أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد حبيب - هل شارك عمر في كتابة القرآن؟















المزيد.....

هل شارك عمر في كتابة القرآن؟


عماد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 10:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مكانة عمر في الإسلام كانت من المسائل التي استنزفت منّي جهدا كبيرا و غير عادي منذ طفولتي لفهمهما و استيعابها، و أذكر أني في مرّة و أنا بالمرحلة الأولى بالثّانوي، قمت برسم صورة له لأزيّن بها ملفّا أعددته عنه في مادّة التّربية الإسلاميّة، و ثارت ثائرة زملائي الصغار قبل أستاذي لهذه الجريمة المنكرة التي قمت بها، فالخلفاء الرّاشدون لا يصوّروا، أو لا يمثّلوا، تماما كالرّسول ، و علمت فيما بعد ان فتوى غبيّة أطلقها أحد جهلاء الأزهر، الكنيسة الإسلاميّة المتخلّفة ، حرّمت حتى تمثيل دور الذين يزعمون أنهم العشرة المبّشرون بالجنّة.

لم أقتنع يوما أنّه ثمّة عشرة مبشّرون في حياتهم بالجنّة، حتّى قبل أن أقرأ تاريخ هؤلاء الدّموي، و أكتشف أنهم قتلوا بعضهم البعض طمعا في السلطة و المال و متاع الدنيا، و لو إقتتل مسلمان فكلاهما في النّار. في النّار و في الجنّة في نفس الوقت ؟ ليس هذا أوّل التناقض و لا آخره.

لم أكن أفهم كيف يمكن أن نرفع عمر لمرتبة هي أحيانا أكبر من مرتبة الرسول، على إعتبار أنّ محمد هو آخر المرسلين و لا نبي بعده، و لم أكن أقتنع كثيرا بكلّ روايات التراث التي تجعل منه أعدل الخلفاء على الإطلاق، و مؤسّس الدولة الحقيقي (و هو كذلك فعلا) الذي كان قادرا أن يبطل العمل بآيات من القرآن غير منسوخة، مدوّنة و صريحة، في حين يروى عنه وجود آية الرجم التي لا وجود لها في القرآن، و هذه غير آية إرضاع الكبير التي أكلتها الدّاجن تحت سرير عائشة، و إنّا نزّلنا الذكر و إنّا له لحافظون. نعم، و لكن عمر تحديدا فوق رأسه ريشة، يفعل ما يشاء و رأيه الصّواب، كيف لا و هو الذي ما رأى رأيا إلاّ و جاء القرآن به، نزل الوحي مطابقا لما رآه، في حياة محمّد نفسه، فكيف الحال و قد آلت إليه الخلافة ؟

الوحي ينزل عادة على هوى محمّد، و هذه قالتها له زوجته عائشة، و لم أقلها أنا، أو ينزل بما يرى عمر، في الأمر هنا شيئ يدعوا إلى التسائل قليلا مهما بلغت درجة قدسيّة النص أو الرسول أو زوجاته أو صحبه، تسائل يؤرّق كلّ من لا يترك عقله جانبا لينعم بطمئنينة الإيمان و الطمع في الجنّة. من قال أن العقل نعمة و أن حمد الله عليها هي استعماله ؟
تذكر لنا كتب التراث المقدّس إذا أنّ القرآن جاء موافقًا لرأي عمر في مواقف عديدة من أبرزها: قوله ـ يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى: فنزلت الآية ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) [ البقرة: 125]، وقوله يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب: (وإذا سألتموهن متاعًا فسألوهن من وراء حجاب) [الأحزاب: 53].

وقوله لنساء النبي وقد اجتمعن عليه في الغيرة: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن) [ التحريم: 5] فنزلت ذلك.

ولعل نزول الوحي موافقًا لرأي "عمر" في هذه المواقف هو الذي جعل محمّد يقول: "جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه".

وروي عن ابن عمر: "ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر بن الخطاب، إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر رضي الله عنه"

إلى هنا و الأمر يمكن أن يكون مكرمة من الله على عباده الصّالحين، المختارين، و جزاء لعمر على خدمته للإسلام، و طاعته للرسول، لحظة أقلت طاعته للرسول و حبّه له ؟ حسنا، سوف لن أتكلّم عن قتله لرجل إحتكم للرّسول فلم يرضه حكمه فلجأ لعمر ليحكم له، فقتله مباشرة و هو المسلم الموحّد الذي كان بين يدي رسوله و أذن له بالإحتكام لعمر، فخالد إبن الوليد أيضا قتل مالك ابن نويرة الفارس المسلم الذي استسلم و من معه لجنود خالد و لم يرفع سيفه لمّا علم أنهم مسلمون، قتله و نزل بإمرأته في اللية نفسها، و لكن لنرى مذا فعل عمر تحديدا حين مات محمّد و حين آلت إليه الخلافة.

ربّما كانت اهمّ الأحداث التي حدّدت مستقبل الإسلام و أعطته صيغته الشبه نهائيّة هي موت محمّد و ما وقع في السقيفة، فمعلوم أنّ أبا بكر وعمر لم يشهدا لا غسل ولا تكفين ولا حتى دفن محمّد، اكرّر، محمّد رسول الله و صاحبهما و حبيبهما قبل كلّ شيئ، بل قام بذلك أهله في جوف الليل (انظر أبن هشام 4 / 336 ، والمقدسي في البدو والتاريخ 5 /65 وشرح المنهج 2/2 واليعقوبي 2/103 وكنز العمال 3 /140 وتاريخ الخميس 1 /189 وأبو الفدا 10 /152 وتاريخ الذهبي 1/321!!
ومعلوم أيضاً أن بعض الأنصار وجميع بني أمية وجميع بين هاشم قد رفضوا هذه البيعة وامتنعوا عنها ، وتصل بعض المصادر بهذا الامتناع إلى ستة أشهر كاملة ظلت فيها شرعية أبي بكر تتأرجح ، حتى حصرهم (عمر بن الخطاب) وهم في اجتماع ببيت (علي بن أبي طالب) ومعه رجاله مشاعل النار والحطب منادياً المجتمعين : "والله لأحرقن عليكم البيت أو لتخرجن إلى البيعة".. "الطبري / التاريخ / 3/202"
هل يختفي الحبّ و الإيمان بمجرّد موت محمّد ؟ و هل يستأهل الملك ، أو الخلافة، أن نحرق من إمتنع على بيعة أبو بكر، علما و أن عمر نفسه هو من عيّنه ، و بسيفه ، بذكاء خارق و حديث حزم الأمر، رواه إبن إبي قحافة نفسه و لم يروه غيره أحد يقول أن الخلافة في قريش ؟ بأمارة مذا ؟ و لمذا ؟ قريش أيضا على رأسها ريشة كعمر ؟ سيعلمنا التاريخ فيما بعد أن عائلتين من قريش هما من ستتوليان الخلافة لما يقرب من الألف عام ، في أطول مدّة حكم لعائلة مالكة، و سنقرأ من خلال السطور بأن لعبت هاشم بالملك فلا ملك اتى و لا وحي نزل

حين يقول خليفة محمّد أمير المؤمنين، لا وحي نزل، فيجب أن نتوقّف كثيرا و نحاول أن ننسى المسلّمات، فالأمر أصبح سخيفا جدا هنا

لنعد لعمر، الخليفة العادل،و هو لم يكن عادلا إلا بين العرب، فالرعيّة عنده هم العرب، و قد قتل أساسا بسبب عصبيّته تلك، لا بل و حتى بين العرب و بين قريش نفسها لم يكن عادلا، فحين قسّم غنائم الفتوحات، دعى نسّابة قريش و كتب لكل عائلة على حسب نسبها أو سبقها للإسلام و شهودها بدر، أي لا سواسية مثل أسنان المشط و لا هم يحزنون، عمر الذي وحّد الجزيرة تحت حكمه و أخذت الدولة شكلها الشبه نهائي، فكيف كان يحكم ؟

لو عثرت معزة بأرض العراق لسؤل عمر عنها، تناقض آخر ؟ معزة بأرض العراق، و البشر من العبيد و الجواري، السبايا أسرى الحرب ، لا يحق لهم دخول المدينة ، العلوج، الغالية جدّا على قلب الصحّاف، العلوج و هم بشر كانوا يقسمون مع أراضيهم و يقطعون، إقطاعا ، للعرب ، الأرض و من عليها، أحلّت لكم الغنائم و لم تحلّ لأحد من قبلكم، و لكلّ حديث حديث أو آية، و إيّاك إيّاك أن تسأل، و إحذر عقلك، فسيهلكك و تكفر

كلّ هذا يمكن أن يمرّ مرور الكرام، و هو يمرّ ، رغم أن النصوص و الوقائع أمامنا، لكن قدسيّة عمر تمنع أي كان من أن يفكّر أو يجهر بما يفكّر به، و لكن ثمّة أمر لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يجد تفسيرا مقنعا أو حتّى شبه مقنع، كيف يجرؤ عمر على إبطال العمل بنص قرآني ؟ لو كان مؤمنا فعلا ، كيف يجرؤ ؟
المثال الأوّل لذلك هو إبطاله العمل بسهم المؤلّفة قلوبهم، و هم حديثوا العهد بالإسلام ، و حتّى من غير المسلمين من الذين نزلت فيهم آية صريحة بسورة التوبة و أقطع لهم الرسول نصيبا لكن لما ولي أبو بكر جاء المؤلفة قلوبهم لاستيفاء سهمهم هذا جريا على عادتهم فكتب أبو بكر لهم بذلك ، فذهبوا بكتابه إلى عمر ليأخذوا خطه عليه فمزقه وقال : لا حاجة لنا بكم فقد اعز الله الإسلام وأغنى عنكم ، فان أسلمتم والا السيف بيننا وبينكم ، فرجعوا إلى أبي بكر ، فقالوا له : أنت الخليفة أم هو ؟ . فقال : بل هو ان شاء الله تعالى وأمضى ما رآه عمر، إن كان الوحي يمضي رأي عمر و إن كان عمر هو من عيّن أبا بكر، فهل يجرؤ على مخالفته
تفسير القرطبي ج 8 / 179 - 180 ، فتح القدير للشوكاني ج 2 / 355 ، الدر المنثور للسيوطي ج 3 / 251 ( * )
لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها. قمّة العدل و التساوي أما شرع الله بين كلّ عباده، أليس كذلك، رغم همجيّة و بربريّة العقاب البدني ، لكن مادامت فاطمة بنت محمد نفسها لو سرقت فستقطع يدها، و مادام هذا شرع الله، فلا إعتراض هناك.
لا، عمر إعترض، و ابطل العمل بحد السرقة، ليس في عام الرمادة فحسب، و حتّى في ذلك العام، عام المجاعة، لم يكن ثمّة من شيئ يبيح مخالفة القرآن، كلام الله نفسه، جلّ جلاله الذي لا يحق لمخلوق مناقشته، لا عمر و لا غيره، بل حتّى في غير ذلك حين جعل نصابا للمسروق، رغم أنّ آية السرقة لم تحدّد نصابا و لا هم يحزنون

من هذا الذي يجرؤ على مخالفة نصوص صريحة من القرآن ؟ و إضافة نصوص أخرى ؟ و هو الذي ما رأى رأيا إلاّ جاء القرآن بمثله ؟

مؤمن حقيقي بالله و بنبوّة محمّد و بأن القرآن كلام الله ؟
أم مشارك في كتابة القرآن أو على الأقل عارف بأن القرآن ما هو إلا كلام يكتب لغاية في نفس يعقوب ، لأرضاء هذا و استمالة ذاك و لحل مشاكل الآخر الجنسيّة؟

هل شارك عمر في كتابة القرآن ؟

لم لا ؟ و عموما لا تهمّ الإجابة كثيرا، سواء شارك أم لم يشارك، لا تفسير منطقي، مرة أخرى ندرك لم يعادي علماء المسلمين المنطق، لأنه ينسف كلّ ما لديهم بالنصوص التي بين أيديهم نفسها، منطقيّا إذا، لم يكن عمر يعطي المنزلة أو القدسيّة التي يستحقّها لهذا النص ، فحين يقضي الله أمرا ليس لمسلم الحق و لا حتى في النقاش أو السؤال، و لا استثناء هناك ، و لا حتّى محمّد نفسه ،لكن يبدوا أن هاشم لعبت بالملك فلا ملك أتى و لا وحي نزل

و الآن، لو انطلقنا من هذه الرؤية، يمكن أن نفهم لم كان عمر متشدّا مع كبار الصحابة في عهده حتى أنه منعهم من مغادرة المدينة، و لم نهى عن تعلّم رطانة العجم ، و لم أخضع الجزيرة كلّها بسيفه و قسم الأرض و العباد الذين يسميهم علوجا بين أهله من قريش و لم أنفرط عقد الدولة التي بناها بعد موته بقليل،

و للحديث بقيّة



#عماد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائية المصرية و ملك اليمين
- و من اللحية و الحجاب و الجهل ما قتل
- رسالة إلى د رجاء بن سلامة : لمذا نحتاج د وفاء سلطان
- الله الشيطان
- الشريعة كنقيض لحقوق الإنسان
- أربع سنوات سجن لكريم عامر
- الشرف و الباذنجان
- فاروق حسني و قانون الصمت
- يجب إنقاذ كريم عامر
- مثلما تكونون يجزّر عليكم
- بيع الهويّة في المزاد العلني
- حقوق الإنسان المسلم : الخوف فالموت أخيرا
- حقوق الانسان المسلم : العبودية ثانيا
- حقوق الانسان المسلم : التخلف أوّلا
- الإرهاب و الحجاب و حفرة طالبان
- عري
- بشراكم يا مسلمين
- دعوة للإنحلال الأخلاقي
- عبد و مخبر و حرامي
- إلاّ الخيانة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد حبيب - هل شارك عمر في كتابة القرآن؟