارضاءا لاطراف اخرى تسعى لتمزيق العراق، ولم تبادر اي مبادرة لمساعدة الشعب العراقي وتحسين ظروفه المعيشية او الامنية.
ومن جانب اخر نجد ان الفرقة التي تدعي مقاومة الاحتلال هي من تلعب على الحصانة الأمريكية التي تمنح لمن يمتثل لها وينفذ أوامرها ولكن بشكل متخفي بحصان الديمقراطية الخشبي.
ليكونوا أشبه بالفايروس المسمى (حصان طروادة) الذي اخترع لتدمير الحاسوب. لكنه هنا أكثر خطورة لأن مصير شعب العراق وشعوب أخرى لاحقة، سيكون مرهون برفع تلك الحصانة عن المجرمين لمحاسبتهم وإصدار العقاب الصارم العادل ضدهم، ليكونوا عبرة لمن يفكر مثلهم ممن لا يحترم إرادة الشعب. ومنع حصانهم الخشبي من تخطي الحدود، لحماية أرواح الناس الأبرياء وحماية أموال الشعب.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام كهرباء وضياء
- تراثنا من اساطير الحضارات العراقية
- لن تأتي حياة
- حلم جبار
- هل يصلح موزارت ما أفسده الارهاب
- مستقبل العراق مرهون بوحدة شعبه
- ما الخطورة التي تشكلها جبهة التوافق !؟
- في يوم مشمس
- هدية اسود الرافدين لشعبهم، شئ من الفرح
- التهديد الامريكي بفوضى بلا حدود
- ابنتي والعراق والشاعر سعدي يوسف
- الحرية التي ضحى الشعب العراقي من اجلها
- في ضرورة فصل الدين عن الدولة
- من يوقف انتشار خلايا السرطان ؟
- هل تستحق قناة الجزيرة ذلك الاهتمام؟
- بقادة مثل هؤلاء، لاعتب على الاعداء
- افشال الحكومة العراقية يعني بقاء الاحتلال
- أما لهذا الليل ان ينجلي
- عن الشاعر طه الطاهر ومسعود العمارتلي
- الحب مش حرفين, بل اكبر


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابتسام يوسف الطاهر - البرلمان العراقي وحصان(ة) طروادة