أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شيار محمد صالح - النظام السوري وخنجر الحزام العربي والكرد















المزيد.....

النظام السوري وخنجر الحزام العربي والكرد


شيار محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1978 - 2007 / 7 / 16 - 07:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ولجنا القرن الحادي والعشرون وكلنا أمل أن نرى رياح التغيير والإصلاح تعصف منطقة الشرق الأوسط وتقوم على تغيير الموجود بأنظمة متطورة ومتقدمة تقدم الشيء اليسير على الأقل لشعوبها ومواطنيها بعد سنوات العجاف لما لاقته من ويلات ومحن تندى جبين الانسانية لها وحتى بات التاريخ يخجل من تصرفات هؤلاء الحكام الذين لا يمكن مقارنتهم بأي حاكم جائر عبر التاريخ.

استبشرنا خيراً ولكن على ما يبدوا أن بعض الحكام قد ركبوا رؤوسهم كما يقال وراحوا يستمرون بذهنيتهم وعقليتهم القرن أوسطية التي لا تعرف سوى لغة الإمحاء والقتل وعدم الإعتراف بالآخر وإقصاءه، وترى الشعب عبارة عن قطيع من الحيوانات المستوحشة والتي ينبغي القضاء عليها بعد أن يتم الاستفادة منها أو حتى وصل الأمر بهؤلاء الحكام وزبانيتهم الاستخباراتية التخلص من شعوبهم بغير أن يستفيدوا أي شيء منهم.

فكانت معمعة وزوبعة المؤتمر القطري التي تم الترويج لها على أساس أنها ستكون البلسم الشافي للكثير من التقرحات المزمنة التي عصفت بالجسد السوري؟ لكنها باتت الدواء الذي زاد الجرح تقيحاً ونزيفاً بعد ذر الرماد على العيون وإلهاء الشعب عن طريق بعض الأبواق البعثوشوفينية والقوموعروبوية التي تهجنت وتعلمت باستمرار التصفيق والتهليل للقائد الضرورة أينما حلَّ ودَبَّ. وأننا لم نستنظر الكثير من الامور من ذاك المؤتمر القوموي العروبوي البعثوي وما تمخض عنه لم يكن سوى تعبيراً عن مرحلة يتم فيها تخدير الشعب لفترة معينة وتطويل عمر النظام الذي يترنح يمنة ويسرة. وبعد ذلك كانت انتخابات مجلس الشعب بوجوه جديدة ولكن بعقلية قديمة تربت على الفكر البعثي الشوفيني والتصفيق لكل حركة يقوم بها القائد الضرورة الأسد الأبن وكانت بحق انتخابات كاريكاتورية تعبر عن حقيقة النظام بالتفرد بالحكم واقصاء مكونات الشعب السوري وخاصة الكرد منها. وتتالت بعد ذلك انتخابات رئاسة الجمهورية والتي عرفت نتائجها قبل ان تتم وهي المرشح الوحيد ومن دون منافس الأسد الأبن وليستمر على عرش السلطة حتى ملاقات والده أو تكون نهايته كما نهاية معلمه في الشوفينية والدكتاتورية المقبور صدام حسين. وفي السابع عشر من الشهر الجاري سيؤدي الرئيس الأسد الأبن القسم الجمهوري ويعيد الاسطوانة المشروخة ثانية ويعطي الوعود التي لن ترَّ النور وستولد ميتة كما هو ملاحظ من تقربات النظام في راهننا.
ثمة أجندة يعمل عليها النظام السوري منذ القدم ويقوم على تجديدها في حاضرنا ويبغي من وراء ذلك دق الاسفين بين مكونات الشعب السوري بواسطة خنجر الحزام العربي وتوزيع أراضي الكرد على السكان العرب المستقدمين من المحافظات الأخرى وتوطينهم في المنطقة الكردية الواقعة في ديريك على الحدود العراقية التركية السورية.

إنني لست بقارىء فنجان أو فاتح فال اعلم ماذا سيحل بالقائد المبجل حتى كتبت هذه الأسطر، إنما استوحي معلوماتي مما يتم عمله من قبل أجهزة النظام البعثي بحق الشعب الكردي السوري من عمليات تعذيب وملاحقة واخفاء مدروسة من كافة النواحي، وأخيراً ما يقوم به هذا النظام بإعادة التوزيع الديموغرافي ويعمل على نقل عدد من العائلات العربية بغية توطينها في الجسد الكردي وبذلك تكون النتيجة زرع الفتنة والفساد بين مكونات الشعب السوري بكرده وعربه ومسيحييه. فقرار وزارة الزراعة لم يأتي من لدنها بل جاء وفق أجندة مدروسة من قبل أجهزة الاستخبارات السورية المتشربة للعقلية الشوفينية التي لا همّ لها سوى زرع الفتنة والاقتتال الأخوي بين الشعوب وتوسيع الحزام العربي السيء الصيت التي عمل النظام السوري على تنفيذه في ستينييات القرن الماضي، وهاهو الآن يقوم على توسيعه كي يشمل الحدود السورية العراقية في المنطقة الكردية وبذلك يعمل على فصل الكرد وابعادهم عن أهلهم وذويهم بين هذين القسمين من جنوب كردستان وغربها. وكأن الحدود السياسية المتواجدة لا تفي بالحاجة في تقسيم الكرد بل يعمل النظام على زرع حدود وأسلاك بشرية شائكة بين الكرد كي يطولون من عمرهم ولو بعض حين. والمعتقد أن النظام السوري وزبانيته لا يعون التاريخ والأنكى أنهم يقلدون أستاذهم القومجي الشوفيني الدكتاتور صدام حسين في توطين العرب في كركوك وإضفاء الشرعية العربية على هذه المحافظة كي لا تعود لحضن كردستان إلا بعد حروب طاحنة ومستميتة بين الشعب. وهاهو الان النظام السوري وبنفس العقلية البعثية الموروثة عن المقبور صدام حسين يقوم على توطين العرب في منطقة ديريك الكردية وتوزيع الاراضي الزراعية عليهم والعمل على تغيير الوضع الديموغرافي للمنطقة الكردستانية.

الأجدر على النظام السوري أن يكف عن هذه التقربات العقيمة والتي لن تمد من عمره إن حانت ساعة أفول نظامه. والعمل على دمقرطة نظامه وأعطاء الشعب حقه في العيش بدلاً من هذه التقربات غير الأخلاقية بحق الكرد والمسيحيين في المنطقة وتوزيع الاراضي عليهم لأنهم المتضررين في الدرجة الأولى قبل غيرهم وتنمية المنطقة كي تزداد الروابط بين مكونات الشعب السوري بكرده وعربه ومسيحييه. ولكن الواضح أن النظام السوري المتشدق بالديمقراطية البعثية الشوفينية والمطبل على طبل اللحمة الوطنية لن يحصد شوى الشوك من هذه التقربات على المدى المنظور.

فإلى متى سيلهث هذا النظام وراء عقليته القومية المتعصبة التي لا تعير أي اهتمام للشعب المغلوب على أمره. أم أنه ينتظر تدخل القوات الامريكية أن كان بشكل مباشر أو غير مباشر ومصارعتها على الشاكلة الدونكيشوتية. أولى بهذا النظام أن يتدارك الموقف أو القطار قبل أن يغادر لأنه حينها لن تجدي أقواله وأفعاله أي شيء، وأن يتوجه نحو الشعب ويطلب الصفح منهم علّه ينال مالم يراه طيلة حياته. وكذلك منح الشعب حقه في الحياة وتطوير ثقافته ومواطنته المغيب عنها حتى راهننا وكذلك توجيه سورية نحو مجتمع مدني يسوده الاخاء والعدالة، بدل من المجتمع الحالي الذي يشرف عليه بعض زبانية النظام الذي يلهثون مثله وراء منافعهم الشخصية والعائلية.

الديمقراطية والتعددية وحرية التعبير هي سر تطور أي شعب وانفتاحه نحو العالم وغير ذلك لا يكون سوى أحلام وردية فوق نار خامدة لا يعرف أحد متى ستستعر وتحرق من حولها.

[email protected]



#شيار_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا تفوتنا الفرصة!!!
- هل حان الوقت لعقد كونفرانس قومي كردستاني؟؟؟!
- ديمقراطية اللكمات في البرلمان التركي
- هولير لا تحزني، إنه ليس إلا مخاض ولادة!!!
- وماذا إذا أعلن العمال الكردستاني الحرب؟؟؟!
- إذا كانت الحرية ستأتي بقتل طفل بريء فاللعنة على تلك الحرية.. ...
- الكرد بين بيكر – هملتون وكيسنجر – أردوغان؟؟؟!
- نداء للمحامين الكرد.. إرفعوا دعوى ضد غول؟؟؟!
- هل ستستفيد تركيا من مبادرة حزب العمال الكردستاني...!!!
- قالتها تركيا، أحسن كردي هو ذاك الكردي -الميت-...!!!
- هل يعي الكرد لعبة التوازنات في المنطقة...!!!
- شاهو كوران: قرار اغلاق المؤسسة يحمل في طياته بعداً سياسياً و ...
- إسرائيل تطبل وتركيا ترقص!!!
- ما بين سوريا وإيران، ضحية اسمها لبنان!!!
- ثانية التراجيديا الكيمياوية في الحقيقة الكردية!!!؟؟؟
- فاشية قضاة تركيا وديمقراطية القاضي ريزكار الكردي، أوجلان أنم ...
- ماذا سيقدم مشفى القاهرة وجدّة للنظام السوري المريض؟؟؟
- المعارضة بين تغيير وإصلاح النظام في سوريا


المزيد.....




- أجزاء من فئران بشرائح خبز -توست- تدفع بالشركة لاستدعاء المنت ...
- مسؤولون يوضحون -نافذة فرصة- تراها روسيا بهجماتها في أوكرانيا ...
- مصر.. ساويرس يثير تفاعلا برد على أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل
- العثور على بقايا فئران سوداء في منتج غذائي ياباني شهير
- سيئول وواشنطن وطوكيو تؤكد عزمها على مواجهة تهديدات كوريا الش ...
- حُمّى تصيب الاتحاد الأوروبي
- خبير عسكري: التدريبات الروسية بالأسلحة النووية التكتيكية إشا ...
- التحضير لمحاكمة قادة أوكرانيا
- المقاتلون من فرنسا يحتمون بأقبية -تشاسوف يار-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شيار محمد صالح - النظام السوري وخنجر الحزام العربي والكرد