أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - فن المخرج : فن الفعل ... فن المتفرج














المزيد.....

فن المخرج : فن الفعل ... فن المتفرج


فاضل خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 09:51
المحور: الادب والفن
    


إن فن المخرج يعني فن الفعل ، و بمعنى أكثر دقة : هو الذي يوصل المعنى إلى الناس بمسؤولية ، والثقافة وكل المواقف الدقيقة إلى الصالة . من خلال التجسيد الدقيق لذلك النشاط (الفعل) فلا يتواجد الفعل على خشبة المسرح إلا من خلال ( النشاط و الحيوية ) ، التي يتولى مسئوليتها (الممثل ) المتحرك الفاعل والذي يحرك المستلزمات لكل أجزاء العمل الفني على الخشبة . والسؤال الملح هنا هو :
- ممَ يتكون المخرج ، أو ما هي إمكاناتهِ ، وأي السبل التي يسلك من اجل إيصال الحقيقة التي يخاطب بها هذا الكم المتناقض ، المتفق ، المختلف ، من الجمهور في القاعة ؟؟
مما لا جدال فيه ، فأن ( فن المتفرج ) ليس فناً بالمعنى الواسع بمقدار ما هو حافز ومنبه للمسرح يوازي في أهميته ( فن المسرح ) . وبالذات ما هو معاصر من الفنون الذي يهم القاعة في المرحلة التي يقدم فيها الفن . وليس المقصود بالمعاصرة اللغة الوعظية ، بل هي النزاع العقلي العاطفي الذي يثير المشكلات ويستثار بها وعليه ، فمهما اكتمل عمل المخرج من حيث امتلاك الحرفة والفن ، إنما يظل ناقصاً بمعزل عن التفكير بالقاعة [يعني المتفرج] . والمخرج الذي نسعى إليه هو من يضع نصب عينيه كل ( المستلزمات ) التي تحقق الإنجاز الفني الإبداعي (المسرحية) مشروطة بواحدة من أهم تلك المستلزمات (الجمهور) . فالمخرج هو عين المتفرج طيلة عملهِ على المسرحية قبل العرض وبعده . تلك العين الواسعة المتنوعة التي تمثل كما هائلاً من مختلف الناس بمختلف أهوائهم .
إذن فخلاصة العلاقة لدور المتفرج في المسرح بالمعنى العميق غير المشروط توضح لنا : كيف إذن يجب أن يلعب هذا المنبه الحافز كما أسلفنا (المتفرج) ، دورهُ ليكون أما إيجابياً مبدعاً أ و سلبياً (متلق فقط) . وهو يعني كذلك أن يجيب على الموقع المعني بالسؤال : وهو كيف يجب أن تكون التركيبة الكاملة للمسرح المعاصر ، والمسرح في المستقبل ؟ كي نختصر الطريق إلى الخلاصة المشروطة بلعب المتفرج دورهُ كاملاً في المسرح ، مادام هو أحد شروط التكامل الفني في العرض المسرحي . التي يجب أن يتم توافرها سليمة في قاعة العرض . وفي تفاعله الحقيقي مع الأفكار المطروحة على خشبة المسرح الذي يقود المتفرج نحو مستقبل كل الأشياء ومنها تطور المسرح .
أن التجديد في الأفكار ومعالجتها يجب أن تتفق مع ما يشغل الواقع الإجتماعي للفنان وعصرهُ . وإذا ما انعكست تلك الصورة على الواقع ستؤثر سلباً على عمل الفنان وسيهدد أيضاً كامل المعمار المسرحي بكافة مستلزماته . وسيكون المسرح كل شيء إلا أن يكون ( مسرحاً ) بالشكل الذي نفهمه .
هذا هو المنهجي في عمل المخرج على المسرحية ، بدءاً من التفكير في اختيار النص . وحتى لحظة انفراج الستارة عن أول يوم للعرض ، ومغادرة آخر متفرج لصالة العرض بعد آخر عرض لتلك المسرحية . لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة ، هي مرحلة استقبال نتائج سلامة التفكير أو عدمه عندما كان المخرج يلعب دور المشاهد [المتفرج] في الصالة أيام التمارين . كي تتحقق المعادلة التي تقضي أن يكون ( المضمون أولاً + الفهم المعاصر للمسرح في وضوح العرض ) حين يصل بلا وساطة إلى القاعة .
من هذا الفهم المتقدم لدور المسرح في المجتمع يعيب على العرض الذي لا يصل بسهولة إلى ( المتفرج ) ، ويعتبره عرضاً فاقداً للموقف الفني الذي من أجلهِ قام المسرح نشاطا مهما كأداة للتغير وللتحريض . وكما لايمكن أن يكون مسرحا بلا ممثل كذلك يستحيل أن يكون المسرح بلا متفرج . لان فكلاهما يحمل ذات الأهمية في العملية الإبداعية . وكلاهما [المسرح والمتفرج] في حالةمستمره من إحراج أحدهما الآخر ، بقبول أو رفض الموضوعات والأشكال المكررة – التي لا تحمل الجديد للاثنين . وعليه فان موقع المسرح يوازي بالأهمية دور المتفرج . لأن كل منهما يهدي للآخر عيوبه ومحاسنه من اجل ازدهار الظاهرة المسرحية وتطورها . وحين تزدهر الثقافة المتمثلة بالمسرح معناها ازدهار المجتمع . أن هذه الأهمية تنطلق من أهمية عمل المخرج في المسرح ، مما يدفعهم لأن يخصصوا الجزء الأهم في اختيارهم للموضوعات التي تعتمد الدراسة الدقيقة للمجتمع وميوله ضمن المرحلة – دراسة سايكولوجيه – متعمقة مع طرح مجموعه من التساؤلات أهمها :
1. ما الذي يهم المشاهد اليوم ؟
2.كيف يمكن إدراك متطلباته المشبعة لرغباته ؟
3.ما هي حاجاته الملحة , وكيف يمكن الوصول إلى خصوصياته ؟
4.ما الذي يجري في حياته العامة , والداخلية في وجه الخصوص ؟
وغير ذلك من الأسئلة المهمة التي تؤرق الفنان .
وفي ضوء تلك المعرفة تتنوع وتختلف المسرحيات التي يتم اختيارها كما يختلف تقديمها ضمن الزمان والمكان ، وطبيعة المجتمع – و بمعنى آخر – كيف نستطيع أن نتوصل إلى التنوع الكمي المقبول من الجميع عبر ريبورتوار متنوع . وبما أن المخرج هو المخول من الجميع في القاعة – وهي قاعدة معروفه – يمكنه أن يختار نوع المعالجة , لان المخرج وفي كثير من الأحيان يتأثر عندما تبدأ عملية التجسيد لأفكار الناس الذين لهم علاقة به ، ويتفقون مع الهم الذي يشغل بال الاثنين . وفي النهاية تجد أن تلك المعالجة ستشمل إيجابيا مجموعه كبيره من الناس , أي أنها وفاق جمعي لهذا الكم من الناس الذي يعرف ما يريد ، ويتأثر به . على أن نعرف أن هذا النوع من الاعمال لا يخلو من خطورة التأويل والتكرار والتعددية التي من شأنها تحجيم الفنان مثلما تحجم الجمهور الخاص الذي يعرفه اذا ما أسئ فهمها واستخدامها .






#فاضل_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمهور وتطور المسرح
- السينوغرافيا ... وإشكالات التعريف والمعنى
- في ذكرى المبدع الذي سعى لاختزال المسرح
- الدور التاريخي للمخرج
- إشكالية التأليف... في المسرح العربي
- المشاكل التي رافقت الظاهرة المسرحيةالعربية
- إشكالية التمثيل في المسرح العربي
- في التأليف ... الادب احتياطي المسرح
- إشكالية النقد في المسرح العربي
- أنا والمسرح والتجربة
- مائة عام من المحبة .. أنموذج لمسرحية الحرب
- صدمة مسرح .. الكارثة
- سامي عبد الحميد
- النشأة والتطور في المسرح العربي
- يوسف العاني - كا تبا ، وممثلا ، ودراما تورجيا
- سعد الله ونوس -الملك هو الملك - أنموذجا
- جعفر السعدي .. أب المسرح العراقي
- فرقة المسرح الفني الحديث
- أسباب غياب الخصوصية في المسرح العربي
- المسرح الشعبي العربي


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - فن المخرج : فن الفعل ... فن المتفرج