أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد حبيب - الشرف و الباذنجان














المزيد.....

الشرف و الباذنجان


عماد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1832 - 2007 / 2 / 20 - 11:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تقول نكتة قديمة كنا نرويها أيام الباكالوريا أو الثانوية العامة، أن تلميذا خائبا استشار أحد المنجمين عن موضوع إمتحان مادة العلوم الطبيعية لتلك السنة، فأخبره أنه مادة القلب، فلم يفعل صاحبنا شيئا طوال السنة سوى أنه حفظ درس القلب دون سواه، و كما كان متوقعا جاء الإمتحان عن درس غيره، لنقل العين مثلا، فما كان منه إلا أن أجاب
:
العين عضو مهم جدا في جسم الإنسان و لكن ذلك لا يجب أن ينسينا القلب، فالقلب كذا و كذا
....
إلى آخر ما حفظه من الدرس.


كلما طرح موضوع الحرية و حقوق الإنسان و المواطنة كقيم كونية ننادي بها و نعمل لأجلها كلما زاد عدد الذين يقولون هذا كلام جميل و لكن لا يجب أن ننسى أننا عرب أو أننا مسلمين وأن الشرف عندنا غالي يا بوي. و أن هذه البدع المستحدثة في بلاد الغرب لا تصلح لنا لو كان المخاطب معتدلا أو هي مؤامرة لاستلاب هوية الأمة لو كان المتحدث أقل إعتدالا أي في أغلب الأحيان.

و كما كان متوقعا في بداية عصور الانحطاط الجديدة هذه، و بعد مذبحة وزير الثقافة المصري الذي تجرأ و خالف قانون الصمت، جاءت الهوجة الجديدة أيضا في نفس خانة الشرف و الفضيلة بمناسبة عيد الحب و المحتفلين به، بعد أن كانت الشرارة الأولى دعوة لقطع أطراف هالة سرحان من خلاف ثم صلبها لأنها تكلمت عن بائعات هوى في مجتمعاتنا النقية جدا و التي لا يكيل الشرف عندها بالباثنجان

الدعوة قام بها محام من إياهم و لن يجرأ أحد في دولة المفروض أنها مدنية أن يطالب بشطبه من جدول المحامين، بينما يجمع محاموا تونس أو أغلبهم على عدم قبول هند صبري كمحامية لأنها و العياذ بالله ممثلة، بمعنى فنانة، أي مجرد ظل حسب قانون ساكسونيا، بينما يمكن أن
يكون دعاة إراقة الدماء على جوانب شرفنا الرفيع محامين، أو من يصف أبناء وطنه الذين ينادون بتغيير مادة في الدستور بالجرذان و على فكرة، كتبها هكذا، جرزان، و لكن هذا لا يهم كثيرا ، مادام المحامي الأشهر للجماعات إياها ،

و تحت مسمى الخصوصة الثقافية و الدينية التي تفرغ كل القيم من مضمونها، و تفرغ كل المعاهدات الدولية التي صادقت عليها دولنا و الداعية للحرية و كرامة الإنسان و عدم التمييز ضد المرأة أو الأقليات من أي دور فاعل لها، تحت هذا المسمى قامت جوقة العويل و الندب و يا أخلاقاه يا شرفاه بذبح فكرة عيد الحب من أساسها. ذلك أن الحب جميل و لكن، لا يجب أن ننسى أننا عرب أو مسلمون، و كأن الحب و الحياة لا يصلحان لنا. جعلوه عيدا وثنيا، هكذا، حرموا الإحتفال به، ذبحوا المحتفلين، لم ينثروا الأشواك في طريق العشاق هذه السنة بل شحذوا السيوف و أعدوا الحجارة و تعالت الصيحات تنادي برجمهم. .

صار شرف هذه الأمة مرهونا بقبلة على شفاه إحدى بناتها، و في تعليق على عملية دعاية بمناسبة عيد الحب قام به مطعم تونسي، قرر أن يهدي حساب عشاء لحبيبين على أن يعلن الرجل لشريكته حبه على الملأ و يقبلها، قال أحدهم أن شعبا يرضى بطباعة قبلة فاسدة حرام على وجنة بنت من بناته، هو شعب شاذّ لا يستحقّ الاحترام وإنّ مجتمعا يتكوّن من أمثال هذا الشعب لا يمكن أن يشهد العمران، فضلا عن أن يشهد الحضارة .

مع أنه لن يشهد الحضارة و العمران إلا شعب مقبل على الحب و الحياة، الفرد فيه متصالح مع نفسه و جسده أولا، و مع غيره ثانيا، لا يحمل الكره الذي يتقاطر من كتابات المتأسلمين الصارخين جهنم و بئس المصير للمسيحيين و اليهود و المسلمين الذين يخالفونهم المذهب أو طريقة التفكير. فالكره ضعف، و الخوف شلل، و لا شيئ يمكن أن يؤدي إلى عصور إنحطاط جديدة مثل تزييف الحقائق هذا.

عقد جنسية رهيبة تنخر كالسوس فكر و وجدان قطاع عريض من نخب و عامة مجتمعاتنا، و فتاوى أنواع النكاح و ترقيع غشاء البكارة تعتبر في صميم أمنها القومي، ذلك أن شر الأمور مستحدثها و أنهم لا يرون سوى ما في أعماق نفوسهم المريضة من فانتزم الأنعام الغارقة في الممارسة الجماعية للجنس العاجزة عن خوض معركة الأمة الكبرى.

خلط غريب للأمور و قلب للحقائق حتى يدوم سبات هذه المجتمعات أطول مدة ممكنة، و تنتج المزيد و المزيد من الإرهاب و الإرهابيين الذين عادة يذبحون أبناء بلدهم و أمتهم وينتحرون معهم طلبا للشهادة في سبيل معركة الأمة المصيرية. .

العاجز عن البناء هو العاجز عن الحب و الحياة، هو الذي ينتظر أن ينطق الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فأقتله، العاجز عن البناء و العمران هو صاحبنا أعلاه، لا يعرف سوى درس واحد حفظه عن ظهر قلب، دون فهم حتى و لا يعرف غيره حتى أنك لو سألته عن الأنف مثلا قال لك
:
الأنف عضو مهم جدا في جسم الإنسان و لكن لا بجب أن ننسى القلب
....



#عماد_حبيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاروق حسني و قانون الصمت
- يجب إنقاذ كريم عامر
- مثلما تكونون يجزّر عليكم
- بيع الهويّة في المزاد العلني
- حقوق الإنسان المسلم : الخوف فالموت أخيرا
- حقوق الانسان المسلم : العبودية ثانيا
- حقوق الانسان المسلم : التخلف أوّلا
- الإرهاب و الحجاب و حفرة طالبان
- عري
- بشراكم يا مسلمين
- دعوة للإنحلال الأخلاقي
- عبد و مخبر و حرامي
- إلاّ الخيانة
- هي الحرب بترا،
- العمل خير من الصلاة
- حوار صوفي
- ظل ايروس المائي
- هل الإسلام هو المشكلة ؟
- هيفاء : نحتاج دروسا في الإغراء لشباب هذه الأمّة
- رامبوالعربي: اغتيال الفن و مصانع التخلّف


المزيد.....




- “ثبتها بسرعة” تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناع ...
- مشروع قانون أميركي لتصنيف -الإخوان- كجماعة إرهابية
- الجهاد الاسلامي تؤكد على وقوفها إلى جانب الشعب السوري في موا ...
- خبير دولي: العميل الحقيقي هو من يزرع الفتنة الطائفية في سوري ...
- الطائفية الانتخابية.. قناع الفشل السياسي في سباق البرلمان
- وزير الأوقاف الفلسطيني: المسجد الإبراهيمي ملكية خاصة للمسلمي ...
- “مغــامرات جني”.. تردد قناة طيور الجنة 2025 الجديد للأطفال ع ...
- ألمانيا: السجن لنجم تواصل اجتماعي سلفي لإدانته بالاحتيال
- كيف بنى تنظيم الإخوان شبكته المالية السرية في الأردن؟
- الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية تنفي التوصل لاتفاق لوقف إطلا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد حبيب - الشرف و الباذنجان