أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي قاسم مهدي - ازمة السينما المصرية














المزيد.....

ازمة السينما المصرية


علي قاسم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 2005 - 2007 / 8 / 12 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


الكل يعلم إن نشأة السينما المصرية نشأة تجارية ، فرضت على الفيلم المصري أن يتجه منذ البداية إلى أن يكون هدفه الترفيه ، فالترفيه وحده ضمان النجاح، وضمان الربح ، ومن هنا سقط الفيلم المصري لفترة طويلة في عيوبه الخطيرة ، وتكونت له شخصية خاصة . وكان من ابرز ملامحه، ضعف الفكرة ، وتوقفه عند درجة واضحة من التخلف الذهني ، مازالت هذة الظاهرة واضحة في الإنتاج الحالي ،إلا في بعض الأفلام القليلة لبعض المخرجين. لقد ظل الفيلم المصري خاضعا للمبالغات العاطفية والمأساوية (الميلودرامية ) وهذا النوع من المبالغات العاطفية إنما يعني الابتعاد عن الفهم الصحيح للحياة ، وعن الفهم الصحيح للإنسان، وهو وسيلة سهلة لإثارة المشاهد ، واستمرت السينما المصرية في الكثير من نتاجها تؤكد على إن الحياة تقوم على عنصر المفاجأة والمصادفة ، وان الإرادة الإنسانية مشلولة تماما، ولا دور لها في تشكيل حياة الفرد أو المجتمع ، وظل أبطالها لا يملكون أمام حياتهم ومشاكلها إلا الدموع والهرب من الواقع ، وهذا النوع من الأفلام لا ينجح إلا بين جمهور متخلف من الناحية العاطفية والثقافية ، وهي( أي الأفلام) تساعد على خلق هذا الجمهور المتخلف عاطفيا وثقافيا . وعلى الرغم من تعامل السينما المصرية مع العديد من الموضوعات اليومية للحياة ، إلا أنها فشلت في لمس الجوانب الإنسانية، والتعامل معها على أنها مجموعات من المشاعر والأحاسيس يجب احترامها وتقديرها ، ليس هذا فحسب بل إنها لم تتعامل معها وفق القياس النفسي ، لصنع سينما راقية متطورة ، ففي إنتاجها، نجد ليس هناك قصة ولا فكرة تطرحها الأفلام وإنما تمنح شعورا بالمتعة فقط ، وقضاء الوقت دون اثر يذكر ، يطبع في ذاكرة المتلقي ،أي انك تنظر إلى الألوان والإشكال والضربات والقفشات الكوميدية ،التي باتت تعتمد عليها السينما في صناعتها الجديدة .. ومن المدهش إن القائمين على السينما بات لا يقلقهم الاهتمام بالمشاهد أو زعزعته أو نفوره عن المشاهدة حيث طغت الموضوعات التي تنتقص من كونه مشاهد ومتلقي واعي ، وهذا بالنتيجة سيقود إلى خلق أجيال لا تفهم دور السينما الحقيقي، وتجعلها مجرد متلقية عاجزة عن فهم ما يدور حولها ... إن أزمة السينما العربية أزمة مزمنة مرتبطة ارتباطا مباشرا بالواقع المحبط للحياة العربية فمن الانكسارات العسكرية إلى الإسقاطات السياسية وتدهور الوضع العام العربي ، وغياب الوعي غياب شبه تام ، ظلت تراوح مكانها عكس الانفتاح والتطور الذي اجتاح السينما العالمية . وتأتي أزمة السينما كذلك من عدم استيعاب الأفكار الجيدة وإيصالها إلى الناس، وأنها لم تفهم اثر الشعور بالحاجة الملحة إلى شيء يحتوي أفكار الإنسان العربي وتحركاته وابدعاته، إن انتشار السينما وازدهارها مرتبط بحاجة الإنسان إلى توسيع أفاقه المعرفية والفكرية وإيجاد المخارج المناسبة لإبداع فن يرتقي مع الفنون الأخرى بالحياة الإنسانية ويجعلها أكثر وعيا وانفع . يقول مارسيل داينس: النص السينمائي يوسع فئات اللغة من خلال مزج الحوار والموسيقى والمشهد والفعل مزجا متماسكا ، ولهذا السبب توصف السينما بكونها علامة مركبة تتألف من عناصر دالة شفويا وغير شفويا توعي الناس .وأخيرا السينما الجيدة الواعية ، لن تتوفر إلا إذا ظهر عندنا فنانون (مخرجون وممثلون على وجه الخصوص ) يكونون على مستوى عال وعميق من الثقافة،كي تساعدهم على أن يكون عارفين وملمين بالجوانب الإنسانية . يحاولون باستمرار في كل عمل يقدم التأكيد على نظرتهم الإنسانية الخصبة وهي النظرة التي تؤمن بالرقي والسمو الإنساني ، إن التعاطف العميق مع الإنسان، تعاطف مع أحزانه وشجونه وتجاوز العقبات التي تواجهه وتقف في طريقه ، تجعل الفن السينمائي على درجة عالية من القوة والتأثير... وعلى الفن أن ينمي الثقافة بالتجربة والاقتراب من الناس والحياة الحقيقية ، وأنا اعتقد يمكن للفن السينمائي إذا ما أحسن تقديمه يستطيع أن يسهم إسهاما حقيقيا في تطوير السينما العربية ويخلق نوعا من الوعي الجاد والسليم يخدم مجتمعاتنا العربية .



#علي_قاسم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما والترحيب بالجديد
- السينما لغة انسانية راقية
- الواقع العربي بين الركود والتغير
- ديون العراق وصندوق النقد الدولي
- الشاعر بين النقد والابداع
- جابي
- هم وانا والشعر
- من جديد الحقد يثبت فشله
- قصص قصيرة جدا
- ذكرى بلا حلم
- الى روح الشهيد عثمان العبيدي
- مرثية لروح صباح العزاوي
- كتبتها كي تقرأني
- التحالفات الجديدة الى اين
- كوب شاي ساخن
- الدلالات الشعرية في قصيدة عبد الحسين فرج
- عراق
- الى خضير ميري
- فتح لاسلام والقاعدة
- المخطط الإقليمي الاستخباري ودور الإعلام


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي قاسم مهدي - ازمة السينما المصرية