أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الحُجَّاج- مشكلة تُحل بتعاون الفلسطينيين ومصر














المزيد.....

-الحُجَّاج- مشكلة تُحل بتعاون الفلسطينيين ومصر


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2149 - 2008 / 1 / 3 - 12:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


عملياً وواقعياً، إسرائيل هي التي تتحكَّم في معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، على الرغم من أنَّها لا تملك وجوداً عسكرياً وأمنياً مباشِراً هناك مُذْ أخرجت كل جنودها ومستوطنيها من القطاع. وقد ازداد تحكُّمها السياسي فيه مُذْ بسطت حركة "حماس" سيطرتها العسكرية والأمنية على قطاع غزة. وهذا التحكُّم هو جزء من الحصار الشامل الذي تضربه إسرائيل على القطاع، وتتشدَّد في ممارسته، والذي تخالطه اعتداءات عسكرية إسرائيلية يومية.

ومعبر رفح، بحسب الاتفاق الخاص به، والذي يلبِّي، بنوداً وتفسيرا، شروط إسرائيل في المقام الأول، لا يعمل على نحو "شرعي" إلاَّ بوجود ممثِّلين للسلطة الفلسطينية وللاتحاد الأوروبي فيه.

مصر، وعملاً بـ "واجبها الديني الإسلامي"، سمحت لكثير من حُجَّاج قطاع غزة بعبور المعبر لأداء مناسك الحج في الديار الحجازية؛ أمَّا حُجَّاج القطاع الذين فضَّلوا، لأسباب عدة منها شعورهم بأنَّهم سيكونون في مأمن من الاعتداءات الأمنية الإسرائيلية عليهم كاعتداء "الاعتقال"، التوجُّه إلى مكة عبر الأراضي الأردنية، فقد عبروا معبر بيت حانون الذي تسيطر عليه إسرائيل.

هذا القرار المصري، الذي هو موضع إشادة وتقدير، جاء في وقت اشتداد الحملة الإعلامية والسياسية والدبلوماسية الإسرائيلية (وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص) على مصر بدعوى أنَّها تتساهل في تهريب الأسلحة والذخائر، وغيرها، من أراضيها إلى قطاع غزة عبر أنفاق. ولقد حقَّقت هذه الحملة الإسرائيلية بعض النجاح، فمالت القاهرة، بالتالي، إلى أن تقف موقفا دفاعياً في مواجهة ما وُجِّه إليها من اتِّهامات إسرائيلية مع ما تمخَّضت عن ذلك من عواقب. وفي هذا السياق، جاء القرار المصري الثاني الذي بموجبه ينبغي للحُجَّاج العائدين أن يعودوا إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل، التي ادَّعت أنَّ بين هؤلاء الحُجِّاج من في حوزته ما يعود على الأمن الإسرائيلي بالضرر، كأموالٍ يريدون تهريبها إلى القطاع.

ولو قَبِلَ الحُجَّاج العودة عبر هذا المعبر الإسرائيلي لاعتقلت إسرائيل جزءاً منهم بدعوى أنَّهم "إرهابيين معادين لها". أمَّا لو رفضت القاهرة هذا الابتزاز السياسي الإسرائيلي وسمحت للحُجَّاج بالعودة عبر معبر رفح، أي كما غادروا، لصوَّرت إسرائيل هذا الموقف المصري على أنَّه دليل عملي جديد على أنَّ مصر متساهلة في كل ما يعود بالضرر على الأمن الإسرائيلي.

حتى الآن يمكن القول إنَّ إسرائيل قد نجحت في جَعْل مشكلة هؤلاء الحُجَّاج مشكلة لمصر، ولا بدَّ بالتالي من أن تتضافر الجهود المصرية والفلسطينية على حلِّها بما يجعل النتيجة النهائية تذهب بالتوقُّع الإسرائيلي.

وتوصُّلاً إلى ذلك، يمكن ويجب الاتفاق بين الفلسطينيين أوَّلاً، ثم بينهم وبين الاتحاد الأوروبي، على أن يُفْتَح معبر رفح، في وجود ممثَّلين للسلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي، حتى يعود الحُجَّاج إلى ديارهم، فهذا "التشغيل المؤقَّت"، المستوفي لشروط شرعيته بحسب الاتفاق الخاص بالمعبر، يمكن أن يكون الحل لمشكلة هؤلاء الحُجَّاج التي اختلقتها إسرائيل.

وإذا ما تعذَّر ذلك، على الرغم من أنَّ حدوثه يجب ألاَّ يكون بالأمر المتعذَّر، فيمكن، عندئذٍ، أن تدعو القاهرة إلى إشراف دولي مؤقَّت، تشارك فيه على وجه الخصوص الولايات المتحدة، على تفتيش أمني مصري لهؤلاء الحُجَّاج قبل ومن أجل إعادتهم إلى ديارهم عبر معبر رفح.

أمَّا إذا فشلت القاهرة في مسعاها هذا فإنَّ عليها، عندئذٍ، أن تسمح للحُجَّاج بالعودة عبر معبر رفح مهما كانت العواقب، فمصر في حاجة إلى أن تُثْبِت أنَّها عن مرونة، وليس عن استخذاء للابتزاز السياسي الإسرائيلي، قامت بكل ما قامت به حتى الآن.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الإعلاميُّ- و-الحاكِم- عندنا!
- اللعب الإسرائيلي على الحَبْلين الفلسطينيين!
- عاصمة -الغلاء العربي-!
- فساد ثقافي وتربوي!
- -متى- و-أين-.. فيزيائياً وفلسفياً
- هل أعاد بوش السيف إلى غمده في مواجهة إيران؟!
- -تسونامي- السنة الجديدة!
- ولكم في -قِصَّة إبليس- حِكْمَة يا أولي الألباب!
- قنوط رايس!
- قرار صبُّ الزيت على نار التضخم!
- هل تريدون مزيداً من -الإيضاحات- الإسرائيلية؟!
- -التقرير-.. مسمار دُقَّ في نعش!
- بعضٌ من جوانب صورة الكون في مرآة -النسبية-
- حتى لا ينفجر -لغم أنابوليس- بالفلسطينيين!
- رِفْقاً بحاويات القمامة!
- كيف للسلام أن يَحْضُر في غياب -المفاوض العربي-؟!
- بعضٌ مما سنراه ونسمعه اليوم!
- قرار -قطع الشكِّ باليقين-!
- مجلس نواب يُمثِّل 560 ألف مواطن لا غير!
- يوم تكون -الوعود- كالعهن المنفوش!


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الحُجَّاج- مشكلة تُحل بتعاون الفلسطينيين ومصر