أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام البغدادي - المسافة القصيرة بين مقتل آنا ليند وعقيلة الهاشمى














المزيد.....

المسافة القصيرة بين مقتل آنا ليند وعقيلة الهاشمى


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 604 - 2003 / 9 / 27 - 03:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



11-20 ايلول 2003

يقول فكتيور هيجو " واجب المثقف ان يسلط النور على بقع الظلام المعتمة ..على اوكار خفافيش الليل المختبأة هنا وهناك"


عصام البغدادي

سبق ان قلنا ان المرأة  العراقية كانت هي المتضرر الاول في بنية المجتمع العراقى نتيجة سنوات الحرب العراقية الايرانية 1980- 1988 حين فقدت المرأة العراقية خلالها جدرانها الاربعة التى كانت تستند الى احدها  اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا فقد فقدت (الاب والاخ والزوج والابن) قتلى او اسرى او مفقدودين في الحروب والسجون  او مهاجرين خارج الوطن  ولم تبق دار واحدة محافظة على تركيبها الاسرى الا بصعوبة بالغة وقد واجهت   المرأة العراقية هذه المحن بجلادة وصبر رغم كل ما تحتويه من تناقضات وصعاب اضافة الى ملاحقة النظام لها بشكل دوني اهدر كرامتها وعزتها  وجعلها تتعرض لشتى الضغوط القاسية.

رحلت آنا ليند وزيرة خارجية السويد وهى الدبلوماسية البارعة واول من اصطحب طفلتها معها الى الامم المتحدة لتضيف للامومة بعدها السامي .. رحلت بعد طعنات رجل  مجرم لها وهى تؤدي واجبها العائلى بالتبضع من السوق بلا حراسة رسمية  في بلد ديمقراطى مثل بلدها بعد ان كانت مواقفها واضحة ازاء العديد من القضايا الدولية واهمها القضية العراقية فلم تجد  قوى الظلام سبيلا سوى التخلص منها كما فعلت ذلك سابقا مع اولف بالمة مواطنها ورئيس حكوكة بلدها في عام 1986.

وهاهى الراحلة عقيلة الهاشمى تتوج شاهد اثبات على المأساة التى عاشتها المرأة العراقية  وتكون او امراة عراقية سياسية  يتم اغتيالها وثانى ضحية في عهد  سلطة الاحتلال ويبدو ان القتلة المتمرسين في جرائم الاغتيال قد استهدفوها في ذلك الصباح الذى خرجت فيه من دارها متوجهة الى مقر عملها لكى تساهم في ارساء مستقبل العراق  بما لديها من خبرة طويلة في وزارة شهدت مقتل واختفاء العديد من كوادرها خلال حقبة الاعوام الثلاثين الماضية .

رحلت عقيلة الهاشمى دارسة القانون التى كانت مميزة  بهدوئها الجم عندما كانت طالبة في كلية القانون والسياسة في السبعينيات والعاشقة للادب الفرنسى  الرصين.. رحلت ولم ازل  احتفظ بنسخة من كتاب "قدر الانسان " للكاتب الفرنسى اندريه مالروا -الوزير الديغولى والرحالة  المستكشف لاسرار  الحضارة  في جنوب شرق اسيا .. تلك النسخة التى اهدتها لى حين شاءت الصدف ان اتعرف بها ويدور بيننا حديث عن الادب الفرنسى الذى كنت مولعا به مثلها .

لن اقول وداعا لك سيدتى  لان رحيلك ينبغى ان يكون نقطة الابتداء للمرأة العراقية لكى تؤدي دورها بقوة وثبات رغم رصاص القتلة وان الاون لكل المثقفين والمخلصين ان يسلطوا انوارهم على  قوى الظلام والشر المختبأة في اوكارها مثل خفافيش الليل .

لقد تحملتِ المسؤولية التاريخية في اكبر محنة يتعرض لها العراق منذ ان سعى وعمل حفنة من المغامرين العسكرين  على تدميره خلال الاربعين عاما الماضية  ..تحملت مسؤولية جسيمة دفعت ثمنها غاليا في الوقتِ الذى يأبى العديد من الرجال طالبى السلطة تحمل المسؤولية  في اعادة بناء الحياة في العراق ولا ينشدون  سوى اللعب على الحبالِِ مثل مهرجين في سيرك مجانى  فلا هم يجيدون اللعب المتقن ولاهم يعتكفون في دورهم يمارسون الكسل والثرثرة  ويكفون عن وضع العصى في الدولايب.

رحلت في الوقت الذى يدعو مثقف عراقي على صفحات الانترنيت بنقل معاركه الاعلامية الى ساحات العشائر الخلفية حين يعود للوطن من المهجر كان المعارك الدائرة هناك غير كافية.. رحلت في الوقت الذى لا يزال مصير العديد من النساء والاطفال مجهولا..رحلت في الوقت الذى عرفت اسمك  فيه نساء العراق وصار لهن املا بمكانة افضل للمراة العراقية بعد سنوات عديدة من الانتقاص والمذلة والهوان لدورها في بناء حياة افضل.

مرة اخرى لن نقول وداعا لانك ستكونين اول الباقيات في ذاكرة نساء العراق.


*عصام البغدادي-كاتب عراقي مقيم في تايلاند
استاذ مادة تحليل نظم الحاسبات-جامعة بانكوك
مدير قسم الشؤون العربية في صحيفة البانكوك بوست
     مدير تحرير موقع السيدة العراقية
    مدير تحرير موقع المجلة العلمية العراقية
     [email protected]



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين الحقيقة في قضية لوكربي؟؟؟ قراءة هادئة لخطاب القذافي واسئ ...
- استراحة عددية مسلية لعشاق الكومبيوتر
- ائق الرئيس يعادل 150استاذ جامعي في في العراق!!
- العدد 500 من الحوار المتمدن
- لماذا يريدون العودة؟
- قناع الفرطوسى
- العلماء العراقيين –مقالة مهداة للكاتبة اميرة بت شموئيل
- سبعة قصص سطرية قصيرة جدا
- الوصايا السبعة
- الزهور
- خط الكسر
- احلام حمزة الحسن هي احلامنا جميعا
- اعتذار الحكومات عن اخطاء رعاياها
- عندما تقلب الحقائق راسا على عقب
- نهاية اللعبة الطويلة
- قضية التفتيش
- حقيقة القمم العربية
- فورة المستعجلين وبطء العرابين
- تحية اعجاب وتقدير للكاتب الامريكى والتر برنشتاين
- اصحاب الخيار الثالث


المزيد.....




- بعد مظاهرات.. كلية مرموقة في دبلن توافق على سحب استثماراتها ...
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة وأفراد عائلات الرهائن في غزة
- مقتل رقيب في الجيش الإسرائيلي بقصف نفذه -حزب الله- على الشما ...
- دراسة تكشف مدى سميّة السجائر الإلكترونية المنكهة
- خبير عسكري يكشف ميزات دبابة ?-90? المحدثة
- -الاستحقاق المنتظر-.. معمر داغستاني يمنح لقب بطل روسيا بعد ا ...
- روسيا.. فعالية -وشاح النصر الأزرق- الوطنية في مطار شيريميتيف ...
- اكتشاف سبب التبخر السريع للماء على كوكب الزهرة
- جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا
- الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام البغدادي - المسافة القصيرة بين مقتل آنا ليند وعقيلة الهاشمى