لا حرية للعراق الا بحرية كردستان!


اسحاق الشيخ يعقوب
الحوار المتمدن - العدد: 5652 - 2017 / 9 / 27 - 15:16
المحور: القضية الكردية     


...وفي التاريخ و منذ سنين طويلة كان الشعب الكردي يناهض الذلّ والعبودية و ينادي بالحرية و بناء دولته الكردية المستقلة (...)

وكان البرزاني الأب على رأس رمح النضال الوطني من أجل بناء الدولة الكردية الديمقراطية و يأخذ الابن البرزاني على عاتقه النضال من اجل الاستقلال و بناء الدولة الكردية... وقد اتسم هذا الشعب الكردي الباسل و الجميل بروح شجاعة و تصميم نادرين فبقدر ماهو يحب الحياة تراه محباً للموت في سبيل الحياة (!) و تراه ايضاً محباً للطرب و الرقص و الغناء و الموسيقى (...)

اذكر في الستينات في دمشق ذاك (الكاكا) الجميل الذي ينقر الطاولة بيديه و يغني بصوته الرخيم (من تهب انسام عذبة من الشمال على الربابة يجاوبه اهل الجنوب).

ان الشعب الكردي يتميز بخصائصه الانسانية في الحرية الذي يريد ان يعيشها بحذافير جمالية بهجتها و نقاوتها الانسانية.

ان شجاعة الشعب الكردي تتجلى في قتالية و تفاني جهادية (البيشمرقة) في مستحيل قتاليتها في كسر شوكة داعش وفي تحرير اجزاء من الموصل، ان ظاهرة (البيشمرقة) في مستحيل تنظيم جهاديتها العسكرية تشكل ظاهرة عسكرية لا تهزم او قلما تهزم (!)

ان حق تقرير المصير في الحرية و الاستقلال يأخذ تجليات واقعه الوطني الكردي من اجل بناء الدولة الكردية على اراضي كردستان ذلك الحق في معناه الانساني و الوطني حق لا يجوز الاعتراض عليه بالتهديد و الوعيد وفق ما تقوم به القيادة العراقية و الايرانية و التركية و تلمح التهديد بالسلاح.

وقد يكون هذا الاستفتاء الكردي الوطني في حق تقرير المصير في زمن له اشكالياته في ارهاب داعش الذي لايزال له وجود على بعض الاراضي العراقية في الموصل و انحاء من جهاته الا ان هذا التهديد و الوعيد ضد الاستفتاء من اجل انفصال كردستان عن العراق قد لا تأخذ عقلانيته في هذا الوضع المشدود بالتأزم (!)

الا ان اهل كردستان ادرى بشعابها كما هو اهل مكة ادرى بشعابها وقد يكون الموقف لا الى هذا ولا الى ذاك... و انما الى طاولة الحوار (!)

واحسب ان مواقف العراق و ايران و تركيا في تقطيع اوصال المنافذ و المعابر مع كردستان واقع لا يشد الى طاولة الحوار و انما يدفع دفعاً لا اخلاقياً ولا انسانياً في التهديد باشعال نيران الحرب الامر الذي يؤدي الى كوارث تنال جميع الاطراف...

ومعلوم انه ضمن مبادئ الحرية و تكريس العدل في حقوق الانسان تأخذ المفاهمة الاخوية في روحها الانسانية وفي عقلانية الوطن العراقي و الكردستاني في الخلاص و نبذ روح مقومات الشوفينية العسكرية التي تدفع الى هلاك الطرفين (!)

و معلوم انه لا حرية لعراق الرافدين اذا انتفت حرية و ديمقراطية و استقلال كردستان في بناء دولتها المدنية العلمانية نهوضاً ضمن مبدأية "الانسان اثمن رأسمال في الوجود" و معلوم ان الكرد اصدقاء اوفياء للعرب كافة و ليس للعراق وحده و علينا ان لا نفسد هذه الروح الانسانية الكردية بمواقف قومية و شوفينية و لتسد العقلانية في الحرية بين العرب و الكرد الى ان يرث الله الارض ومن عليها (!).