أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد حسنين الحسنية - الدولة الفاطمية، هذه هي الحقيقة















المزيد.....



الدولة الفاطمية، هذه هي الحقيقة


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2003 - 2007 / 8 / 10 - 07:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تاريخنا المصري، كما أراه بعين الوطنية المصرية، هو وحدة واحدة، لا تقبل التجزئة أو الإنتقاء، إما أن يقبله المرء كله، أو يرفض كله، و أعني بالقبول الكلي: أن يعتبر المواطن المصري أن تاريخه، و تاريخ بلاده يبدأ منذ أول إنسان عاش على البقعة المباركة التي تشغلها مصر، و إلى الوقت الحاضر، هذا ما أعنيه بكلمة تاريخنا وحدة واحدة، فلا إغفال لأي مرحلة، و إسقاطها من التاريخ المصري، و لا تمجيد لمرحلة على مرحلة، أو مراحل، أخرى.
لهذا فإنني كمصري معتز بمصريته أقبله بكليته، اي بكل مراحلة، و بالتالي فعندما أرى أي إعتداء عليه، أو على أي مرحلة منه، من أي شخص، أو جماعة، أو هيئة، فإن واجبي الوطني المصري يحتم علي أن أرد على المعتدي، خاصة و قد أصبح الإعتداء على المصريين و تاريخهم أمراً شائعاً، لدرجة أصبح معها هذا العدوان هو القاعدة، و الفخر بالتاريخ المصري هو الإستثناء، و مما يُأسف له أن الكثير من شباب مصر أصبح اليوم إما شريك في العدوان، بعد أن غٌسلت عقولهم، أو مصدق لما يقوله الحاقدون، بعد أن أصبح النهل من المصادر الخارجية الحاقدة، و بخاصة السعودية، هو الشائع، و أصبحت كلمات رجال آل سعود، و وكلائهم في مصر، مصدقة مبرمة، لا تقبل النقد أو النقض، و كأنها منزلة.
في الثلث الأول من شهر إبريل2007 ، طلع علينا مفتي آل سعود، ببيان سياسي تاريخي ديني، يتعلق بالدولة الفاطمية في مصر و شمال أفريقيا و بلاد الشام و الحجاز، و أقول ديني و تاريخي، لأنه يحوي بعض المعلومات الدينية و التاريخية، و إن كانت خاطئة كما سنرى، و سياسي فذلك لأن البيان إنما صدر لأسباب سياسية معروفة تخص آل سعود و صراعهم مع بعض الأنظمة التي تنوء إستفحال نفوذهم.
في هذا المقال سأقوم بتفنيد إدعاءات مفتي آل سعود، بعد وضع كل إدعاء في نقطة منفصلة حتى يسهل على القارئ المتابعة.
أولاً لنبدأ بالنسب:
فلغة الأنساب اليوم أصبحت هي السائدة، بعد غلبة ثقافة البادية النجدية على ثقافة الحضارة، بعد أن أصبح لآل سعود الغلبة، و عاد الناس بفضل ثقافة آل سعود البدوية لكتب الأنساب الصفراء.
فكما هو متوقع من مفتي الوهابية، قام فضيلته بتكذيب النسب الفاطمي العلوي الهاشمي للخلفاء الفاطميين، و أعتقد إنه إعتمد في ذلك على البيان الرسمي الذي أصدرته الخلافة العباسية، العدو اللدود لآل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، ذلك البيان الذي أرغمت فيه أربعة أشراف علويين على التوقيع عليه، يعلنون فيه عدم صحة نسب الفاطميين، و هذا الشهادة لا يمكن أن تأخذ بها أي محكمة اليوم، لما يعتور هذا البيان من شبهة القسر و التخويف، فهي شهادة مطعون في صحتها.
لقد تجاهل مفتي آل سعود شهادة إثنين من أشهر المؤرخين و العلماء، و أعني شهادة القاضي السني المالكي، و المؤرخ الحجة، و مؤسس علم الإجتماع، ابن خلدون، في كتابه المعروف إختصاراً بتاريخ ابن خلدون، و الذي جزم فيه بصحة النسب الفاطمي العلوي الهاشمي للخلفاء الفاطميين.
مثلما تم تجاهل شهادة القاضي السني الشافعي، و المؤرخ الثقة تقي الدين المقريزي، و الذي أقر بصحة النسب العلوي الهاشمي للأئمة الفاطميين، و ألف كتاب شهير عنهم أسماه، اتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا.
هذه شهادة من عدلين، توليا منصب القضاء، و كلاهما من أهل السنة، و كلاهما عاش في عصر سلاطين المماليك، المعروف عدائهم الشديد للشيعة و التشيع، أي إنهما شهادتين صدرتا بمحض الإرادة، دون خوف أو طمع، بل كانت من الممكن أن تعرضهما لدسائس الدساسين.
ومما يؤكد على ذلك النسب، إنه من المعلوم أن الحكام من الدولتين الأيوبية و المملوكية، لم يقوم أياً منهم بقتل أحد أفراد الأسرة الفاطمية، لعلمهم بنسبهم الشريف، و لو كانوا يؤمنون بأنه نسب كاذب لسارعوا بالتخلص منهم بالقتل، بدلاً من الإحتياط عليهم في قصر، و منع ذكورهم من الإتصال بالإناث حتى ينقرضوا، كما فعل الظاهر بييرس، الذي رغم بطشه الشهير، لم تواتيه الشجاعة لإرتكاب مذبحة مع بقايا الأسرة الفاطمية في عصره.
هذا عن النسب، نسب الفاطميين، و الذي يطعن فيه اليوم بنو حنيفة، رهط مسيلمة الكذاب، و هو نسب آل سعود، الذين ينتسبون لبنو حنيفة، بشهادة المواقع السعودية الرسمية، أي دون تلفيق، مثلما يطعن فيه أيضا بنو تميم، رهط مالك بن نويرة المرتد، و أهم قبائل الخوارج، و بنو تميم هي قبيلة مفتي آل سعود الحالي.
ثانياً تهمة العمالة:
إتهم مفتي آل سعود الفاطميين بإنهم كانوا عوناً لأعداء الإسلام، و هو ما يناقض كافة المراجع التاريخية الإسلامية و الغربية، المحترمة بالطبع، و أخص بالذكر الإسلامية منها و التي خطها مسلمون سنة، مثل ابن الأثير، و المناوي ، و بيبرس الدويدار، و ابو المحاسن ابن تغري بردي، و المقريزي، و ابن خلدون، و النويري، و غيرهم، الذين لم يذكروا، و لو لمرة واحدة أن الفاطميين أسلموا و لو ثغراً واحداً، أو حتى قرية لأعداء المسلمين، بل ان كافة المراجع الإسلامية السنية الموثوق بها، تذكر شدة النضال الفاطمي ضد الإمبراطورية البيزنطية، و التي شهدت آنذاك نهضة عسكرية كبيرة، أرادت معها إسترجاع بلاد الشام، و ذلك على عهد الأباطرة البيزنطيين، نقفور فوكاس، و حنا زيمسكيس، و باسيل الثاني، و قسطنطين الثامن، و رومانوس الثالث، وميخائيل الرابع، و قنسطنطين التاسع، و الإمبراطورة تيودورا، ذلك النضال الذي بدأ مع أول خليفة فاطمي في مصر، و أعني المعز لدين الله الفاطمي، و أستمر في عهد ولده العزيز بالله الفاطمي، ثم الحاكم بأمر الله بن العزيز بالله، ثم الظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم بأمر الله، ثم المستنصر بالله الفاطمي بن الظاهر لإعزاز دين الله، و تشهد طول سلسلتا أسماء الخلفاء الفاطميين و الأباطرة البيزنطيين على طول النزاع و شراسته، ذلك النزاع الذي دار على أرض الشام و جنوب اسيا الصغرى و صفحة البحر المتوسط، ذلك النزاع الحافل بأسماء أبطال فاطميين حاربوا من أجل الدفاع عن بلاد الشام و ثغورها، مثلما هو حافل بأسماء خونة، يمتون للإسلام بالإسم فقط، تحالفوا مع البيزنطيين، و رضوا بأن يدفعوا لهم الجزية، و يحاربوا معهم الفاطميين، تماماً كما أرد شيخ آل سعود ابن جبرين و داعيتهم سلمان العمر، من أهل لبنان، و سائر المسلمين، أن يخذلوا المقاومة اللبنانية، أي يكونوا عوناً لإسرائيل، في حرب يوليو 2006.
أما فيما يتعلق بالحروب الصليبية، فإن الحملة الصليبية الأولى، و التي إحتلت بيت المقدس، و مناطق أخرى من آسيا الصغرى و بلاد الشام، و أسست بتلك المناطق إمارات صليبية، حدثت في الفترة التي بدأت فيها الدولة الفاطمية تدخل طور الشيخوخة، مثلها في ذلك مثل الدولة السلجوقية السنية، و قد إنحصرت السيادة الفاطمية قبيل الحملة الصليبية الأولى على منطقة فلسطين، بينما سيطر السلاجقة الأتراك السنة على بقية بلاد الشام و اسيا الصغرى، المعروفة بتركيا اليوم، و لقد إنتصر الصليبيون في حملتهم الأولى على الإثنين، السلاجقة و الفاطميين، و لكن لا حد يذكر السلاجقة بسوء، فهم أتراك و ليسوا مصريين، بينما التاريخ يقول، من مصادرة الغربية و الإسلامية، بأن الفاطميين بعد سقوط بين المقدس لم يستسلموا و أرسلوا فوراً جيشا مصرياً لإسترجاع بيت المقدس و فلسطين، و لكنه هُزم في معركة عسقلان، التي جرت بُعيد الإستيلاء على بيت المقدس بوقت قصير، بل أن قادة الحملة الصليبية الأولى، حسبما ذكر المؤرخ المعروف جوناثان ريلي- سميث المتخصص في الحروب الصليبية، أرسلوا في صيف 1097 وفداً سياسياً للخليفة الفاطمي يعرضون عليه إعتناق المسيحية أو الحرب، فهل كان الصليبيين بحاجة لرسالة كهذه لو كان الخلفاء الفاطميين عملاء لهم، و ينتظرون قدومهم ليسلموهم مفاتيح بيت المقدس و القاهرة؟
فيا مشايخ السعودية، هل بإمكانكم أن تذكروا جيشاً واحداً خرج من جزيرتكم لحرب الصليبيين أو المغول أو غيرهما، أو حتى إسرائيل، بالطبع لم يخرج أحد إلا للنهب، كما فعلت قبائلكم في صعيد مصر و في شمال أفريقيا، تلك الفظائع التي فضحها و ندد بها ابن خلدون، و هو سني عربي حضرمي الأصل، و لكنه، لأمانته، لا يذكر سوى الحقائق منزهة عن الهوى، لقد نظر ابن خلدون للحقيقة مجردة فوجد أن البدو لا يقلون شراً عن المغول و الصليبيين.
إن تلك الفظائع التي إرتكبتها قبائل بني هلال و حلفائها في صعيد مصر و شمال أفريقيا، لا تختلف كثيراً عما إرتكبته دولة آل سعود الأولى في العراق و الحجاز من مجازر بحق مسلمي العراق من الشيعة، و بحق أهل السنة من شافعية المدينة المنورة و مكة و الطائف، في عهد دولتهم الأولى، و التي تقشعر عند ذكرها الأبدان، تلك الفظائع التي سطرها المؤرخ المصري الجبرتي، و الذي كان متعاطفاً مع الوهابيين، لكن تعاطفه لم يمنعه من أن يذكر ما حدث من مجازر و نهب.
لقد إتهم مفتي آل سعود الفاطميين، كذباً و بهتاناً، بإنهم كانوا عوناً لأعداء الإسلام، و ها هو التاريخ، و الذي كتبه أعلام أهل السنة، و في عصر سني، و أعني العصر المملوكي، يكذب هذا الإفتراء، فهل سنسمع فتوى من آل الشيخ، أو ابن جبرين، أو سلمان العمر، تكفر آل سعود، الذين فتحوا قلب الجزيرة العربية، لأول وجود غير إسلامي، منذ عهد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، و سهلوا إحتلال العراق، و ضرب لبنان، و من قبل إحتلال أفغانستان، و تجويع الشعب الفلسطيني الحر؟؟؟؟؟
ثالثا تهمة تعطيل الشرائع:
إتهم مفتي الطائفة آل سعود الفاطميين بإنهم كانوا معطلين للشرائع، و لكن و كالمعتاد من أمثاله لم يأت بدليل، إنما هو إلقاء للإتهامات على عواهنها، لأنه يعلم بأن قراء بيانته لا يقرأون سوى ما تصدره الهيئة التي ينتمي إليها، و لا شك إنه لم يأت بدليل، لأن كل الأدلة التاريخية العادلة تقول بعكس ما قال، فيكفي أن نستعرض ما قام به الأئمة الفاطميين الخلفاء لنعرف أنهم كانوا مقيمين للشرائع، فهل نذكر الإجراءات المشددة التي إتخذها بعض الخلفاء الفاطميين ضد المسكرات، من إقتلاع أشجار الكروم و أحرق الزبيب، و منع بيع عسل القصب، إلا بقدر، خوف أن يستعمل في إنتاج المسكرات، و هي إجراءات لم يقم بها أحد من قبل و لا من بعد في العصر الإسلامي، و حربهم على العربدة و الفسق بتعطيل بعض الإحتفالات في بعض الأعوام لمنع إنتشار الرذائل.
هذا عن الفاطميين و إقامتهم للشرائع، فماذا عن صفقة اليمامة، و الضغط السعودي الثقيل الذي أرغم توني بلير لأن يأمر بإيقاف التحقيق في الرشاوي التي تلقاها أنجال ولي العهد السعودي الحالي، و بخاصة الأمير بندر نجل الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، و الذي كان وزيراً للدفاع أبان عقد تلك الصفقة الضخمة؟؟؟ لماذا لم يقل مفتي آل سعود بأن آل سعود معطلين للشرائع، و إن الحد يقام في دولتهم فقط على الفقير و الأسمر و الفقير الأسيوي، و لا يقام على الغني و الأوروبي الأبيض و الأمريكي أياً كان لونه، و يستثنى من الحدود كذلك ذوي الدماء السعودية الزرقاء؟؟؟
رابعاً إستحلال المحارم:
تلك التهمة التي ألقاها مفتي آل سعود على الفاطميين، هي ذات التهمة القديمة التي ألقتها كل طائفة، منذ قديم الزمن، على أعدائها، فقد ألقاها الوثنيون على المسيحيين، في فترة الإضطهاد الروماني الوثني للمسيحيين، و ألقتها بعض الطوائف الإسلامية على أهل بعض الأديان غير الإسلامية، و ألقاها بعض غير المسلمين على المسلمين، مثلما ألقتها بعض الطوائف الإسلامية بحق طوائف إسلامية أخرى معادية لها، وهي تهمة كنت أود ألا يتطرق لها مفتي آل سعود، لأنه ليس هناك دليلاً عليها على الإطلاق، فلم يذكر مرجع إسلامي، أو غير إسلامي، محترم، و أشدد على كلمة محترم، سني أو شيعي، أن أحد الخلفاء الفاطميين، قد تزوج، أو عاشر، أحد محارمه بالدم أو النسب، أو شجع على ذلك، أو دعى لذلك الإثم الكبير.
خامساً الإدعاء بأن المصريين سعدوا بالخلاص من حكم آل فاطمة، رضي الله عنها:
و هو إفتراء تكذبه حقائق التاريخ الموثقة أيضا مثلما كذبت بقية أقاويله، فالدولة الفاطمية هي الدولة الوحيدة، و أشدد على كلمة الوحيدة، التي حارب من أجل الإبقاء عليها، و إستعادتها الشعب المصري، من أقصاه إلى أقصاه، من محافظة كفر الشيخ اليوم إلى أسوان، حتى بعد مرور أكثر من ثمانين عاماً على سقوطها، فقد ثارت قبائل الكنوز في أسوان، و المنحدرة من تزاوج قبائل ربيعة العربية مع النوبيين، ذلك بقيادة الأمير كنز الدولة، و الذي إنضمت إليه بقايا الفرقة السودانية، التي أثبتت ولائها المنقطع النظير للخلافة الفاطمية، تلك الفرقة التي سبق أن نفاها صلاح الدين الأيوبي بعد ثورتها من أجل إستعادة الخلافة الفاطمية إلى أخميم، و قد جرت معركة الكنوز ضد الجيش الأيوبي بقيادة الأمير أبو بكر محمد بن أيوب، أخو صلاح الدين في شهر صفر من عام 570 للهجرة، و قد أكمل الظاهر بيبرس المهمة بعد ذلك فأجهز في عهده على السلطة المتبقية للكنوز في منطقة أسوان.
كذلك فقد ثارت قبائل الجعافرة الطالبيين بقيادة الشريف الأمير حصن الدين ثعلب الجعفري الطالبي الزينبي، في اسيوط، في عصر المعز عز الدين أيبك التركماني، أول سلاطين المماليك، و قد إنضوت تحت لواء حصن الدين ثعلب القبائل العربية و الليبية مثل مدلج العربية و لواته الليبية و السنابسة الطائيين العرب، و بنو عسكر و فزارة و الضباب و بنو خالد و بقايا الأمويين و بني هلال و غيرهم من قبائل العرب، في الفيوم و الجيزة و الصعيد و الشرقية و المنوفية و الغربية و محافظة كفر الشيخ اليوم، و تعالوا لنقرأ ماذا قال الشريف الأمير حصن الدين ثعلب الجعفري و هو يفجر ثورته: نحن أصحاب البلاد، و نحن أحق بالمُلك من المماليك، و يكفي إننا خدمنا بني أيوب، و هم عبيد خوارج، خرجوا على البلاد.
فالمصريين كما يتضح، لم ينظروا إلى من جاء من الحكام من بعد الفاطميين على إنهم حكام شرعيين، و يبرهن على إتساع إنتشار هذا المفهوم بين كافة طبقات الشعب المصري، ما ذكر من تكرار ثورة البسطاء في القاهرة في العصر المملوكي، من السودان و الركبدارية و الغلمان، و شقهم طرقات المدينة صائحين يا آل علي، و ذلك مع كل ظلم يقع عليهم من الحكام، حسبما ذكر العيني و المقريزي، و هي صيحة لها مدلولات عظيمة، و أول تلك المدلولات، هو إعتراف الشعب المصري، و برغم إنقضاء دولة الفاطميين، و من بعدها دولة بني أيوب، و في ظل عصر كان حرباً على الفاطميين، بصحة النسب الفاطمي، كما إنه دليل على تحسر الشعب، و بخاصة البسطاء منه على ضياع تلك الدولة، رغم إنقضاء ما يزيد على تسعة عقود تقريباً منذ ذهبت إلى غياهب التاريخ.
فلماذا بقيت الدولة الفاطمية في الذاكرة الشعبية المصرية، و إلى اليوم؟ لماذا تحسر الشعب المصري، و ثار من أجل إستعادتها؟ لماذا كان يدعو إلى عودتها بسطاء الشعب المصري مع كل ظلم يقع عليهم، لماذا حرص الظاهر بيبرس على أن تنقرض الأسرة الفاطمية، من الفرع الحافظي، و لم يفعل ذلك مع بقايا أسرة الأيوبيين الذين قتل أخر سلاطينهم بنفسه، و التي كانت بقاياهم منتشرة في مصر و بلاد الشام و كردستان؟ و لماذا دمر الظاهر بيبرس إمارة الكنوز، الذين كانوا موالين للفاطميين، بعد أن دمر من قبله أيبك قوة الجعافرة و بقية القبائل العربية و الليبية التي ثارت من أجل عودة الفاطميين؟
إنه العدل، إنها عدالتها، فالدولة الفاطمية، كانت مؤسسة على العدالة، إذا قورنت بما كان قبلها، و ما جاء بعدها، بل حتى بمقارنتها بما تعيش فيه مصر اليوم في عصر اللصوصية المباركية الرسمية.
لقد كان الخلفاء من بني فاطمة الزهراء، رضي الله عنها، معروفين بعدالتهم و نزاهتهم، فلم يعرف عنهم الضرائب الثقيلة التي أثقلت كاهل المواطن المصري في العصر المملوكي، و لم تعرف المصادرات التي كانت متفشية في العصر المملوكي، الذي كان فيه السلاطين ينظرون للأغنياء على إنهم أهداف للمصادرة، و بخاصة إن كانوا من غير المسلمين، بينما في العصر الفاطمي كان الناس آمنين على ما في حوزتهم، و يحضرني في هذا ما ذكر القاضي السني المقريزي، الذي ذكر في خططه عن الثري القبطي الأسيوطي أبي المليج، الملقب بمماتي، و الذي كان يحوز على كميات ضخمة من القمح، كان يوزعها على فقراء المسلمين أبان إنخفاض النيل في عصر المستنصر بالله، و كيف شكر المسلمون صنيعه، و ما ذكر الرحالة ناصر خسرو عن أحد مسيحيي مصر و الذي بلغت ثروته من الغلال حداً كان يكفي لإطعام أهل الفسطاط ست سنوات، و حتى عندما كان يغضب الخلفاء على أحد رعاياهم، أكان مسلم أو مسيحي أو يهودي، فإنهم كانوا يتعففون عن مصادرة ثروته، أو ثروة ورثته، و إن كان حجم جرمه يستلزم القتل.
فمن الخلفاء و السلاطين، من بعد الخمسة الراشدين، رضي الله عنهم جميعاً، من جلس على حصيرة أبان أي مجاعة مرت بشعبه، مثلما فعل الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، أبان المجاعة التي عرفت بالشدة المستنصرية، والتي دامت سبع سنين عجاف؟؟؟
لقد كانت العفة و النزاهة ديدانهم، لهذا تحسر المصريين على زوال دولتهم، و قاتلوا و ثاروا من أجل عودتها، و كانت كلما ألمت بهم نكبة، أو حاق بهم ظلم، تذكروا آل علي الذين كانت العدالة نصب أعينهم دائماً، و شرف ناموسهم همهم.
و للعلم فقد ظلت الأسرة الفاطمية، شبح يخيف بعض حكام مصر، و أقرب مثال ما حدث أبان الحرب العالمية الأولى، حين تم خلع الخديو عباس حلمي الثاني، ففي تلك الأثناء تصادف وجود الأمير أغاخان الثالث حسن الحسيني، الذي ينتمي للأسرة الفاطمية من الفرع النزاري، فقد ضغط رشدي باشا، رئيس الوزراء آنذاك، على الأمير حسين كامل - السلطان فيما بعد - لقبول العرش، مكان ابن أخيه المخلوع، موضحا له أن أغاخان هنا في مصر، و من الممكن أن يتولى العرش إذا إستمر على رفضه، و يخرج العرش من أسرة محمد علي.
سادساً علاقة الفاطميين و القرامطة:
للحق فإن مفتي آل سعود لم يأت على ذكر القرامطة، و لكن مادمنا قررنا أن يكون هذا المقال عن حقيقة العصر الفاطمي، فمن الواجب التطرق لهذه القضية، فدائماً ما يخلط أعداء الفاطميين بينهم و بين القرامطة، معتبرين أن القرامطة، و ما أرتكبوه من فظائع، و بخاصة من هجومهم على مكة المكرمة أبان الحج، و قتلهم الحجيج، و سرقتهم للحجر الأسود، و أخذهم إياه إلى عاصمتهم بالأحساء، في شرق الجزيرة العربية، هو سياسة فاطمية.
ذلك الخلط هو إما دليل جهل أو سوء نية، لأن من الثابت تاريخياً، أن القرامطة كانوا أعداء ألداء للفاطميين، و قد حدث أن هجموا على بلدة سلمية، في سوريا اليوم، و قتلوا من وقع في أيديهم من أفراد الأسرة الفاطمية، كما أن حروباً عدة قد وقعت بين القرامطة و بين الفاطميين، في بلاد الشام، بل و قد حاول القرامطة غزو مصر في العصر الفاطمي، و قد وصلوا في زحفهم إلى الإقتراب من القاهرة، و لكن كان الفضل للفاطميين أن تصدوا لشر القرامطة، فوقوا مصر من ويلاتهم التي سبق و أن حاقت بالبصرة و كربلاء و الكوفة و مكة و الكثير من بلاد الشام.
الإنصاف يقول بأن القرامطة أقرب لآل سعود منهم للفاطميين، فقد نبع القرامطة في الجزيرة العربية، و ليس في بلاد الشام أو مصر أو شمال أفريقيا، و كان عماد الجيش القرمطي هو القبائل العربية البدوية من بني هلال، و بني سليم، و فزارة، و بني معقل بن الحارث بن كعب، و بني كلب، و غيرهم من قبائل أعراب الجزيرة العربية.
سابعا السلبيات:
بما إننا نريد الحقيقة فمن العدالة القول بأن الدولة الفاطمية قد شهدت بعض الفترات المظلمة بحق غير المسلمين، و بخاصة في عصر الحاكم بأمر الله، الذي يختلف كثيراً في سياسته تجاه غير المسلمين، عن بقية الخلفاء الفاطميين، فقد تشدد في بعض سنوات حكمة في تطبيق الشروط العمرية، في الزي و السلوك، بحق غير المسلمين، كما هدم الكثير من الكنائس و الأديرة، و أحرق الحارة التي كان يسكنها اليهود، بعد أن سد أبوابها ليلاً، و ذلك بعد أن وصل إلى علمه إنهم يتطاولون بالقول في حق خاتم المرسلين، صلى الله عليه و سلم، و هدم كنيسة القيامة، أقدس كنائس المسيحيين على الإطلاق، و سواها بالأرض، كما شجع رحيل المسيحيين و اليهود عن مصر، بتخييرهم بين الإسلام أو الرحيل، إلا أن الحق يقال إنه في أوخر سنوات حكمة عاد للتسامح الفاطمي المعهود – ذلك التسامح الذي شهد به الأسقف ساويرس بن المقفع و غيره من المؤرخين المسيحيين - فسمح بعودة من هاجر، و أسكن اليهود في حارة زويلة، التي عرفت بعد ذلك و لليوم بحارة اليهود، و سمح لمن إعتنق الإسلام قسراً بأن يعود لدينه الأصلي، أي إنه عاد لسياسة التسامح الفاطمي، التي ميزت الدولة الفاطمية، التي سمحت لغير المسلمين، و للمسلمين من أهل المذاهب الأخرى المنافسة لمذهبهم، بالوصول لأعلى المناصب، ماداموا أكفاء لها، فقد وصل لمنصب الوزارة، يعقوب بن كلس، اليهودي الأصل و الذي أسلم، و وصل لنفس المنصب عيسى بن نسطورس المسيحي و الذي بقى على دينه، و بدر الدين الجمالي الأرمني، المسلم الشيعي الإثنا عشري، و هو المذهب الذي يختلف عن التشيع الإسماعيلي، المذهب الرسمي للدولة الفاطمية، مثلما وصل لنفس المنصب طلائع بن رزيك الأرمني الشيعي الإثنا عشري أيضاً، و صلاح الدين الأيوبي السني الشافعي الكردي، و اليازوري الفلسطيني، و الذي ينتسب إلى بلد يازو بفلسطين، و لا ننسى جوهر الصقلي، و برجوان الصقلبي، أي الأوربي الشرقي الأصل، و كذلك كان للمغاربة من قبائل كتامة و غيرها دورهم و مكانتهم المتميزة، فكما نرى من أديان و مذاهب و أجناس من تولوا أعلى المناصب، أن الدولة الفاطمية كانت عالمية الطابع، و كانت الأبواب مشرعة للأكفاء ليصعدوا إلى حيث تقودهم كفاءتهم و طموحهم، دون أن يكون دينهم أو مذهبهم أو أصلهم حائلاً بينهم و بين ما يستحقون من شرف المنصب.
و لهذا أيضا وصلت الخلافة للخليفة المستنصر بالله، أطول خلفاء بني فاطمة حكماً، و هو ابن جارية أفريقية، و لهذا أيضاً شكل الفاطميين فرقة سودانية في الجيش الفاطمي، كان لها دوراً مهم في الجيش الفاطمي، فالدولة الفاطمية لم تعرف العنصرية التي عرفتها بعض الدول الأخرى، و لم تكن تسمح لشاعر مثل المتنبي، الذي عاش في عصر كافور الإخشيدي، و الذي تعلم الفصاحة من قبيلة بني كلب بن وبرة، أن يقول شعراً ينضح عنصرية بدوية بحق ذوي البشرة السمراء.
لا يمكن أيضاً أن نغفل الأثر الفاطمي الباقي حتى اليوم في الشعب المصري، و شعوب شمال أفريقيا و السودان، فالكثير من القبائل العربية و المغاربية، التي غيرت التركيبة السكانية، و الشكل الثقافي، في مصر، و السودان، و شمال أفريقيا، إنما إستقرت في مواطنها الجديدة في العصر الفاطمي، مثل قبائل سنبس الطائية في بحري مصر، بالغربية و المنوفية و كفر الشيخ و البحيرة، و الجعافرة، و بلى، و جهينة، في بحري و صعيد مصر و السودان، و قبيلة ربيعة في النوبة، و التي منها إنحدر النوبيين الكنوز، و قبائل بني هلال، و فزارة، و بني سليم، و بني الحارث بن كعب، في مصر و شمال أفريقيا و موريتانيا، والقبائل الليبية لواتة، و كتامة، و هوارة، و زنارة، و مزاتة، و زناتة، و التي إستقرت في مصر بكثافة، معظمها أتى إلى مصر في العصر الفاطمي.
هذه هي حقيقة العصر الفاطمي، الذي يشكل أحد العصور الذهبية في التاريخ المصري في العصر الإسلامي، مبينة في كتب التاريخ المحترمة، التي خطها أهل السنة، لا أكاذيب عملاء آل سعود، الذين يتلاعبون بالتاريخ لمصلحة آل سعود، في سعيهم لإعلان خلافتهم، و السيطرة على مقدرات المنطقة، بضوء أخضر من أمريكا، آل سعود الذين سبق من قبل أن أخذوا علامة الرضى من بريطانيا، فتمددوا في الجزيرة العربية شرقاً و غرباً و جنوباً، و اليوم أصبح سعيهم لخارج الجزيرة العربية، و ها هم قد أحكموا سيطرتهم على الإقتصاد و القرار السياسي المصري، و أصبح رئيسنا و افراد أسرته يقفون أمامهم أذلاء، بعد أن سلم مفاتيح مصر لهم، و أصبح المصريين مطلوبين هناك كأخدام.
الخلافة السعودية هي حلم آل سعود، و لهذا فإننا أمام هجمة إعلامية سعودية مركزة، مرسومة بدقة، تلاحق المصريين إينما ولوا وجوههم، لتسلخهم من تاريخهم، حملة تريد كتابة التاريخ و الدين من وجة نظر آل سعود، لتوظفه لحسابهم، حملة على أشدها على شاشات الإذاعات المرئية، المحلية و الفضائية، و على مواقع الإنترنت، و في الصحافة المطبوعة، و على منابر المساجد، و في قاعات المحاضرات بالجامعات.
و لإفساد تلك الحملة، فعلى الشباب المصري الوطني، المعتز بمصريته، أن ينهل من منابع التاريخ الأصيلة، التي خطتها أيدي أعلام المؤرخين، من وزن ابن خلدون، و الطبري، و المقريزي، و الجبرتي، و ابن اياس، و ابن تغري بردي، و غيرهم من الأعلام، ليعرفوا الحقائق، دون وصاية من أحد أياً كان، فلا يتلاعب بعقولهم أصحاب أقلام مأجورة، و أصحاب أهداف سياسية و دينية مريبة، يتخفون خلف مناصب الإفتاء و القضاء.
شباب مصر، عليكم بقراءة تاريخ مصر من المصادر الأصلية دون وسطاء، يتخذون شكل كُتاب و مؤرخين محدثين، و رجال دين، و دعوا عقولكم و ضمائركم أنتم هي التي تحكم، فليست عقول الأخرين بأفضل من عقولكم، و لتكن لكم الحماسة في الدفاع عن أي فترة من فترات التاريخ المصري، فلا تاريخ المسلمين المصريين يبدأ بدخول عمرو بن العاص، و لا تاريخ المرحلة القبطية ساقط من التاريخ المصري، و ليست المرحلة الفرعونية حكراً على أحد، إنه كله تاريخنا، و يجب أن ندافع عنه، و ليتأكد القراء، بإنه لو كان الهجوم الذي شنه مفتي آل سعود قد وجه نحو أي فترة أخرى، كالحقبة المملوكية أو الأيوبية أو القبطية، لكنت دافعت عن تلك الفترة بنفس الحماس، دون أن تعميني الحماسة عن ذكر عيوب الفترة التي أتناولها، تماماً كما فعلت مع الحقبة الفاطمية، لأن كل المراحل التاريخية المصرية، إنما هي كحبات العقد الثمين، لا تفريط في أي منها.
إن إستقلالية مصر، و كرامتها، و كرامة تاريخها، أمانة في عنق كل مصري، فراعوا أمانتكم، و إستعيدوا مصر من بين أيدي من فرط في الأمانة، و سكت عن تشوية تاريخ مصر، مقابل حفنة من دولارات النفط، كثرت أو قلت، و غض الطرف عن مهزلة إرسال نساء مصر ليعملوا في بيوت موالي آل سعود، و سكت عن بيع أرض مصر و مصانعها لهم.
إن إستعادة مصر أمانة في أيديكم أنتم، لا أحد أخر، و إستعادة حقيقة تاريخنا، هي جزء من تلك الإستعادة.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأنني أريد نتيجة و أرفض الوصاية و لا أخشى المنافسة
- و هكذا الإحتلال أيضا يا ناظر العزبة
- فوز حزب العدالة التركي مسمار في نعش آل مبارك علينا إستثماره
- لقد كان نضال وطني و ليس مجرد خلاف فقهي
- إقتحموا الحدود، فالبشر قبل الحدود
- مستثمر رئيسي أم لص شريك؟؟؟
- رسالة إلى حماس، نريد القصاص من هؤلاء المجرمين
- مشروع الهيئة المصرية الأهلية للعدالة
- يوم و نصب المعتقل المصري المجهول
- يوم و نصب المعتقل المجهول
- إضرابات بدون هدف و تنظيم، لا شيء
- مصر ليست أحادية الإنتماء
- الإنقلاب العسكري المصري القادم، أسبابه و مبرراته
- حمر عيناك، تأخذ حقوقك
- حد السرقة في الفقه السعودي
- السيد أحمد فؤاد و السيد سيمون
- ضجة رضاع الكبير فرصة لإحياء الإسلام
- مواطنون لا غزاة
- معالم النهاية تتضح
- الإنتظار لن يأتي بخير


المزيد.....




- كولومبيا تطلق بعثة لاستكشاف حطام سفينة إسبانية عمرها 300 عام ...
- خطيبا الحرمين يثيران تفاعلا بدعائهما للملك سلمان بالصحة وأن ...
- الجيش الإسرائيلي ينتشل جثامين ثلاثة من أسراه في غزة
- قرار محكمة العدل الدولية المرتقب بشأن وقف الحرب في غزة.. لما ...
- دبلوماسيون وزملاء سابقون يودعون وزير الخارجية الإيراني حسين ...
- الشرطة تخلي جامعة برلين من معتصمين مؤيدين للفلسطينيين
- تطورات شمالي القطاع.. -كمال عدوان- خارج الخدمة وتحذيرات للمو ...
- الفصل الستون - ويليام
- بالفيديو.. قناة إسرائيلية يمينية تحرض على RT وصحافييها
- مصر.. صدور الحكم النهائي على سفاح الإسماعيلية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد حسنين الحسنية - الدولة الفاطمية، هذه هي الحقيقة