معسكر اوشفيتز النازي رؤية ماركسية


عبد الهادي مصطفى
الحوار المتمدن - العدد: 6475 - 2020 / 1 / 28 - 21:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     


التاريخ المخفي عن الهولوكست...
تم تشييد هدا المعتقل النازي كحل أخير للتعاطي مع اليهود عبر تصفيتهم وقد كان تحت الاشراف المباشر لوزير الداخلية هيملر. تجدر الاشارة الى انه اضافة الى اليهود فقد تمت تصفية العديد من الاعراق والجنسيات حيث تم اعدام اكثر من 23 الف بولندي من المقاومة و 15 الف من الشيوعيين وجنود الاتحاد السوفياتي دون ان ننسى حوالي 3 ملايين يهودي.
تم بناء معسكر اوشفيتز على الاراضي البولندية ابان الاستعمار النازي وتوسع الرايخ الثالث نحو الشرق في محاولته الفاشلة للإطاحة بالإتحاد السوفياتي. اثناء محاكمات نورنبيرغ اتهم رودولف هوس قائد معسكر اوشفيتز بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تتماشى ومخططات هتلر وهيملر لتسييد نضرية العرق الجرماني ضد باقي الاعراق.
الجرائم النازية لم تكن حصرا على اليهود فقط لان هؤلاء اكتفوا بالهرب وتقبلوا الموت وتم اقتيادهم كالخراف الى مقصلة الموت دون اي مقاومة . انما هناك من دافع وناضل وحارب لوقف الاجتياح النازي. ودفع الغالي من دماء وطنه لافشال مشروع الفاشية الدي كان يهدد البشرية بمشروعها التدميري القاتل. حيث يعتبر الاتحاد السوفياتي القوة الاولى التي واجهت النازية ووقفت ضدها بل وحطمتها في عقر دارها. وكان لذلك ضريبة قاسية تجسدت في العدد الكبير من المنفيين والاسرى والقتلى والمفقودين وجرحى الحرب. حيث مارست الآلة النازية ضد أسرى الحرب السوفييت مجموعة من سياسات الإبادة الجماعية الممنهجة والمتعمدة نضرا لشدة تناقض المشروعين و التي اتخذتها ألمانيا النازية تجاه أسرى الحرب السوفييت خلال الحرب العالمية الثانية مما أودى بحياة ما يقرُب من 3.5 و5 مليون أسير حرب سوفييتي في معسكرات الاعتقال الألمانية وهو ما يمثل قرابة 60% من إجمالي عدد أسرى الحرب السوفييت.
معسكر الاعتقال أوشفيتز بيركينو سيئ الذكر لم يكن مخصصا لليهود فقط كما تحاول ان تدعي الدعاية الصهيونية ولكنه كان معسكر قتل لكل الاجناس والجنسيات المناهضة او المعارضة للنظام الفاشي في المانيا النازية. وللإشارة فقط فمن نحو 15000 أسير حرب من دول الاتحاد السوفياتي أُحضِر إلى معسكر الأوشفيتز الأول للعمل من اجل التشييد والبناء ، بقي على قيد الحياة فقط 92 أسيرًا. ولكم ان تتخيلوا فضاعة الجريمة .كما تم إعدام نحو 3000 شخص آخر جراء إطلاق النار عليهم أو إعدامهم بالغاز فور وصولهم ممن اسروا في الحرب مع الاتحاد السوفياتي او اتهموا بمعادات النازية او التنسيق مع الجيش الاحمر . ومن أصل 10000 شخص استقدموا للعمل من الاتحاد السوفياتي وهم اسرى الجيش الاحمر في عام 1941، مات او قتل اكثر من 9000 في الأشهر الخمسة الأولى فقط .
ليس هدا فحسب. فلم يكتفي النازيين باستعمال اسرى الجيش السوفياتي في عملية بناء وتشييد معسكر الابادة الجماعية اوشفيتز وأنما تم استعمال الاسرى السوفيات في تجارب الموت والقتل والابادة وفق اساليب جديدة وغير مكلفة كالغاز وغيره حيث أُجريت أولى تجارب الإعدام بالزيكلون بي على نحو600 سجين سوفييتي في 3 سبتمبر1941 ليتم تعميمها فيما بعد ؛ وقُتِل في ديسمبر1941 نحو 900 أسير حرب سوفييتي آخر عن طريق الغازكأسلوب جديد لعمليات القتل الجماعي وفي مارس 1941، أمر رئيس قوات الأمن الخاصة هاينريش هيملر ببناء معسكر كبير لـ 100000 أسير حرب سوفييتي في بيركينو -على مقربة من المعسكر الرئيسي. كان معظم السجناء السوفييت قد ماتوا في الوقت الذي أعيد فيه تصنيف بيركينو كمعسكر اعتقال أوشفيتز الثاني في مارس 1942.
مفصلة أمر المفوضون
وفي عملية استتنائية في عمليات القتل التمييزية اتجاه اسرى الحرب السوفيات فقد أصدره أدولف هتلر في 6 يونيو 1941 قبيل عملية بارباروسا او ما يسمى بعملية البرق او الحرب الخاطفة والذي أكد فيه على ضرورة إعدام أي مفوض سياسي سوفييتي ضمن الأسرى فور التحقق من شخصيته، كما طالت سلسلة الإعدامات المباشرة كل السجناء الذين يتبين "انخراطهم في البلشفية أو ممثلين نشطين للفكر البلشفي". وهو امر جرى تطبيقه بشكل فعال في ميدان الحرب كما في معسكرات الاعتقال النازية.

في خضم هجوم فيستو الدي قاده الاتحاد السوفياتي عبر الاراضي البولندية لمطاردة جيش الرايخ الثالث وفرق الاس اس والجوستافو وفي العملية الشيوعية التي اطلق عليها اسم – أودر (Vistula–Oder) أواخر الحرب العالمية الثانية، تمكّن الجيش الأحمر السوفيتي خلال شهر يناير 1945 من دخول معسكر الإبادة الألماني أوشفيتز (Auschwitz) الموجود بمدينة أشفنشم (Oświęcim)، المعروفة بأوشفيتز لدى الألمان، الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة كراكوف (Kraków) في الجنوب البولندي. بعد ان ضحر الجيش النازي واختفت معه فرق الاس اس التابعة لهيملر.
فمن اكتشف معسكر الابادة الجماعية اوشفيتز وحرر الاسرى والسجناء وكشف وحشية النازية وحرر اليهود من بؤسهم وحال بينهم وبين مقصلة الموت النازية هو الجيش الاحمر ومن يستحق الثناء كل الثناء والشكر ورد الاعتبار على ضحد آلة القتل الفاشية فهو الاتحاد السوفياتي وعوض الاحتفال بالهولوكست كنصر صهيوني وتحرر يهودي يجب الاعتراف بمجهودات الجيش الاحمر ومعه الاتحاد السوفياتي لانه دمر النازية واوقفها عند حدودها

و حلت ذكرى ما يعرف او يسمى بـ«الهولوكوست» وهي المحرقة النازية التي استهدفت إبادة الاعراق والاجناس المعارضة او المتناقضة مع التوجه النازي في المانيا على يد النازية. وفي كل سنة تفتح ذكرى معتقلات الابادة الجماعية نفس الثغرة التي تستغلها الصهيونية للدعاية لنفسها ولمشروعها الفاشي الجديد بالشرق الاوسط ، ويتجه المتعصبون والصهاينة والرجعيين والامبرياليين على السواء إلى تعميم رؤيتهم الاحادية لهذا الحدث. ويمكن القول إن هناك آراء تجاه معسكرات التصفية والقتل يتم ترويجها من قبل الصهيونية على كونها كانت تستهدف اليهود وحدهم انطلاقا من نزعات دينية وسامية دون غيرهم لدرجة انه تم تغييب كل احداث الحرب العالمية الثانية تحت غطاء معسكرات التعذيب . الصهيوني تحاول دائما وفي كل محطة حشد الزعماء وتجييش الشخصيات ورصد الدعاية الاعلامية دائماً استثمار هذه الحادثة لاستكمال بناء مشروعهم الاستعماري على اراضي الشعب الفلسطيني ، بشرعية الحديث عن مظلومية تاريخية، يدعي أنها تطال العرق اليهودي وأتباع الديانة اليهودية عموماً دون غيرهم . وهو ما يتناقض مع الواقع ، لأن اليهودية لم تكن يوما قبل ظهور الصهيونية وسيطرتها بزواجها الكاتوليكي مع الامبريالية والرجعية تمثل إشكالية، في ظل التسامح والتعايش الذي فرض نفسه وتم تقنينه ثم تحول إلى سلوك عام، وتحديداً في الإتحاد السوفياتي حيث عاش اليهود بكل حرية دون اي تمييز عرقي او ديني. وعوض الاعتراف بذلك ورد الاعتبار لمحهوداته في تحريرهم من بطش القتل النازي يتم تغييب الحقيقة وتزييفها والاقتصار في كل ذلك بالحديث عن مظلومية يهودية زائفة.
على ضوء مسرحية الهولوكوست الصهيونية ولاجل دعم مشروع المشروع الاستعماري لأرض الشعب الفلسطيني المقاوم وتحت غطاء الدعم والتلاقي والتحالف الامبريالي الصهيوني الرجعي يلتقي على ارض فلسطين المحتلة في القدس رؤساء وملوك وأمراء ورؤساء حكومات أكثر من 50 بلداً في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، بينهم رؤساء فرنسا وروسيا، ورئيس المجلس ورئيسة المفوضية ورئيس البرلمان عن الاتحاد الأوروبي، ومندوب عن الفاتيكان، مع ترجيح أن يتألف الوفد الأمريكي من نائب الرئيس وعضوية نانسي بيلوسي زعيمة مجلس النواب جميع هؤلاء يلتقون على ارضية دعم مشروع الامبريالية في الشرق الاوسط لتكريس واقع الاستعمار الصهيوني لفلسطين . هدا المحفل العالمي الذي لا يمكن الا ان نسميه مهزلة ومسرحية لا تقل خطورة في درجات الاستهداف عن معسكرات التعديب والقتل النازية غير ان الضحية هاته المرة ليس الا الشعب الفلسطيني المغتصب في ارضه وحقه ومشروعيته التاريخية . فالمهزلة المسماة هولوكست مجرد واجهة اخرى من واجهات تلميع صورة الصهيونية في الاعلام العالمي للتغطية على جرائمها في حق الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني والعراقي وعموم شعوب الشرق الاوسط المكتوية بنيران مشروع الشرق الاوسط الجديد وشمال افريقيا. فالمسرحية المهزلة تنعقد بمبادرة من المنتدى العالمي للهولوكوست تحت شعار «تذكّر المحرقة، محاربة العداء للسامية»، وفي مناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر اعتقال أوشفتز ـ بيركينو. الذي يغيب فيه هدا المنتدى الصهيوني دور الاتحاد السوفياتي وتضحيات جنود الجيش الاحمر لتحرير اسرى معسكر اوشفيز وتبخيس دورهم وحصر كل الحدث في مظلومية اليهود وعداء السامية..... انها مهزلة بكل المقاييس.
مما لا شك فيه في أن الهولوكوست او معسكرات التعذيب كانت وصمة عار كبرى لطخت تاريخ الانسانية باعتبارها التجلي الفاشي لسلطة الانسان على الانسان وتجلي من تجليات تطور نمط الانتاج الرأسمالي في صراع اقطابه حول المستعمرات وتعتبر جرائم الحرب العالمية الثانية والاولى من بين الجرائم الأكثر بشاعة التي ارتكبتها البرجوازية بحقّ الإنسانية جمعاء ، اما كوارث معسكرات الاحتجاز والتعذيب النازية فليست ضد اليهود وحدهم بل كانت سياسة تطهير عرقي سافر ضد كل الاجناس المتعارضة او الرافضة للنظام النازي او التي لا تنطبق عليها صفات وسمات الجنس الجرماني الاري التي حددتها المدرسة النازية .
التاريخ يتحدث عن مجازر الهولوكست النازية في حق اليهود فقط فينما يغفل الحديث عن باقي الضحايا كما يحاول تزييف الحقائق وتغييرها وطمس ما يسجله التاريخ بحبر من دماء فائرة سُجِّل فيها أن المؤسسات والمنظمات الصهيونية العالمية والألمانية خاصة تعاونت علانية وبشكل مباسر مع الأجهزة النازية وفرق الاس اس وفرق الجوستافو في تمييز واضح على مؤشرات طبقية وعرقية وجنسية ولغوية بل وجغرافية لترحيل بعض اليهود في مقابل منح الاجهزة النازية كل الاقام والمعطيات لاعتقال ومتابعة وترحيل ممن هم من درجات دنيا من يهود اوربا..... ببساطة شديدة فالاعلام العبري والامبريالي لا يتطرق لحقيقة تعاون اليهود مع النازية حيث باعوا العديد من اليهود وكشفوهم بالاسماء والعناوين لفرق الجوستافوا التابعة لهملر لاجل اعتقالهم وترحيلهم لمعسكرات القتل والتعذيب في مقابل السماح للشخصيات الكبرى واصحاب الحضوة ورؤوس الاموال والسياسيين بالهجرة نحو سويسرا وفلندا وفرنسا.....
قايضت المنضمات الصهيونية في المانيا وعموم اوربا ترحيل بعض اليهود الألمان إلى معسكرات الاعتقال مقابل السماح لأكثر من 60 ألف يهودي ألماني من النخبة ومن مالكي رؤوس الاموال والكوادر السياسية ومنضري الصهيونية بالهجرة إلى فلسطين والاستيطان فيها وتشكيل طلائع المنظمات العسكرية الإرهابية الصهيونية هناك بمعنى ادق فالارهاب النازي في اوربا قابله ارهاب صهيوني باسم بناء الوطن القومي لليهود في فلسطين ضدا على مشروعية الشعب الفلسطيني صاحب الحق والارض والهوية التاريخية ، كما سهلت المنظمات المالية الصهيونية بمباركة شركاتها العملاقة واصحاب النفود ورؤياء الابناك والدواليب المالية ترحيل النخبة الصهيونية وكوادرها من اليهود عسكريا واداريا مقابل عشرات الملايين من الدولارات سددتها شركات يهودية في فلسطين لصالح الصناعة النازية التي انتعشت مصانعها العسكرية لدعم الة الحرب ضد الاتحاد السفياتي وحلفائه .
التاريخ الاكاديمي الرسمي المدون بحبر العملاء والصهاينة تاريخ مزور يكشفه تاريخ حقيقي كتبت حروفه ودونت بحروف من دم احمر ناصع سجل تواطئ الصهيونية العالمية وتعاونها مع النازية ونسقت مع الفاشية الالمانية ببيع الضعفاء واليهود من الدرجة الثانية لفرق الجوستافو مقابل ترحيل النخبة حينا او دعم مشروع دولة القومية اليهودية في فلسطين المحتلة.... انه بكل بساطة السجل الأسود للصهيونية.
بعض من هاته الوقائع السرية التي تكشف حجم التعامل الصهيوني النازي على حساب اليهود البسطاء نشر في بعض الوثائق السرية لوزارات خارجية سويسرا وبولندا وألمانيا ذاتها تحت اسم «اتفاقية هعفراه»، انتشرت اغلب هاته الوثائق والمستندات في أكثر من عاصمة أوروبية، واعترف بصحتها عدد من الباحثين الصهاينة أنفسهم، وتجعلها مجموعة «ناطوري كارتا» اليهودية كمرجع وأساس ومنطلق و أحد أبرز أسبابها في معاداة الصهيونية.
.
الدعاية الصهيونية عبر امبراطوريتها الاعلامية الجبارة لا سواء الرحعية منها او الامبريالية من مؤسسات وقنوات ووسائل اعلام وجرائد وكتب ومفكرين واشباه الفلاسفة لم يتوقفوا عن استغلال الهولوكوست للتغطية على ما ترتكبه الصهيونية من جرائم ليست بعيدة عن روح التطهير العرقي للفلسطينيين والعقاب الجماعي والإبادة المنظمة والتهجير القسري والنفي والترحيل والقتل والقصف والتجويع والحصار الطويل المدى الذي لحق ولا زال يلحق الملايين من الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين وغيرهم ممن طالتهم ايادي التصفية والظلم الصهيوني وهو لا يختلف في شيئ شكلا ومضمونا عن جرائم معسكرات الترحيل النازية.
ان عملية الابادة الجماعية التي تطال الفلسطينيين يوميا وعمليات الترحيل والاجتتات الديمغرافي والتجويع والقتل واباستهداف هو غي حقيقة الامر تكرار كارثي واعادة إنتاج الكثير من عناصر ومقومات الهولوكوست النازي لكن بصياغات وايادي صهيونية محترفة قادرة على رشوة العالم وشراء صمته لطمس معالم جرائمها في حق الانسانية التي ترقى الى جرائم حرب .
لا اظن كيف للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أو الروسي فلاديمير بوتين أو البريطاني الأمير شارلز أو الإسباني الملك فيليب السادس او غيرهم من ملوك الفخامة والنذالة العربية الحاضرين في مهزلة ما يسمى بالهولوكست ان تقتصر انظارهم على رموز الهولوكوست في متحف «ياد فاشيم» فقط، ولا يرفعون ابصارهم قليلا نحو الافق حيث باب المغاربة وحارات مسجد قبة الصخرة وساحات القدس والحارات القديمة حيث عشرات الأبنية والمنازل التي هدمتها السلطات الإسرائيلية بموجب قرارات أصدرها ضباط جيش الاحتلال الصهيوني من أحفاد ضحايا معسكر أوشفتز، وصادق عليها «قضاة» صهاينة يزعمون الانتساب إلى أسلاف قضوا في معسكرات اعتقال أخرى مثل داخاو وبوخنفالد وتريبلنكا.... انه ببساطة شديدة ما يسمى بالنفاق البرجوازي. حيث غض البصر عن جرائم الكيان الصهيوني في حق شعب اعزل يعاني الويلات ما بين الحصار والقتل والنفي والتجويع ثم ذرف دموع التماسيح بإسم تسامح الاديان والقيم الانسانية عن شيئ سمي عبثا بضحايا محرقة الهولوكوست.
كون معضم الزعماء الحاضرين في ما يسمى محرقة الهولوكست بدعوى من كيان استعماري على اراضي فلسطينية مغتصبة بقوة السلاح والدم فإنه يعد اكبر اهانة يمكن ان يتعرض لها من قضو نحبهم في معسكرات التعديب النازي يهودا كانوا او من جنسيات اخرى... الحاضرون من قادة العالم المنافق الغربي والعربي على اراضي فلسطين المحتلة يفاخرون انفسهم بالانتماء إلى الجنس المتحضر والى الانظمة الديمقراطية العادلة التي تدعي ايمانها بمساواة مواطنيها بغظ النظر عن الجنس والدين واللون، و سلطة القانون فوق الجميع... وهم على السجاد الرسمي الاحمر وتحت اعلام الكيان الصهيوني الزرقاء بنجمة سليمان او فوق تربة القدس الطاهرة بدماء شهداء الشعب الفلسطيني المقاوم الرافض لاي مساومة او استسلام للكيان الغاشم... فكل أمانينا ان يتذكر هؤلاء القادة المبجلين أنهم في حضرة مدينة محتلة تمّ اغتصابها بقوة الرصاص والدم وفي غفلة من الجميع وبتواطئٍ امبريالي سافر ثم إلحاقها بالكيان الصهيوني على نقيض من القانون الدولي، قانون البرجوازية التي يفاخرنا بإنسانيته وعدالته وديمقراطيته القادة الغربيين الحاضرين في هاته الذكرى في ضيافة الكيان الصهيوني الملطخة ايادي قادته بدماء النساء والشيوخ والاطفال الفلسطينيين العزل. كما لا يفوتنا ان نذكر قادة ما يسمى بالعالم المتحضر الجاثم على انفاسنا ان يتذكروا جيدا على انهم يحيون ذكرى محرقة بائدة على ركام ورماد محرقة قائمة بذاتها لا زال رمادها دافئا واوجاع وآهات ضحاياها يسمع انينها بين حارات وساحات القدس ويافا وأن المواطن الفلسطيني صاحب الارض الحقيقي تُنتهك إنسانيته كل يوم في استهتار صارخ وواضح بشرعية حقوق الإنسان وفي تعارض مع كل القيم والقوانين والاعراف والاخلاق الانسانية منها والسماوية ، وأن هذا الكيان الصهيوني الغاشم المستبد السالب للأرض الذي يزعم انه واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط سنّ ما يكفي من القوانين والقرارات الرجعية لمصادرة الاراضي وهدم البيوت وتهجير السكان والتحايل عبر القضاء لبناء المستوطنات والتضييق على الفلسطينيين وترحيلهم الى المعتقلات السرية والعلنية ونفي اغلبهم وتشتيتهم في مخيمات الاقامة الجبرية المحاصرة بفلسطين المحتلة او تلك المنتشرة هنا وهناك بسوريا والاردن ولبنان... وهو ما يعتبر تكريسا فعليا وواقعيا لاساليب النازية في تعاطيها مع اليهود وغير اليهود ابان الحرب العالمية الثانية. واعادة انتاج نفس قيم الظلم والقتل والاستبداد والتصفية والتطهير العرقي في مراكز اعتقال شبيهة بمراكز الاعتقال الصهيوني. وإن كان البعض يؤاخد هتلر ونظامه النازي في مسالة دفاعه عن نضرية العرق الجرماني الآري التي حاول تطبيقها في المانيا ومن نتائجها الكارثية كل عمليات القتل والتهجير والتصفية الجنسية والعرقية التي طالت باقي الاجناس غير الجرمانية، فإن الكيان الصهيوني يعيد تكرير نفس الطريقة وذات الاسلوب العرقي النازي بسن الكيان الصهيوني قانوناً يثبّت هويتها اليهودية ويربط المواطنة فيها بالانتماء الديني.... اليس هذا بإعادة انتاج متكررة لمحرقة الهولوكست في فلسطين المحتلة بإختلاف بسيط... كون الجلاد صهيونيا والضحية فلسطيني.. .
إن الالم والحسرة و ذرف الدموع على ضحايا أوشفتز أمر مفهوم ومبرر بل وواجب انساني ، ولكنه لا يعني اي شيئ عندما يقترن بالنفاق الفاضح في التغاضي عن سجل جرائم الكيان الصهيوني المستعمر لأراضي فلسطين وغظ الطرف عن الهولوكست الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني الاعزل..... ببساطة شديدة إنها مجرد مسرحية هزلية تكرس الاحتلال وتساهم في إعادة إنتاج الهولوكوست في فلسطين
لم يكتمل بعد.
في اخر هذا المقال المتواضع اود ان اختتمه بقصة بسيطة :
.
قصة لتاريخ

بعد هزيمة بلاده في الحرب لجئ أدولف آيخمان وهو المسئول وقائد معسكر أوشفيتز الي الأرجنتين ....ولكن المخابرات الصهيونية ...أختطفته في21 مايو 1960.....و ذهبت به لمحاكمته في أسرائيل ...
وبعد أن علم آيخمان بمصيرة وهو الأعدام....تقدم بألتماس للسلطات الأسرائيلية يطلب فيه السماح له بأعتناق الديانة اليهودية ....وعندما سئل عن السباب الذي دفعه لذلك قبل أعدامه ...
قال لن يجيب علي السؤال إلا أمام ممثلي الصحافة ووكالات الأنباء العالمية ....وبعد أن تم ذلك أنتصب أيخمان في وقفة عسكرية ثابته أمام عدسات المصورين .....وقال....
أردت أعتناق اليهودية ليس حبا فيها....ولا في أسرائيل إنما أردت بذلك أن أهتف لنفسي أن كلبا يهوديا قد أعدم ليدرك من سبقوه من كلاب ...
وأضاف بصوت جهوري ...
أن أرض فلسطين ليست أرثكم ولا أرضكم فما انتم إلا عصابة من الأرهابيين والقتلة ومصاصي دماء الشعوب ....ما كان لكم إلا الحرق في أفران هتلر لتنجو الأرض من خبثكم وفسقكم ويهنأ الكون بعيدا عن رزائلكم ......
فذات يوم سيأتيكم هتلر عربي يجتث وجودكم أجتثاثا ...ويحرق عقولكم وأبدانكم بأفران النفط...
أيها الكلاب ...ويؤلمني أن أشبهكم بالكلاب ...فالكلاب تعرف الوفاء الذي لا تعرفونه ..........
وهذا بأختصار ماقاله آيخمان أثناء المحاكمة في 11أبريل 1961في قلب تل أبيب.... بفلسطين المحتلة.
ببساطة شديدة... من حق الصهاينة اليوم ان ينسجوا من الوقائع والاحداث ما شاؤوا ولهم ان يزوروا التاريخ ويزيفوا الحقائق وفق ما يخدم اجنداتهم ومشاريعهم ولهم ان يذرفوا ما شاؤوا من دموع التماسيح على أطلال محرقتهم المزعومة... انما سيأتي اليوم الذي سيضطرون فيه فعلا الى ذرف دموع حقيقية وحسرة واقعية دون اي ازدراء او تمثيل... والتاريخ بيننا.
المقالةمهداة الى ضحايا وشهداء ومعتقلي ومختطفي ومهجري ومنفيي.... الكيان الصهيوني المستعمر لفلسطين الصامدة.

المراجع.
كتاب Total War لبيتر كالفوكاريسي وغاي وينت -
جونثان نورث، Soviet Prisoners of War: Forgotten Nazi Victims of World War II -