أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي قاسم مهدي - الواقع العربي بين الركود والتغير














المزيد.....

الواقع العربي بين الركود والتغير


علي قاسم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1970 - 2007 / 7 / 8 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حلل احد الاسرائلين هزيمة 1967 – من كثرة استخدام الكذب والتزييف في حياة العرب العامة فزعماء العرب ، كثيرا ما يصدرون أقولا كاذبة مما يؤدي إلى تضليل شعوبهم .

((إن الإلحاح على تقديم مثل هكذا كتابات مستمد من طول المحاولات المتعددة لتحريك الفكر العربي للوثوب نحو التغيير))

تمكن الإنسان وعبر مراحل التطور الاجتماعي والسياسي التي مر بها، إن يتحرر من بعض القيود التي ألمت به كثيرا، واستطاع إن يتقدم مستوعبا مفاهيم الحضارة، بالشكل الذي يليق بمكانته كانسان مبدع ، وان يبني ويؤسس مفاهيم هيئت بخصائصها السبل القوية التي مكنته من أن يكون خليفة في الأرض باستحقاق ، فلو استقرانا تاريخ أوربا المعاصر، نجد أنها تمكنت أن تهذب وتنهض ، عبر رؤى كثيرة وكبيرة ، أبدعتها عقلية متحررة متنورة ( من قيد الأفكار القديمة )- التي شكلت جزءا كبيرا من ذاكرتها - . وأوجدت لنفسها مكانة استحقت من خلالها أن ترتقي على أمم الأرض ، وقد مرت قبل هذا ، بمرحلة كادت أن تقضي عليها وعلى معالم الحياة العامة ، حيث جرتها الحروب العقائدية ولفترة طويلة من الزمن امتدت من القرن السادس عشر وحتى بداية القرن العشرين ، فعندما كان الناس يعزون المعتقدات إلى مصدر الهي على الرغم من اختلافها الكبير (أي المعتقدات ) مع ابسط التعاليم الإلهية ، فكانوا يعتنقونها غير مجادلين وكانت ذات سلطان عليهم ، فللمعتقدات دينية كانت أم سياسية أم اجتماعية، شأن كبير في التاريخ على الدوام ، إذ لا تلبث بعد إن تصبح عامة أن تصبح أقطاب جاذبة تجذب نحوها الشعوب،وتصبح سمة على كل عنصر من عناصر حضارتها ، فتوصف الحضارة حينئذ باسم معين، ديني أو اجتماعي أو سياسي مثلا ، لكنها( أي الحضارة) باستمرار وتحت ضغط الإرادة المتحررة التي آمنت بها الشعوب، نسجت عناصر رقيها بكل جراءة وقوة . منطلقتا نحو السمو الذي مكن سلطة الشعوب أن تتنور وتتحاور لبلورة النسيج الواعي لإدارة الحياة ،، متوجتا عطاءها ذلك بالديمقراطيات الإنسانية . إن نشأت وتطور المتغيرات التي طغت وتغلبت على المسلمات الغير صحيحة،، حركت الشعوب الأوربية نحو التغير الصحيح ، مستفيدة من رجالات الفكر ونتاجهم الفلسفي والاجتماعي أولا، واعتمادها على اراداتها الشخصية الواعية ثانيا ، فأحدثت ثورة كبير في مجال المعرفة، واستوعبت المقدس وفق رؤية عقلية غير منحازة ، لهذا أطلقت صرختها المدوية بوجه كل من ينادي به بمقتضى المزاجية والفردية الأنانية ، وأعلنت رفضها بكل صراحة وغير مبالية بأنصاره الذين عطلوه وأحدثوا التناقض فيه- لازالت القوة المتحررة تبحث عن سبل لإعادة المقدس لبريقة ووهجه الصحيح بعيدا عن ضغط الحاكم والكنيســـة التي عانت منه كثيرا - فعندما أعـلن ( نتشه ) موت الله – أراد بذلك الكنيسة الفاسدة – وان الله الحق متى ما استوعبنا وجوده ومفاهيمه وقيمه الدينية العليا وأمنا برسالاته السماوية كلها دون تمييز أو تفريق، هنا يحق لنا أن نحافظ على المقدس وان ندافع عنه . إن ابتعاد الشعوب المتحررة آنذاك من ضغط الكنيسة، جاء نتيجة انحطاط الكنيسة نفسها، وربطها الدين بالحياة ، ليس لخلل في قيم الدين ،لا بل لعدم وجود من يمثله ويطبقه بالشكل الصحيح ، فهي على قناعة تام فيما إذا جاء من يحترم الدين ويجسده بالشكل الصحيح ، تنساق إليه كما انساقت عقليا للتطور الاجتماعي والعلمي الحاصل حاليا.أما شعوبنا العربية، فمنذ خمسينيات القرن المنصرم ، وبعد تحررها من الاحتلال ، عانت من عدم فهم مفاهيم التقدم والتحرر ، لهذا هي خرجت فعلا من الاحتلال لتقع تحت تأثير الاحتلال الفكري ، والذي ارتبط ارتباطا مباشر بالفكر القومي ، ولم تجدي كل المحاولات التغيرية على الرغم من المساحة التي شغلتها هنا وهناك، أن تحرر العقلية العربية والإنسان العربي من القيود التي أحاطت به . إن الماضي القريب وبكل إفرازاته ، عطل قدرة العقل العربي على أن يتنور، وهيأ نسق من القيم المتخلفة سيطرت عليه . لقد هزموا العرب على يد إسرائيل ، لان الأنظمة العربية أنظمة متخلفة تسيطر عليها الطبقات الاجتماعية والرأسمالية بكل فكرياتها الرجعية . إن إقناع العقل العربي بهزيمته ،وان ليس هناك أمل بالتحرر إذا ظل منقاد لأيدلوجيات تفكيره الهشة ، سيجلب اليقين في صفوف الشعب العربي ليتحرك بفاعلية. وان يترك الشعارات والخطابات التي لا فائدة منها ،، هنا يستطيع معالجة مشكلاته ، وهذا بالفعل يجعله في صميم دائرة التحرر والانطلاق . وانه بحاجة إلى حركة نقد ذاتي واسعة المدى للنظام العربي كله ، لكي يجابه مشكلاته الأساسية، وان قدرته على الإبداع الحضاري ، متمثلة في صياغة نموذج عربي متحرر يؤمن بالتنمية والتحديث وفق المنظور العقلي المتحرك غير المحكوم بروابط متخلفة ، تحاول تحجيم دوره الريادي في قيادة وعيه نحو الانطلاق،، وان تكون القاعدة مصممة على تفهم لغة الحوار لتحقيق العدالة الاجتماعية . وهذا بدوره يقود إلى اكتشاف البعد الحضاري لذاته،، من حيث إن كل تحديد للذات هو نفي للآخر المتخلف ،، وهذا المبحث يكشف لنا عن أهميته ومحوريته بالنسبة لكافة التحديات التي واجهت المجتمع العربي في تاريخه الحديث كجماعة بشرية ،، على الجيل العربي الحاضر تقع رسالة تاريخية هي تحرير ذاته من كافة التبعات البالية، والتحرر من كل أشكال الهيمنة والخروج من دائرة التخلف الذي وضعته فيه عقلية أنظمته ودوائرها الاستبدادية . وأخيرا إذا كان الإنسان (روحا) تتسم بالثبات والجمود وعدم التغير ، فإنها ستراوح مكانها وتنقرض دون أي دور حضاري ، أما إذا كان (عقلا) متحررا تتمحور حوله الأهداف السامية والنبيلة ،فان أبعاد تحرره الحضارية ساعية متنورة تخلق له أفاق جادة متنوعة،، تفرز الوفير من الفهم لينطلق بموضوعية ونزاهة . ويكون جزءا مهما لذاته،، ويكون وجه من وجوه الحضارة .



#علي_قاسم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديون العراق وصندوق النقد الدولي
- الشاعر بين النقد والابداع
- جابي
- هم وانا والشعر
- من جديد الحقد يثبت فشله
- قصص قصيرة جدا
- ذكرى بلا حلم
- الى روح الشهيد عثمان العبيدي
- مرثية لروح صباح العزاوي
- كتبتها كي تقرأني
- التحالفات الجديدة الى اين
- كوب شاي ساخن
- الدلالات الشعرية في قصيدة عبد الحسين فرج
- عراق
- الى خضير ميري
- فتح لاسلام والقاعدة
- المخطط الإقليمي الاستخباري ودور الإعلام
- قراءة في كتاب
- الارهاب اداة تخلف
- سنة جديدة تعطيل ام نهوض


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي قاسم مهدي - الواقع العربي بين الركود والتغير