أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إدريس ولد القابلة - تداعيات مشروع القانون الجديد للصحافة



تداعيات مشروع القانون الجديد للصحافة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1979 - 2007 / 7 / 17 - 10:52
المحور: المجتمع المدني
    


أكد الملك محمد السادس على وجوب أن يكون قانون الصحافة الجديد موضوع توافق بين كل الأطراف المعنية، لاسيما بالنسبة لمهنيي القطاع، وتدارسه مع من يهمهم الأمر.

لكن هناك العديد من الصحفيين، لم يتمكنوا من الإطلاع على فحوى هذا المشروع، ولو كان قد مر لكان سيمر دون تمكين المعنيين بالأمر من تقرير مصيرهم ولأصبح قابلا للتطبيق دون شعورهم بأنهم ساهموا في بلورته، علما أن أعلى سلطة في البلاد أعطت الإشارة القوية والمباشرة لضرورة إشراك كل من يهمهم الأمر، وليس الاقتصار على مناقشات ومشاورات الكواليس، ولعل عدم عرض المشروع على البرلمان الحالي فأل خير لتدارك ما لحقه القصور سابقا.

لماذا لم يتم فتح حوار وطني ومشاورات واسعة النطاق بين كل من يهمهم الأمر حتى تتمكن كل من النقابة الوطنية للصحافة المغربية وفيدرالية ناشري الصحف من التقرير عن بينة وعلم ما يريده الصحفيون والمعنيون بالشأن الصحفي ببلادنا، والدفاع عما وجب المطالبة بتغييره وتثمين ما وجب تثمينه، عوض أن تجدا نفسيهما في وضعية حرجة أو ملزمتان بالتحفظ ليس إلا. علما أنه كان بالإمكان فتح حوار وطني، وإن كان قد تم ذلك، لتم ضرب عصفورين بحجر واحد، أولا تدشين تفعيل حق الصحفيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم، وستكون سابقة، وثانيا كان بالإمكان تمرير ذلك القانون بواسطة البرلمان الحالي عوض الاضطرار إلى انتظار الانتخابات وتشكيل البرلمان الجديد.

كما يقال، ربما كان في هذا التأخير خير، على الأقل لتدارك ما فات، لاسيما فيما يخص المطالبة بفتح حوار وطني في الموضوع لأن نهج أسلوب الكولسة والتوافقات المبرمة في الممرات في آخر لحظة لن تجدي هذه المرة لأن قانون الصحافة هو شأن عام ويهم جميع المغاربة ولا يقتصر على المشرفين على القطاع بالوصاية.

من المعلوم أن الصيغة الأخيرة لمشروع قانون الصحافة الجديد عرضت على مجلسي الحكومة والوزراء، وعلى النقابة الوطنية للصحافة المغربية والفيدرالية المغربية لناشري الصحف اللتان اعتبرتاها متقدمة مقارنة مع القانون الجاري به العمل حاليا في جملة من أجرائه، إلا أنهما سجلتا تحفظهما على جملة من الفصول، لاسيما تلك المتضمنة لعقوبات سالبة للحرية.
ويبدو أن النقاش المفتوح بخصوص هذا المشروع بين الوزارة الوصية من جهة والنقابة والفيدرالية من جهة أخرى انصب بالأساس على الفصول المتضمنة لأحكام سالبة للحريات والغرامات المبالغ فيها، دون الاهتمام بمختلف أبعاد المشروع والفلسفة التي تأسس عليها. وعموما تبين أن مشروع قانون الحصافة الجديد لازال موسوما بالطابع الزجري والعقوبات السالبة للحرية، علاوة على استمرار اعتماد العبارات الفضفاضة القابلة لعدة تأويلات.
المهم لقد قيل إن المشاورات قد تمت، إلا أن الأغلبية الساحقة للصحفيين والمهتمين بشأن الصحافة لا علم لهم بمقترحات وانتقادات ممثلي المهنة والأحزاب السياسية، علما بأنه قانون سيحدد مآل المهنة وأصحابها لعدة سنوات مقبلة.

رغم تعليمات الملك بخصوص الحرص على التوافق، لم ترغب الحكومة في فتح نقاش واسع حول الموضوع، علما أن أكثر من مصدر مطلع أكد أن توصيات وتعليمات تم تمريرها للنقابة والفيدرالية لكي تبقى فحوى المشاورات في طي الكتمان. ولحد الآن لم يطلع الصحافيون على مضمون المقترحات التي قدمتها كل من النقابة والفيدرالية للوزارة، وموقف المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ومختلف الوزارات التي ساهمت في بلورة المشروع، وكذلك الأمر بخصوص رأي مستشاري الملك الذين لهم حق النظر فيه.

ويظل السؤال المركزي بهذا الخصوص هو: ما المانع من اعتماد النهج الذي اتبع في التعاطي مع مدونة الأسرة، علما أن قانون الصحافة هو شأن عام ويهم جميع الفاعلين، بل كافة المغاربة، باعتباره قانون منظم وضامن لحرية التعبير وللحق في الخبر والمعلومة.

ومهما يكن من أمر، وبعد أن توافرت الظروف لتأجيل عرض مشروع القانون الجديد على البرلمان أليس من الأجدى الآن فتح حوار وطني بصدده وكذلك بصدد قانون متعلق بالحق في المعلومة، نظرا لأن الأول سيظل ناقصا، وربما معوقا دون الثاني.

وبالمناسبة، وجبت الإشارة إلى إشكالية الإشهار التي لازالت مطبوعة بالكولسة في الوقت الذي أصبحت تستوجب درجة عالية من الشفافية، وذلك باعتبار الإشهار عاملا من عوامل استمرارية المقاولة الصحفية، وباعتباه رهانا اقتصاديا وسياسيا. علما أنه سبق وأن تمت المناداة بوجوب إحداث هيئة للمراقبة في هذا المضمار.

ولا يخفى على أحد الآن أن سوق الإشهار ودواليبه قد ظلت مطبوعة بالغموض والضبابية وموصومة بالمحسوبية والزبونية والعلاقات المتسترة والأفضليات المبررة وغير المبررة وغير الخاضعة إلى أي مقياس عقلاني، وهذه إشكالية تستوجب الاهتمام هي الأخرى.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد أن مسكت أمريكا بملف الصحراء واشنطن بدأت تخطط لإعدام البو ...
- نتمنى أن يتعامل القضاء مع دعوتنا بشكل نزيه
- المحنة التي تمر بها أمتنا هي التي صنعت ظاهرة الظواهري وابن ل ...
- ضرورة محاكمة الجنرال حميدو العنيكري لأنه ورط الملك
- السمة المميزة للسياسة الأمنية المغربية هي الخروج عن القانون
- الإفلات من العقاب هو الذي سمح بظهور جلادين جدد
- النظام السياسي المغربي لم يغير من طبيعته الاستبدادية
- العنيكري أعاد السجل الحقوقي المغربي إلى درجة الصفر
- برافو للحكومة ..-الزلاط-.. الشوكة اخترقت العظم.. والحصيلة إي ...
- في حصيلة الحكومة
- ترويج -إغناء الفقير دون تفقير الغني-وتكريس -إغناء الغني عبر ...
- فضائح الماجيدي حارس أموال الملك
- الماجيدي تجاوز الحدود وأساء لسمعة البلاد
- الماجيدي حلقة من حلقات نهب الملك العمومي
- ترامي الماجيدي على أملاك الشعب استمرار لسلطة -المافيا- المخز ...
- هكذا ننتج المعارضين الجذريين عندنا
- -أفريكوم- وسيلة لمحاربة -الإرهاب- وتأمين الموارد النفطية لأم ...
- البصري يسلم أسراره لابنه لحمايته
- حوار مع الباحث محمد الحنفي
- هل القاعدة أضحت تهدد الملك محمد السادس؟


المزيد.....




- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إدريس ولد القابلة - تداعيات مشروع القانون الجديد للصحافة