أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كوره جي - الآيات الأرضية














المزيد.....

الآيات الأرضية


حميد كوره جي
(Hamid Koorachi)


الحوار المتمدن-العدد: 2038 - 2007 / 9 / 14 - 11:49
المحور: الادب والفن
    


تقول الشاعرة الخالدة فروغ فرّخزاد ( 1935-1967) في قصيدتها" الآيات الأرضية" :

وآنئذ ٍ فترت الشمسُ،
و هجر الخِصْبُ البلادَ،
استحالت الخضرة إلى صحارى،
و ذوت ِ الأسماك في البحار،
ولم تعد الأرض مذ ذاك تفتح لموتاها الأحضانَ.

كان الليل في النوافذ الواهنة،
مثل صورة مريبة في اهتياج مستديم،
و الدروب ُ ترمي امتداداتها في الظلمات.

لم يعد ثمة أحد يرغب ُ في العشق،
لم يعد ثمة من يعنى بالفتوحات،
و لم يعد هناك أي ّ شخص يفكر في شيء.

في مغارات التوحد وُلدت السخافة،
تأتي ريح القنّب والأفيون من الدماء،
النساء الحوامل أنجبن أولادا بدون رؤوس،
و لاذت المهود إلى القبور من الخجل.

أيّ زمن مرّ و قاتم هذا!
كان الخبز يحقق النصر على عجائب الرسالة،
الرسل الجوعى البائسون هربوا من مواعيدهم الإلهية،
و حملان المسيح التائهة لم تعد تسمع نداء الراعي في ذهول السهول.

في عيون المرايا،
كانت الحركات و الألوان و الصور تظهر مقلوبة،
و تشتعل هالة قدسية نورانية مثل ظُلّة منيرة فوق رؤوس المهرجين غريبي الأطوار و ووجوه الفواحش الوقحة.

جرّت مستنقعات الخمور بأبخرة الغازات السامّة إلى أعماقها جمهرةَ المثقفين الهامدة ،
و قرضت الفئران المؤذية أوراقَ الكتب الذهبيةَ المحفوظة في الخزائن العتيقة.

كانت الشمس ميتة،
كانت الشمس ميتة،
وكان للغد مفهوم غامض ومهلهل في إدراك الأطفال،
كانوا يرسمون طرافة هذه المفردة العتيقة في دفاترهم بلطخات سوداء فظة.
كان الناس، الناس المهزومون، المنهارون،
مكسوري القلوب، و مذهولين، ومكسورين،
يحملون أحمال الأجساد المشئومة،
ينتقلون من غربة إلى أخرى،
والرغبة الأليمة في ارتكاب الجنح تتورم في أيديهم.

فجأة، كان هذا الجمع الصامت الهامد يتلاشى نهائيا على إثر ومضة متناهية في الصغر،
إنهم يشنون الغزوات على بعضهم البعض،
الرجال كانوا يمزقون حناجر بعضهم بالحراب،
و يضطجعون مع فتيات يانعات على أسرّة من دماء.

في مراسم تنفيذ أحكام الإعدام ،
، في ميدان الإعدام، غالبا ما ،
حين كان الجلاد يقلع عيني المحكوم من محجريهما،
كانوا يغرقون في أنفسهم،
وأعصابهم التعبة ترتعش شاعرة بلذة الشهوات.

لكنكم كنتم ترون دوما هؤلاء الجناة الصغار في أطراف الميادين،
كانوا واقفين ،
و يحدقون إلى دفق نافورة الماء المستديم.

ربما اليوم،
وراء العيون الكليلة،
في عمق أرواحهم المتجمدة،،
تخّلفَ شيء شبه حي ّ مشوش ،
يسعى واهنا لكي يؤمن بطهارة إيقاع الماء.

ربما،
لكن أي فراغ لا متناهي !
كانت الشمس ميتة،
ولم يكن أحد يعرف أن اسم تلك اليمامة الحزينة التي هربت من القلوب،
هو الإيمان.

آه، فيا أيها الصوت الأسير!
ألا يتحول بهاء قنوطك إلى نقب يؤدي إلى النور خلال جدران هذا الليل اللعين؟

آه، أيها الصوت الأسير!
.. يا آخر صوت لكلّ لأصوات!

من مجموعة " ميلاد آخر"
ترجمة: حميد كشكولي



#حميد_كوره_جي (هاشتاغ)       Hamid_Koorachi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم بلا فرسان
- فتح البستان
- سيرة نجيب محفوظ – تاريخ اللبرالية العربية الموؤدة
- حفيف الظلال
- قصيدتا غزل لمولوي بلخي
- شهادة على تفسخ البرجوازية في مهدها
- حين يتعرّى القمر ُ
- ضرورة التأسيس لنقد ماركسي ّ طبقي لتحليل طيف اليسار التقليدي
- خفقان الرازقي في معبد المطر
- الانتخابات البرلمانية التركية والأنموذج اللطيف غربيا للإسلام ...
- مرآة الثورة في رفضها قبول جائزة نوبل الأدبي
- قبل 71 عاما احمرّ العشب في الأندلس بدم لوركا
- أشكو الفجر
- في سبيل حركة تحرر ثقافية.. اقتراح مبادئ
- سيذبحون القمر في الفجر
- مجزرة المسجد الأحمر مشهد من السيناريو القاتم للنظام الإمبريا ...
- النافذة لفروغ فرخزاد
- ناظم حكمت الشاعر و السياسي
- قصائد رومانيّة لباول تسيلان
- سلمان رشدي، سائس الخيل في بلاط صاحبة الجلالة


المزيد.....




- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كوره جي - الآيات الأرضية