أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - غوته.. عاشق الشرق والنساء















المزيد.....

غوته.. عاشق الشرق والنساء


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 07:57
المحور: الادب والفن
    


احتفلت ألمانيا والنمسا العام (1999) بالذكرى الخمسين بعد المائتين لولادة الفيلسوف الكبير وأبرز مؤسسي ثقافتها المعاصرة غوته. وبهذه المناسبة واصلت المسارح اعادة تقديم أعماله طيلة العام، الى جانب الندوات والمعارض واصدارات جديدة تتناول جوانب حياته وفكره. توزعت حياته الحافلة بين كتاباته الادبية والفكرية وابحاثه العلمية في الكيمياء والطبيعة والفلسفة الى جانب ألمعيته الاجتماعية الارستقراطية والمراكز السياسية التي شغلها. وقد أتيح له ان يرتبط بشبكة علاقات مع أبرز مشاهير عصره بدءاً بمواطنه الشاعر الشهير شيلر والاديب النمساوي يوسف فون هامر- يوركشتال، موتزارت الى امير فايمار كارل الذي كان وراء المراكز الرفيعة التي شغلها في حكمه. ان عصر غوته هو عصر التأسيس الثقافي والفكري الذي تجاوز حدود ألمانيا وأوربا ليصبح أحد أعمدة التراث الانساني الرفيع. لقد جاءت هذه الاحتفالية لتقول ان غوته بعد مائتين وخمسين عاماً على ولادته مايزال مقروءاً ومرغوباً من الادباء والمثقفين كما من الشباب وطلبة المدارس.
وقد ولد يوهان فولفغانغ فون غوته في 28/ 8/1749 في فرانكفورت في عائلة ارستقراطية فنشأ متنعـماً متفـرغاً للبحث والدرس والادب. يقول عن ولادته في الثامن والعشرين من ظهيرة آب، مع دقات الكنيسة المعلنة الثانية عشرة، في فرانكفورت قرب ماين، جئت للعالم.) . كان والده يوهان كاسبار ووالدته كاترينا اليزابيث. ويعتزّ بكونه من سلالة القياصرة.
في عام 1762 وضع أول مخطوطة شعرية بخط يده. وفي العام التالي عندما اقيمت أول حفلة موسيقية في فرانكفورت، للطفل فولفغانغ أماديويس موتزارت (27/1/1756-5/12/1791) الذي كان في السابعة يومذاك، كانت مناسبة للتعارف بين الاثنين ونواة لعلاقة مستمرة مبنية على الودّ والاحترام. في عام 1765 بدأ دراسته في لايبزغ وهناك أنجز مجموعته الشعرية (انيتا) بعد عامين وبدأ عمله الدرامي(هوى العاشقين). 1770 يسجل في جامعة شتراسبورغ ليحصل على اجازة المحاماة بعد عام. في1774 يتعرف على امير فايمار كارل أوغست والذي يدعوه للزيارة في العام التالي . 1775 يقوم بسفرة الى سويسرا وبعد عام يتقلد مركزاً رفيعاً في الدولة. 1779 يصبح مديراً للجنة الحرب وبناء الطرق، ويقوم بسفرة ثانية الى سويسرا برفقة الامير كارل. 1780 ينضمّ الى حركة البنائين الاحرار(الماسونية). في عام 1886 يقوم بسفرة خاصة الى ايطاليا. وبعد عامين يعود الى فايمار ويلتقي مواطنه الشاعر الشهير شيلر. في عام 1790 ينجز عمله الكبير(فاوست). بعد عامين يرافق الامير كارل الى فرنسا للمشاركة في الحركة الصليبية. 1795 ينتهي من كتابه (سنوات وليم مايسترز التعليمية) في ستة أجزاء، بالتعاون مع شيلر. 1797 يصاب بمرض في الكلى. ويتوفى صديقه الشاعر شيلر في الخامس من الشهر الخامس.
في عام 1806 الجيش الفرنسي يدخل فايمار. فينتقل للاقامة في كارل باد، ويتزوج من نسياتا. في عام 1808 يلتقي مع نابليون في فايمار. 1811 ينتهي من الجزء الاول من (الشعر والحقيقة) ثم يكمل الاجزاء الاخرى على التوالي بين 1812-1814. وفي الاعوام 1814 حتى 1820 ينجز عمله الشهير (ديوان الشرق والغرب). في العام 1815 تتم أعادة تنظيم ألمانيا في مقاطعات كبيرة: ساخسن، فايمار، ايسن باخ. 1816 يسجل وقائع رحلته (السفرة الايطالية) الجزء الاول. وفي العام 1823 تظهر عليه أعراض الالتهاب في أحد تجاويف القلب والذي لا يبــلّ منه. بين الاعوام 1827- 1730 تصدر أعماله الكاملة في اربعين مجلداً. ويشهد العام 1829 أول عرض مسرحي عن أعماله: فاوست، سنوات وليم ماسترز، السفرة الايطالية/ج 2. 1830 يموت ابنه أوغست متأثراً بمرض الرئة. 1831 ينتهي من الجزء الثاني من (فاوست)، والجزء السابع من كتاب (الشعر والحقيقة). في السادس عشر من آذار عام 1832 تزداد عليه وطأة المرض ويفارق الحياة بعد ستة أيام. وفي السادس والعشرين من الشهر نفسه تقام مراسيم الدفن في فايمار. في عام 1842 يعاد طبع أعماله في عشرين مجلداً.
أما عشق غوته للشرق، فقد ارتبط باطلاعه على ديوان حافظ الشيرازي والذي قام يوسف فون هامر- يوركشتال (1774-1865) المولود في غراتس/ شرق النمسا، بترجمته للألمانية، فكان حافزاً لدراسة الشرق والتاريخ العثماني في القرن /18. وقد استثار الكتاب غوته فكانت هوامشه على الديوان، كتاباً جديداً مثَّـل رحلة غوته الى بلاد الغد، لقاءات الشرق والغرب، والذي صدرعام 1819 بعنوان (ديوان الشرق والغرب) فاعتبر أحد أبرز مؤلفاته التي تبرز جوانب ثقافته ومصادر مكوناته الفكرية. والى جانب ذلك كان لغوته ولعه في ديوان الشعر العربي القديم و(ألف ليلة وليلة) والقرآن الكريم. فكانت أجواء الشرق ورموزه واضحة في كتاباته وكتابات معاصريه، الامر الذي عزز تأليفه للديوان.

غـوته والـمــرأة:
لم تنفصل نظرة غوته للمرأة عن نظرة التقاليد الارستقراطية المتوارثة في زمانه، والقائمة على أساس البذخ والتمتع بالحياة الى أبعد حدّ ممكن. فالمرأة لديه ترتبط بالمتعة واللذة الآنية وربما تعدّت ذلك الى دور الأنيس أو البلسم الذي يداوي به جراح أيامه، شيئاً من هوى الشباب وأيام الدراسة والعزوبة، ولكنها لا تتعدى ذلك الى مفهوم الحب بدلالاته المادية او العذرية اوالسامية والصوفية. ولم يكن للتراث الشرقي أثره في هذا المجال، مع استثناء أدب ألف ليلة وليلة الذي يترجم لمرحلة الترف المعيشي في صدر الدولة العباسية، فعجت بالصور الحسية والمادية وانتشرت أسواق الرقيق والجواري والقيان والنخاسة، وصار الامراء والمترفون ومن ملكت أيمانهم يتنافسون في المزاودة على هذه وتلك ويبلغ التنابز والتفاخر ان يشتريها من مولاها اذا رفض هديتها له. وفي هذه النقطة من التأريخ العباسي التقى الشرق والغرب في صورة الترف الارستقراطي، وما يداني المفهوم المادي للحب (اللذة الحسّية) وليس (التحسّس الانساني) ، وهو ما يجعل الاوربيين يهتمون بقصص الف ليلة وليلة وليس بالتراث العربي او الشرقي ككل. ومن هذا المنطلق لم تكن المرأة لدى غوته غير فاكهة يستلذ بها لمرة واحدة ثم يلقيها جانباً ليجد غيرها. وهو ما أتاحته له تفاصيل حياته وألمعيته الاجتماعية والسياسية والادبية وأسفاره الى الجنوب. ولعل صيته الادبي وأصله النبيل ما جعل النساء يقبلن عليه ويتقبلن مراسلاته رغم تقدمه في السن وتمكن المرض منه.
وثمة على الاقل ثلاثة قصائد في (ديوان الشرق والغرب) موجهة للشاعرة النمساوية ماريانا فون فيلمر. كانت ماريانا يومذاك، تصغر الشاعر البالغ الستين من العمر، بثلاثين عاماً. أطلقت عليه عاشق الشرق حيث تقول في قصيدة لها:
ارخِ بجناحيك المبتلين، ايها الغرب
كم أحسّــك..
لأنك تستطيع ان تنقل ما أعانيه من ألم البعاد
تتنهد ماريانا، فيجيبها غوته في رباعيته:
أتذكر أيضاً، الوجه الحبيب،
صباحاً ومساء
هي تفكر بي، وأنا أفكر بها
وكلانا لا ينفعنا ذلك بشيء.

ومن النساء اللائي مررن في حياة غوته أو مرّ في حياتهن: تشارلوت بوف، وهي متزوجة من ج. كيستنر منذ 1773، تعرف اليهما غوته في تموز 1772، فوقعت من نفسه موقعاً حسناً، فتركت زوجها في أيلول لتتفرغ للشاعر.

تشارلوت فون شتاين، المولودة عام 1742 في ايسنباخ. متزوجة من يوسيس فون شتاين. وكانت لها مكانة بارزة في مجتمع فايمار ومن ثمة في حياة غوته. ولكنها كانت تعاني من الوحشة والفراغ في حياتها الزوجية، فارتبطت بعلاقة حميمة مع غوته عن طريق المراسلة. توفيت في فايمار قبل خمس سنوات من وفاة غوته. وقبل موتها بعثت تطلب رسائلها منه فاحرقتها جميعاً. وقد اعتبرت سفرته الى ايطاليا عام 1886بمثابة اهانة لها، فقررت قطع علاقتها به. وبعد عودته بدأ علاقة جديدة مع كريستينا.

ماريانا فون فيلمر من مواليد لنز في 20/11/1784. بعد شهر من التعارف تزوجها غوته في 27/9/1814، وآثارها واضحة في ديوانه الشرقي. حيث صور نفسه باسم (حاتم) وأعطاها صورة (زليخة). وقد توفيت في فرانكفورت عام 1860.

كرسيانا فولبيوس من مواليد 1765. التقاها أول مرة في 12/7/ 1788 وكانت قد رجت كبار طاقمه ايجاد عمل لأخيها كريستيان لإعانة العائلة التي تعاني من صعوبة العيش. تركت عملها في مصنع الزهور مسافرة الى فايمار لتعمل مديرة منزل ثم عشيقة غوته وقد انجبت طفلاً منه عام 1789. ورغم مظاهر الشرعية على وجودها الا ان مجتمع فايمار تنكر لها وقطع ذكرها حتى وفاتها في 6/6/1816.

أولريكا فون ليفتسوف من مواليد لايبزغ عام 1804. تعرفت الى غوته اثناء قضاء فترة نقاهة في منتجع صيفي بين 21-1823. وكان الشاعر في الرابعة والسبعين من عمره. وقد انعكس أثرها في مسرحيته (تريلوجيا المكابدة).



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سميثا
- لماذا نعيش في عالم سيء؟
- جدليةُ النسيانِ والذكرى في شعر مهدي النفري ..
- سياسات التهجير والتطهير العرقي والتوزيع الطائفي في العراق
- جدلية الاغتراب والوهم بين صلاح نيازي وابن زريق
- رغم أني جملة كتبتها السماء-
- المنظور الاجتماعي في قصص صبيحة شبر : امراة سيئة السمعة


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - غوته.. عاشق الشرق والنساء