أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبدالله الاحمد - كيف نعيد بيريز للمشي على قدميه 2















المزيد.....

كيف نعيد بيريز للمشي على قدميه 2


محمد عبدالله الاحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1998 - 2007 / 8 / 5 - 05:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلقيت مجموعة رسائل تعليقا على المقالة الاولى "كيف نعيد بيريز للمشي على قدميه" بعضها ركز
على ان الكلام فيها بعيد عن الواقعية و آخرون اتهموني بالتنازل قابلا بوجود يهودي آمن في دولة
عربية كبيرة و بضمان دولي ! .
و بصراحة لم أكن أتوقع رود فعل مختلفة على المقالة الاولى رغم ثقتي المطلقة بوجود عدد كبير
من المشتغلين بالفكر ممن هم أقدر من غيرهم على ممارسة النظر الى المستقبل بعين المستشرف
الواعي القادر على تحليل مردود أي نوع من أنواع التفكير الجديد ضمن الكيان الصهيوني و حتى
عندنا للمستقبل . فردود الفعل اذن طبيعية و هي المطلوبة أوليا و لكن المطلوب ثانيا أي بعد
ردات الفعل هو التفكير .... التفكير العميق بالمستقبل ، المستقبل الذي سيجب ان يشترك في تنفس
هوائه كل البشر ، ان كانوا قاطنين في منطقتنا العربية أو قد رحلوا عائدين من الامكنة التي جاؤوا
منها محتلين و أعني اليهود . و سيشاركنا الهواء المستقبلي باقي العالم فنحن لسنا في جزيرة نحيا
منعزلين عنه و حتى لو حققنا اهدافنا القومية و الوطنية فهي ستكون جزءا لا يتجزء من قدر الامم
ككل و تفاعل الامم مع بعضها تفاعلا المفروض ان يكون سلميا و حضاريا .
لا اعرف بدقة من هو صاحب نظرية " نقطة الزيت في سطل الماء " و هي نظرية مبنية على هذا
المثال البسيط حيث سمعت من البعض أن صاحب النظرية هو الرفيق (صلاح جديد) رحمه الله و تقضي
النظرية أن اسرائيل تشبه نقطة زيت في محيط ماء عربي و تحافظ هي على وجودها من خلال بقائها زيتا !!

النظرية تثبت بمرور الزمن صحتها و لابد من الوقوف عندها مطولا بغية البحث عن مخرج مستقبلي
لمعادلة الوجود الازموي الذي امتد لمئة عام حتى الان بيننا و بين هؤلاء المحتلين . و من نافل القول
ان هذا المنطق ليس بديلا عن منطق المقاومة الا انه فعل تنظيري موازي يحاول
الوصول لعدة اهداف منها :
- اضفاء نظرية نهائية – ممكنة – تصبح هدفا سياسيا تحريريا للمقاومة هدفا يجعل العالم اكثر اقتناعا
بفعلنا النضالي ( اقصد ذلك الجزء من العالم الذي يستأهل احترامنا و يقف مع قضايانا )
- اعطاء عدد كبير من الاسرائيليين فرصة نظرية يحتاجونها لترك المشروع الصهيوني لصالح
مشروع آخر و ليس "اسرائيل شاحاك" و "فليتسيا لانغر" و "أميرة هاس" الا امثلة مهمة عن اسرائيليين
تحدوا المشروع الصهيوني و يمكن لنا فتح طريق نزيد فيه عدد هؤلاء و حجة هؤلاء .
- البدء عربيا بمناقشة بناء مستقبل آخر نكون فيه دولة كبرى تعود للانجاز الحضاري العالمي بموافقة
العالم الاخر – القوي – بحيث لا يعود مشروعنا الوحدوي القومي و لا حتى الاسلامي غولا مخيفا
للغرب و الشرق و لابد لتحقيقه من خوض حروب عالمية !!


تحول بنيوي في الوعي الغربي :
من المهم الانتباه الى ان حرب احتلال العراق لها ما بعدها ، و اهمه ان تغيرا في الوعي الامريكي الشعبي
لابد سيأتي بالعلاقة مع كامل قضيتنا و في الرأس القضية الفلسطينية ، فكما حدث بعد حرب فيتنام
أن حصل تحول في الوعي الشعبي الامريكي ضد الحرب و اثمان الحرب سيأتي هذا التحول مرة
أخرى و لكنه مرفق هذه المرة بالسؤال الاهم : كم يكلفنا المشروع الصهيوني ؟
فلا بد ان التكلفة الهائلة تكلفة الدم و المال ان تصنع تحولا ما في بنية التفكير لدى الناس في امريكا
و يبدأون بعدها بالبحث في طرق اقل كلفة للحفظ على مصالحهم في المنطقة دون استعداء ثلث العالم
المسلم الذي قررت فئة منه ممارسة الموت طيرانا في المشهد السبتمبري (11 أيلول) و هي لا ترى
دافعا لهذا أكبر من الظلم المهول الذي يحصل في فلسطين ( ثمن مشروع اسرائيل )!! و لا بد ان يدرك
الغرب كله ان التصالح و العيش المتسامح مع العالم الاسلامي له مقدمة واحدة اولى و اساسية هي اقامة
العدل ( العدل بالاتفاق) في فلسطين و هذا العدل يجب ان يحل قضايا القدس و اللاجئين .
و ليست التكلفة الهائلة التي يدفعها العالم ثمنا للمشروع الصهيوني سبتمبرية فقط فلقد جر سبتمبر وراءه
حربين في افغانستان و العراق و الله يعلم الى اين تسير الامور في المستقبل .
تحول بنيوي في الوعي العربي :

ان التحول البنيوي في وعي العالم لقضايانا قادم بالضرورة و هو قادم بتضحيات المقاومين و صمودهم
و لكن هذا الامر يجب ان يتوازي ايضا مع تحولات عندنا في الوعي تشمل :
- ادراك وحدة العالم و التعامل على هذا الاساس في القضايا حتى الايديولوجية منها
- تطوير المشروع القومي بحيث يتلائم مع وحدة العالم

كيف يتم تطوير المشروع القومي ؟
كان الفكر القومي في الماضي (الخمسينيات) رهينا لمرحلة مابعد الاستعمار القديم و الحالة العاطفية
القومية التي يتميز بها الشعب العربي اساسا و لذلك فقد تركز الفعل القومي نفسه على ردات فعل ثورية
و عاطفية و محاولات توحيد غلفتها الاخطاء و الارتجالات التي ارتكبها اناس كانوا ابناء زمنهم و لا
يجوز ايقاع اللوم عليهم باكثر مما يجب ، لكن المطلوب اليوم تحقيق تحول نوعي في التفكير القومي
و تحويله الى الفكر العلمي القائم على العمل الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي .
كما ان مسألة هي غاية في الحساسية و الاهمية لابد من النظر اليها بعناية وهي اننا لسنا في جزيرة
معزولة عن الامم و ان مشروعنا القومي صغيرا كان ام كبيرا لابد ان يغير تغييرا اساسيا في العلاقات
الدولية بكل ماتعنيه العبارة ، فاذا اضفنا لذلك اننا شعوب مستهلكة ولا ننتج 1% من الانتاج الاقتصادي
العالمي في كل المجالات (عدا النفط) و اننا مع الاسف نجلس في العربة الاخيرة في قطار التطور العالمي
في المجالات العلمية و الاقتصادية و السياسية ، فلابد من الاقتناع ان المشروع الوحدوي لايجب ان
يعادي الامم ! ( لا يجب ان يعادي مشروعنا القومي الامم ) !!
وعليه فان اية دعوة قومية و هي الطريق الى الخلاص و لا خلاص للعرب الا بوحدتهم ، يجب ان تأخذ
بعين الاعتبار هاتين المسألتين :
- التحول الذاتي في بنية التفكير
- تصالح الفكرة مع العالم الاخر
و لا اعني بالفكرة الثانية مطلقا التنازل اليوم على الارض لا للاحتلال الصهيوني في فلسطين و لا للاحتلال
الامريكي في العراق بل بالعكس تماما فاستمرار المقاومة على الارض اليوم كفيل بجعل العالم ينظر
باحترام اكبر لخياراتنا المستقبلية ، و هنا اؤكد ان كل الفكرة التي يجري الحديث عنها هي فكرة تأتي
تحت بند الخيار المستقبلي الواجب التفكير أي ( منتهى الحلم ) و ليست خيارات سياسية مطروحة اليوم
للتفاوض عليها بين اي طرف من الاطراف .

ان هذا الحلم الارادي الذي جاء في المقالة الاولى "كيف نعيد بيريز للمشي على قدميه " ليس سوى
حلم في الحقيقة ( و لكنه ممكن التحقيق) و قد يبدو مغلفا بالنوايا الطيبة و بعيدا عن صوت الرصاص
و الاستقطاب السياسي و العسكري و لكن الحقيقة اعجبت البعض ام لم تعجبه ليست كذلك ، فالحلم الذي
يبدو غير واقعي اليوم برأي البعض ماهو الا فتحة نور بسيطة في جدار لا يريد صاحب الفكرة ( الحلم )
من خلاله الا النظراليه من الجميع دون استثناء و لا مانع لديه من تحمل اصوات جلبة هي دائمة الجلبة فقط
اي كان مصدرها . ألم يقل غيفارة " الثورة تبدأ بحلم " .




#محمد_عبدالله_الاحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نعيد بيريز للمشي على قدميه ؟ حلم ارادي
- العقل الجمعي
- اسلامهم و اسلامي
- هل ستكون ؟
- برات بيت و الضحك في مرحاض مغربي
- ثلاثية -بوتين- و -أبوهولو-
- بابا( شو) يعني علوي ؟
- حمحمة بوش الجديدة
- محاولة تحليل ماجرى يوم 11-9-2000م
- عين الكاميرا المقلوعة
- حدوتة مصرية
- ياشعب مصر الحبيب يا عرب
- ساعة الحرب الممكنة يا سورية
- الطائفية و بوالين ابو حامد
- اذا فعلها الامريكي في الشام
- مؤتمر الالف
- فيتس جيرالد
- صمت القبور
- اين تخطئ السياسة السورية
- الاسلام و الجمال 2


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبدالله الاحمد - كيف نعيد بيريز للمشي على قدميه 2