أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - ال(دي أن أي)














المزيد.....

ال(دي أن أي)


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2132 - 2007 / 12 / 17 - 07:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنويه
هذا المقال كان قد أرسل إلى إحدى الصحف المحلية وامتنعت عن نشره، لأسباب سيعرفها القارئ بالتأكيد، عموما، حَجْب المقال عن النشر ذكرني بقول نزار قباني:
"في بلادي ممكن أن يكتب الإنسان ضد الله لا ضد السياسة" فأنا أتناول كل ما يقع تحت ملاحظتي من الظواهر التي تستحق النقد والتحليل وبغض النظر عن كونها ظواهر سياسية أو دينية أو اجتماعية، وعندما تحجب الصحيفة التي أنشر بها، المقالات الموجهة لنقد ظاهرة سياسية ما، فإن هذا الموضوع سيوقع القارئ في وهم مفاده أنني أكتب في نقد الظاهرة الدينية فقط. وفعلا وصلتني عدة رسائل من بعض متابعي مقالاتي عن مثل هذه الظنون. وهذا الموضوع مجانب للحقيقة. لهذا السبب أردت التنويه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الـ(دي أن أي)
يعاني واقعنا السياسي من طغيان أو تنامي نموذج الحزب الفرد، إذ يتسنم شخص ما رئاسة حزب ما ويكبس على أنفاس هذا الحزب عمره كله، فلا يتحدث باسم الحزب ولا يتحكم بسياسته ولا يُعْرف من قواعده أو كوادره أو قياداته غيره. هذه ظاهرة عامة، وهي تتنامي في العراق مع الأسف الشديد. لكن بعض أحزابنا السياسية استطاعت أن تنجوا من هذا المأزق، ومنها المجلس الأعلى، الذي نجح في أن يفرز شخصيات مهمة، وأن يوفر لها مرونة تمكنها من تمثيله بمختلف مستويات التمثيل. وهكذا صار المجلس يعرف من خلال السيد عبد العزيز الحكيم والشيخ همام حمودي والدكتور عادل عبد المهدي والسيد باقر جبر الزبيدي والسيد عمار الحكيم... الخ. وهذه بالتأكيد علامة صحة. لكنها أفرغت من محتواها في تجربة المجلس الأعلى السياسية بعد اعتماده على معيار الوراثة في اختيار من يتسنم منصب رئاسة الحزب. وهذا الموضوع بحد ذاته يمكن أن يكون شأناً داخلياً من شؤون هذا الكيان السياسي، خاصة مع وجود نظام داخلي يحكم موضوعة انتقال السلطة فيه، وفق صيغة ديمقراطية (شكلية). بالتالي ينتقل الكلام عن تهمة الوراثة من كونها خطأً في برنامج الحزب ومتبنيات قيادييه، إلى كونها خطأ في تطبيق هذه المتبنيات. لكن لفت نظري حوار نشرته مجلة الأسبوعية في عددها الأول مع الدكتور عادل عبد المهدي أعاد فيه ربط هذه التهمة بمتبنيات قياديي المجلس الأعلى وليس بتطبيقهم لهذه المتبنيات.
المجلة سألت الدكتور عادل السؤال التالي: ((اختيار عمار الحكيم لمنصب نائب الرئيس تم بالانتخاب، لكن فيه رائحة الوراثة في قيادة المجلس؟)). والغريب أن الدكتور وبدل أن يجيب عن السؤال بالنفي معتبراً أن إجراء الانتخابات يكفي لنفي تهمة الوراثة. اختار أن يبرر لنظام الوراثة سياسياً وهو يتسائل: (من يقول أن الوراثة في النظام السياسي خطء؟). ومن خلال هذا الجواب أجد بأن الدكتور استهان بثقافة العراقيين السياسية. فمن الواضح أن في رأية نـحو من أنـحاء استسهال الطرح، الذي يمكن أن يُقْبل داخل المنتديات الخاصة وعندما لا يتوقع المتحدث ردود أفعال مخالفة. لكن أن يطرح مثل هذا الرأي على وسائل الإعلام العامة، فهذا موضوع يكشف عن استهانة بالرأي العام العراقي. وهذا موضوع غير مقبول. إذ كيف يتوقع سياسي كبير من المثقف العراقي أن يسكت عن مقولة عدم التعارض بين الوراثة والسياسة، ألا يعلم بأن مبدأ الوراثة نظام سياسي بدائي ولا يناسب الأحزاب أبداً؟ وأن الوراثة تناسب مجتمعات ما قبل الدولة، حيث يتم تقسيم المناصب والاستحقاقات بين الناس بالاستناد إلى الوراثة وليس إلى الكفاءة. فهل يعتقد نائب رئيس الجمهورية بأن المجتمع العراقي مجتمع (ما قبل الدولة)؟ حتى يريد منه أن يتفاعل مع أطروحة القيادة المرتبطة (بالدم النقي)، وهل يستطيع أن يوجه مثل هذا الخطاب للشعوب الأوربية وعبر فضائية الـ(سي أن أن) مثلا؟.
من الواضح أن الوراثة تعني وتؤدي إلى شيء واحد هو أن الرئاسة أو المناصب الحساسة يتم حصرها بأفراد العائلة (القائدة) مع غض النظر عن كفاءة أو عدم كفاءة هؤلاء الأفراد، وهي على هذا الأساس أسلوب غير مقبول ولا ديمقراطي في تداول السلطة. اللافت للنظر أن دفاع الدكتور عن شخص السيد عمار الحكيم جاء ليؤكد استسهاله للطرح السياسي، فقد اعتبر بأن اختياره جاء لاعتبارات متعلقة بمميزات تجمعت في شخصيته بالذات. وهنا لا بد لسائل أن يسأل: لماذا لا تتجمع مميزات قيادة المجلس الأعلى إلا بأبناء عائلة الحكيم فقط؟
لرأي الدكتور عادل عبد المهدي مكانة مهمة داخل الوسط السياسي، وهو بالتأكيد يحضى باهتمام الناس ويؤثر فيهم، وهذا ما يجب أن يدفعه لأن يكون أكثر دقة وهو يطرح أفكاره على الناس، فخطأ السياسي في الممارسة يختلف عن خطئه في التنظير، إذ الأول يمكن أن يكون غير مقصود، بخلاف الثاني الذي يكون خطأ مع سبق الإصرار والترصد.




#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كريم منصور
- الأنف (المغرور)
- لمثقف الجلاد
- عشائر السادة (الرؤوساء)
- عشائر السادة الرؤساء
- أوهام (الكائن البشري)
- الروزخون
- الكتابة عن الموت.. بكاء المقبرة الموحش
- وطن بلا اسيجة.. تفكيك مفهوم الوطن وتشريح عمقه الدلالي
- الثقافة العار
- حاجات الجسد أطهر من حاجات الروح
- قلق الأديان... العودة بالدين لمربع الحاجات البشرية
- الكتابة عن الموت... الموت يركب خيوله
- الكتابة عن الموت.. الحنين إلى الرحم الأول والملاذ الأخير
- الكتابة عن الموت... تداعيات ما قبل الشروع بالنهاية
- تفاحة آدم.. نبش العمق الانثروبولوجي للتميز والاقصاء (2-2)
- تفاحة آدم.. نبش العمق الانثروبولوجي للتمييز والاقصاء (1-2)
- عقلية المواجهة... قراءة في كتاب (امبراطورية العقل الأميركي) ...
- قرية العراق.. الحاجة للانثروبولوجيا السياسية
- العائد مع الذات


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - ال(دي أن أي)