أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - في حصيلة الحكومة















المزيد.....

في حصيلة الحكومة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 10:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لفهم حصيلة حكومة إدريس جطو وجب وضعها في إطار الواقع القائم الذي ما زال يؤكد أن الملك محمد السادس، منذ بداية العهد الجديد، ظل يقوم بأهم الأدوار بخصوص ترسيخ البرامج المعتمدة على أرض الواقع المعيش. وتأكد هذا المنحى عندما سحب من الحكومة الإشراف على تأهيل الاقتصاد الوطني، بعد فشلها في هذه المهمة.
فعلا، تميز العهد الجديد بصناعة القرارات الاقتصادية الجوهرية خارج دائرة الحكومة وأعضائها، كما تأسست صناديق بعيدة عن مراقبة الحكومة ولا تساهم في تدبير أمورها لا من قريب ولا من بعيد، وهي صناديق لها دور حيوي وجوهري في الركح الاقتصادي، وتتعامل مع الحكومة كمجرد منفذ عليها إنجاز ما تكلفها به من مهام ما دامت لم تقوى على القيام بمهامها سواء في مجال تأهيل الاقتصاد الوطني أو غير ذلك، وهذا أمر استحسنه الكثيرون، ليس نظرا لسدادته وإنما نظرا لتقليل الضرر باعتبار الفشل الذريع للحكومة في هذا المضمار.
إن الحديث عن حصيلة حكومة التقنوقراطي إدريس جطو يستوجب التذكير أولا بما ظلت تنادي به الحكومة بخصوص التحدي التي أخذت على نفسها التصدي إليه.
لا يمكن تقييم الحصيلة الاقتصادية للحكومة دون ربطها بضرورة التحدي الذي يواجهه المغرب، والمتمثل في استمرار انتشار الفقر وارتفاع حدته واستشراء البطالة واستمرار نقص الخدمات الاجتماعية والمرافق العمومية والتردي المستدام للأوضاع المعيشية لأغلب فئات الشعب المغربي، واستمرار انتشار الرشوة والفساد وغياب الشفافية في المعاملات المالية والإدارية والصفقات العمومية.
فتقييم الحصيلة الاقتصادية في حالة المغرب لا يمكن أن يتم استنادا على معادلات وأرقام وهمية لا يفهمها إلا إدريس جطو وفتح الله والعلو، وإنما استنادا على ما تحقق على أرض الواقع، وواقع الحال بالمغرب يؤكد أن المشاكل والمعضلات التي يتخبط فيها المغاربة لمن تزد إلا تعمقا، فماذا حققت الحكومة إذن؟
يقول الخطاب الرسمي إن الحكومة اعتمدت برامج وأهداف ذات التوجه الاجتماعي الإصلاحي، في حين يؤكد الواقع الملموس استمرار تردي الأوضاع واندحار القوة الشرائية لأغلب الفئات إلى حد أن الفئات المتوسطة أضحت تصادف صعوبات في تغطية حاجياتها الطبيعية في الحياة، وهذه مفارقة من شأنها أن تبين واقع الأمر المتأزم.
أما عندما يصل وقت تقديم الحصيلة يضع الوزير الأول جانبا الخطاب الرسمي، ليركز على المعيقات الموضوعية وتراكم الخصاص في مختلف القطاعات وعوامل الظرف العالمي، وذلك لجعل النتائج المعلن عنها تبدو وأنها إيجابية مائة في المائة، وهذا نهج في التعاطي جعل الكثيرين من المحللين الاقتصاديين يشككون في مصداقية خطاب الحكومة كلما تعلق الأمر بتقديم حصيلة.
مهما يكن من أمر، هناك عبارة واحدة تلخص الحصيلة الاقتصادية للحكومة: استمرار تعمق الأزمة، وما دامت الأزمة تتعمق فكل ارتفاع في هذا المؤشر أو ذاك، يظل مجرد توهيم بأن هنا تقدم، باعتبار أنه لا يمكن تصور حصيلة إيجابية دون أن تنعكس "الصفة الإيجابية" على أرض الواقع المعيش، فماذا تحسن على أرض الواقع خلال سنة 2007؟ إن الجواب على هذا السؤال هو الحصيلة الفعلية، علما أنه هو السؤال التي ظلت حكومتنا تتجنب طرحه على نفسها، بالأحرى التفكير في الإجابة عليه.
لن أتجنب الحقيقة إذا قلت مسبقا أن الحصيلة، مهما كانت الأرقام التي تم الإدلاء بها، هي سلبية بالمطلق، وذلك لسبب بسيط جدا، وهو، أولا أن حومتنا مازالت إلى حد الآن تفتقر إلى رؤية واضحة المعالم ومحددة الأهداف حتى نستطيع معرفة ماذا حققت الحكومة؟ وماذا لم يتحقق؟ وثانيا مازالت لم تتمكن من بلورة النموذج الاقتصادي الكفيل بضمان تحقيق نسبة نمو كفيلة بأن تنتج تراكم انعكاسات إيجابية على أرض الواقع، لذا فإن كل نتيجة تحققها سنويا في هذا المجال أو ذاك تذهب سدى ولا نعاين أي حضور على أرض الواقع المعيش. هل في ظل هذا الواقع يمكن الحديث عن حصيلة؟ ويبدو أن حكومتنا مازالت لم تع بعد أن إشكاليتنا الجوهرية تكمن في أزمة مشروع، لذلك سلكت درب استمرار المراهنة على الخارج والعوامل الخارجية وإهمال مستدام للروافد الداخلية الموضوعية لعملية التنمية.
لذلك مهما كانت الأرقام والمؤشرات التي تقدمها الحكومة، فإن حصيلتها ستظل سلبية بامتياز من منظور ما يتحقق على أرض الواقع وما يرتبط بانتظارات المغاربة. ولعل الدلالة على سلبية حصيلة الحكومة الاقتصادية تقهقر وضعية الفئات المتوسطة، وهو مؤشر ينذر بالخطر الاقتصادي الكبير على سيرورة تعطيل آليات التنمية، فكيف والحالة هاته، يمكن الحديث عن حصيلة إيجابية مهما كانت طبيعة التنمية المعتمدة، حتى تلك المرتبطة بإملاءات المؤسسات المالية الدولية. وهذا هو الخطر الذي أجمعت بخصوصه أغلب التقارير العالمية النزيهة والموضوعية المتعلقة بالمغرب، وهو أمر مازالت لم تليه حكومتنا الاهتمام الذي تتطلبه رغم خطورته.
وهنا يبرز مرة أخرى، إلى أين نحن سائرون؟
إن الحصيلة الاقتصادية للحكومة ظلت رهينة بإملاءات الدوائر المالية الدولية التي مازالت تستهدف تحقيق معدل من الأرباح وتحويله للخارج، الشيء الذي يفسر عدم معاينة على أرض الواقع ما يمكن اعتباره انجاز اقتصادي فعلي يستجيب لانتظارات المغاربة منذ أن حصلت البلاد على الاستقلال.
ومما يؤكد هذا المنحى أن سنة 2007 عرفت ارتفاعا مستمرا في أسعار المنتجات والخدمات، وهو ارتفاع تزامن مع تدهور الخدمات العمومية في مجالات حيوية مثل الصحة والتعليم والسكن غير اللائق.
لذا أقول إذا كان المقصود بالحصيلة الاقتصادية للحكومة ما تحقق انطلاقا مما تمليه الدوائر المالية الدولية على حكومتنا، فيمكن القول بدون أي تردد أنها كانت حصيلة إيجابية بدون منازع، أما إذا كان المقصود هو ما تحقق على أرض الواقع المعيش ومن زاوية خدمة انتظارات المواطن المغربي العادي، فالأمر لا يحتاج إلى تفكير مضني، فحصيلة حكومتنا تتلخص في استمرار تدهور الأوضاع واستفحال مختلف المعضلات، ما دامت الحصيلة تقاس بانعكاسات ما قامت به الحكومة على سكان البلاد. وما عدا هذا هو مجرد تغليط للرأي العام.
من العوامل كذلك التي تؤكد أنه لا يمكن تقييم الحصيلة الاقتصادية، هل هي إيجابية أو سلبية بموضوعية تداخل وتماهي السياسي بالاقتصادي عندنا بشكل قل نظيره في العالم، فكيف تستقيم الحصيلة الاقتصادية للحكومة وعندنا الحاكم هو الفاعل الاقتصادي الأول بدون منازع لدرجة احتكار جزء كبير من مكونات المنظومة الاقتصادية الوطنية، لا يفتوني هنا الحديث عن مسألة ظلت تحوم حولها الحصيلة الحكومية، إنها مبادرة التنمية البشرية، ويبدو أن القائمين على الأمور عندنا اختزلوا، من حيث يدورون أو حيث لا يدرون، السياسة الاقتصادية في مبادرة التنمية البشرية التي تبلورت خارج دواليب الحكومة التي لا تتحكم فيها، وإنما هي مكلفة بتصريف بعض أجزائها،ن تطبيقا دون أي هامش للتغيير أو إعادة النظر، وهذا لدرجة لم نعد ندرك طبيعة المرجعية المعتمدة، ولا مضمون ونهج النموذج التنموي المعتمد.
اعتبارا لكل ما ذكر، إن الحصيلة الاقتصادية للحكومة هذه السنة تقع خارج دائرة الواقع المعيش لأنها لا تهم إلا 10 في المائة من المغاربة فقط، وبالتالي مهما كانت الأرقام والمؤشرات ممتازة، فإنما ستظل سلبية بامتياز، بل تحت درجة الصفر، بالنسبة لأكثر من 80 في المائة من المائة، فهل والحالة هاته يمكن الحديث عن حصيلة إيجابية؟
إدريس ولد القابلة





#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترويج -إغناء الفقير دون تفقير الغني-وتكريس -إغناء الغني عبر ...
- فضائح الماجيدي حارس أموال الملك
- الماجيدي تجاوز الحدود وأساء لسمعة البلاد
- الماجيدي حلقة من حلقات نهب الملك العمومي
- ترامي الماجيدي على أملاك الشعب استمرار لسلطة -المافيا- المخز ...
- هكذا ننتج المعارضين الجذريين عندنا
- -أفريكوم- وسيلة لمحاربة -الإرهاب- وتأمين الموارد النفطية لأم ...
- البصري يسلم أسراره لابنه لحمايته
- حوار مع الباحث محمد الحنفي
- هل القاعدة أضحت تهدد الملك محمد السادس؟
- دركي مغربي يعلن اكتشاف أكبر حقل للبترول في العالم بالمغرب
- مغاربة سبتة ومليلية يطالبون بتحرير المدينتين السليبتين
- مؤشر -الرغبة في مغادرة- المنطقة.. يتنامى!
- المغرب: لا أعرفه
- النظام الملكي في المغرب صمام أمان لا بديل عنه
- في أي مغرب نعيش؟
- الثقافات، اللغات والمعتقدات هوّيات مغربية في تحول
- نكسة حزيران 1967
- ملوك الدعارة
- مات بنزكري.. فكلنا -إدريس بنزكري- الإنسان


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - في حصيلة الحكومة