هل سوريا دولة ديمقراطية.. ؟


عبد الهادي مصطفى
الحوار المتمدن - العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 17:00
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية     

الجواب كالتالي:
لا يمكن الفصل بين الإشتراكية والديمقراطية ،فالإشتراكية هي هي التعبير الحي عن الديمقراطية الشعبية .اذ لا يمكن باي حال من الاحوال بناء المجتمع الإشتراكي بدون ديمقراطية حقيقية وفي ذات السياق اشار الرفيق لينين أن"" الإشتراكية مستحيلة بدون الديمقراطية بمعنيين وهما اولا لا يمكن للبروليتاريا ان تقوم بالثورة الإشتراكية اذا لم تستعد لها بالنضال في سبيل الديمقراطية.ثانيا:لا يمكن للإشتراكية المنتصرة ان تحتفض بنصرها وتقود البشرية ...بدون تحقيق الديمقراطية كاملة.""
وأكد أيضا أنه "ينبغي إجادة الجمع بين ‏النضال في سبيل الديمقراطية والنضال في سبيل الثورة ‏الاشتراكية مع إخضاع الأول للثاني,وفي هذا تكمن الصعوبة ‏كلها.""
...في نفس السياق لا اظن ان هناك من سيطرح السؤال التالي.
هل سوريا دولة إشتراكية؟...
الجواب:
لا يضع الماركسي اللينيني الثورة والإصلاح على طرفي النقيض بالرغم من تعارضهما ...الذي لا يبدوا مطلقا والى ما لا نهاية حيث لا يمكن للحد الفاصل بينهما ان يكون جامدا بالقدر الذي يتصوره انصار الخط الطوبوي بل بالعكس من ذلك هو حي وحركي ولين حيث المتطلب الأكيد والضروري الذي لا يمكن القفز عليه تفاديا للسقوط في الإصلاحية هو تحديده في كل مرحلة من مراحل تطور الصراع وتغير موازين القوى والخلل الذي يجب ان يصل الى مستويات متطورة بين مجمل المتناقضات .
وفي ذات الصدد يقول لينين:
خلافا للفوضويين، يعترف الماركسيون بالنضال من أجل الإصلاحات، أي من أجل تحسينات في أوضاع الكادحين تترك السلطة، كما من قبل، في يد الطبقة السائدة ولكن الماركسيين يخوضون في الوقت نفسه نضالا في منتهى الحزم ضد الإصلاحيين الذين يحدون، بواسطة الإصلاحات، مباشرة أو بصورة غير مباشرة، من تطلعات الطبقة العاملة ونشاطها. فإن الإصلاحية إنما هي خداع برجوازي للعمال الذين يبقون دائما عبيدا مأجورين، رغم مختلف التحسينات، ما دامت سيادة الرأسمال قائمة..
بمعنى اذق فمن يملك القدرة على غير الاصلاحات في سوريا بالمرحلة فليتفضل ويساهم في بناء الحزب الثوري الكفيل بالانتقال من مجرد الاكتفاء بالاصلاحات الى التغيير الجذري .

هل النظام السوري نظام بيروقراطي؟؟؟
الاجابة واضحة في مجرد تصنيف الطبقة الحاكمة بإنتمائها للبرجوازية بغض النظر عن الاتفاق عن كونها وطنية او لا.
البرجوازية وباختلاف فئاتها سوف لن تبخل اي شيء في سبيل الحفاض عن سيطرتها الطبقية باستمرار ملكيتها لوسائل الانتاج وضمان تربعها على مستوى البنية الفوقية لهذا فستلجأ الى البيروقراطية لضمان وتحقيق ذلك كما يمكن ان تصبح رجعية في ممارستها والى ابعد الحدود خصوصا عندما يتعلق الأمر صراعها مع حركات التحرر الوطني ذات البعد التوري والتي لا يمكن لمشروعها التحرري ان يقف عند مشروع البرجوازية الوطنية ولكن يتعداه الى الاشتراكية .
حذر لينين من خطر البيروقراطية بإعتبرها أحد أهم ‏الخصوم والأعداء الشرسين للاشتراكية نضرا لدورها الفعال في الكبح , فقد قال لينين "البيروقراطية ‏سمة برجوازية تماما سواء من حيث مصدرها المعاصر,أو من ‏حيث غايتها". كما أنمنظر الإشتراكية العلمية كارل ماركس أشار إلى خطر البيروقراطية ‏حينما قال إنه "لا يمكن القضاء على البيروقراطية إلا إذا أصبحت ‏المصلحة العامة مصلحة خاصة في الواقع" و"إذا أصبحت ‏المصلحة الخاصة مصلحة عامة في الواقع".‏
فالهدف الرئيسي للثورة الاشتراكية هو دك نمط الإنتاج الرأسمالي وبناء نمط انتاج بديل خال ‏من ‏
زمرة البرجوازيين الاستغلاليين المتلهفين لتكديس الثروة والمال على حساب معاناة الفقراء والبسطاء وخال من الاستغلال والاضطهاد والعبودية بكل تجلياتها واشكالها المادية والمعنوية القديمة منها والحديثة ، وخال من التناقضات الطبقية القاتلة التي افرغت البشرية من مظمونها الإنساني وحولتها الى كائنات مبدعة في التناحر والعداء بعيدا عن قيم التكافل والدعم والتعايش. ومن أولى مهمات المجتمع الاشتراكي هوالقدرة على ان ‏يضمن للبشرية جمعاء بإختلاف اطيافها واجناسها والوانها ولغاتها التعايش والإنسجام في أمن وسلام ورخاء وحرية وعدالة إجتماعية دائمة.