أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي بداي - فوز عراقي... على الطائفيين والمتخلفين















المزيد.....

فوز عراقي... على الطائفيين والمتخلفين


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 1998 - 2007 / 8 / 5 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من الطبيعي ان تسعى الاوسا ط السياسية والاجتماعية في العراق الى استثمار الانجاز الرياضي الذي تحقق الاسبوع الماضي ، كل حسب ما يرى، ومن السذاجة بالطبع ان يعول المرء على فكرة استنساخ تماسك الفريق العراقي للوصول الى سياسيين متماسكين يقودون البلاد الى النصر، اذ ان الفريق انتصر لتوحده من اجل هدف الفوز لكل الفريق، اي لكل العراق في حين تنشط الطائفيات الحاكمة في بلادنا بمعزل عن بعضها، من اجل اهداف متعارضة فيما بينها لان الهدف الاسمى لكل فئة هوتطمين مصالح ممثلي الطائفة فقط وفقط وفقط وكل ادعاء بخلاف ذلك غير صحيح.
ان العلة في مجتمعنا العراقي هي اكبر من ان يعالجها فريق كرة مهما كان نصره باهرا، فهذا الفريق الذي فاز، يمثل الناس، لا الدين، و لا الطوائف اما المرض الذي يفتك بالعراق الان فهو ادخال الدين الى كل زاوية في حياة الناس من الشوارع الى المدارس ومن دوائر الدولة الى النوادي الرياضية وتضخيم الفوارق المذهبية الوراثية التي لم يخترها اي مواطن، والباسها ثوب المصالح الدنيوية زورا وبهتانا وكذبا اسلامويا صفيقا والحق، ان ليس هناك ادنى اختلاف بين مصلحة عامل شيعي واخر سني او كلداني اذا كان صاحب المعمل يعامل الجميع كعراقيين وفقا لقانون واحد، والمدرسة تتعامل مع اطفال الثلاثة تعاملا متساويا، وان كان هناك من فارق فهو ان السني، ان اراد الصلاة، فسيصلي مكتوفا ولايذكرعليا في حين سيبسط الشيعي يديه ويذكرعليا ويذهب الكلداني الى زاوية في بيته لمناجاة ربه ، وكل هذه الافعال شخصية صرفة لاتهم المجتمع باي شكل من الاشكال، بل تخص الفرد ذاته وعلاقته مع خالقه الذي سيلتقي به منفردا بدون حضور قادة الطوائف ولا نوابها.

اما مايلفت الانتباه في كرنفالات الاحتفال بالفوز العراقي فهوذلك التناقض الصارخ بين ما يشغل بال الناس ومايثيراعتزازهم ويبعث الفرح في انفسهم، وما يشغل الحكام الطائفيين سنة وشيعة منذ اربع سنوات، فحسب مااعلم ليس هناك اشوري او كلداني او سرياني واحد في تشكيلة الفريق العراقي الحالية ، ورغم ذلك كان هؤلاء العراقيون الاصلاء من الاشوريين والكلدانيين والسريان اكثر العراقيين عراقة، من عينكاوة الى ديترويت ،ومن اوتاوا الى شقلاوة شعلة من الفرح والانتشاء بالفوز،خرجوا محتفلين والكثير منهم ولد في المنفى ويتكلم العربية بصعوبة.
اننا اذا ماترجمنا هذه اللغة، العفوية، الشعبية، المباشرة، الى لغة السياسة سنقرا الاتي: وجد الاشوريون والكلدانيون والسريان انفسهم في هذه "الكتلة" اي الفريق، حتى وان لم تكن "طائفتهم" ممثلة فيه فالفريق يمثلهم ، اي ان المهم ان يكون"الممثل" الذي يمثلني عراقيا حقيقيا، براس عراقي وهدف عراقي واضح يمثل مصلحتي التي هي هنا سمعة البلد الذي انتمي اليه، ولايشترط باي شكل ان يكون الممثل من" طائفتي"....انها اشارة واضحة تدل على بحث العراقيين عن الرمز الوطني النزيه الذي يفتخرون بالانتماء اليه ويتشرفون بالدفاع عنه دون ان يولوا اي اهتمام للعامل الديني اوالطائفي الوراثي الذي ينتقل تلقائيا من جيل للذي يليه .
وهذا السلوك هو سلوك عراقي متأصل، اجبره عنف الطائفيين واموالهم الحرام التي شغلوا بها مليشياتهم السوداء الى الاختفاء القسري والتواري عن الانظار مؤقتا، انها تباشير اشارة الى ان الفرح العراقي النادر أت لاريب فيه، وان زمن التمثيل الطائفي المتخلف، والتشبث باذيال التاريخ المهترئة، سيشيخ ويموت سريعا مثل اي خبر كاذب ، وان بدعة الاحتكام الى سالف الزمان والاوان البدوي لتقرير مصير البشرية وهي على اعتاب الانتقال بحضارتها من الارض الى الفضاء الواسع الفسيح سوف تتلاشى مثل اية زوبعة سوداء.
اما اهم ماثرة لاسود الرافدين فهي انهم انجزوا فعلا جماهيريا معارضا لما ارادته الكثير من المرجعيات الطائفية المتخلفة، بل انهم قد عروا رؤوس تلك الطائفيات من الاف الكيلومترات من عمائمها السود والبيض التي ماانفكت تلوح بفتاواها السوداء المخزية عن تحريم كرة القدم والملابس الرياضية مستغلة ايمان البسطاء من الناس وطيبتهم وارهاقهم وثقتهم الفطرية بالله كرمزللعدالة والحق والانصاف ، وبرهنوا بالدليل القاطع على الافلاس التام لنظريات الحق الالهي ،وسوق الناس الى مصائر مجهولة والانعزال عن مسيرة الحضارة العالمية بذريعة الدين المهدد والقيم المستهدفة .

انزوت العمائم المنادية بالفصل الجنسي بين الطماطة والخيار اتقاء فضيحة حمل الطماطة خارج اطار الشرعية! وضاعت في بحر الفرحين المتلاطم مناشيرها الفريدة عالميا من نوعها ، القاضية بابعاد الكراسي عن الطاولات، والعباءة عن العقال كي لاتغوي اناث الطاولات الكراسي الشبقة فيدب الفساد في اوصال مجتمعنا الاسلامي الخالي من الفساد بحمد الله ، وكي لا تتجرأ عباءة ما، على استغلال غفلة صاحبها فتتبادل نظرات وعبارات الغزل مع العقال العربي المحافظ ، لقد افلت المارد العراقي ، وطار الزمن الى المستقبل الذي يخشاه الظلاميون حيث استفاقت الكرة الارضية فجأة على نهار عراقي فريد لايشبه نهارات اللطم والنحيب وتواصل النهار بالليل وبالنهار الذي يليه بصور لم يألفها الناس حول العالم لعراقيات جذلات لاينزوين تحت الاسود القاتم ، ومشاهد اختلط فيها البنين بالبنات فجأة يرقصون ويدبكون، ويبكون فرحا، وكسرت الاوامر التي انهمك بصياغتها "جند السماء" سنين طوال، وارادوا باساليب الرعب والتهديد، فرضها قوانين لدولتهم الاسلاموية الموهومة محلين المراثي والنواح محل الموسيقى والغناء واهازيج الافراح ساعين الةى الغاء اية مساحة للفرح من الحياة.
.
لقد بان الصبح ، وسجلنا العالم في سجل المتحضرين الذين تجمعهم مع بعضهم كرة القدم والموسيقى وكشفت الايام وجهنا العراقي الناصع، الجميل ، الفرح، المبتسم بعد ان استمات المتخلفون والطائفيون من اجل حجبه بالبراقع والحجب والافعال الشنيعة التي احنت رؤوس العراقيين ووجهتها للارض، وبتقسيم ناس العراق ارادوا ذلك ام لم يريدوا، فهموا ذلك ام لم يفهموا، الى روافض ونواصب وقوارض وماشاكل من اوصاف تختنق بغبار التاريخ العتيق.
قولوا وداعا اذن لتسليم ست الاف سنة من الحضارة بايدي المتخلفين والمازوكيين والساديين من الساطين على تراثنا ، قولوا وداعا لهذه السلبية والخدر اللذين كانا ...قبل فوز اسود الرافدين على....الطائفيين المتخلفين



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد حكام تركيا من حزب العمال الكردستاني؟
- من اجل قناة فضائية لليسار العراقي
- هل ياس المثقفون العراقيون من ا لعراق؟؟؟
- الطم ياشعبي الحبيب
- قدم بقطار امريكي وغادر بذات القطار ومنحه المتخلفون مجدا لا ي ...
- أمة عرب/أسلامية ...بلا قلب ولا ضمير
- ديمقراطية الطائفيين التي ستحرق العراق
- بعد تطاول المشهداني....باية لغة نتعامل مع الرجعيين؟
- قاضينا ......راضي
- جمهورية صدام الثالثة
- يسألونك عن الانفال يابشرى الخليل
- في اي عالم سيحيا صغارنا؟
- المتأمرون على عروبة العراق وهويته الاسلامية
- من اجل المرأة والثقافة والمستقبل في العراق
- هذه التكنولوجيا.... التي فضحتنا
- هل اتاكم حديث الانفال؟
- هل يصلح الجعفري قائدا لسفينة العراقيين؟
- نحو استراتيجية جديدة لانهاء الوجود الشيوعي في العراق
- باسم العروبة ...اطلقوا سراح صدام
- تناقضاتنا قادتنا لاحضان اميركا


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي بداي - فوز عراقي... على الطائفيين والمتخلفين