أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - السلطة الحقيقية للحكم بالمغرب بيد الجيش















المزيد.....

السلطة الحقيقية للحكم بالمغرب بيد الجيش


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2002 - 2007 / 8 / 9 - 05:02
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار مع أحمد الدغرني/ الأمين العام للحزب الديمقراطي الأمازيغي
السلطة الحقيقية للحكم بالمغرب بيد الجيش

نفى الدغرني مقولة أن الجيش لا يحكم المغرب لأن السلطات الحقيقية بيده، لهذا فالذي يحكم هو من يتوفر على قوة الإكراه، وفرض السلطات المبنية على قوة المال، وقوة السلاح، وقوة التوفر على المعلومات... واستغرب الدغرني من كون كل الأحزاب المغربية لم يسبق لها أن ناقشت قضية الجيش المغربي في مؤتمراتها ولم تضع ضمن برامجها السياسية نظرية حول الموضوع...

- بماذا تفسرون سلبية المؤسسة العسكرية؟
+ ما تسمينه سلبية الجيش في نظري جاء نتيجة ظروف تاريخية قاسية مر منها المسلحون المغاربة، فكلمة الجيش مرتبطة بحمل السلاح، فقبل سيطرة الجيشين الفرنسي والإسباني على أراضي المغرب إبتداء من 1912م كان كل مغربي أو مغربية حرا في حمل السلاح، وكانت القبائل مسلحة. وهناك تاريخ يمتد إلى ألاف السنين خلف بالمغرب تراثا في صناعة الأسلحة التي تطورت من الخناجر والسيوف إلى الأسلحة النارية، وكانت السياسة الاستعمارية لفرنسا وإسبانيا خلال القرن الماضي مرتكزة على تجريد المغاربة من السلاح وبناء جيش وشرطة ودرك يحمي أولا سلطات الحمايتين الفرنسية والإسبانية، وثانيا حماية المخزن الجديد الذي ترعرع في ظل الحماية، وكان احتكار السلاح هو جوهر المشاكل بين السلطة والشعب الذي استعمل ضده الجيش الاستعماري الأسلحة التي أنتجتها اوربا الصناعية.
- في الوقت الذي تكونت فيه أجواء من الثقة المتبادلة بين المؤسسة العسكرية والمؤسسة الملكية، وقع نوع من الشرخ بين العسكر والشعب وذلك بعد العثور على مقابر جماعية بالعديد من المدن تؤكد تورط الجيش في مقتل مئات المغاربة أثناء الاضطرابات الاجتماعية منذ الاستقلال، خاصة في عهد الحسن الثاني، ما رأيكم في هذا القول؟
+ أما العلاقة بين المؤسسة العسكرية والملكية فقد مرت بفترات مختلفة، فيها أزمنة ثقة وأزمنة شك وحتى أزمنة المحاولات الإنقلابية، والسجون السرية والاغتيالات، فعدد الضباط المغاربة الذين وصلوا إلى درجة جنرالات، أو كولونيلات قتلت منهم أعداد لا يستهان بها، لو تمكنتم الان من وضع لائحة لأسمائهم لتعجبتم، ويمكن على سبيل المثال، ذكر محمد أوفقير، وأحمد الدليمي، والبشير البوهالي ( الماجور العام يوم 10 يوليوز 1971) ومحمد المذبوح، والنميشي، وحبيبي، وقد تصلين إلى العشرات إذا تتبعت الأسماء واحدا واحدا، وشملت هذه الظاهرة مختلف وحداث الجيش ( البري والبحري والجوي)، وأشهر المآسي التي عرفها تاريخ المغرب الحديث لها علاقة بالجيش مثل معتقل تازمامارت وأكدز، وبولعجول، والقنيطرة، وبنكرير، وصخور الرحامنة وأندجه...
في المغرب يوجد عالم منعزل ومظلم وسري يسمى السجون العسكرية، وهناك قوانين استثنائية تسمى القوانين العسكرية، وهناك قضاء يسمى المحاكم العسكرية، لو تمت في يوم ما دراسة وكشف ما وقع في المحاكم العسكرية بتطوان مثلا أثناء ما يعرف بحرب الريف 1958 لعرف الناس عدد الإعدامات التي نفذت، ولو استطاع الضباط المتقاعدون (ويحتمل أن يكون عددهم الآن قد تجاوز ستة آلاف) أن يكتبوا مذكراتهم وينشروا معلوماتهم عن حوادث الريف، وحرب الكونغو أو حرب الجولان أو المحاولات الإنقلابية، والإعتقالات والإختطافات والتعذيب في صفوف الجيش المغربي، لتعجب الناس ولوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا، أما الشعب بالمفهوم الذي استعملته في سؤالك فهو لا يعرف الكثير عن عالم الجيش المغربي، وحتى المؤرخون والصحافيون والمثقفون والأحزاب لا يتوفرون على مراجع، ولا يزال الخوف والرعب قائما في العلاقة بين الجيش والشعب، فما سميته " مقتل مئات المغاربة" يوازيه مقتل مئات العسكريين في الحرب مع الجزائر سنة 1962 وحرب الصحراء منذ سنة 1975 حتى وقف إطلاق النار، ومقابر قتلى الجيش المغربي موجودة في سوريا والعراق والكونغو، والصومال ومصر والجزائر وموريتانيا وفي بقاع أخرى من العالم، ويبقى في الأخير أن الجيش المغربي يوجد على قمة السلطات التنفيذية ويتابع السياسة عن طريق القوات المساعدة والدرك الملكي ولادجيد، ويوجد في كل مكان وفي كل قطاع، والمقابر الجماعية لا يكشف منها إلا ما يريد ضباط الجيش أن يكشف أو يفضحه بعضهم مثل فضح سجن تازمامارت، ومقبرة الدار البيضاء فالجيش بيده المأوى والمصير.
- يعد المغرب الدولة الوحيدة التي لا يحكمها الجيش في المغرب العربي ورغم ذلك لا يجب أن يغطي هذا على حجم الفساد الذي ينخر المؤسسة من الداخل أي أن جنرالاته استحوذوا على خيرات الشعب بطريقة غير مشروعة، ألا ترون أن الدفاع عن وحدة الوطن يحرم سرقته بيد أخرى؟
+ أنا لا أصدق بأن الجيش لا يحكم المغرب، لأنك إذا تساءلت ما هو الحكم عندنا؟ لوجدت أن السلطات الحقيقية بيد الجيش، لان الذي يحكم هو من يتوفر على قوة الإكراه، وفرض السلطة، والسلطات مبنية على قوة المال، وقوة السلاح، وقوة التوفر على المعلومات، وقوة الاستناد إلى الدول الخارجية التي تبيع الأسلحة( الطيران، والبواخر، والدبابات وعتاد الجيش، وأغذية العساكر وملابسهم وسكناهم...)، وهناك أخيرا ظاهرة العلاقات العائلية la parente التي تخترق الدولة كلها من عالم المال والأعمال إلى عالم الأحزاب والنقابات إلى عالم مناصب الوزارات والولايات والعمالات، وأنا حسب علمي لا أعرف مسؤولا سياسيا كبيرا في المغرب لا تربطه علاقة قرابة بأوساط الضباط الكبار، ويرجع ذلك إلى ضخامة عدد الضباط بسبب مشكلة الصحراء، وبسبب خوف الحاكمين بأساليب التحكم والاستبداد والقمع من قيام الثورات الشعبية، بالمقارنة مع حكم الجيش في دول شمال إفريقيا وحكمه في المغرب، توجد فروق بين قوات الجيش في تلك البلدان، منها مثلا جيوش مُشكَّلة من القبائل ( قبائل الشاوية في الجزائر مثلا، وقبائل أسماسيد في موريتانيا، وقبيلة مسراتة في ليبيا)، فالمغرب يختلف ويتميز بتكون الجيش الحديث من انتقال الجيش الفرنسي والإسباني إلى جيش ملكي، الشيء الذي جعله موزعا بين مجموعات من مكونات الشعب المغربي، أما ثروات العسكريين في المغرب فهي موروثة عن فرنسا وإسبانيا، لأن الجهاز الحقيقي الذي تركته فرنسا ليحكم مغرب ما بعد 1956 هو الجيش والدرك والشرطة لأن هؤلاء تكونوا في المدارس العسكرية الأوروبية والتي يشرف عليها خبراء تلقوا تعليما عاما في أوروبا وفي أكاديميات الجيش والدرك والشرطة، بينما كان بقية أفراد الشعب يتوفرون إما على الثقافة التقليدية أو من الأميين الذين لا يستطيعون تسيير الدولة الحديثة ولذلك بقي الجيش في شمال إفريقيا عامة على قمة هرم السلطة.
- بماذا تفسرون غياب مراقبة البرلمان لميزانية الدفاع؟ خاصة وأن هذه الميزانية يتم التصديق عليها مباشرة إسوة بميزانية البلاط رغم أن النواب يتكلمون باسم دافعي الضرائب التي يمول منها الجيش؟
+ التجربة البرلمانية في المغرب جاءت متأخرة عن موعدها بكثير، فقد سلمت فرنسا زمام الأمور للمخزن سنة 1956 ولم يظهر البرلمان سوى سنة 1963، وسرعان ما توقفت التجربة بسبب التناقضات السياسية والصراعات، وجاءت حالة الإستثناء لتستمر عدة سنوات، فالبرلمان هو مؤسسة تتردد بين الوجود والعدم. وحتى إذا وجدت فإنها تكونت إما بالتزوير ووسائل غير ديموقراطية، وهناك ميزانيات كبيرة لم تتعرض قط للمحاسبة مثل المعادن( الذهب والفضة والنحاس والحديد والفوسفاط)، فحتى الآن لم يتعرض برلمان المغرب منذ سنة 1963 لمناقشة الثروات المعدنية، فكيف يستطيع أن يناقش ميزانية الجيش؟ وسوف تستغرب إذا قلت لك إن الأحزاب المغربية كلها لم يسبق لها أن ناقشت قضية الجيش المغربي في مؤتمراتها، ولم تضع ضمن برامجها السياسية نظرية حول الموضوع...، وآخر المستجدات هو إعتقال رجل من الدرك حول إكتشاف البترول. وبمناسبة إعتقال الصحافيين أريري وحرمة الله وإقحام عسكريين في ملف إفشاء الأسرار العسكرية، تذكرت أنه في 10 يوليوز 1971 وقعت المحاولة الإنقلابية الشهيرة، وفي 17 يوليوز 2007 ظهر ملف فضح الأسرار العسكرية، فهل هذه مجرد مصادفات؟







#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف كان نظام الحسن الثاني يزور الانتخابات؟ الحلقة الأخيرة
- تزوير الانتخابات اتخذ من قبل القصر قبل وصول البصري إلى وزارة ...
- تزور الانتخابات ليظل الطابع المخزني للدولة هو الغالب
- تحرك المجلس الدستوري لم يتم إلا بعد مراسلة الملك
- الدستور الممنوح أصل التزوير
- هل نحن أهل فساد وإحباط واكتئاب رغما عنا؟
- -طبخة- جديدة في طور الإعداد بنبركة يتقاضى أجرا من مخابرات إم ...
- كيف كان نظام الحسن الثاني يزور الانتخابات؟ الحلقة 1
- كيف كان نظام الحسن الثاني يزور الانتخابات؟ الحلقة 2
- تداعيات مشروع القانون الجديد للصحافة
- بعد أن مسكت أمريكا بملف الصحراء واشنطن بدأت تخطط لإعدام البو ...
- نتمنى أن يتعامل القضاء مع دعوتنا بشكل نزيه
- المحنة التي تمر بها أمتنا هي التي صنعت ظاهرة الظواهري وابن ل ...
- ضرورة محاكمة الجنرال حميدو العنيكري لأنه ورط الملك
- السمة المميزة للسياسة الأمنية المغربية هي الخروج عن القانون
- الإفلات من العقاب هو الذي سمح بظهور جلادين جدد
- النظام السياسي المغربي لم يغير من طبيعته الاستبدادية
- العنيكري أعاد السجل الحقوقي المغربي إلى درجة الصفر
- برافو للحكومة ..-الزلاط-.. الشوكة اخترقت العظم.. والحصيلة إي ...
- في حصيلة الحكومة


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - السلطة الحقيقية للحكم بالمغرب بيد الجيش