أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - الفصل السادس والسابع رواية لم اشرقت ..لم رجعت















المزيد.....



الفصل السادس والسابع رواية لم اشرقت ..لم رجعت


مؤيد عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 7482 - 2023 / 1 / 4 - 18:01
المحور: الادب والفن
    


الفصل السادس """"""""" شوارع المدينة واتقادها """"""""""""""
في صباح مشمس دافت اشعتها اضلاع النهار بعد ليلة باردة لفت الارض، أذابت جليد الوهن والضعف ودبّت القوة في أغلب قلوب الشعب العراقي من مدن الطين والعشق بشماله وجنوبه، بعد أن أخذ أمثال أبي كوكب ممن اشتركوا في التظاهرات السابقة في بغداد أو مراكز المدن الكبرى، يعملون مع جيل جديد من الشباب على دعم التظاهرات المطلبية السلمية القادمة، من صميم واقع حاجة الناس للخدمات وفرص العمل واحترام المواطن كونه مواطنا عراقيا،
أصبح أبو قيس خارج الموكب بعد أداء صلاة الفجر، كان قد خرج باكرا إلى عمله في "خان المخضر"، واضعا لثامه أو يشماغه الأحمر والأبيض، الذي اشتراه منذ سنوات حتى صار أشبه بصفحة جريدة أو كتاب قديم جدا، بالكاد يقي رأسه من شدة البرد، ويستر به وجهه عن زملائه من حملة الماجستير الحاصلين على وظيفة برشوة أو حزب أو غيرهما، يستر وجهه كي لا يتشمت بعضهم به،
كان أبو قيس في ذلك الصباح نشطا في عمله، يحمل أكياس البطاطا من سيارة الحمل الكبيرة إلى الأرض، بهمّة على غير عادته، كانت "دشداشته" القديمة نظيفة من النقود تماما، التي تلتف أحيانا حول ساقيه فيسحبها من طرفها بهمة أكثر ويواصل عمله، وهو عائد إلى سيارة الحمل بعد أن يزفر كيس البطاطا عن كتفه وفي قلبه زئير أسد، وقبل انتصاف النهار، حينها وقف في طابور العمال ليستلم أجرة يومه، وهو في نهاية الطابور أومأ بإشارة متفق عليها إلى أحد العمال، أن ينتظروه خارج العلوة، عادة عتاد عليها العمال كلما أحتاج أحدهم إلى مساعدة زملائه، تجمع العمال حوله بعد أن استلم الجميع يومياتهم بما يسد رمق أسرهم، ولم يكونوا أحسن حالا من أبي قيس، كما كان بينهم من الشباب الذين يحاولون جمع مبلغ يسافرون به إلى تركيا، ثم إلى اليونان عبر البحر ليطلب اللجوء في أحد بلدان أوربا، بادرهم أبو قيس هذه المرة قبل أن يسألوا، مثَلَ أبي كوكب رجل الموقد، عندما يبادر الحديث ويقذف الفكرة بقوة وجرأة، إلى متى نظل هكذا في بلد مُعظم ثرواته تذهب في جيوب المسؤولين والمتملقين لهم، ونحن مكانك سر لا يتغير حالنا ولا أحّد يحس بما نعيش وكيف نعيش؟!، إلى متى نظل بلا كرامة، حتى مَن ليس عنده شهادة تعليمية من أمثالكما أنت وعمار، وقد أشار إلى شابين من العمال الواقفين معه ثم تساءل، أليس لنا حق في ثروات البلاد، وقد كفله الدستور هذا الحق لنا جميعا، فالثروات من حق الشعب العراقي ، ومثل حالنا كثر صدقوا، هل تقبلون تعاملهم معي عندما كنتُ في بغداد وانهالت خراطيم الماء الحار والهراوات على الرجال والنساء بلا ذنب، عندما خرجنا أنا وحملة الشهادات العليا نطالب بفرصة عمل حكومي، وأنتم تعلمون إنني لا أملك سوى القميص والبنطلون اللذينِ أكملت بهما الماجستير وأنا أعمل معكم في "خان المخضر" هذا، هل تصدقون أني رجعت إلى "علاوي الحلة "وثيابي تلك ممزقة تماما ودمي يسيل فوقها، لولا إن أحد السواق عالج جروحي ومنحني ملابسه الجديدة التي كان قد اشتراها لتوه، هل تعلمون لماذا تعرضت لهذه الأهانة لأنني وقفت أدافع عن المرأة التي تعرضت لهراوات السلطة، إنهم بلا غيرة ولا ناموس، أنهم ينظرون لنا نظرة العبيد طالما صدقنا تسترهم بالدين وبكل كذبهم، كانت عيون العمال تبرق بثورة جديدة وقد اعتصرهم ألم العوز وألم الضحك على الذقون باسم الدين، استثمر أبو قيس هذا التوقد وهذه الثورة التي تفصح بها عيون عمال "خان المخضر"، فزاد كلامه، لقد تربعت جميع الكتل السياسية وأصحابها وأتباعها على خمس رواتب أو أكثر، بذرائع كثيرة واهية وزيف محض..، نحن الشمس التي ستشرق في كل نفس، شمس الحياة جديدة والأيام القادمة من أجل أطفالنا وكرامة أنفسنا، ألسنا نستحق حياة أفضل في عراق النفط والثروات والثورات؟
ملامح الرجال والشباب تشع ألقا وموافقة على المشاركة في تظاهرة الحلة مع عمال معمل النسيج، التي ستنطلق بوجه مَن يريدون بيع معمل نسيج الحلة وتسريح عمالة بلا عمل، مع مجاميع الشباب المطالبين بوطن لهم يريدون انتزاعه من يد الفاسدين والعملاء.
*****
كان محمد ينعم بنوم عميق ممتع، حتى فتح عينيه على أشعة شمس الضحى تهاجمه من نافذة غرفته، تمسح عنه بقايا النعاس والكسل، نهض من فراشه إلى المغسلة القريبة بباب غرفته، أدار ظهره إلى المغسلة وغرفته، أضحت الحديقة أمامه تنفّس نفسا عميقا وهو يمد يديه فوق رأسه، أخذ نفسا ثانيا، نظر إليه عمّه الذي تعود أن ينتظره في حديقة المنزل جالسا على كرسي من البلاستك الذي يكرهه، كان يرغب بالجلوس على كرسي من عيدان سعف النخيل، تململ أبو علي من جلسته تلك، والتفتَ الى أبن أخيه مخاطبا إياه، لقد تأخرتَ ليلة أمس بجولتك في المواكب وكان الجو باردا؟!، نظر إليه مبتسما، ولسانه وقلبه يصدق، لكنها كانت ليلة جميلة ومفيدة، فيما أجابه عمه - أنت معتاد على برد لندن ، وقد قام من كرسيه ليتناول فطورهما من يد ابنته نرجس، بينما كان محمد يفرك يديه بالمنشفة عند المغسلة الملصقة بجانب باب غرفته، يفرك يديه ووجهه إلى نرجس، مستمتعا بموسيقى صوتها، إذ لم يكن يلحظ غنجها أمامه إلا عندما رنّت بسمعه (صباح الخير) بغنج صوتها الذي ملء ذلك الصباح الهادئ، وهي تعود إلى داخل البيت عند أمّها، جلس في غرفته إلى عمه حول صينية الفطور من قيمر العرب والدبس، اللذينِ تنتجهما المدينة، مع خبز تنور الطين الذي يحب نكهته .
انفرد بغرفته بعد نقْل عمّه بقايا فطورهما إلى المطبخ، ثم خرج إلى دكانه، دخلتْ عليه نرجس بشاي ثانٍ كان قد طلبه منا، كانت تنظره عن قرب وهو يتناول "دفتره السومري" برفق، رفع رأسه إليها، شكرها بتمعْن من عينيه في وجهها، تمعّن المصور والصحفي الذي يلتقط الجمال، فأسرعتْ مغادرة وخديها يفوران بحمرة الحياء على سمرة بشرتها، وهي تقول(أستحي منكَ عندما تنظر لي هكذا)، ارتشف شيئا من شايه بهدوء، وهو يتأمل كيف سيدوّن توجسه عن صوت ديانا حين داهمه في غرفته هذه، بعد لحظات من تأمله عاودته صورة ديانا وهي تقبله في مطار لندن، حتى صار يمني نفسه أن يراها قريبا، كان جالسا على حافة الوهم متأملا أن يراها تدخل من باب غرفته في وضح النهار، وعلى رأسها عرش من ضياء الشمس..
أخذ يدوّن لحظات ليلة أمسه، ولا ينفكُ يتكلم أبان الكتابة، استغرق فيما هو فيه حتى مضت الساعة تلو الأخرى، ثم توقف لثواني عن الكتابة عند منتصف السطر، كان صوت ديانا يداهم سمعه مجددا وهو مستغرق في تلك الثواني، وفي هدوء من نفسه، قالتْ:( تريد أن تراني ألا يكفي أن تسمع صوتي)، تسمّر القلم بين أنامله، ثم قال بصوت مسموع :(ها قد عدنا تفضلي) كأنه يمازح جليسا له، حتى سمعها:(مادام الورى يباغتكَ في مفترق الأحاديث، لمَ رجعتَ ؟!فهم لا يبصرون الوطن، منافعهم تبرق بين طيات الكلام، يقلّبون الأحاديث على كل وجهة، فلا يبصرون فيها سوى أنانيتهم الأمارة بالسوء، اتجاه كل ما تقوله وتتحدث به عن حبك لوطنك للناس، وأمثال هؤلاء في كل زمان ومكان من الأرض، لكن ليست كل أرض هي الوطن بعسله وحنظله، وحتى أولئك الذين لا معنى على وجههم، ربما يتغيرون يوما وترتسم بسمة الأمل على محياهم بغدٍ أفضل للإنسان، هكذا هي الأمور نسبية دائماً في كل شيء سوى المطلق حرٌ منها، أرجو ألا تتسرع فيها فكم مِن متسرع نادمٍ كما ندم الظالم على ظلمه ساعة مندم" ،عند عودتكَ إلى ذات الموكب ورجال الموقد عنده، سترى وجوها ليس لها معنى ولا تعرفهم مِن قبل، لا تتحدث أمامهم وإذا أردت الحديث، تكلم بعفويتك الشجاعة، جردّهم من معنى التنكّر أمام الرجال ولا تتدخل بعدها، ولا تسلني عن شيء بفضولك هذا، الذي على طرف لسانك، فأنكيدو كان طائعا أكثر منك، وليس ثمة كلكامش واحد تنمر على الناس في بلادنا، بل ثمة قطعان منه، مهمتك أصعب من مهمة أنكيدو في ترويض كلكامش الذي ظنَّ أنه هو مَن أرسل تلك المومس إلى أنكيدو، أننا نحن نجرهم إلى هاوية نفوسهم وأهوائها، حين يظنون أنهم صاروا أقوى بحكمهم للعراق قلب العالم، النابض بأسرار الحياة الأولى والأزلية ).
كان يدوّن ما تقوله هي، لم يستطع منع نفسه من فعل الكتابة، حتى سرحت نفسه منه إلى المواقف التي مرت به وإحساسه أوّل وهلة وكيف تدرجت به إلى مرحلة إفهامه لما يدور من حوله في الموكب، ثم دوّن تساؤله لماذا يكون هذا معي؟ ولماذا في العراق وفي هذا الوقت؟ ظلت هذه الأسئلة في رأسه يبحث لها عن إجابة، مع سؤاله الأهم كيف يحدث هذا اللامعقول؟!، ثم أكمل تدوين ما يريد وكان الوقت مازال يتنفس الضحى، فخرج من البيت قاصدًا مركز المدينة دون هدف من خروجه.
*****
في الشارع حيث زحام المارة، أمطر مشاعره ضحى انثيال ذاكرته بحكايات أبيه الأستاذ عزيز عن بعض جلسات السمر والصحبة في بيت الملحن العراقي كوكب حمزة في وسط المدينة، فأخذته اللهفة بين حشود الناس والمواكب، حينها انتعشت في نفسه أوصاف بيت الملحن المعروف، على لسان والده منذ كان في لندن، درجتان عند عتبة الباب التي تقف فوقهما باب رشيقة مكوّنة من مصراعينِ صغيرينِ امتازت بها البيوت الشرقية، باب البيت كأنها قطعة موسيقية من الحان صاحب الدار نفسه، إلى جانبها سياج البيت الخارجي يلف رأسه بباقة كبيرة من الورد الأحمر، ليندلق إلى الشارع يعلو الرصيف أسفل السياج، تلاعبه يد الفتية مرحا، وهم مارين أسفل ظله من حرارة صيف قائظ ، كأنّ حال الورد فوق السياج صف من رجال الباليه على المسرح، وقد انحنوا في نهاية عرضهم للجمهور، فيصير شعرهم المتدلي بمثابة أوراق وأزهار شجرة الورد الأحمر المطلة على الشارع من فوق السياج، بينما كانت حديقة المنزل الفسحة الجميلة للجلوس صيفا تحت ظلال أشجار فاكهة البرتقال الدانية قطوفها لتمسي في كأس اليد المملوء بعذوبة الرفقة والصحبة، على أنغام عود كوكب حمزة في أول ألحانه للمطربينَ سعدون جابر وحسين نعمة ورياض أحمد، حين كان يقدمهم للجمهور..، فيما ذهب محمد السومري وقد ترك ذكريات والده الاستاذ عزيز على أعتاب ذاكرته والشارع في المدينة القديمة، ورجع إلى بيت عمّه حيث غرفته.
*****
بعد يومين أو جمرتي عشق في أزقة وشوارع المدنية القديمة، بين أشعة شمسها وشمس الذكريات وصوره الذهنية عنها، ذهب إلى الموكب المضيف مساءً، حيث مكبرات الصوت السوداء، تبث صوت القارئ ينعى أبي عبد الله الحسين، حينها كان الشيخ في الفضاء الخارجي للموكب تحت زرقة السماء وأضواء المصابيح الكهربائية التي تدلّت من حبل يرفع سلكها الكهربائي بعيدا عن متناول اليد، تمنح ضوؤها القوي لا الذي يرمش مثل ترمشية هاتف محمول، معطية إحساسا غائبًا ينتظره أغلب العراقيين، إحساس وفرة الكهرباء الوطنية.
ألقى التحية ومضى للجلوس في داخل الموكب، حيث ثمة أماكن فارغة، ومازالت الليلة في بدايتها والتي أخذت طابعا عشائريا مثل الليالي السابقة لها، كان محمد السومري يستمع إلى القارئ الخطيب، وقد مضى بعض الوقت على جلوسه، غرّد هاتفه المحمول بنغمته الموسيقية الهادئة، مِن حسن حظه أن الشيخ جاسم كان وافقا في باب موكب المضيف، ليتدخّل بفطنته:( محمد غيّر رنّة وطنّة تلفونك، اشلون نسيت تغيرها؟ يله ما صار شيء غيّرها ،غيّرها)،ويتلافى موقف لا يحسد عليه، إذ كان سيتحوّل السومري إلى قصة وعظ بلسان الخطيب القارئ، الذي استمر بحديثه مبتسما ابتسامة خفيفة جدا، ضاعت وسط كثافة شاربه ولحيته الطويلة، إبتسامة لا تعبر عن شيء سوى فهمه لموقف نغمة الهاتف المحمول، التي يعدّها من المحرمات في مجلسه الذي يخطب وهو يعتلي المنبر، كانت النغمة توحي بتغريدة خارج سرب أجواء الموكب، على الرغم من أنها موسيقى هادئة عادية لكن بعض الزوار قطب حاجبيه، بينما ضحك البعض الآخر من الشباب على مفردة (طنة) الجديدة على أسماعهم في مثل هذه المناسبات، في حين كتم البعض ضحكته في سره حتى أحمر وجهه، بينما أخذ هو يحث خطاه إلى خارج الموكب بين الجلوس، حين فتح اتصال هاتفه عندما رأى المتصل ديانا ، زاد لهاث قلبه وانشغال عقله، فتعثر عند باب الموكب وهو يحاول أن ينتعل حذائه.
كانت مفاجأة أن تبدأه هي بكلمة أحبك وأشتاقك كثيرا حتى في الأحلام ، فيما أمسى رجل الموقد يجمع بعض السعف والأخشاب، فصادف في حركته تلك أن رأى محمد وهو يغلق اتصاله عائدا منه، والمرح يفوح على ملامحه وبشاشته تغطي محياها، كانت إشراقة وجهه تشق الظلام بعد انقطاع الكهرباء الوطنية، حينها دعاه رجل الموقد أبو كوكب، أن يحمل معه بعض الحطب إلى موقدهم، بينما شغّل أحدهم مولدة المضيف الكبيرة لتضيء المكان من جديد، فيما أخذت نار الموقد يرتقي فضاؤها وتتصاعد من أسفل الحطب، فتركاها ووقفا يتناولان قهوة البن المطحون في الهاون لتملأ رائحته مع رائحة الهيل أنوف الجالسين والمارين من الناس، كانت حركة يد الرجل طحّان البن، وهي تعلو وتهبط بقطعة الحديد التي تسمى "يد الهاون" تدل على مهارة كبيرة في حركته هذه المستمرة بلا توقف وهو يعيد بحركة منتظمة من رأسه وجسمه يمينا وشمالا مع القصيدة الشعبية الحسينية التي علا صوتها من مكبرات الصوت الكبيرة السوداء الملتصقة بالأرض، نظر إليه وهو نادم على نسيانه لكامرته الصحفية هذه المرة، فأخرج هاتفه المحمول والتقط صورة، وصورتين، وثلاث صور، من زوايا مختلفة للرجل الذي يطحن حبوب البُن والهيل، ثم ذهب حيث جلوس رجل الموقد أبي كوكب، ليسأله ماذا يعمل الرجل الذي يطحن البن والهيل بعد انتهاء الزيارة؟ يعمل فلاحا في أرضه التي ورثها عن أبيه، حينها كانت نار الموقد قد خفتت، وصار الخشب جمرا يتوقد بحمرته مع نسمات الهواء الباردة، وزفرات الرجال والفتية حوله، ينتظرون أبا كوكب أن يبدأ حديثه.
سأل محمد الجالسينَ عن أبي قيس، فرفع رجل الموقد رأسه إليه، بعد أن كان منشغلا بترتيب مكان لإبريق الشاي على الجمر، وقد تفطّن إلى سؤال محمد عن أبي قيس تحديدا، دارَ في خلد أبي كوكب أنه ربما يرغب في الخروج معهم في التظاهرات القادمة، فبادره سيأتي بعد قليل، سيأتي ونتفق على أن نخرج في تظاهرة واحدة، إبتسم وجه محمد لوجه رجل الموقد أبي كوكب، وقد غيّر مكان جلوسه ليكون مقابلا له، ثم أستأذنه بالحديث بدلا عنه، قالها ببلاغة: أرجو أن تعيرني دورك في هذا المساء، لأتحدث بما رأيتُ وعرفتُ عن الحياة والمجتمع، بما يفيد أهلي ووطني هنا، تأمله أبو كوكب وهزّ رأسه موافقا، ثم أردف قائلا ولكي أشارك الجميع بالاستماع إليكَ الليلة .
الفصل السابع """"""""" موقد وتوهج """"""""""
في العام الماضي بمثل هذه الأيام من الزيارة الأربعينية، حتّم عليّ عملي الصحفي أن أكون في لندن، كنتُ أذهب إلى الحسينية التي هناك، فلم أحس بطعم المشاعر الإنسانية إلا هنا، مثلما أنا بينكم الآن، هذا يجعلني فخورا بوجودي معكم.
ثم بدأ يتحدث عن المشاعر الصادقة التي تنتقل في الأجواء بصدق أصحابها في المكان الذي يشع بمَن فيه من الناس، فالمشاعر ليست جماعية بمعنى أن كلّ شخص في لحظة ما تختلف عن غيرها، فاللحظات عند الشخص الواحد تختلف من وقت إلى آخر ومن مكان إلى آخر، كما أنها نسبية، بمعنى هذا الإختلاف فيها هو النسبية، فما بالكم من شخص إلى شخص كيف يكون اختلافها كذلك، لذا ثمة ضرورة للحرية الشخصية في هذه الأمور وغيرها، دون وصاية ممَن يظن نفسه ، أو يتجرأ وينصّب نفسه رباً على الناس، إن المشكلة في العراق وجود مَن يستغل هذه المشاعر الصادقة ليسخرها في خدمته، وأنا أقصد خلط الدين بالسياسية، وخلط الدين بالمنافع الشخصية.
تداخل أحدُ شباب الموقد الدائمين الحضور، مقاطعا محمد ومساندا إياه لمَا أبداه، كان الشاب قد شذب لحيته تشذيبا، وله حاجب مبتور بيد حلاق ماهر، ليُزيد في وجهه علامات الحسن الرباني، ناقلا ما تناقله الناس عن امرأة معروفة بصدقها بينهم، وبصدق خدمتها للإمام الحسين، مِن أنها رأتْ نور من السماء في ليل أحد المواكب وسمعتْ (هل تعبدون المواكب وتتركون رب الكواكب) ، حاول الشاب أن يطيل حديث مداخلته، فأمست ملامح عدم الرضا لحديثه دون استئذان، بادية بصمت على الوجوه سامعيه حول الموقد ، وفي نفس أغلبهم تلك الرغبة للحديث، حينها ملأ كلام رجل الموقد صمت الإعتراض ، نعم هناك مواكب العزاء للأغراض السياسية والشخصية، وهذا واقع نراه يوميا في أيام الزيارة، لكن أغلب الناس لا تأخذ بكلام أية امرأة وهي تتكلم وجها لوجه معهم، فالمجتمع ذكوري عشائري، فهل يأخذ بكلام المرأة وهي تروي مثل هذا الكلام؟! وأرجو أن لا تقاطع مجرى الحديث، وقد ابتسم وجه رجل الموقد أبي كوكب، الذي ظل حزينا بسمرة مدن الطين والعشق، ثم التفتَ بابتسامته إلى محمد، إذا سمحتَ تفضل أكمل حديثك، فصادف أن جلس حول الموقد ثلاثة زوار غرباء على المدينة وموكب الشيخ جاسم، والموقد ورجاله، كان أولئك الغرباء ممَن قد أطلقوا لحاهم بشيء فيه مبالغة، وقد طوقت الخواتم والمحابس أصابع كفوفهم، وليس ثمة معنىً على وجوههم .
استمر محمد بالهمّة ذاتها والتوقد ذاته، إن ما تسمونه الأحزاب الدينية، تسخّر جميع القضايا الدينية لمنفعتها بل تسخر كل شيء لإغراضها ومنافعها الدنيوية، وهذا واضح جلي عندكم فأنتم مَن يعانون الأمرّين بسبب البطالة وضياع فرص العمل نتيجة استئثار هذه الأحزاب وغيرها ومَن يتبعها، أو ما تسمى بالكتل الكبيرة في البرلمان، بفرص العمل في القطاع العام والخاص، حتى المرجعية الدينية في النجف ملّت من النصيحة لهم علنا، ومناشدتهم في خطب الجمعة من كل أسبوع، بأن يوفروا الخدمات للشعب العراقي كافة، بمعنى أن الأحزاب الدينية هي سياسية فقط، والواقع كفيل بكشف زيف الزائفين.
ألقى أبو قيس التحية وجلس عند الموقد بجانب السومري محدثهم في تلك الليلة، كان جلوسه مقابلا لأبي كوكب وجها لوجه، ليستمع مع جلّاس الموقد، إلى محمد السومري الذي واصل حديثه ، الحياة الطبيعية للبشر أن يكون الإنسان حر في اختياراته شرط أن لا يؤذي الآخرين أو يتجاوز على حرياتهم الشخصية، وهذه تبدأ من اختيار نغمة الهاتف المحمول، فهو شيء شخصي أنا أضع نغمة موسيقى هادئة وعادية، ما علاقة هذه بصلاتي وصومي وحبي لرسوله الله، ما علاقة هذه بحبي للحسين ؟ قاطعه أحد الغرباء من الزوار الثلاثة، إن الموسيقى حرام ، أجابه محمد : ومَن قال هذا؟ هناك مِن الفقهاء الشيعة مَن يقول أنها ليست حرام ، كما هناك فقهاء سنّة يقولون الكلام عينه، وهناك مَن يحدد نوع الموسيقى، وهناك مَن يشترط الغناء الخليع معها لتحريمها ، ثم ترون الناس تتطرف في هذا ، لكي يحصل المتطرفين بعدها على الطاعة العمياء من الأفراد في المجتمع، فإذا أضاءت الشمس دهاليز العقل الإنساني، وقتذاك سوف يفهم الإنسان سياقات الحياة والدين، وستكون حياته ملكه لا ملك غيره من البشر، لذا فإن المتطرفين يحاولون جعل من يتبعهم يعيش داخل دولاب لا يتوقف من الحلال والحرام، بما يريدون هم وبحسب ما تقتضي مصلحتهم الدنيوية في تحريك ذلك الدولاب، فما يحلّ لهم يحرمونه على الناس، القضية إذن ليست قضية حرمة الموسيقى مِن حليِّتها، إنهم يبدؤون بأشياء قد تراها تافهة وسهلة لكن فيها عمق نفسي، وبُعد وحسابات تجعل الفرد يطيع المتطرفين في المستقبل، تبدأ الطاعة بأشياء بسيطة، وهذا الفرد يظن إنه يطيع الله ودينه، هذا التطرف موجود في مجتمع المسلمين، ولا أقصد جميع المجتمع متطرفا، بادره أبو قيس بسؤال بعد أن استأذن، أستاذ هذه الأمور صار أغلبنا يعرفها، أرجو أن ترجع إلى موضوع الأحزاب الدينية جميعها في العالم، والتي بسببها بعض الشباب ترك الصلاة، كان محمد يركز على ما في العراق، ليكمل ما بدأه، فهذه الأحزاب تصل إلى مراكز القوة في الدولة من خلال هذه المنظومة منظومة هم ونحن، منظومة سنة وشيعة، منظومة السياسي الذي استغل الدين مع عمل متصل ومبرمج وجيوش إلكترونية، تفضي إلى التطرف الديني الطائفي في المجتمع كما في قضية الموسيقى الهادئة التي مرّت، وواقع الحال كشف بعد انتهاء إحدى الانتخابات كيف اتفقت كتلتان طائفيتان معروفتان بولائهما لدول معروفة بعينها، كيف اتفقت تلك الكتلتان علنا جهارا ونهارا في البرلمان، بينما كانتا قبل دخوله تتشاتمان في الفضائيات على أساس طائفي، السبب الطاعة العمياء لأتباعهما وعدم وجود مَن يسألهم بجمعهم لماذا هذا الزيف؟! فتولّد نظام المحاصصة بين جميع الكتل النافذة علمانية وإسلامية ،عربية وكردية، ولا أعرف كيف تسمى علمانية، وتتفق مع كتل إسلامية داخل البرلمان على محاصصة الوزارات في كل وزارة تشكلت منذ السنوات الماضية، لا تأويل غير المنافع السلطوية، سأل محمدا فتى صغيرُ السن، في ربيعه الخامس عشر من عمره، ما هي العلمانية؟ ببساطة شديدة أن يكون الدين هنا في المجتمع، وأن تكون الدولة والسياسة هناك في البرلمان، ولا تتدخل في دين الناس، كما لا يتدخل الدين في السياسة والدولة، وعلى الدولة أذا كانت صفتها علمانية، أن تحمي شعبها على اختلاف مكوناته الدينية، وتمنح جميع الشعب حق ممارسة الطقوس الدينية أو الشعائرية، وعليها أيضا أن تحقق خدمات لشعبها، وتمنح الجميع فرصة عمل متساوية، كما تكون الثروة للشعب وليس للكتل البرلمانية وزعامتها من هنا وهناك .
تداخل أحد الحاضرين الغرباء من الزوار الثلاثة والجالسين حول موقد الشاي، وقد مدّ يده المتخمة بالمحابس والخواتم، طالبًا الحديث، فحاول أن يأخذ وقتا من مساحة النقاش التي شعّبت أمامه على غير ما يرغب، ولا تعبير أو معنى على وجهه الملتحي يدل عمّا في سريرته، فدلى بدلوه مخاطبا محمد : أستاذ هذه ليست محاصصة بل تمثيل لمكونات الشعب وهي شراكة وطنية تتم بالتوافق بين مَن يمثل هذا المكوّن وذاك، وكل كتلة تمثل مصالح الناس التي انتخبتها، وهي تعرف على مَن توزّع الوظائف، أجابه محمد: الأسماء لها كثيرة ولكنها لا تمثل سوى محاصصة حزبية وفئوية تحت غطاء القومية والدين، يتقاسمون ثروات العراق بينهم، فهل يحصل جميع أبناء كل مكوّن على الوظائف العامة؟ هل يحصل أبناء كل مكوّن على شيء من الدرجات الخاصة، أو على الخمسة رواتب أو الأربعة رواتب أو اقل من ذاك؟! بينما أتباعهم فقط يحصلون عليها، أذن هم يمثلون كيانات سياسية وليس مكونات اجتماعية، ثم لماذا حاولوا بجمعهم أن يقطعوا البطاقة الغذائية مرارا، وهي الآن تحتضر؟ لماذا حاولوا إلغاء مجانية التعليم؟ ولماذا جعلوا علاج الناس في المستشفيات الحكومية باهظ الثمن؟ لماذا يُعسكرون المجتمع بالمليشيات ويهمشون القوات الحكومية؟ أليسوا هم نفسهم في البرلمان، والنظام برلماني بمعنى القرار بأيديهم، ولماذا يكونوا هم أنفسهم بجمعهم بيد دول أخرى؟، لماذا أموالنا المنهوبة موجودة في مصارف أجنبية بأسمائهم وأسماء أسرهم دون استثناء من هذه الطائفة أو تلك من هذه القومية أو تلك من هذا الحزب أو ذاك؟ هل تريد أن أتصل على مصارف لندن الآن وأخبرك كم هي المبالغ الموجودة هناك وبأسماء مَن؟ بينما بادر أبو كوكب وقتها، إلى توزيع الشاي بنفسه لكي يقاطع كلام محمد الذي فهم المغزى وسكت عن مواصلة حديثه، ومحولّا كلامه إلى شكر أبي كوكب على تقديمه الشاي، دون أن يلحظ ذلك الزوار الغرباء الذين لا معنى على وجههم، فتناول جميعُ جلّاس الموقد الشاي، ليمسك أبو كوكب بالحديث بقوة من ثقافته وهيمنة شخصيته على الجلسة، ليغرد فيهم : إنّها السلطة تفرض شروطها على مَن يركب ظهرها، فالسلطة لا دين لها حتما، إنما تحرك المتسلط على وفق مصالحه فقط، ومادام المال والسلاح يجمع الرجال بلا عقل وبلا دين،في غياب لدولة المؤسسات، فمِن هذه الحال حمل الجِمال، أعمالهم ذات أعمال السلطة في كل وقت عب التاريخ، فيما أخذت عينا رجل الموقد أبا كوكب طريقها مباشرة إلى عيون الغرباء ولحاهم الطويلة وأصابعهم المتخمة بالمحابس تسمدها دون معنى على وجههم سوى التوعد، فصارت عينا أبي كوكب أكثر حدة مثل حدة عينا الصقر وهو ينحدر من السماء على فريسته، وفي هدوء من نبرة صوته باشرهم بحمم قوله وهو يشير بيده إلى محمد السومري، هل تتوقعون إن والده الأستاذ عزيز، كان قد توفي غربيا في لندن بسبب مطاردة الأمن العام قبل عقود من الزمان؟ في هذه اللحظة تلفّتوا إلى بعضهم واستأذنوا بالرحيل لمواصلة سيرهم إلى كربلاء، قال محمد وقد أدار وجهه عن قفا الغرباء المغادرينَ، كأنه ممنوع على الناس المستقلة أن تطالب بحقها أو تبدي رأيها حتى، وإلا التهمة جاهزة، حينها صار وجهه بوجه أبي كوكب رجل الموقد، الذي أومئ له بحركة رأسه معبرا عن تأييده لرأيه .
لم تكن جمرات الموقد تهدأ بل تتوهج باستمرار لقوة الرياح الباردة، التي تواصل هبوبها بين لحظة وأخرى مما يزيد دخول الزوار إلى الموكب المضيف بسبب البرد القارص، كما يزداد الجالسون تناولا للشاي حول الموقد، فيما قام أبو كوكب ومعه السومري محمد، يحاولان أن يساعدا المعلم الأستاذ حسن أخو الشيخ، الذي كان يرتدي دشداشة سوداء وقد ربط فوقها حزاما من يشماغه، حينما خرج من داخل الموكب ليواصل تقديم حلويات البقلاوة إلى الزوار، وهو يرفعها بيديه وتتقدم جسمه في صينيتها الكبيرة، التي ابتاعها من سوق المدنية في ساعة متأخرة من الليل بسيارته الخاصة، فيداخله السرور وهو يراهما يحاولان أن يساعداه، شاكرا لهم مع كلمته:(تفضلوا) وهي تسبق الحلويات، ليتناول كل واحد منهما قطعة واحدة، وهما مازالا بعيدين عن الموقد، ومازال أبو كوكب يسأل صاحبه السومري ـ إذن أنت تريد أن يكون الدين في المجتمع والسياسة في ميدانها؟ وهل يوجد حل أفضل برأيك بعد هذه السنوات التي ضاع فيها الإنسان العراقي بين القتل ومحاولة إركاعه بالخبز، وفي أفضل الأحوال يكون في مخيمات اللاجئين خارج العراق أو داخله ؟ سنوات كأنها من بقايا سنوات الدكتاتورية، لم تبقِ قيمة لبشر أو وطن وأغلب ساسة النظام تابعين لدول، وينهبون المال العام، فتسببوا بوجود الإرهاب، ثم داعش، وقرينهما الفساد الإداري والبيروقراطية، والعصابات المنظمة التي استولت على كل شيء دون تمييز حتى الملاهي الليلة..، أجابه أبو كوكب رجل الموقد - أتفق معك تماما وهذا ما وددتُ إيصاله لك، فلا يمكن أن نترك ديننا بوصفه حرية فردية وشخصية، كما لا يمكن أن نتركهم يضحكون على ذقوننا مرة أخرى بالانتخابات أو غيرها، فنحن شعب حي لن يموت.
*****
رجع الاثنان إلى الرجال والفتية حول الموقد وقد أخرج كل واحد منهما سيجارته من علبته الخاصة، وأشعلاها من جمرات الموقد، عاد أبو كوكب إلى مكان جلوسه، حين أخذ محمد مكان جلوسه هو الآخر ماداً يده فوق الجمرات والأخرى فيها لفافته، وهما يستمعان مع جلاس الموقد إلى أبي قيس يحدثهم عن اجتماعه الذي حضره داخل "موكب كسبة الطحين" في حي نادر مقابل معمل النسيج في الحلة عصر أمس، كان حديثه ينصب حول اتفاق الجميع من حضور الاجتماع هناك، بأن يشاركوا مع عمال معمل نسيج الحلة بتظاهرتهم المرتقبة، وقد أكمل بألم : كنا ننتظر أن يأتي أحد من طلبة جامعة بابل أو المعاهد أو الإعداديات، فلم يأتِ أحد منهم إلا القليل، تكلم أحد الشباب حول الموقد : ليس مهما حضور الطلبة، قاطعه أبو قيس بـ(لا)، وأضاف بشغف - مهم جدًا حضور الطلبة لقد كانوا عصب التظاهرات في تاريخ الحركات الجماهيرية الشعبية، فهم عماد الوطن ورجاله في المستقبل، سيكونون معنا في التظاهرات إن لم تكن اليوم، ففي تظاهرات قادمة يكونون معنا أن شاء الله.
ثم نبههم أبو قيس إلى موعد انطلاق التظاهرة المُعلن،بعد الأعُلان عنها في موقع التواصل الاجتماعي.



#مؤيد_عليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية لِمَ اشرقتَ ..لِمَ رجعت َ!!
- الفصل الرابع والخامس رواية لم اشرقت ..لم رجعت
- الفصل الثاني والثالث رواية لم اشرقت ..لم رجعت
- التميع والتطبيع
- شعر كزار حنتوش ومرجعية الجمال في قصيدته - قصائد رسمية - إنمو ...
- أخرُ عشاءٍ للشاعر تأبط شرا في بغداد
- تقنية السارد بين الراوي العليم والرواي الثانوي في رواية -رما ...
- أخرُ عشاءٍ لتأبط شرا في بغداد
- في 2021
- قصة قصيرة - ضوءٌ منتفض -
- جماليات إيقاع التقابل في -تحوّلات- / الشاعر عبد المنعم القري ...
- سقوط
- سيرة نضال نجفيّة في قصيدة -خطى على ضفاف- *
- فنيّة اليوميات ولغتها في ولهِ الشاعر عمر السراي
- فنيّة القافية عند الشاعر د. وليد جاسم الزبيدي / ديوان -أناشي ...
- التضاد المكاني في قصيدة -الملوك - لكريم جخيور
- لا اشبهكَ
- همس الايقاع الداخلي في مكان قصيدة - شهرزاد - لرسمية محيبس *
- طفولة بنات الشوارع في فنية السرد القصصي ل-هي لا تشكو.. الى م ...
- ما يخبئه النص في جيب المكان لديوان - ثمّة قلق- عماد الحيدري


المزيد.....




- مهرجان كان السينمائي: فيلم -رفعت عيني للسما- وثائقي نسوي يسر ...
- قرار مساواة الجلاد بالضحية .. مسرحية هزلية دولية بامتياز .. ...
- -أنتم أحصنة طروادة للفساد الاجتماعي-.. أردوغان يهاجم مسابقة ...
- آخر مرافعة لترامب في قضية الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز الأ ...
- طريقة تنزيل تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 نايل سات لمتابعة ...
- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - الفصل السادس والسابع رواية لم اشرقت ..لم رجعت