العراق يتمزق في يد الإسلاميين !


اسحاق الشيخ يعقوب
الحوار المتمدن - العدد: 4911 - 2015 / 8 / 31 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

ينحني منصاعا ذليلا يمسك بيد المرشد الاعلى علي خامنئي بيديه يقبلها متسولا يعود محنيا الى الخلف دون ان يدير ظهره خطوة.. خطوة مرخيا رأسه على صدره يأخذ مقعده ينعقد لسانه يصمت دون ان ينطق بكلمة: فالمرشد الايراني علي خامنئي على علم مسبق بأسباب مجيئي نائب رئيس الجمهورية المقال نوري المالكي: يتصبب عرقا لسانه جمد في فمه ولم يستطع ان يقول شيئا (...) ابتسم في وجهه المرشد علي خامنئي بشفقه وقال له عد الى العراق فأنت في حمايتي وانت خارج ملف محاكمة المتهمين في قضية سقوط الموصل بيد تنظيم داعش!
وبالرغم من ان نوري المالكي كان رئيس الوزراء السابق يوم سقوط الموصل الا ان ارادة المرشد الايراني علي خامنئي فوق الجميع في الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي العراق!
ان 70 الف جندي من الجيش العراقي كانوا تحت امرة المالكي فروا في يوم واحد امام 1500 عنصر من «داعش» وفي ذلك بالضرورة يصبح المالكي على رأس قائمة المسؤولين عن سقوط الموصل، أيمكن لمن ينحني ذليلا حتى التراب في تقبيل يد خامنئي ان تكون لديه ذرة كرامة وعزة انسانية ووطنية.. كلهم رموز حزب الدعوة الاسلامي يحنون حتى التراب في تقبيل يد المرشد علي خامنئيّ!
أركوع تقبيل اليد «المباركة» شرعة ايمانية فقهية في الانحناء حتى التراب لتقبيلها؟
الاسلام الوطن وليس لنا وطن سواه قالها الخميني يوم ان حطت قدماه «المباركة» على ارض مطار طهران عائدا من المنفى!
أتهاونوا في الوطن وغاصوا في الفساد واصبحت جيوبهم تنوء بمليارات الدولارات: من الاسباب الجوهرية في حكم حزب الدعوة الاسلامي للعراق في سقوط الموصل واجزاء اخرى في يد داعش وسيطرتها الاجرامية في تدنيس ارض العراق، ولاريب ان مبدئية الوطن الاسلام ولا وطن غيره ايدلوجية اسلاموية لدى الاحزاب الاسلامية ومن هنا تتناقض الوطنية في الاسلامية عند الاحزاب السياسية في العراق وفي كل مكان!
ان حيثيات الوطنية نقيض جذري في عقيدة الاحزاب الدينية الاسلامية وان سقوط الموصل مؤشر في حاكمية حزب الدعوة الاسلامي ناهيك عن ذهاب نوري المالكي لتقبيل يد علي خامنئي في ايران!
وتفيد انباء خاصة لجريدة الشرق الاوسط اللندنية «ان لقاء عاصفا جرى بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وقائد فيلق القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني لدى مشاركته في اجتماع الهيئة السياسية للتحالف الوطني برئاسة ابراهيم الجعفري وزير الخارجية وكان حيدر العبادي لدى دخوله الى مكان الاجتماع فوجئ بوجود قاسم سليماني الذي كانت مهمته المكلف بها من القيادة الايرانية عدم محاكمة نوري المالكي او فتح اي ملف ضده» وهو ما يعني ان ملف محاسبة رؤوس الفساد في مظاهرات واعتصامات الجماهيرية للشعب العراقي قد اسقط من يد حيدر العبادي وان تصدعات سياسية قد تمس وزراء حزب الدعوة الاسلامي الغاطسون حتى رؤوسهم في الفساد ويقال ان تحذيرات يحملها الجنرال قاسم سليماني ضد تدخلات المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني في دعم مطالب الجماهير العراقية في المضي من اجل الاصلاح ومحاسبة الفساد والمفسدين.
ويقول السيستاني: «كانت المرجعية تأمل ان تقوم الطبقة السياسية التي وصلت الى السلطة عبر صناديق الانتخابات بإدارة البلد بصورة صحيحة ولا تحدث مشكلات كبيرة بحيث نضطر المرجعية الى التدخل.. ولكن للأسف الشديد جرت الامور بغير ذلك وقد تسبب سوء الادارة بالإضافة الى عوامل داخلية وخارجية اخرى في الوصول بالبلد الى هذه الاوضاع المزرية التي تنبئ بخطر جسيم».
ولا ريب فان الفساد والمفسدين في وزارات حزب الدعوة الاسلامي ساهموا بفسادهم ومفسديهم في سقوط مناطق من الاراضي العراقية في يد تنظيم داعش (!) ويرى الباحث العراقي حيدر الخوئي ان السيستاني لا يحب الانخراط في السياسة لانه يؤمن بان رجال الدين يجب ان يلتزموا بتوفير التوجيه والقيادة الروحية وهو ما يأخذ صدقيته في تورط حزب الدعوة الاسلامي في السياسة الامر الذي ادى بإغراق العراق في الفساد وهو ما ادى الى سقوط الموصل في يد داعش، ان وصمة عار تاريخية ترتبط بالإسلام السياسي في سقوط الموصل!