أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - العنيكري أعاد السجل الحقوقي المغربي إلى درجة الصفر















المزيد.....

العنيكري أعاد السجل الحقوقي المغربي إلى درجة الصفر


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1977 - 2007 / 7 / 15 - 10:43
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار مع بوبكر أنغير/ فاعل جمعوي أمازيغي

اعتبر انغير التدخل الهمجي للقوات المساعدة ضد الوقفة السلمية للنشطاء الحقوقيين، أنه سيربك بكل تأكيد خطط محمد السادس الرامية إلى إرساء مصالحة مجتمعية بين الملكية والشعب المغربي، مضيفا أن هذا التدخل يعد بمثابة انقلاب على طموحات المغرب في القطع مع السنوات السياسية العجاف التي عمقت الشرخ بين الحاكمين والمحكومين وأجلت الانتقال الديمقراطي، بل كادت مسؤولية العنيكري على تعذيب المعتقلين في سجن تمارة أن تقطع العلاقات الودية للمغرب مع منظمات حقوق الإنسان الدولية خاصة أمنستي انترناسيونال، في حين ورطت الوفد المغربي المفاوض في اللجنة المعنية بحقوق الإنسان في جنيف.

- اتسم المشوار المهني للجنرال حميدو العنيكري بالعديد من الخروقات الحقوقية التي مارستها وتمارسها الأجهزة التابعة له، وهو ما جر عليه سخط التقارير الحقوقية الوطنية والدولية، ورغم ذلك لم يتزحزح من مكانه إلا بعد فضيحة إيزو. ما تعليقكم على نجاح بارون المخدرات في إسقاط إحدى الرؤوس الأمنية بينما فشلت في ذلك المنظمات الحقوقية؟

+ بالفعل إن التقارير الدولية والوطنية لحقوق الإنسان وخاصة تقرير هيومان ووتش رايت ومنظمة العفو الدولية وتقارير المنظمات الحقوقية الوطنية، أثارت موضوع الانتهاكات الجسيمة المنظمة، التي اشرف عليها الجنرال العنيكري وخاصة اتجاه ما سمي بمعتقلي تمارة، مما حذا بالملك محمد السادس نفسه إلى الاعتراف بهذه التجاوزات الخطيرة لحقوق الإنسان في المغرب، إلا أن قوة ونفوذ الجنرال في دواليب الدولة بالإضافة إلى الدعم الاستخباراتي الدولي الذي يحظى به الجنرال العنيكري ربما تكون من العناصر التي أخرت إقالته من الأجهزة الأمنية، لكن يبقى أن فضيحة إيزو ومن معه لابد أن تتم معها التضحية برقم أمني وازن لكي تستعيد الدولة بعض التوازن ويشيع نوع من الارتياح لدى الرأي العام الذي بدأ يتحدث بنوع من الريبة والخوف من المستقبل بفعل توالي أخبار الفضائح في صفوف القيادات الأمنية من الصف الأول وتورطهم في قضايا الفساد الإداري والمالي؛ إن إقالة العنيكري من قيادة الأمن الوطني كان يمكن أن يعطي المصداقية أكثر لدولة الحق والقانون لو تمت إقالته نهائيا من مهامه ومحاكمته محاكمة عادلة على ما اتهم به من تجاوزات وجرائم في حق حقوق الإنسان ببلادنا.

- عرف عن العنيكري الطموح، القوة والرغبة في الاستمرار،هل يمكن أن ندرج خرجة رجالاته في الاعتداء على الحقوقيين، خلال وقفتهم التضامنية مع معتقلي فاتح ماي، ضمن هذا التوجه؟

+ إن الاعتداء على الحركة الحقوقية المغربية لا يمكن فهمه إلا بسادية من أعطى الأوامر القمعية التي لا مبرر لها، إذ كيف يعقل أن يتخذ إنسان سوي قرارا بتعنيف مناضل ديمقراطي كبير، سنا وعطاءا مثل عبد الحميد أمين وعبد الإله بن عبد السلام، سوى من له حسابات انتقامية دفينة أو نوايا إجرامية في قالب قانوني؛ ففي الوقت الذي يكرم فيه المناضلون في البلدان الديمقراطية نظرا لدورهم في تثقيف الشعب وإنارة طريق الديمقراطية والعلم أمامه، يقوم الأميون بقمع الفئات النيرة في المجتمع المغربي ليتم الانقلاب على كل الطموحات العريضة التي بشر بها العهد الجديد، إن القمع والتنكيل الذين مورسا في حق الحقوقيين في الرباط والمتابعات المختلفة التي تطال المناضلين في مختلف مناطق المغرب ومنهما اعتقال المناضل بوكرين في بني ملال وهو في سن السبعينات، يطرح على كل غيور على التجربة الديمقراطية المغربية أن يطالب برحيل قوى التعسف والظلامية الحقيقية الذين لا يريدون مغربا حرا ديمقراطيا.

- إذا تأملنا المسار المهني للعنيكري سنلاحظ أنه تميز بالبطش انطلاقا من اختطاف انقلابيي 1972، مسؤوليته عن مركز تمارة، تورطه في المخدرات، شرطة القرب التي تحولت إلى شرطة الموت، ثم العودة بعصا القوات المساعدة، ألا تستدعي كل هذه الجرائم المحاكمة أو الإعفاء كأضعف الإيمان؟

+ بكل تأكيد في بلد يحترم نفسه ومواطنيه لابد أن تتخذ خطوات جريئة اتجاه من يسيء لسمعته الحقوقية الدولية ويبعثر كل أوراق المبادرات الإصلاحية التي يعلن عنها مرة تلو أخرى، وتبقى إقالة الجنرال حميدو العنيكري هي الخطوة البديهية والسريعة التي على النظام السياسي المغربي اتخاذها إذا ما رغب في إبقاء روح الأمل والتفاؤل في أوساط الشعب المغربي بمستقبله، إلا أنني أرى أن على الحركة الحقوقية المغربية أن تستدعي الجنرال العنيكري إلى ردهات القضاء الدولي لأنه خرق مقتضيات المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وخاصة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما انتهك اتفاقية مناهضة التعذيب وكل أشكال المعاملة الحاطة بالكرامة، وهي معطيات ووقائع من شأنها ان تشكل مواد صك الاتهام ضده وتلزم مساءلته بشأنها، وعلى اللجنة الأممية لحقوق الإنسان التي ستنعقد بجنيف الشهر المقبل أن تبث في الانتهاكات التي يتورط فيها موظفون ساميون عموميون ضد النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان.

- ألا تظن أن مثل هاته التدخلات قد تعيد إلى الساحة إنتاج معارضين جذريين يواجهون العنف بالمثل؟

+ يقول المثل "الضغط يولد الانفجار"، إن غياب الحوار الديمقراطي في المجتمع وانسداد آفاق التغيير السلمي بفعل انتشار ممارسات القمع والتعسف من طرف بعض أجهزة الدولة، بدون محاسبة أو مراقبة، من شأن ذلك أن يعيد البلاد إلى دوامة لا تحمد عقباها، فالأمثلة متوفرة لدينا من الجارة الجزائر، حيث أدى إلغاء نتائج العملية الانتخابية في التسعينات إلى وقوع مشاكل ومنزلقات سياسية وأمنية ما تزال الجزائر ترزح تحت وطأتها، إن الحوار الديمقراطي السلمي الذي تعيشه بلادنا لابد أن يتم تحصينه من العابثين به، وسيكون ذلك بتقوية المؤسسات السياسية والمدنية وإشاعة ثقافة الاختلاف وإعمال مبدأ عدم الإفلات من العقاب ضد الممارسات الفردية وضد أجهزة الدولة المتورطة؛ بالقانون فقط والعدالة الاجتماعية وإتاحة الفرصة للجميع يمكن أن نبني وطننا الذي نحبه ونرضاه، أما ثقافة القمع والمصادرة والاعتقال التعسفي فهي لا تبني وطنا، بل بالعكس تترك جروحا لا تندمل حتى بمرور التاريخ، فلكي لا نفوت الطريق أمام بلادنا علينا القطع مع أمثال الجنرال العنيكري وممارساته التعسفية الانتقامية، والحد من نفوذ المخزن الاقتصادي والسياسي.

- ألا يمكن لهذا النهج في التدبير أن يورط محمد السادس؟

+ التدخل الهمجي للقوات المساعدة وبأمر من مفتشها العام حميدو العنيكري ضد الوقفة السلمية للنشطاء الحقوقيين، ستربك بكل تأكيد خطط محمد السادس الرامية إلى إرساء مصالحة مجتمعية على جميع الأصعدة بين الملكية والشعب المغربي، خصوصا وأن المغرب مقبل على استحقاقات محلية وأخرى دولية تتطلب تكثيف الجهود وتمتين الجبهة الداخلية ضد المتربصين والمتآمرين. يمكن اعتبار الردة الحقوقية التي تشهدها بلادنا والمتمظهرة أساسا في محاكمات سياسية في كل أرجاء الوطن والتي توجت بمجزرة 15 يونيو 2007 بالرباط، مؤامرة ضد النهج التصالحي المعلن للنظام السياسي وانقلاب على طموحات المغرب في القطع مع السنوات السياسية العجاف التي عمقت الشرخ بين الحاكمين والمحكومين وأجلت الانتقال الديمقراطي بالمغرب، وبالتالي أظن أن ممارسات العنيكري توريط للعهد الجديد في علاقة صدامية مع الشعب المغربي وإنهاك لمجهودات المؤسسة الملكية في إرساء دعائم انتقال ديمقراطي متدرج وهادئ، يجب أن يحاكم العنيكري ويحاسب باعتباره ضد الملك وسياسته العامة.

- هل يمكن أن نفسر التدخل العنيف لرجال العنيكري في حق الحقوقيين برغبته في الظهور من جديد؟

+ إن إقالة الجنرال حميدو العنيكري من قيادة الأمن الوطني كان أمرا حكيما، ومن بين القرارات التاريخية التي اتخذها محمد السادس، بعد القرار التاريخي بإقالة إدريس البصري، حجاج المرحلة السابقة، بعد تورطه في ملفات خطيرة مست في العمق هيبة ومصداقية الدولة المغربية، يكفي أن نقول بأن الجنرال العنيكري أعاد السجل الحقوقي المغربي إلى درجة الصفر وكاد طغيانه وتعذيبه للمعتقلين في سجن تمارة وغيره من المعتقلات السرية أن يخرب العلاقات الدبلوماسية المغربية مع منظمات حقوق الإنسان وخاصة امنستي انترناسيونال، كما ورط الوفد المغربي المفاوض في اللجنة المعنية بحقوق الإنسان بجنيف التي نبهت الحكومة المغربية إلى خطورة استفحال ظاهرة التعذيب والاختطاف والحجز التعسفي بالمغرب بعد الأحداث الإرهابية لماي 2003 التي هددت أمن واستقرار المغرب.
وبعد القمع الهمجي والانتقامي الذي تعرض له المناضلون الحقوقيون يوم 15 يونيو2007 تضامنا مع معتقلي فاتح ماي، تطرح من جديد عدة علامات استفهام على النوايا المستترة للجنرال العنيكري في العودة مجددا إلى تأخير المسيرة الحقوقية للمغرب وتهديد السلم الحقوقي الأهلي الذي راكمه وأرسى قواعده المغاربة بتضحياتهم ودمائهم.. إن قمع المناضلين أمام مؤسسة البرلمان يعتبر إهانة للمؤسسة التشريعية أولا، وثانيا انتقاما من موقف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي سبق لها أن صنفت الجنرال حميدو العنيكري ضمن منتهكي حقوق الإنسان في اللائحة الشهيرة والجريئة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
إن التدخل الهمجي ضد الوقفة السلمية دليل آخر على أن هناك لا زال من يعتقد في المغرب أن إراقة دماء المناضلين والبطش بهم أقصر الطرق إلى الترقي المهني والتقرب من صنع القرار الأمني والسياسي، نتمنى كحركة حقوقية أن يكون هذا الاعتقاد في غير محله وأن يكون الإخلاص للوطن والعمل من أجل رقيه، وحرية المواطن هي معيار التفاضل وليس القمع والإهانات.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برافو للحكومة ..-الزلاط-.. الشوكة اخترقت العظم.. والحصيلة إي ...
- في حصيلة الحكومة
- ترويج -إغناء الفقير دون تفقير الغني-وتكريس -إغناء الغني عبر ...
- فضائح الماجيدي حارس أموال الملك
- الماجيدي تجاوز الحدود وأساء لسمعة البلاد
- الماجيدي حلقة من حلقات نهب الملك العمومي
- ترامي الماجيدي على أملاك الشعب استمرار لسلطة -المافيا- المخز ...
- هكذا ننتج المعارضين الجذريين عندنا
- -أفريكوم- وسيلة لمحاربة -الإرهاب- وتأمين الموارد النفطية لأم ...
- البصري يسلم أسراره لابنه لحمايته
- حوار مع الباحث محمد الحنفي
- هل القاعدة أضحت تهدد الملك محمد السادس؟
- دركي مغربي يعلن اكتشاف أكبر حقل للبترول في العالم بالمغرب
- مغاربة سبتة ومليلية يطالبون بتحرير المدينتين السليبتين
- مؤشر -الرغبة في مغادرة- المنطقة.. يتنامى!
- المغرب: لا أعرفه
- النظام الملكي في المغرب صمام أمان لا بديل عنه
- في أي مغرب نعيش؟
- الثقافات، اللغات والمعتقدات هوّيات مغربية في تحول
- نكسة حزيران 1967


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - العنيكري أعاد السجل الحقوقي المغربي إلى درجة الصفر