أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايدة نصرالله - ألحان















المزيد.....

ألحان


عايدة نصرالله

الحوار المتمدن-العدد: 2107 - 2007 / 11 / 22 - 09:14
المحور: الادب والفن
    



إلى الأمازيغي

الحرير يغنج من بين أصابعي ألحانا وأنا اسمع نبضه في نظرة عينيه الحادتين بعد الطقس المقدس باندغامنا.
رشقنا ما تبقى من كأسينا باتجاه المحيط.
"هنا سيختمر الماء ويصيح الحوت سكرانا من رشفة لحن لم تعزفه أنامل قبلنا"

"هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر..."

يتناغمان معا..

"ارحم القلب الذي يصبو إليك..فغدا تملكه بين يديك"

المدن تمر من بين يديَّ كخيط غازلة ماهرة تربط العقد يبعضها وتحيل الخيط حبلا يشد كل الأمكنة لخاصرتها
"لا تأبه للأماكن أينما ُوجدتَ سأكون..وعندما تأتيني قائلا "هييت لك "ستجدني وقد طرزت الجبال والسهول حريرا والمحيط سيركن إلى سرتي مبتسما.
لكن إياك أن تقشر الحرير عني بقوة ..سيتحول إلى سلك شائك إذا ما اقتحمته بقسوة..
ناغيه بلحن عود رنان، وتر على وتر لنبدأ رقصتنا تلك التي ولدتها الرغوة..ترى هل ستعرف كم هي عدد حبيبات الرغوة ؟
كم من هذيان ينتابني وأنا أعزف الموسيقى على جلدي

"غن صوتك جميل"
قالها لي مرة أحدهم في قارة أخرى

لا استطيع الغناء إلا على دقات الطبول الأفريقية
وغنيت أغنيتي .على إيقاع قلب مسته نظرة صامتة،قميص أزرق ويد سمراء ناعمة كيدي فنان.
"كما لو كنا نتجول هناك" قال
"اختصرت السنوات في لحظة"
نعم..رنوت إليه بنظرتي وكأنه سيسكن لحن يديَّ عمرا.
وهاهو يعود
أحقا؟
ترى متى يلفحني صوتك بضمة شوق جديدة..خارج اتزان عتبات البوح؟
أريد بوحا متوهجا لا يحتمل برودة الطقس..يرفض التطوع لجدار القسوة.
"كنتَ قاسيا.."
"كانت قسوة مفبركة قسوتُ علينا لأجل من أحبهم"
"وأنا لست منهم"؟
تحملت وزر عشق هارب مني .
عندما يشم الجلد الروائح البعيدة لا أحد يعرف كيف تنسرب أفريقيا بروائحها إلى جلدي وكأنها ترسل لي إشارات الوصول.
غافية كنت على جدار الحلم بك.وإذا بصوتك يخترق المسافات التي غفت لعمر مضى
شهران مرا ولم اسمع منك كانا أطول من كل العمر الذي مضى.
خطوط القميص تذكرها؟
اخضر على ازرق وزهري وبنطلون جيمس
لا تأتيني ببدله رسمية، تعال كما عرفتك

ها هو مارس قد أهل.علينا.أوراق الشجر اخضرت وزهر اللوز بدا يتفتح ويفتح عينيه باتجاه الشمس ودقات القلب تواءم نفسها لبياض النوار حتى أحيط قلبك بمساحة من الضوء لتلقفه شعلة واحدة
أردت التغزل بك، لكن هي نفس الرزانة تكبل لساني..شفتاك التي أوجعتني لمسا بحرق القلب.
يااااااه كم اشتاق أن تعزف شفاهنا موسيقى روحينا.. موسيقى نظرة عينيك.
هي نظرتك تشق الفضاء غنجا إلي.
هي نظرتك لا استطيع معها إلا الانعطاف إلى مواكب البحر الشاسع.
رحلة كانت في باص صغير من صوفيا إلى فيتوشا.
ماذا يقولون عن الفتاة بالمغربي؟
مولاتي
هالعيلة مولاتي
ربما لا الفظها بالشكل المضبوط، فات عليها سنين كثيرة.، يبدأ مالك بالغناء بصوت بربري لم اسمع أجمل منه في حياتي.
مالك كان يعيش معه في نفس الغرفة..كنت استغرب لقربهما..
على قهوة في كازا من تلك المقاهي الشعبية جلس شاب اسمر كمالك بالضبط
قال انه بربري
استغرب هذا الحدس الذي ينادي هؤلاء الشباب في مخيلتي
أأكون تلك المرأة الوحشية أم أني تُركتُ ذات سفر على هامش غابة ..أو أكون ابنة لتلك الأفاعي المخيفة.
لماذا تلفحني إفريقيا بوهجها.
يتسع الأفق..عيناي تودان أن تعبراه سريعا لأصل ذلك الشاب القادم إلي من بعيد.
لا يعقل ما زال هو كأن السنين لم تمر عليه.بل ازداد جمالا..
يغيب ثم يعود حتى انطفأ قلبي من شدة الغياب فلم أعد أتقن الأغاني

وها أنا أغني ...

عادة الأغاني أن تفتك بنا من تحت زنار الغيب وتحضر الأحباب الذين ماتوا..
عادة الأغاني أن تغرس العيون الغائبة في شجرتي مرة أخرى
يا لهذه الأغاني التي تنطف من جبيني سحبا ثقيلة ..
خلعت عني نفسي نهائيا..أتحت لأقدامي النهوض من سكينتها وشللها الدائم. خلعت الحروف ولبست اللحن..على رؤوس الأصابع بدأت.أتأرجح والموسيقى تنعفني حتى سقطت مجرحة النوافذ ..لم يتبق جارور إلا وفتح وأطلت من بين الأغراض الرسالة التي أصبحت كبخور قديم يعطرني كلما جنحت للموت فأحيتني
"أحييتني باتصالك".قلت له
"لا يمكن أن يمر مارس ولا أتصل بك وأنت المرأة.. "
ها أنت ستتحول من سياسي لشاعر
ضحك
"والنبي محمد ولد في مارس" قال
"إذن اقتدي به.تزوج إحدى عشر امرأة"
ضحك بصوت عال وقهقه
والقهقهة غريبة عليه. لم اسمعه يقهقه بتلك الصورة..
فرحت لابتزاز القهقهة منه
"سلمي على كل من تحبينهم لأني أحب كل من تحبيه"
يااااااااااه يعني هو ما زال يحبني....
كان يحبني دون كلام
ها أنا أتعطر بجملة أخرجتني من عالم الغياب. العرق بتصبب من رؤوس أصابعي.

ها أنا أسمع اللحن من إفريقيا

إيقاع أغنية عبدا لهادي بلخياط يسير على جلدي بينما أتخيله يستمع وكأس باخوس أمامه..
موسيقى لا تسمع إلا على إيقاع محبين يلتصقا كتفا إلى كتف وحبا إلى حب .
لم اسمع موسيقى منذ أن انتكست لئلا تعلو مشاعر حبه على السطح كمن يضمد جرحا متقيحا رغما عنه.كنوع شفاء بقماط غير نقي فيتفتق الجرح لأول ضربة شمس

اسمع الموسيقى ونبض قلبي يدمع..

"قوليها يا مجنونة...قوليها" هجست

"خجولا أطل وراء الجبال.وجفن الدجى حوله سهر ورقراق ذاك العظيم..."
صوت أخذني إلى سفوح جبال لا أعرفها وأعلو موج السحابات التي تقلني إلى البلاد البعيدة.

"كفااااااااااااك أحلاما..يا امرأة"
عليك بالوقوف على أرض الواقع".

الموسيقى ما زالت تبعثر حريرها ليلفني عارية من كل شيء إلا من اللحن ذاته
شامتك هي المنارة.
"تقصدين حبة الزين"؟
الموسيقى تجتلب حبة الزين وأنا تائهة في العد وتجول موسيقى الروح حوله..كما يلف الراقص في غمرة اكستازا، ها أنا التي لا أتقن الفرح أغني وروحي مذبوحة.
هكذا إذن ..للمرة الأولى افهم ما معنى أن يرقص الطير مذبوحا من الألم
يااااه لو يستطيع استعادتي..
كيف يستعديني؟.. بالموسيقى؟
"ما الذي أعادك لي؟"
***

ويعطرني بلحن فيروز الذي أدمنته طفولتي مع ذاك الأسمر ذو العيون العسلية.

"أنصتي لكلمات فيروز .."
وننصت وهو يدور راقصا بينما أخواتي تعملن حلقة دائرية وأمي تصرخ:
"ستجنن البنات بفيروز"
وأسمع الجواب
"يا عاقد الحاجبين"
ترى هل عرف مدى عشقي لفيروز؟

وأسمع فيروز فتقشط الغبار عن جناحين نحتهما الغياب صخرا. يلين الصخر تدريجيا مع صوت فيروز فاشعر زغبا ينبت من جديد.
"لكن أين هو الجواب"؟
"راسك أصبح خفيفا كريش الحمام"
نعم
منذ أن أغلقت علي الباب وأنا في شدة الوهج..
"يصلي لها ليلنا الأسمر.."
اه اااااه هاها تتن تن تن تن ترا تيرا تيراتيرا اتتتا را
أكتب الموسيقى حروفا عبثية ولساني يردد بالدندنة حتى خلت عينيه تغرقا بموسيقاي الرطبة
"ياااااااك"
"أحبك"
قالتها المجنونة ضاحكة ..وهكذا انتهت المعزوفة
أم الفحم
4-4-2007



#عايدة_نصرالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أيامي ع مليكة مستظرف
- أقوال مشروخة في السياسة
- سفر وقصص أخرى
- أعينونا على الصراخ
- حلم أزرق
- عريضة لوقف إطلاق النار في لبنان
- ربطة عنق وصحن كوشري
- شهوة اللحم
- قراءة أولية في مسرحية -ليس عشاءنا الأخير لقاسم مطرود
- حيرة في فراغ الكلام
- ثلاث قصص قصيرة
- الخرامخصي - أو شيء كهذا
- قصص قصيرة جدا
- الذي سافر في غفوة
- البطل الافتراضي
- -شاعر القصيدة التي تبتلع قراؤها-
- شهقة الموت السريري
- قلبي على الحافتين
- -العطش-: استلاب الجسد المكان والصبو للعبور
- الجارزة السوداء


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايدة نصرالله - ألحان