أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وديع العبيدي - أوهام الضربة الأميركية لايران















المزيد.....

أوهام الضربة الأميركية لايران


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 11:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


التهديدات الأميركية من حين لآخر، بضرب ايران، تشبه حكاية الكذاب (الذي احترق بيته ولم يصدقه أحد)، كما سمعناها من أجدادنا. والحكاية لمن لا يعرفها، أن شخصا ما كان يطلق نداء ، يشيع الاضطراب على أثره بين الناس، ثم يكتشفون بعد حين كذبه. وتكرر منه الأمر عدة مرات، وفي كل مرة يهرع الناس ويصابون بالخيبة. حتى كان يوم اندلع فيه حريق (حقيقي) في بيت (الكذاب)، وراح ينادي ويصرخ ويستنجد، دون أن يبالي به الناس، فقد عدوها كذبة مثل سابقاتها. فالتكرار والتبجح والمبالغة تقتل المصداقية وتفقد النص عنصر المفاجأة.
*
التهديدات الأميركية ضد ايران، ليست جديدة ولا غريبة. والموضوع الذي تنبني عليه، صار أقدم من (دراهم الخشب). وهو موضوع الأسلحة الذرية والنووية، الذي يمثل أحد إشكاليات المصداقية الدولية ونزاهة جمعية الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، وفي المقدمة منها مجلس الأمن ومنظمة الطاقة الذرية. ذلك أن اتفاقية حظر الاسلحة الذرية أو أسلحة الدمار الشامل، مثلها مثل الاتفاقية الدولية لحقوق الانسان ومعاهدة حماية البيئة، خضعت لمبادئ الضغط والابتزاز الدولي الذي يمارسه الكبار ضد الصغار، والأخ الأكبر ضد بقية الكبار الثمانية. ناهيك عن نظرية المعيار المزدوج في السياسة الدولية. ولم تظهر أية شروح تبرر استثناء دول وإصابة غيرها. وبدلا من احترام المجموعة الدولية، وتقديم خطوات حقيقية تدعم بناء السلام الدولي، أشهرت الولايات المتحدة الأميركية، رؤيتها السياسية الجديدة بتقسيم دول العالم إلى مجموعتين، محور الشرّ ومحور الخير. المستند إلى مقولات توراتية تعتبر كل من ليس معنا فهو ضدّنا، [خطاب جورج بوش الابن في سبتمبر 2001]. فلا غرو أن يتضمن محور الشرّ، الدول المتوفرة على مشاريع (أو نوايا) مفاعلات ذرية أو نووية، غير مسايرة أنظمتها وثقافاتها القومية للسياسة والخطاب الأميركي الامبريالي. في هذا المجال ترد بعض الظواهر الملفتة..
1- المحاولات المصرية لتحقيق المساواة والتكافؤ في المطالبة وتطبيق السياسات والمواثيق الدولية، والمقصود شمول اسرائيل الممتلكة للسلاح الذري منذ 1957 بتوقيع اتفاقية الحظر أسوة ببقية دول الشرق الأوسط.
2- الجهود المستفيضة لاقناع كوريا الشمالية بكشف ملفها النووي وتكليف وساطات صينية ويابانية في الأمر.
3- فرادة الاجراءات التي اتبعت ضد العراق منذ السادس من أيلول 1990 وايقاع كافة أنواع العقوبات والبرامج المنتهكة للقانون الدولي رغم قبول العراق التعاون مع المنظمات الدولية. وبينما كانت فرق التفتيش تصول وتجول في أدق مفاصل الأجهزة العراقية، كانت الطائرات تدمر الحاصلات الزراعية والأبنية المدنية وتقتل الأهلين، ناهيك عن اجراءات الحصار الاقتصادي الوحشي وضحاياه من مختلف الاعمار ولمختلف الأسباب وفي المقدمة منها الأسباب الصحية والاقتصادية. ورغم اقتناع المفتشين بفراغ العراق من الاتهامات السياسية، وتدمير آخر المتعلقات بين 1991 و1992، فقد استمرت العقوبات والجولات الحربية الجوية وحملات التجسس والكامرات حتى وقوع الغزو العسكري السافر والاحتلال الكامل للبلاد (2003). والغريب أن يصرح رئيس الولايات المتحدة بعد اسبوع من الاحتلال بخلو العراق من أسلحة الدمار الشامل. دون أن يجرؤ أو يخطر لجهة دولية أو اعلامية، إعادة فتح الملف ومناقشة الاجراءات التعسفية والمتوحشة، طيلة ثلاثة عشر عاماً وما أفرزته من دمار وخسائر مادية وبشرية وحرب مستمرة (من جانب واحد) ومشاهد رعب ودمار حقيقي استوطن الذاكرة العراقية وما زال يزدهر ويتناسل تحت الاحتلال المباشر.
4- التغاضي عن امتلاك كل من اسرائيل وباكستان للسلاح النووي.
5- تواصل سياسات الترغيب والترهيب الغربية والأميركية لاقناع النظام الايراني بالتعاون مع السياسة الأميركية، والعنوان أو الذريعة هو المفاعل الايراني الذري.
*
التفنيد..
1- ان الغرب، بقيادته الأميركية والمنظمات الدولية الخاضعة له والمنسجمة مع سياساته، لم تحترم الطروحات المصرية والعربية، ولم تقدم أجوبة أو مبررات مقنعة، وانما زادت من حجم الضغوط على مصر ومن معها لالتزام الصمت، واستكمال اجراءات المصادقة (نفذ ولا تناقشْ).
2- ان التهديدات الأميركية لكوريا الشمالية كانت أدنى للتوسلات الدولية من غيره. بل أن كوريا هي التي هددت بالحرب والمنازلة والضربة الاستباقية إزاء أي تحرك أميركي، دون أن تحر الأخيرة جوابا. فالتعامل مع كوريا، يرتبط بأرضية توازن القوى الدولي الحذر، ومضاعفات صراع الثقافات. فكل ما يتعرض لكوريا، يحرك الامبراطوريتين الصينية واليابانية، المتواشجة ثقافيا وسياسيا مع الكوريين.
3- ان كل ما أصاب العراق، والبطولات الأميركية الخرقاء وتجاهل النداءات الدولية المعارضة، ما كانت لتحصل، لو كان الاتحاد السوفيتي لا يزال راكزاً في الوجود. فلا غرو أن تأتي التصفيات مباشرة بعد قرار غورباتشوف الغاء النظام الشيوعي وتفتيته 1989. ويبدأ الضوء الأخضر لانهاء المحسوبين عليه والمتحالفين معه، سقوط اليمن الجنوبي عام 1990 دون ضجة دولية أو اقليمية، سيناريو محاصرة العراق وتقويضه، تهديد كوريا الشمالية، تنديدات بأوضاع حقوق الانسان في الصين، صراع القوميات والعقائد الدينية داخل الجمهوريات السوفينية السابقة، التهديد الحذر لكوبا. وبعبارة أخرى. ان العراق، كان الضحية الوحيدة والمباشرة لقرار الرفيق ميخائيل غورباتشوف ببيع أطيان الامبراطورية السوفينية مقابل مكتب في نيويورك ونصف جائزة نوبل، وشركة مشروبات غوربي كولا في موسكو، ناهيك عن عمله في الدعاية لشركة القطارات الألمانية [DBB]، والبتزا الايطالية ومحاضراته القيمة في تفكيك الدول.
4- تختلف ايران في هذه الحالة عن العراق في مسألة التوازنات الاقليمية والمذهبية وعلاقتها مع اسرائيل. كما أنها الدولة الرئيسة (تقريباً) التي استحوذت على إرث السوفيت النووي، وضمنت دعم حكومة بوتين لاستمرار التعاون التقني في هذا المجال، متحدين بذلك نداءات الأميركان وتهديداتهم. وبالتالي، فأن روسيا بوتين، لعبت دوراً في تحقيق ميزان قوى بديل وجديد في المنطقة والعالم، في هذا المجال على الأقل. والضغوط الاميركية على روسيا بوتين فقدت فاعليتها واضطر الاميركان التعامل مع بوتين (الدكتاتور حسب الاعلام الغربي) كندّ جديد. ومع أواخر فبراير أطلقت ايران أول صاروخ للفضاء، وسبقته بعدة استعراضات عسكرية وذرية، وزادت من حجم نشاطها السياسي والعسكري والمخابراتي في الشرق الأوسط، ولها استفطابات في غير بلد ومواقع ساخنة، ناهيك عن النشاط الدبلوماسي والسياسي الممثل بزيارات رئيسها الى السودان والسعودية (بدايات مارس 2007)، وموافقتها على التعاون (!!) في أمر العراق، بما فيه المؤتمر الدولي المزمع عقده في بغداد باشتراك دولي اقليمي. وهو أمر ينصب على حجم ايران في استقرار العراق بشكل أساس، وهذا يعني بدء مرحلة جديدة في التعامل والتعاون مع حكومة ايران. وتغييرات رئيسة في الخطاب الغربي والاقليمي مع الدور الايراني الجديد.
لقد نجحت الحنكة السياسية الايرانية، ذات الجذور الامبراطورية العريقة، والعلاقات التوراتية القديمة في الشرق الأوسط، استخلاص الدروس من التجربتين العراقية والكورية، واستفادت في تحويلها إلى سياسات ميدانية وعملية مباشرة. ويمكن القول ان ايران اليوم أكثر قوة وفاعلية من أي عهد من عهود رؤسائها الجمهوريين السابقين، بما فيهم خاتمي وطروحاته للحوار التي لم تحترمها الادارة الأميركية، مأخوذة بسعار الحمى.
1- لايران دور اقليمي مباشر وفاعل في الحالة العراقية، وهي القوة الوحيدة القادرة على حفظ ماء الوجه الأميركي من الانسحاق في مستقعات العراق الفيتنامية.
2- دور ايران في الصراع العربي الاسرائيلي، عبر دورها المؤثر وعلاقتها المباشرة، وثقلها السياسي والعسكري في كل من سوريا، وجنوب لبنان، وداخل فلسطين.
3- أهمية ايران في التوازن المذهبي في المجموعة الاسلامية، وهو أمر له أهميته، في عالم تتحكم فيه الصراعات والحركات الدينية والمذهبية أكثر من أي وقت ومن أي شيء آخر.
4- حجم ايران النفطي الموازي لحجم كل من السعودية والكويت والعراق، والمتوطنة اقليميا، ما يجعلها قادرة على التاثير في سوق النفط والاقتصاد والعلاقات الدولية، ولا يمكن التكهن بالمفاجآت الايرانية (النفطية) إذا توجست شيئاً من الشيطان الأكبر.
5- تجاوز ايران مرحلة التردد والبدايات في بناء مفاعلها الذري واطلاق صاروخها الأول.
6- العلاقة الستراتيجية مع حكومة موسكو برئاسة بوتين، والتي تتنامى نحو ترسيم خريطة توازن قوى دولية جديدة في السنوات المقبلة.
هذه وغيرها، من العوامل التي تجعل لايران، مكانة مميزة في التعاملات الدولية، ولهجة مختلفة في صور التهديدات (الاعلامية) الاستهلاكية المتبادلة.
*
لقد تضافرات التهديدات الأميركية ضد ايران وكوريا، على عكس الحالة مع العراق، باستنفار جهات دولية للعب دور الوساطة وتليين المواقف ولهجة الخطاب الايراني ضد الغرب. واستمرارها، أو معاودتها، بين فينة وأخرى، بمثابة تذكير دول الاتحاد الأوربي، لمعاودة الجهود والوساطات، أكثر مما هي موجهة لايران نفسها.
وتبقى النقطة الرئيسية، على رأس ملفات الادارة الأميركية الحالية والمقبلة، هو الخروج من ورطتها العراقية، وتحديد مستقبلها في المنطقة. ربما، حسب البعض، أو أمكن تصور، احداث شرخ، في المعادلة الشيعية بين ايران وحكومة العراق الحالية، لاستخدام شيعة العراق ضد ايران، وهو أفظع تجليات الوهم وأكثر مدعاة للتندر. ان الأوضاع العراقية المضطربة، والمفتوحة على مفاجآت غير محسوبة، ليس من المتوقع بلوغها حافة الاستقرار قبل سنوات، واشترطات سياسية وطائفية صعبة، بل تصل درجة الاستحالة. ولا يمكن التوقع من بلد أو حكومة، أن يكون لها دور خارجي (مساند للاميركان)، بينما هي عاجزة عن السيطرة على أوضاعها الداخلية. وبالتالي، ليست التهديدات الأميركية، غير فقاعات صابون، وأوهام مجوفة، وربما، نوعاً من سراب الصحراء، وليس عاصفة الصحراء.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النوستالجيا.. الطمأنينة والاستقرار
- الفرد والنظام الاجتماعي
- الاغتراب في ظل الإسلام
- من الشعر النمساوي المعاصر- بيرنهارد فيدر
- أحلام مكيسة
- Shadowsظلال
- محمد علي الباني رائد تحرر المرأة العربية
- نكايات
- الجنس والجسد والزواج
- في ذكرى الصديق الشاعر مؤيد سامي!
- لا تحبيني رجاء!..
- دبليو ه. أودن
- سنجار: مجازر جماعية وجرائم ضد الانسانية والبيئة
- اللبرالية والسلفية في بورصة السياسة
- الفرد في مصيدة الإمنترنت والهاتف الخلوي
- قصائد عن الألمانية
- - صفحات من كتاب الأنثى-
- نزعات وجودية في الأدب العراقي
- غوته.. عاشق الشرق والنساء
- سميثا


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وديع العبيدي - أوهام الضربة الأميركية لايران