المسألة الأمازيغية


عبد الهادي مصطفى
الحوار المتمدن - العدد: 6477 - 2020 / 1 / 30 - 18:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الاشكال لم يكن يوما مع الامازيغية او مع من يتحدث الامازيغية بل مع من يحاول ايهام الاخرين بان الامازيغ وحدهم يعانون التمييز والظلم والاستغلال من داخل المغرب فيما العرب يعيشون الرفاهية .
الاشكال لم يكن يوما مع الثقافة الامازيغية بل مع من يلخص اشكالية المغاربة في اللغة والثقافة دون ان يملك الجرأة لمناقشة اصل المشكل الحقيقي والمتمثل في نقيضين رئيسيين.
الاول يتمتل في النظام القائم او ما نسميه في اذبياتنا بالتحالف الطبقي المسيطر بمختلف اطيافه العربية منها والامازيغية المستفيدة اقتصاديا ...والتي تشترك في احتكار الكعكة واقتسامها بالتساوي كل حسب دوره وتماشيا وموقعه وطبيعة الخدمات التي يقدمها .وهنا نتحدث عن البرجوازية الكومبرادورية وكبار الاقطاعيين وكبار البيروقراطيين والمسؤولين الاداريين والعسكرين اضافة الى الوافد الجديد والمتمتل في البرجوازية المتوسطة والكبرى المنتمية للخط الرجعي بتمتلاته الاخوانية .
اما الطرف الثاني من المعادلة فهو عموم الكادحين والفقراء والبؤساء والمحرومين الذين لا يملكون من رغد الحياة الا قوة عملهم التي يبيعونها لمختلف مكونات التحالف الطبقي المسيطر الذي يضاعف قيمة ثرواته العينية بشراء قوة عملهم الرخيصة وفق شروط وقوانين منحت لهم عبر جهاز الدولة الذي يسيطرون عليه . حيث لا يمكن ان يميز هؤلاء الرعاع والبرجوازيين في شراء قوة العمل لمراكمة فائض القيمة بين العرب والامازيغ ولكن يستهدفون الجميع حيث يعاني هذا التعدد الاثنوا تقافي من الحيف والظلم دون اي تمييز كنتاج مباشر لسياسات النقيض الاول.
نعرف كما نؤكد ان المكون الامازيغي يعاني الامرين بفعل سياسات النظام في اختصار المغرب في المكون العربي وكدا الذهاب الى ابعد الحدود في سياسة التعريب التي طالت اللغة و الثقافة والعادات و التقاليد الامازيغية ..انما هدا التمييز لم يجلب للعرب ايضا الا مزيدا من التمييز والاستغلال بعيدا عن الشعارات الجوفاء.
فسياسات النظام المملات من طرف الدواليب المالية العالمية لا تقوم على اساس اجتثاث العرب او الامازيغ بالرغم من سياسات التعريب وما تلاها انما تأتي على الاخضر واليابس وتستهدف كل الجماهير الشعبية وتتعامل معهم على اساس رأس مال بشري صالح للاستتمار ومراكمة رأس المال .ومثالنا في دلك قطاع التعليم حيث يعمل النظام ومند سنوات على محاولة تصفية هدا القطاع الحيوي بضرب مجانية التعليم التي يستفرد منها التعدد الاثنوا تقافي بالمغرب والدفع نحو التأسيس للتعليم الخاص لامتصاص جيوب ابناء الشعب الكادح كافة.
نقر ونؤكد ان سياسة النظام في التعليم كما قي باقي القطاعات هي سياسة لا وطنية لا ديمقراطية لا شعبية تماشيا وبنية النظام القائم وبالتالي فالإجابة الاكيدة عن هدا الوضع وحتا يستفيد كافة ابناء الشعب سواسية ودون اي تمييز تتلخص في العمل على تحقيق تعليم علمي ديمقراطي شعبي وموحد كتكتيك ينسجم والاستراتيجية العامة كما اسس لها الحملم و يأخذ بعين الاعتبار فوارق العادات والتقاليد واللغة فيما بين مكونات الشعب المغربي .
بعد الغزو الاسلامي لشمال افريقيا عمل العرب على اجتثاث السكان الامازيغ وتغيير البنية الديمغرافية لشمال افريقيا عبر الزحف على السهول والهضاب الصالحة للزراعة ثم محاصرة الامازيغ بالجبال الصعبة حيث تحصنوا من هجمات القبائل العربية ... نفس الوضعية كرسها الاستعمار بفضل تمسك سكان الارياف والقرى بمواجهة الاستعمار ثم حافظ عليها النظام القائم بعد الاستقلال الشكلي .لكن ذلك لم يعد محصورا على الامازيغ بل تعداه الى قبائل عربية ايضا لتختلط الانساب العربية والامازيغية فيما بينها وتتداخل في مجتمع منسجم يجمع بين قبائل عربية تمزغت واصبحت تتحدث الامازيغية وبين قبائل امازيغية تعربت وتنصلت للامازيغية اضافة الى قبائل اخرى عربية وامازيغية حافظت على لغتها .
بعد ان استطاع النظام القائم من استكمال بناء جهاز الدولة تخلص جزئيا من بعض النعرات العرقية كما استطاع ان يطمس ادواره في الظهير البربري والدفع نحو التمييز بين العرب والامازيغ لاستهداف حركة المقاومة وضرب جيش التحرير ، وحاول بناء نظام جديد يستوعب التعدد الاثنوا تقافي الذي يزخر به المغرب لأنه سيفتح له مجالا واسعا للاستغلال والاستحواذ على الثروات .
عندما استطاع النظام استكمال بناء جهاز الدولة قام بالتأسيس لبنية التحالف الطبقي المسيطر لضمان تصدره للمشهد السياسي وسيطرته على البنية التحتية .فمزج في مكوناته الداخلية خليطا من العرب والامازيغ وانخرطوا في علاقات النتاج واستفادوا من الكعكة دون اي اعتبار للغة او العرق خصوصا على مستوى كبار البيروقراطيين الاداريين والعسكريين وبهذا استطاع ان يتجاوز اشكالية اللغة والعرق ومضى في سياساته الاستغلالية والتصفوية في حق الجماهير بدعم من الامازيغ انفسهم. الذين وقفوا وبفعل امتيازاتهم الاقتصادية داعمين لسياسة التعريب التي تنخر المجتمع وتضرب التعدد الشعبي في العمق.
على مستوى النقيض المقهور ينسجم المغاربة عربا وامازيغ يفي مواجهة سياسات النظام القائم دون اي تمييز على اساس اللغة او العرق او الدين .بالعربي والامازيغي معا يواجهان ارتفاع الاسعار والبطالة .... كما يناضل العربي والامازيغي جنبا الى جنب في جمعية المعطلين والاتحاد الوطني لطلبة المغرب ....
في المقابل يستمر اصحاب الطرح الشوفيني بالتغني باشياء وضعوها واخترعوها هم انفسهم .واهمين الجميع كون الماضي لشمال افريقيا كان ماض وردي وزاهر .غير ان الحقيقة التاريخية غير ذلك وتتبت فضاعة وقتامة الماضي الذي صوره انصار الشوفينية بماضي ومستقبل تامازغا بشمال افريقيا .وفي ذات الصدد نورد هنا هاته الحقائق التي اوردها
الباحث الأمازيغي عبد السلام أجريرينشر حقائق قد تصدم بعض الأمازيغ!!

إبراهيم الوزاني 13 يناير 2019 23:55

هوية بريس – إبراهيم الوزاني
تحت عنوان “حقائق قد تصدم بعض الأمازيغ!”، كتب الباحث الأمازيغي وخريج دار الحديث الحسنية عبد السلام أجرير، تدوينة مطولة ذكر فيها مجموعة من الأمور التي صارت عند أصحاب الحركة الأمازيغية من المسلمات، فيما هو يناقشها ويرد عددا منها.
حيث كتب الدارس للتاريخ “بصفتي تخصصتُ في التاريخ وتخرجت من “شعبة التاريخ والحضارة” من جامعة محمد الأول بوجدة، وتتبعت هذه الأمور المتعلقة بالأمازيغية؛ لأنها تتعلق بثقافتي وأصولي، ولكونها حساسة وتعزف على وتر القومية والوطن، أقول:
– لا وجود لشيء اسمه “السنة الأمازيغية”، على الأقل قبل 1970 على أبعد تقدير، بل هي السنة الفلاحية أو السنة الأعجمية… والعجم غير البربر في العرف والاستعمال.
– لا وجود لاسم “الأمازيغ” بمعنى سكان شمال إفريقيا في كتب التاريخ: لا الكتب الإسلامية ولا العربية ولا الرومانية ولا اليونانية ولا القوطية ولا الوندالية ولا المصرية… بل اسمهم في كتب التاريخ هو “البربر” أو “الليبيون” أو “الإثيوبيون” أو “الفينيقيون”… وكل هذه التسميات هي لفروع من البربر وليس كل البربر. ولعل أقدم من ذكر كلمة “أمازيغ” هو ابن خلدون، حيث نسب بعض البربر (وليس كلهم) إلى مازيغ بن كنعان… فأول مصدر ترد فيه كلمة “أمازيغ” عربي إسلامي، ولكن متعصبي الأمازيغانية لا يعجبهم هذا.
– لا وجود لحرف إسمه “التيفيناغ”، بل هذه الحروف جلها أنشئت إنشاء، وجدوا بعض الخربشات عند الطوارق، (حوالي 8 رموز، وليست حروفا) ثم نسجوا على منوالها واخترعوها، وكتبوها من اليسار إلى اليمين، مع أن هذه الرموز الطواريقية الصحراوية كانت توضع من فوق إلى الأسفل.
هذا كله مع أن أجدادنا الأمازيغ كتبوا الأمازيغية بالحرف العربي وكفى، مثلهم مثل العجم من الترك والهند والكرد… كلهم تبنوا الحرف العربي، وهناك مخطوطات في التفسير والشعر والعقيدة بالأمازيغية بالحرف العربي…
وأقدم حرف كتب به البربر بالاتفاق هو الحرف “الليبي الفينيقي” (Lybeco-Berber)، ولا يزال الخبراء حائرين في فك ألغازه لحد الساعة؛ لأنه ثنائي الوضع (Bilangue)…
وأتحدى أي شخص يعطيني مصدرا قديما يطلق لفظ “أمازيغ” على البربر، أو أن يأتينا بأحد من المتقدمين سمى هذه السنة الفلاحية بالسنة الأمازيغية، أو أن هناك كتابا ألف بهذه الحروفة التيفيناغية، سواء من العرب أو من العجم أو من البربر، كل هذا لا وجود له…
كل هذا أوهام وإنشاء لأشياء من العدم إنشاء من قبل أعداء الأمازيغ الذين تزعمهم الصهيوني الفرنسي “جاك بينيت” (Jacques Bénet) حامي الظهير البربري الفرنسي الذي فرضته فرنسا على المغرب للتفرقة بين الأمازيغ والعرب، فرفضه الجميع في عام سمي بـ”عام اللطيف”، و”جاك بينيت” هذا هو واضع العلم الأمازيغي، ومؤسس الأكاديمية الأمازيغية التي سيتولد عنها الكونجريس الأمازيغي…
كل هذا يقع ضدا على إرادة الأمازيغ الذين يشكلون أكثر من 80 في المائة من سكان المغرب الكبير، وجلهم يتكلم اللهجات العربية الآن.
إن “العواطف عواصف”، البعض عندما يسمع هذه الحقائق يصدم فيتهجم علينا بدل أن يثبت عكسها بالمصادر والحقائق التاريخية…
وحقيقة أخرى لا بد من بيانها هنا، وهي أن كل من لا يملك سندا ووثيقة تبين أصوله العربية في شمال إفريقيا فالأصل فيه أنه أمازيغي حتى يثبت العكس، سواء تكلم اللهجة الأمازيغية أو تكلم اللهجة العربية؛ لأن جل الأمازيغ قد تبنوا العربية لغة للتخاطب ونسوا لهجاتهم القديمة، كما تبنى قبائل الإفرنج (Les Franges) اللاتينية عندما هاجروا من شمال أوربا واستقروا في بلاد الغال “La Gaule ” (فرنسا حاليا)، أما هم في الأصل فجرمان لا علاقة لهم باللاتين…
يتحسر الإنسان عندما يرى أناسا يريدون أن يحيوا أمورا مخالفة لثقافة الأمازيغ الحقيقية، فيحصرون تاريخ شعب عظيم في مجرد لبس الجلود وأكل الكساكيس والعصيدة وصبغ الأجسام ووضع شعر المعز على الرأس… الثقافة يا سادة أعظم من هذه الأمور البدائية؛ الثقافة هي كل ما يعبر عن شعور وروح الإنسان ورقيه…
إن ثقافة الأمازيغ (أو البربر) ثقافة اختلطت وامتزجت فيها ثقافة مجموعة من الشعوب (حوالي 7 قوميات متعاقبة على شمال إفريقيا)، آخرها الشعوب الإسلامية، فتولدت ما نراه اليوم من ثقافة فريدة في شمال إفريقيا، فهذه هي الثقافة الأمازيغية ولا مزيد عليها. ومن أراد أن يخترع شيئا لا أصل له فله ذلك، لكن لا ينسبه -رجاء- لنا ولأجدادنا الأمازيغ بهتانا وزورا، بارك الله فيكم.
ملاحظة:
لمن لم يعجبه كلامي هذا أقول: قبل أن تسبني أو تتهمني أو تتهكم علي… اذهب وابحث وأتني بما يدفع هذا التحدي الذي أعلنته عليك، وأجبْ عن هذه الإشكالات بعلم وإحالات لتنورنا وتنور جميع الناس، وبعدها أعاهدك أمام الله تعالى وأمام الناس بأني سوف أتراجع عن أي مسألة يتبين لي خطؤها.





ان اي مشروع ومهما تم طلاؤه بمساحيق التجميل الثورية دات الصلة بمؤترات البرجوازية لا يستوعب ايجابية التعدد الاثنوا تقافي في المغرب ولا يضع في الحسبان اعتماد الامازيغية كلغة واعادة الاعتبار للثقافة والعادات والتقاليد والاسماء والاعياد.... الامازيغية يبقى ناقصا ودون مستوى تطلعات عموم الجماهير الكادحة كافة ...بل ليس الا تكريس ممنهج لذات علاقات الانتاج القائمة وسقوط بشكل او باخر في شوفينية بطرح جديد سواء كانت عبر التغالي في تجسيد مبادئ القومية العربية بطرحها البرجوازي الصغير او التخندق في الرؤية الضيقة للطروحات الامازيغية الضيقة كما تطرحها الحركات والجمعيات الشوفينية التي لا تجد من مخرج لنفسها الا باستغلال اللغة الشوفينية واثارة النعرات العرقية وتهييج الجماهير على اساس اثني فاشي