صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية


عبد الهادي مصطفى
الحوار المتمدن - العدد: 6477 - 2020 / 1 / 30 - 18:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

ة القرن..
ما موقع المغرب من داخل الصفقة ..؟؟؟!!
في الوقت الذي نجحت فيه مجموعة من التنظيمات الجماهيرية الدولية والاممية والمؤسسات في اوروبا وامريكا الجنوبية من محاصرة الكيان الصهيوني وتكبيده مجموعة خسائر اقتصادية كبيرة بحملة مقاطعة ناجحة ومستمرة في دعوة الشعوب لمقاطعة المنتوجات ذات الصلة بالكيان الصهيوني او الشركات المتورطة و المتهمة بتمويل سياساته العنصرية في الاستيطان حيث نجحت مؤخرا اكثر من 100 مؤسسة سياسية واقتصادية بإيطاليا من وضع كل منتج يحمل علامات الكيان الصهيوني او اي بضاعة صُنِّعت في الاراضي الفلسطينية المحتلة من قريب او بعيد ضمن الممنتجات الواجب مقاطعتها والتي فرض عليها الحضر ومنع التعامل بعا او معها ...حيث حققت نجاحات باهرة وتعاطف جماهيري كبير.
وفي الوقت الذي ينجح فيه فلسطينيي الداخل شعبيا وسياسيا بتعبيراته الثورية المتمثلة في الجبهة الشعبية ثم في منظمة التحرير الفلسطيني بما في ذلك حماس وفتح من رفض صفقة القرن ورفض التموقع الى جانب الكيان الصهيوني والامبريالية حيث تم رفض صفقة القرن شكلا ومضمونا رسميا وشعبيا من فلسطينيي الداخل او الخارج او عرب 48 والمبعدين والمنفيين ولاجئي المخيمات بالأردن وسوريا ولبنان عبر بيانات واشكال ذات تعبيرات شعبية متنوعة...
وضدا على تطلعات الشعوب العربية والشمال افريقية التي ما فتأت تعبر عن موقفها الداعم للقضية الفلسطينية باعتبارها قضيتها الوطنية الثانية فان قادة وملوك ورؤساء هاته الشعوب باعتبارهم مجرد اراكوزات وتماثيل وضعت لخدمة مصالح الامبريالية والصهيونية على السواء من الرياض الى الرباط ابو الا ان يكرسوا موقعهم الطبقي الوضيع الى جانب الكيان الصهيوني خدمة لمشروعه الدولي ودفاعا عن كراسيهم ومراكزهم السياسية ومصالحهم الاقتصادية المتداخلة والمنسجمة موضوعيا ومصالح الكيان الصهيوني في محطات وتعبيرات وقمم الخيانة والردة بالاكتفاء بمصطلحات الإدانة عند كل جريمة ترتكب في حق الفلسطينيين واعتماد الافعال والانخراط الفعلي والجاد في كل المبادرات الصهيونية او ذات الصلة التي تخدم مصالحه حيث تدخل صفقة القرن في هدا الصدد.
وفي محطة اخرى من محطات الردة والعمالة لا تختلف عن سابقاتها من محطات كثيرة تبرز مدى رجعية النظام القائم بالمغرب وانخراطه الدائم والفعال والمستمر لخدمة الصهيونية والدعاية لمشاريعها وسياساتها الاستعمارية ودعما لمخطط امبريالي صهيوني رجعي لتصفية القضية الفلسطينية فقد اعلن النظام القائم بالمغرب الى جانب كل من مصر والاردن الحضور والمشاركة في مؤتمر البحرين الذي دعا اليه ترامب كبوابة لطرح صفقة القرن دوليا و الذي يعتبر المحطة المحورية اعلاميا وعمليا لوضع اسس ولبنات وخطط تنزيل صفقة القرن الهادفة لتصفية قضية فلسطين وشرعنة عمليات استعمار الكيان الصهيوني الغاشم لما تبقى من اراضي تحت السلطة الفلسطينية لما بعد نكبة1967 ثم لخلق اجماع دولي لتصفية قطاع غزة وتدميره تدميرا عسكريا لترحيل الفلسطينيين وتشتيتهم عبر العالم والقضاء نهائيا على اي حلم بالعودة للأراضي المغتصبة .
انها مؤامرة ذنيئة ... وعمالة خسيسة ...وفعل اجرامي يكشف بالملموس الرجعية الحقيقية للنظام القائم بالمغرب وموقعه الحقيقي الى جانب الصهيونية ومدى عمالته وخدمته للأولياء نعمته وضامني استمراريته في ضل موقعه المعروف تبعيا من داخل الثالوث الامبريالي الصهيوني الرجعي . وهو ما يبرر بشكل موازي كل هاته الحملة الشنيعة على عموم الفقراء والكادحين والبسطاء بالمغرب والعمل على قدم وساق لتصفية كل مكتسباتهم التاريخية او ما تبقى منها عبر سن المزيد من القوانين والتشريعات والسياسات الطبقية التي حولت الوطن الى مجرد حديقة خلفية تمارس فيها الامبريالية والصهيونية اعمالها القذرة في سوق سوداء مفتوحة على مصراعيها امام كل هواة الفساد والاستغلال ... كما تم الزج بأغلبية الاحرار والمناضلين والغيورين على حقوق الجماهير ومناضليه الاوفياء في السجون والمعتقلات عبر التفعيل الممنهج للاعتقال السياسي عبر مجمل القطاعات الحساسة او تلك التي تعرف حركية وفعلا نضاليا نوعيا