كريم مروّه ...


اسحاق الشيخ يعقوب
الحوار المتمدن - العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 17:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     



هذا الصديق اللبناني الكريم "النمرود" الجميل الباسل: عجزت كل المبادئ أن تقصينا عن بعض وقد هانت "حرب" النقاش في الافكار والمبادئ ان تخدش شيئاً من حميمية صداقتنا (...) عندما تحط بي الرحال بيروت " أطير" الى ملاقاته :كأن بيروت كريم و كريم بيروت (!) وكان شيئاً واشياء أخرى في مدار ما يدور أحياناً من نقاش مثل: كل ثابت متحرك (!) ثابت في فكره و متحرك في نضاله (...) ليس كل ثابت متحرك و ليس كل متحرك ثابت فالفكر يحيا في حراكه و بدون حراكه يموت (...) أقول (لكريم) ألسنا في أحزابنا ثابتين على مبادئنا "الشيوعية" يقول: أنه عين الموت حتى المبادئ الشيوعية غير ثابتة فإن ثبتت ماتت (!)

أنه الأشكال الذي جعلك خارج حزبك الشيوعي فقد أعطيت كل حياتك فيه حتى أصبحت خارجه. يقول: إن كنت خارجه فأنا فيه فالأفكار فيه وأنا خارجه (!) عبثاً تقييد الأفكار فالافكار لا تُقيد فإن قُيدّت ماتت وانه لمأساة أن يكون حزباً بأفكار مُقيدة (...)

ذلك مرتكز الحرية في حرية الفكر فإن فقدت الحرية فقد الحزب حركته و تكلّس ومات وانه لمأساة لأعضاء ميتين في حزب ميّت (...) و يؤكد كريم قائلاً وهو صادق: أني أتكلم بشكل عام و لست أعني أي حزب معين (...) لكي لا أقع في أي اشكال مع احد (...). أقول لكريم أتخشى " الاشكال" لا أخشاه ابداً ولكني أتجنبه (!) فإشكال الاشكال ان تتعرض لأحد في الأشكال ... ان الكلمة الحرة في الحرية تمس احداً ولا تعني احداً. لا أفهمك أقول: لكريم ان مسّت أحداً فانها تعني أحداً ... يقول لي فكـّر فيما أفكر ... فقد تجد الصواب وقد لا تجد الصواب (!) فإن وجدت الصواب فإنك في الصواب. أقول لكريم الصواب في (الحزب) و ليس خارج الحزب ... يقول بدأت تزج برأسك خارج الصواب (!) أتدري أحياناً أتذكر ذلك الشاعر العربي الشامخ في "الجنون" قائلاً (الا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين).
لا لن ندع أحداً يجهل علينا ولن نجهل على أحد (!) كريم مروّه ثر الاصدار فعشرات الاصدارات من الكتب الجميلة يدفع بها واثفاً الى المكتبة العربية وهذا آخر كتاب من كتبه بعنوان (وجوه مضيئة في تاريخنا أحداث و ذكريات و مواقف). وقد تصدّر واجهة هذا الكتاب الرائع صور فوتوغرافية أحدهما لزعيمي الحزب الشيوعي اللبناني (فرج الله الحلو) و (نقولا الشاوي). هكذا يضع كريم مروة نفسه في حزب الشيوعية شاء من شاء و أبى من أبى قائلاً: "وهكذا يكون قد مرّ على انتمائي للفكر الاشتراكي سبعون عاماً حتى هذه اللحظة من حياتي الفكرية و السياسية و الشخصية و أنا على أبواب التسعين من عمري لذلك رأيت من المفيد أن اذكر في هذا الكتاب و أعرف في مرحلة مهمة في تاريخ لبنان أساساً وفي تاريخ الحزب الشيوعي اللبناني بالذات بأحداث و شخصيات كان لها دور تاريخي في الايجاب وفي السلب والايجابي هو الاهم وظيفة هذا التذكير و التعريف انها تقدم للأجيال الجديدة الطامحة الى التغيير في وطننا الخالد لبنان صورة عن هذه الاسماء والاحداث التي من دون المعرفة بها لا تستطيع هذه الاجيال ان تذهب الى المستقبل الذي تنشده لهذا الوطن سواء باسم الاشتراكية بعد التجديد الضروري فيها في شروط العصر أم بصيغ أخرى من حق الطامحين الى التغيير ان يتبنوها كفكر و سياسة و برنامج للتغيير. لكنني أضفت الى التاريخ المرتبط بلبنان وبالحزب الشيوعي اللبناني و برموزه أضفت أسماء عدد من رموز الحركة اليسارية في لبنان وفي العالم العربي وفي العالم لكي تكتمل الصورة عندي عن الماضي وعن المجيد فيه والانطلاق منه الى المستقبل الآتي الذي سيظل البحث عنه رفيقاً لي حتى آخر العمر".

كريم مروّه من كل قلبي دمت رفيقاً في العمر و آخر العمر وبعد العمر (!)